هذ العمل جريمة عظيمة

- امرأة وضعت السم لزوجها في كوب شاي نتيجة مشكلات، فاعتذر الزوج عن شرب اللبن، فشربته ابنتهما التي أحضرت الكوب وهي لا تعلم ما فيه من سم، فماتت البنت؛ فهل تحاسب الزوجة على موت البنت وهي غير مقصودة؟ وهل يعد هذا قتلاً خطأ أو عمداً؟ وهل عليها كفارة في الحالتين؟

- هذه جريمة عظيمة - والعياذ بالله - والله سبحانه وتعالى حرّم قتل النفس بغير حق؛ قال سبحانه وتعالى: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما} (النساء: 93). وعدّ القتل بغير حق قرينا للشرك؛ قال تعالى: {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب} (الفرقان: 68-69)، والآيات في هذا كثيرة. ولا يجوز قتل المسلم إلا بالحق، سواء قتله بسلاح أم قتله بسم أم بأي شيء قاتل؛ فإنه يتناوله هذا الوعيد الشديد وهذا التحريم، والعياذ بالله. وما أقدمت عليه هذه المرأة السائلة من وضع السم لزوجها بقصد قتله جرم عظيم، وهي تذكر أن الزوج امتنع عن شرب اللبن المسموم، وشربته البنت فماتت. نقول: كان الواجب عيك أن تأخذي هذا اللبن وتبعديه، ولكن كونك تركت البنت تشربه وأنت تعلمين أن فيه سما، فهذا معناه إقرار هذا الشيء، ومعناه السماح لهذه البنت بشرب السم، وتركك لها تسبب في قتلها؛ فالأمر خطير جدا، والواجب عليك التوبة إلى الله سبحانه وتعالى.