رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
10 يونيو, 2024 0 تعليق

نعمة الهداية إلى دين الإسلام

إن أجلّ نعم الله وأعظم مننه على عباده هدايته -تبارك وتعالى- من شاء من عباده إلى هذا الدين الحنيف، الذي رضيه لعباده دينا؛ إذ هي النعمة العظمى والعطية الأجلّ، قال -عز وجل-: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (الحجرات:17).

وإنما عظم شأن هذه النعمة وكبر قدرها؛ لأنَّ الإسلام هو دين الله -تبارك وتعالى- الذي ديناً سواه ، يقول- جلَّ وعلا-: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} (آل عمران:19)، ويقول -جل وعلا-: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (آل عمران:85)، ويقول -جلَّ وعلا-: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (المائدة:3)، ويقول -جلَّ وعلا-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً} (البقرة:208) أي في الإسلام .

ومن عرف الإسلام وما يدعو إليه من العبادات العظيمة والأعمال الجليلة والآداب الرفيعة أدرك رفيع قدره وعلو شأنه.

فالإسلام يقوم على عقائد صحيحة، يُعمر بها قلب المؤمن، إيمان بالله -عزوجل-، وإيمان بكل ما أمر -تبارك وتعالى- عباده بالإيمان به، الإيمان بالله وبملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، سأل رجل النبي – صلى الله عليه وسلم -: «أَيُّ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ؟ قَالَ الْإِيمَانُ، قَالَ وَمَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ».

والإسلام يقوم على طاعات زاكية وعبادات عظيمة يفعلها العبد متقرباً بها إلى الله -جل وعلا- منقاداً مستسلماً مذعناً لله خاضعا لجنابه -سبحانه-، وأعظم طاعات الإسلام وأجلّها مباني الإسلام الخمسة التي بيَّنها النبي – صلى الله عليه وسلم – في أحاديث متكاثرة ؛ منها حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي -صلى الله عليه وسلم – قال: «بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَصَوْمِ رَمَضَانَ وَحَجِّ الْبَيْتِ».

والإسلام صلاحٌ في الظاهر والباطن؛ فباطن الإنسان وهو قلبه يستسلم لله جلَّ وعلا ويخضع لجناب الرب -سبحانه- ويذل وينكسر بين يديه، وجوارح العبد تنقاد مستسلمةً لله مطيعةً له ممتثلةً أمره عز وجل، فجمع الإسلام بين صلاح الباطن بالاستسلام – استسلام القلب لله – وصلاح الظاهر بصلاح الجوارح بالاستقامة على طاعة الله والمحافظة على عبادته -سبحانه.

والإسلام تكافلٌ بين المسلمين وتعاونٌ وتواصلٌ وتراحم وأخوَّة قال -جلَّ وعلا-: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} (الحجرات:10)، وفي الحديث يقول – صلى الله عليه وسلم -: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ».

والإسلام نهوضٌ بالهمم وارتفاعٌ بالعزائم، وانشغالٌ بمعالي الأمور، وبُعدٌ عن كل ما لا يعني الإنسان في دينه ودنياه، قال -صلى الله عليه وسلم -: «مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ».

إن الإسلام دين عظيم يهذب العقائد، وينقي الأعمال، ويزكي السلوك، ويرتفع بالعبد إلى معالي الأمور، وهو مع المسلم الصادق في جميع أحواله قائما وقاعدا ومضطجعا، وقد كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يدعو: «اللهم احفظني بالإسلام قائما، اللهم احفظني بالإسلام قاعدا، اللهم احفظني بالإسلام راقدا، ولا تشمت بي عدوا ولا حاسدا».

فما أجلها من منّة! أن يوفق المرء للإسلام عملاً به ودعوةً وانتماءً فلا أحسن ممن كان متصفاً بهذه الصفات، قال -جلَّ وعلا-: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (فصلت:33) .

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك