رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 18 أكتوبر، 2011 0 تعليق

إهداء تلاوة القرآن الكريم للآخرين.

- هل يجوز أن أختم القرآن الكريم لوالدي، علما بأنهما أميان لا يقرآن ولا يكتبان؟ وهل يجوز أن أختم القرآن لشخص يعرف القراءة والكتابة ولكن أريد إهداءه هذه الختمة؟ وهل يجوز لي أن أختم القرآن لأكثر من شخص؟

- الحمد لله.. لم يرد في الكتاب العزيز ولا في السنة المطهرة عن رسول الله [، ولا عن صحابته الكرام ما يدل على شرعية إهداء تلاوة القرآن الكريم للوالدين ولا لغيرهما، وإنما شرع الله قراءة القرآن للانتفاع به، والاستفادة منه، وتدبر معانيه والعمل بذلك، قال تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} وقال تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} وقال نبينا عليه الصلاة والسلام: «اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه»، ويقول [: «إنه يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان أو غيايتان أو فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما».

- والمقصود : أنه أنزل للعمل به وتدبره والتعبد بتلاوته والإكثار من قراءته، لا لإهدائه للأموات أو غيرهم ، ولا أعلم في إهدائه للوالدين أو غيرهما أصلا يعتمد عليه ، وقد قال [: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد».

       وقد ذهب بعض أهل العلم إلى جواز ذلك وقالوا : لا مانع من إهداء ثواب القرآن وغيره من الأعمال الصالحات، وقاسوا ذلك على الصدقة والدعاء للأموات وغيرهم، ولكن الصواب : هو القول الأول؛ للحديث المذكور، وما جاء في معناه ، ولو كان إهداء التلاوة مشروعا لفعله السلف الصالح.

       والعبادة لا يجوز فيها القياس؛ لأنها توقيفية لا تثبت إلا بنص من كلام الله عز وجل أو من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، للحديث السابق وما جاء في معناه.

      أما الصدقة عن الأموات وغيره ، والدعاء لهم، والحج عن غيره ممن قد حج عن نفسه، وهكذا العمرة عن غيره ممن قد اعتمر عن نفسه، وهكذا قضاء الصوم عمن مات وعليه صيام  فكل هذه العبادات قد صحت بها الأحاديث عن رسول الله [ إذا كان المحجوج عنه والمعتمر عنه ميتا أو عاجزا لهرم أو مرض لا يرجى برؤه، والله ولي التوفيق. 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك