رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الشيخ محمد سليمان السنين 8 أكتوبر، 2025 0 تعليق

عامل الناس بأخلاقك لا بأخلاقهم

  • من أهم ثمرات الأخلاق أنها تحقق الألفة والمحبة بين الناس ولأن الأخلاق الحسنة تجمع بين القلوب والأخلاق السيئة تفرق بينها
 

من أهم ثمرات الأخلاق أنها تحقق الألفة والمحبة بين الناس، ولأن الأخلاق الحسنة تجمع بين القلوب وتؤلف بينها، والأخلاق السيئة تفرق القلوب؛ لذلك ينبغي أن نحرص الحرص الشديد على أن نستفيد مما نتعلمه من الأخلاق، فكلما تعلمنا شيئا وظفناه في تعاملنا مع الناس حتى نحقق هذه الغاية والهدف وهي الأخوة والترابط والمحبة والتواصل فيما بيننا.

        كذلك علينا أن نجتهد ألا نقطع هذا التواصل بيننا وبين الناس لأي سبب من الأسباب، فالخلاف واقع لا محالة، فهذا أمر كوني قدري، خلاف في الأسرة، خلاف بين الجيران، خلاف بين الأصدقاء، لابد أن يبقى هناك خلاف، لكن هذا الاختلاف لابد أن نحاصره؛ بحيث إنه لا يتجاوز الحدود إلى القطيعة والهجر، أي إذا اختلفنا نجعل خلافنا طريقا مفتوح إلى الصلح.

اترك لنفسك رجعة

        لذلك عندما سب رجل الصحابي الجليل أبا الدرداء -رضي الله عنه -، قال أبو الدرداء: يا هذا، لا تبالغ في سبنا ودع للصلح موضعا، اترك لنفسك رجعة؛ لأنك لابد أن ترجع ولا سيما الناس الذين تربطك بهم علاقات، إما علاقات قرابة أو جيرة أو صداقة أو زمالة عمل، لابد أن ترجع.

كلام باطل

       والكلام الذي يردده بعض الناس، يقول: اللهم لا تحوجني لأحد من خلقك! هذا كلام باطل، إياك أن تدعو بهذا الدعاء! هذا الدعاء على نفسك بالهلاك؛ لأنك ما دمت حيا في الدنيا فأنت محتاج إلى الناس، وهذا الكلام قاله الإمام أحمد -رحمة الله عليه-، سمع رجلا يدعو يقول: اللهم لا تحوجني إلى أحد من خلقك، فقال الإمام أحمد: هذا دعا على نفسه بالهلاك؛ فأنت في الدنيا محتاج إلى الناس، بل قد تحتاج إلى أدنى مخلوق في هذا الوجود.

المبالغة في العدوان لا تجوز

        أنت محتاج للناس، لا تقطع جيرانك؛ لأنه مهما كان لابد أن ترجع إليهم ولابد أن تحتاج إليهم في يوم من الأيام، كذلك أرحامك وأصدقاؤك وزملاؤك في العمل، أما هذه المبالغة في العدوان فلا تجوز؛ لذلك يقول علي - رضي الله عنه -: «أحبب حبيبك هونا ما، عسى أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغيضك هونا ما، عسى أن يكون حبيبك يوما ما»، لا تبالغ وتفرط في المحبة؛ لأن الإفراط يجعلك تمكن نفسك من المحبوب، فيطلع على ما خفي من أسرارك ومن أحوالك، فإذا تحولت هذه المحبة إلى بغض سيستفيد من هذه المعلومات والأسرار، ويفضحك ولا سيما بعض الناس الذين لا يخافون الله، ولم يتخلقوا بأخلاق الإسلام التي تمنعهم من نشر هذه الأسرار بين الناس.

مشكلة بعض الناس

       وهذا قد يحدث بين الزوجين، يعني زوج وزوجة حدث بينهما خلاف، أو طلقها الزوج فذهبت الزوجة إلى بيت أهلها، أو تزوج عليها، هذه المرأة ألبت عليه الدنيا كلها، ما تركت شيئا إلا ذكرته عنه، حتى أشياء ليست فيه ذكرتها، وفي جلسة من جلسات الصلح التي حضرتها للصلح بين الزوجين، قال الزوج: كيف أردها وقد قالت فيما قالت؟! وهذه مشكلة بعض الناس إذا أبغض يبالغ في العداوة والضغينة والحقد، ويتكلم بكلام لا يحسب له عواقب، لذلك لا تبالغ في العداوة؛ لأن المبالغة في العداوة تحول بينك وبين الصلح والرجوع؛ فحافظ على اتزانك في علاقاتك بين الناس، وإذا حدث بينك وبين شخص شيء اترك خطا مفتوحا للرجوع والصلح، ولا تغلق جميع الأبواب.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك