
خصائص أمتنا الإسلامية المباركة
لقد فضل الله تبارك وتعالى أمة الإسلام على سائر الأمم بخصائص ومميزات كثيرة أعظمها وجودا القرآن العظيم تلك المعجزة الخالدة، وحفظها -سبحانه-؛ حيث قال: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (الحجر: 9)؛ وكذلك السنّة النبوية الصحيحة، ففي الحديث «تركت فيكم أمرين لن تضلوا ماتمسكتم بهما: كتاب الله وسنة رسوله».
- وجعلها الله عز وجل خير أمة أخرجت للناس؛ لأنها تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وتؤمن بالله، وتدعو الناس إليه.. ففي الحديث: «أنكم تتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله» رواه الترمذي وقال حديث حسن.
- ومن خصائص الأمة الإسلامية أن جعلت لها الأرض مسجدا وطهورا؛ فأيما رجل أدركته الصلاة فلم يجد ماء ولا مسجدا فيتيمم ويصلي في أي أرض، ففي الحديث: «أعطيت خمسا لم يعطهن نبي قبلي...» ذكر منها: «وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا..» رواه أحمد.
- وأمتنا أعطاها الله -عزّ وجل- يوم الجمعة وما فيه من خير وبركة ومغفرة ضل فيها اليهود والنصارى؛ ففي الحديث: «نحن الآخرون السابقون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا، ثم هذا يومهم الذي فرض عليهم فاختلفوا فيه فهدانا الله، فالناس لنا فيه تبع، اليهود غدا والنصارى بعد غد» رواه البخاري ومسلم.
- ولقد تجاوز الله عن هذه الأمة الخطأ والنسيان وحديث النفس ما لم تعمل أو تتكلم به وما استكرهوا عليه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: «إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به نفسها ما لم يتكلموا ويعملوا به» رواه البخاري.
- ومن خصائصها أن الله -عز وجل- جعل العبادات سهلة ويسيرة وبها رخص تتلاءم مع الإنسان في كل أعماره وفي حال السفر والمرض والحرب، وحتى التوبة فشروطها يسيرة أولها الإقلاع عن الذنب، والندم على ما فات والعزم على عدم العودة وإرجاع الحقوق لأصحابها والإخلاص فيها، والإكثار من الحسنات التي تذهب السيئات.
- وأمتنا محفوظة من الهلاك العام والاستئصال، فلا تهلك بسنة ولا بجوع، ولا يسلط عليها عدو من غيرها فيستبيح بيضتها ففي حديث ثوبان رضي الله عنه مرفوعا: «إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها، وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض (كسرى وفارس)، وإني سألت ربي ألا يهلكها بسنة عامة ولا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم، وإن ربي قال: يا محمد إني إذا قضيت قضاء لا يرد: وإني أعطيتك لأمتك ألا أهلكهم بسنة عامة، وألا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم» رواه مسلم.
- ومن خصائص أمتنا المرحومة أنها لا تجتمع على ضلالة، في الحديث: «إن الله قد أجار أمتي أن تجتمع على ضلالة» قال الألباني الحديث بمجموع طرقه حسن.
- ومن خصائصها أن جعل دين الإسلام عالمياً، ورحمة، {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}(الأنبياء: 107)، {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا}(سبأ: 28).
- ومن خصائصها أن الله -سبحانه وتعالى- قبل شهادتها على أفرادها وعلى غيرهم ففي حديث أنس رضي الله عنه لما سأل عمر رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «من أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة، ومن أثنيتم عليه شرا وجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض» رواه البخاري.
- ومن خصائصها جعل صفوفها في الصلاة، كما تصف الملائكة أمام ربها، ففي الحديث: «جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة» رواه مسلم.
- وجعل الله -تبارك وتعالى- شطر أهل الجنة من الأمة الإسلامية، وهذا ما بشر به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الصحابة -رضي الله عنهم- فكبروا الله، وبكوا فرحا بهذه البشارة.
وخص الله -تبارك وتعالى- هذه الأمة بالشرب من حوض النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ومن شرب منه لا يظمأ بعدها أبدا. ومن خصائصها أنه لم يسمح لغير أفراد الأمة من الدخول في مكة والمدينة.
- وجعلها الله أمة وسطا في المنهج والدين، قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُوْنُوْا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُوْنَ الرَّسُوْلُ عَلَيْكُمْ شَهِيْدًا}(البقرة: 143).
- سيكون لهذه الأمة الرفعة والعلو والانتشار والقبول، {والعاقبة للمتقين}، ولا يكون بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله الإسلام بعز عزيز أو بذل ذليل.. قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}(التوبة: 33)، وبعث صلى الله عليه وسلم بجوامع الكلم والنصرة بالرعب.
وحق لنا أن نعتز بهذا الدين، ونفخر بالانتماء إليه، ونعمل على نشره، ونبذل الجهد لتحكيمه ليعم الجميع بالعدل والرحمة والخير والسعادة.
لاتوجد تعليقات