![](https://al-forqan.net/wp-content/uploads/2023/08/kalemat.jpg)
ذنوب القلوب
«المحرمات التي على القلب أشد حرمة من الزنا وشرب الخمر وغيرهما من الكبائر» (ابن القيم - مدارج السالكين: ج1- ص: 133). كنت على وشك مغادرة المجلس العائلي الأسبوعي يوم الخميس، حين سألني ابن أختي أحمد: - ما موضوع خطبة الغد؟ (ذنوب القلوب) إن شاء الله. - سمعنا عن طاعات القلوب، لا عن ذنوب القلوب. - كما للقلب طاعات، كذلك تقع منه المعاصي والذنوب، بل معاصي القلب أشد من معاصي الجوارح، معاصي القلب قد تكون كفرا مخلدا في نار جهنم، مثل النفاق والشرك والشك، ومنها ما يكون كبائر، مثل الرياء والكبر والعجب والخيلاء والقنوط من رحمة الله واليأس من روح الله، ومنها ما يكون صغائر مثل شهوة المحرمات وتمنيها، فعلى العبد أن يكون أحرص ألا يقع في المعاصي القلبية من الوقوع في المعاصي الظاهرة. طلبت مني أختي أن أجلس لتستوضح بعض النقاط. - ولماذا كانت هذه المعاصي القلبية أشد من الكبائر التي نهى عنها النبي -[؟ - سؤال جميل، والإجابة باختصار.
- أولاً: هذه الذنوب تتعلق بالقلب، والقلب هو أساس نجاة العبد يوم القيامة: {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} (الشعراء:88-89)، وحديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: «وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب» (متفق عليه).
- ثانيا: ذنوب القلوب هي التي تؤدي إلى ذنوب الجوارح، فالأصل هو ما يصدر من القلب، من حسد أو كبر أو عجب، وغيرها.
- ثالثا: المعاصي الظاهرة، بينة واضحة، يعرفها العاصي، فيتوب منها أما معصية القلب فقلما يتوب صاحبها، وهذا هو الفرق بين معصية آدم في الجنة، ومعصية إبليس، فآدم نسي، وغفل وأكل من الشجرة التي نُهي عنها، فتاب، بمجرد أن رأي أثر المعصية وتذكر، فتاب الله عليه، أما إبليس فكانت معصيته (الكبر): {أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} (البقرة:34)، فتمادى في غيه وكبره، كما قال -تعالى-: {قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ} (الأعراف:13).
- رابعا: الوعيد الشديد الذي ورد في القرآن والأحاديث الصحيحة على معاصي القلوب، ومن ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر» (مسلم).
- أولا: الالتزام بطاعات القلوب قبل طاعات الجوارح.
- ثانيا: طلب العلم الشرعي الصحيح، والعمل به.
- ثالثا: قراءة القرآن بتدبر وتفكر.
- رابعا: المداومة على ذكر الله -عز وجل.
- خامسا: الدعاء والتضرع.
لاتوجد تعليقات