رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 6 نوفمبر، 2023 0 تعليق

2 أهم الانتهاكات ضد مساجد  فلسطين

  • استمرار عمليات إحراق المساجد داخل الخط الأخضر وكذلك في الضفة الغربية، ودعم جيش الاحتلال
  • سياسات الاحتلال بمثابة مقدمات لتهويد المساجد في داخل الخط الأخضر وتدميرها
  • ارتفعت وتيرة الاعتداءات على المساجد في الضفة الغربية منذ بداية عام 2010 وازدادت شدة في العام الحالي
  • مسجد قيسارية: حولت قوات الاحتلال هذا المسجد الذي يطل على البحر الأبيض المتوسط إلى خمارة ومطعم وأبقى على مئذنته.
  • مسجد الشعرة في مدينة صفد: حُول إلى كنيس يهودي وأزيلت مئذنته في خمسينيات القرن الماضي.
  • مسجد عين الزيتونة في صفد: حُول إلى حظيرة للماشية وحولوا المقبرة الإسلامية الواقعة حوله إلى مكان لرعي الماشية.
 

سعت حكومة الاحتلال في فلسطين إلى تزوير المعالم العربية والإسلامية وتهويدها، وفي مقدمتها المساجد، ويلحظ المتابع لسياسات الاحتلال تجاه المساجد في فلسطين بأنها كانت محكمة ومدروسة، وخُطط لها في المؤتمر الصهيوني الأول الذي عقد في مدينة بازل السويسرية في نهاية شهر أغسطس عام 1897، ومحاولة منها لتهويد المساجد في فلسطين، عملت المؤسسة الصهيونية جاهدة من أجل السيطرة على أراضي الوقف الإسلامي، ففي عام 1948 بلغت مساحة أراضي الوقف الخيري الإسلامي في فلسطين 178 ألفا و677 دونمًا.

ووضعت سلطات الاحتلال خططا محكمة لمصادرة تلك الأراضي والممتلكات والمواقع وتهويدها، وقد تم ذلك بالفعل عبر اتباع سياسات محددة يمكن إجمالها فيما يلي:
  • حل المجلس الإسلامي الأعلى ولجنة الأوقاف الإسلامية، كما صدرت قوانين جائرة للسيطرة على الأراضي الفلسطينية، ومن بينها ما يسمى قانون أملاك الغائبين، وسيطرت سلطات الاحتلال من خلاله على ممتلكات الأوقاف.
  • إضافة إلى ذلك أُنشئت سلطة التطوير اليهودية التي وضعت يدها على الأوقاف الإسلامية، من خلال شراء تلك الأوقاف من حارس أملاك الغائبين، الأمر الذي جعل القسم الأكبر من الأوقاف الإسلامية تحت سيطرة سلطة التطوير.

إحراق المساجد

         ومع استمرار عمليات إحراق المساجد داخل الخط الأخضر وكذلك في الضفة الغربية، ودعم جيش الاحتلال للمجموعة الإرهابية المشرفة على ذلك والمسماة (شارة الثمن)، يتأكد بوضوح مدى إصرار المؤسسة الصهيونية على ترسيخ فكرة يهودية الدولة عبر تهويد المساجد، وخلال فترة وجيزة استطاعت سلطات الاحتلال -بين الأعوام من 1948 إلى 1967- هدم 130 مسجدًا في المناطق التي أنشئت عليها دولة الاحتلال، وتمثل نحو 41.5% من إجمالي عدد المساجد داخل الأخضر

حال المساجد داخل مناطق 1948

         كانت سياسات الاحتلال السابقة بمثابة مقدمات لتهويد المساجد في داخل الخط الأخضر وتدميرها، وقد عزز التوجه الصهيوني القانون الصهيوني الصادر في عام 1953، الذي بموجبه سُوغت المبيعات من قبل حرس أملاك الغائبين إلى سلطة التطوير، وذلك بغية المصادرة للأملاك والأوقاف الإسلامية بالقانون.

هدم 130 مسجدًا

        وخلال فترة وجيزة استطاعت سلطات الاحتلال -بين الأعوام من 1948 إلى 1967- هدم 130 مسجدًا وتدميرها في المناطق التي أنشئ عليها الكيان المغتصب، وتمثل تلك المساجد نحو 41.5% من إجمالي عدد المساجد داخل الخط الأخضر، التي وصل عددها إلى 313 مسجدًا، إضافة إلى ذلك بات نحو8400 معلم عربي إسلامي في مواجهة سياسة التزوير والهدم.

تهويد المقدسات الإسلامية

           ومن الإجراءات التي اتبعتها سلطات الاحتلال لتهويد المقدسات الإسلامية وفي المقدمة منها المساجد، القيام بحملة واسعة النطاق، طالت عددا كبيرا من المساجد والمقابر الإسلامية في داخل الخط الأخضر، وحُول مسجد بئر السبع إلى متحف للآثار، وكذلك هي الحال بالنسبة لمسجد صفد في الجليل الفلسطيني، وحولت سلطات الاحتلال مسجد قرية قيسارية في قضاء حيفا على الساحل الفلسطيني إلى خمارة، في حين حُول مسجد ظاهر العمر في مدينة طبريا في الجليل إلى مطعم، أما مسجد عين حوض -الذي لا يبعد أهل القرية عنه سوى أمتار قليلة- فبات مرقصاً ليليا لليهود.

جرف العديد من المقابر الإسلامية

            ولم تتوقف سلطات الاحتلال عند هذا الحد، بل قامت بجرف العديد من المقابر الإسلامية في عكا ويافا والأقضية محاولة تهويد المنطقة، إضافة إلى سياسة هدم المقابر والمساجد وجرفها، قام جيش الاحتلال -تحت حجج أمنية وغيرها- بتحويل المساجد المقامة التي لم يستطع هدمها داخل الخط الأخضر إلى معابد لليهود، وتشير الدراسات المتخصصة إلى أن جيش الاحتلال حوّل 14 مسجدًا إلى معابد يهودية، ومنع المسلمين من الصلاة في 19 مسجدا، لتحول فيما بعد -على يد جيش الاحتلال- إلى مرتع للقمار أو مطعم أو حظيرة خنازير أو خراف، مثل مسجد البصة ومسجد عين الزيتون في قضاء مدينة صفد، وهناك 50 مسجداً ومقامًا إما مغلقا أو مهملا أو مهددا بالهدم والإزالة من الوجود، وعموما لا تتعدى المساجد المذكورة 10% من إجمالي مساجد فلسطين التي هدمت منذ إنشاء الكيان المغتصب قبل أكثر من ثلاثة وستين عامًا (1948-2011).

تهويد المساجد في الضفة

         ارتفعت وتيرة الاعتداءات على المساجد في الضفة الغربية منذ بداية عام 2010، وازدادت شدة في العام الحالي؛ حيث تم دُمرت عشرات المساجد في المدن والقرى في الضفة الغربية، وكان آخرها إحراق الطابق الأول والثاني من مسجد النور في قرية برقة في قضاء محافظة رام الله والبيرة فجر يوم الخميس 15 ديسمبر 2011، وقبله بيوم واحد فقط إحراق مسجد عكاشة في مدينة القدس.

اعتداءات متكررة

والثابت أن عمليات تهويد المساجد لم تنحصر في داخل الخط الأخضر، بل تعدت ذلك باتجاه الضفة الغربية، فبعد احتلالها الضفة وقطاع غزة في عام 1967، لم تتوقف قوات الاحتلال عن سياساتها لتهويد الأماكن المقدسة عند العرب المسلمين وهدمها، وكذلك المقدسات بعينها، فخلال أكثر من أربعة عقود من الاحتلال حصلت اعتداءات متكررة على المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، وكان من أبرز الاعتداءات محاولة إحراق الأقصى في عام 1969، ومجزرة الحرم الإبراهيمي في عام 1993.

مساجد فلسطينية تحولت إلى حظائر ومتاحف

         تكشف العديد من الصور والمقاطع المصورة في فلسطين عن كارثة تاريخية حلت بعدد كبير من المساجد، بعد تحويلها إلى أغراض أخرى كالمتاحف وحظائر الماشية والكنس اليهودية وصالات الأفراح والملاهي الليلية، وهو ما يثير حزن الفلسطينيين على ما أصبحت عليه مساجدهم التي يعود تاريخ بعضها إلى أكثر من ألف عام، ومن صور تلك الاعتداءات ما يلي:
  • مسجد السوق اليونسي في مدينة صفد المحتلة: حُول إلى متحف لصور ولتماثيل نحاسية، وأصبح اسمه متحف صفد بوضع لافتات باللغة العبرية تشير إلى ذلك.
  • مسجد الشعرة في مدينة صفد: حُول إلى كنيس يهودي وأزيلت مئذنته في خمسينيات القرن الماضي.
  • مسجد عين الزيتونة في صفد: حُول إلى حظيرة للماشية، وحولوا المقبرة الإسلامية الواقعة حوله إلى مكان لرعي الماشية.
  • مسجد الخالصة المهجر في صفد: حُول إلى متحف.
  • المسجد الأحمر أو المسجد الأموي: حُول إلى قاعة للأفراح بداخلها منصة وغرفة خمور، تتحول إلى ملهى ليلي للمستوطنين، وكل مساجد صفد قديمة تعود إلى عهود إسلامية أموية ومملوكية.
  • مسجد قيسارية: حولت قوات الاحتلال هذا المسجد الذي يطل على البحر الأبيض المتوسط إلى خمارة ومطعم وأبقى على مئذنته.
  • مسجد الطاهر في طبريا: حُول إلى متحف، وحاولوا تحويل مسجد البحر الواقع على الشاطئ إلى متحف كذلك ولكن الفلسطينيين في المدينة احتجوا على ذلك.
  • مسجد الأربعين في مدينة بيسان: حُول إلى متحف ولكن بسبب الدمار الذي حل به يحتاج إلى بعض الوقت لتطبيق القرار، بينما ما زال جامع عين كارم قرب القدس مهجورا ومغلقا.
  • مسجد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في قرية المالحة قرب القدس: يستخدم المستوطنون سطح المسجد للسهرات الليلية، وضموا أجزاء منه لمنازلهم وبقيت غرفة صغيرة منه يستخدمونها مخزنا بالقرب من بوابة المسجد.
  • في حي الشرف في القدس الذي بات الاحتلال يسميه حي اليهود يوجد المسجد العمري ومسجد الديسة الذي رُمم ولكن الاحتلال لا يسمح للفلسطينيين برفع الأذان فيه، ويقع بجانبه كنيس الخراب الذي استغرق الاحتلال 180 عاما لبنائه، وانتهى منه عام 2010 بقبة بيضاء يبلغ ارتفاعها 30 مترا كي يتفوق علوها على قبة الصخرة المشرفة المقابلة لها؛ حيث يقع الكنيس في أرض وقفية تعود للمسجد العمري.
  • في مدينة الرملة المحتلة ما زال مسجد قرية الزرنوقة مهجورًا، كما باتت الخفافيش تتخذ مسجد قرية كوفخة في المدينة سكنا لها بعد تهجير أهاليه منها.
  • في بئر السبع المحتلة حوّل الاحتلال مسجد السبع الكبير إلى متحف.
  • حُول مسجد العوينات في الجولان المحتل إلى حظيرة للأبقار.
  • مسجد العدنانية في خربة الصرمان ما زال مدمرا، ويحظر حتى دخول المنطقة التي هو بداخلها؛ بسبب تحويلها إلى حقل ألغام.
  • تم تحويل مسجد بانياس في الجولان إلى مخزن للجنة حماية الطبيعة التي تضع فيه علب المشروبات الغازية.
  • حُول مسجد القلعة في باب الخليل بالقدس إلى متحف ومسجد الصيفي إلى مخزن.
  • حُول مسجد أبي هريرة في قرية يبنا المهجورة قرب الرملة إلى كنيس صغير.
  • مسجد قرية زكريا قضاء الخليل أصبح جزءا من مستوطنة (زخرون) التي أقيمت على أراضيها.
  • المسجد العمري في قرية بيت جبرين قضاء الخليل أصبح يستخدم حظيرة للأبقار.
  • تحول مسجد العباسية قضاء الرملة إلى كنيس يهودي.
  • أصبح مسجد سلمان الفارسي في قرية أسدود المهجورة ضمن منطقة عسكرية مغلقة.
  • مسجد واد حنين قضاء الرملة أزال الاحتلال مئذنته وحوله لكنيس يهودي.
  • مسجد حطين في طبريا أصبح ضمن منطقة محمية للسياح.
 

احتلال المساجد الفلسطينية وتهويدها

        يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى محو التاريخ الإسلامي العميق، وإحلال رواية يهودية مكانه من خلال تهويد المسجد الأقصى واحتلال المساجد الفلسطينية، إلا أنه لم يتوقف عند ذلك فقط، بل عمل على تهويد التاريخ الفلسطيني الإسلامي الحديث منذ بداية أحداث النكبة عام 1948، واستمر في ذلك حتى الوقت الحالي، في محاولة إلى إلغاء تاريخ فلسطين وحاضرها ومستقبلها.  

المساجد كنز تاريخي

         المساجد تعد كنزا تاريخيا ولا سيما أن منها ما يعود للعهد الأموي، فلا يستطيع الاحتلال هدمها خشية ملاحقته قانونيا أو إثارة غضب الفلسطينيين غضبا عارما، ولكن منها ما تعرض للهدم فعليا، وما زالت آثارها قائمة دون استخدام، وهناك العديد من المساجد التي تقع بين منازل فلسطينية، لم يستطع الاحتلال هدمها، ولكن هذا لا يعني نجاتها من يد حقد الاحتلال الذي طمس معالمها وسرق هويتها.  

إحراق المساجد وتدميرها

عملية إحراق المساجد وتدميرها في فلسطين من قبل المستوطنين اليهود وبدعم مباشر من سلطات الاحتلال تعد -بكل المعاني- استخفافاً وإهانةً لمسلمي العالم كافة، ناهيك عن كون تلك الأفعال الصهيونية بحق المساجد تخالف الأعراف والمواثيق الدولية الخاصة بحماية الرموز الدينية للمناطق الواقعة تحت الاحتلال، وهذا -بطبيعة الحال- ينطبق على الأراضي الفلسطينية والمساجد والمقدسات الأخرى أيضًا.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك