
هكذا نصوم…!!
- الأصل في العبادات الشرعية الاتباع.. وليس الابتداع.. أي كل ما نفعله ينبغي أن يكون موافقاً للشرع تماماً.. لا زيادة فيه ولا نقصان. فقد قال -تعالى-: {اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ} (الأعراف: 3)، «أي اتبعوا -أيها الناس- ما جاءكم من عند ربكم بالبينات والهدى، واعملوا بما أمركم به ربكم، ولا تتبعوا شيئًا من دونه» (الطبري).
- فالمسلمون مأمورون باتباع القرآن الكريم، وباتباع النبي - صلى الله عليه وسلم -، أي قال الله وقال الرسول.. ولا نبتدع؛ فقد حذرنا النبي - صلى الله عليه وسلم - من ذلك قائلاً: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» أي مردود عليه ومرفوض... وأيضاً قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «شر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة».
- والعبادات توقيفية، أي موقوفة على الدليل الشرعي، فإذا كان هناك نص شرعي أي دليل، فليزم اتباعه، فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «صلوا كما رأيتموني أصلي»، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «لتأخذوا عني مناسككم»، أي افعلوا كما أفعل. وهذا يؤكد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة.
- والله -عز وجل- قد أكمل هذا الدين بدعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - فلا يحتاج من يزيد عليه أو ينقص منه، قال - تعالى -: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (المائدة: 3). «وهذه أكبر نعم الله - عز وجل - على هذه الأمة؛ حيث أكمل لهم دينهم، فلا يحتاجون إلى دين غيره، ولا إلى نبي غير نبيهم، -صلوات الله وسلامه عليه-؛ ولهذا جعله الله خاتم الأنبياء، وبعثه إلى الإنس والجن، فلا حلال إلا ما أحله، ولا حرام إلا ما حرمه، ولا دين إلا ما شرعه، وكل شيء أخبر به فهو حق وصدق لا كذب فيه ولا خلف» (ابن كثير).
- أما الابتداع فهو إحداث عبادة لم يشرعها الله قولية أو فعلية؛ فليحذر المسلم من الابتداع؛ لأنه أمر خطير، قال - صلى الله عليه وسلم -: «مَن دَعا إلى هُدًى، كانَ له مِنَ الأجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَن تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذلكَ مِن أُجُورِهِمْ شيئًا، ومَن دَعا إلى ضَلالَةٍ، كانَ عليه مِنَ الإثْمِ مِثْلُ آثامِ مَن تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذلكَ مِن آثامِهِمْ شيئًا».
17/3/2020م
لاتوجد تعليقات