
بريد القراء
اجعلي أبويكِ يتوقفان عن معاملتك بوصفك طفلة
تمر بنا السنون، ونكبر لنصير فتيات راشدات، لكننا نفاجأ بأن آباءنا يتعاملون معنا بوصفنا أطفالاً صغاراً، فكيف يمكنك إقناع والديكِ بالتعامل معك على أنك فتاة ناضجة؟
كثيراً ما نسمع من آبائنا العبارات التي تعبر عن سعادتهم بنا عندما نصل إلى سن الرشد والنضج، لكن ما أن نصل إلى هذه النقطة، نكتشف أن آباءنا في الواقع يواجهون صعوبة بالغة في الاعتراف بتقبل فكرة نضوجنا. فإن كنتِ لا تزالين في نظرهم «طفلتهم المدللة»، اتبعي الإرشادات اليسيرة الآتية لمساعدتهم في الوثوق بأنك نضجت وكبرت، ويمكنك التقدم والمضي في حياتك.
1- اثبتي لهم مدى قدرتك على تحمل المسؤولية؛ فبعض الآباء يستمرون في معاملتك وكأنك طفلة؛ لأنكِ تفشلين في إثبات أنك فتاة مسؤولة. توقفي عن الاعتماد عليهما في كل شيء، أو إنقاذك حين تتعرضين للمواقف الصعبة؛ لأن هذا الأمر يضطرهم إلى رعايتك والاهتمام بك طوال الوقت، لكن هذا لا يعني بأن لا تعودي لهم وتستشيريهم باستمرار.
2- تصرفي بحكمة وثقة، وأسسي لك شخصية مستقلة، وهذا لا يعني أن تبتعدي بشخصيتك عن والديك، وإنما يجب أن تتعلمي كيف يكون لك شخصية مستقلة ومميزة نابعة من القيم والهوية التي رسخاها فيك.
3- قومي بمساعدتهم في الأعمال المنزلية، دون أن يطلب والداك منك ذلك، فاجئيهم بإنجازات لم يتوقعوا أن تقومي بها، سيشعرون أنك كبرت ونضجت وأصبحت أهلاً للمسؤولية.
3- تحدثي معهما؛ فهذا الأمر في غاية السهولة؛ حيث يقتصر على جلوسك مع والديكِ، واسمحي لهما بالتعرف على الأشياء التي تزعجك عندما يعاملانك وكأنك مازلتِ طفلة، دعيهم يعلمون أنك تشعرين بالتقدير والامتنان لكل شيء علموك إياه، وأخبريهم أن الوقت قد حان الآن لكي يثقوا بأنكِ تعلمتِ ما يكفي للاعتماد على نفسك.
4- احرصي على عدم الشجار مع والديكِ؛ فقد يقول لكِ والداك شيئاً لا توافقين عليه، تناقشي معهما بهدوء، وابتعدي تماماً عن المشاجرات والمشاحنات.
5- لا تعارضيهم بصورة مباشرة وصريحة من البداية، عندما يرفضان طلباً لكِ؛ فبهذا التصرف قد تفقدين مميزات قد حصلتِ عليها مسبقاً، بدلاً من ذلك، اسألي بهدوء عن سبب رفضهما لطلبك، ربما يكون لديهما سبب وجيه أو جواب مقنع.
نصائح
- تذكري أن والديكِ يحبانك كثيراً، ويريدان الأفضل لكِ. لا تبدئي بالصراخ والغضب العارم، عندما لا يسمحان لكِ بالقيام بشيء ترغبين القيام به، ستفهمين مشاعرهما جيداً عندما يكون لديك أطفال.
- لا تتسرعي أبداً في تعاملك مع والديكِ؛ فسوف تدفعين ثمن ما تفعلينه أو تقولينه.
لمى الصادق
حليف على أساس عقدي
الحفاظ على الأمن الاستراتيجي لدول الخليج بوصفه أساساً في المرحلة القادمة لا يكمن حول مفهوم البحث عن تحالفات استراتيجية مع قوة عظمى لتحقيق نوع من التوازن ضد الأعداء المحتملين، قد يختلف مع هذا التوجه الكثير من منظري السياسة العالمية والمحللين الاستراتيجين، ولكن الواقع الحالي يظهر بجلاء أن قوة التاثير في القرار السياسي لا تستند كثيراً إلى العلاقات السياسية، وإنما إلى مبدأ المصالح السياسية التي قد تتغير بتغير الحكومات، وتغير الظروف المحيطة لتشكل واقعا مختلفا.
قد يلزمنا مستقبلا بتقديم تنازلات جوهرية تمس أمنها العام، وتؤدي إلى توليد نوع من البلبلة، وعلى هذا فالحليف الاستراتيجي المقبل والمتصور يجب ألا يخرج من عباءة الحليف العقدي، ذلك الحليف الذي نتفق معه في الأواصر الدينية المنهجية التي تشكل في العادة صمام أمان ضد جميع التغيرات النابعة من مبدأ المصالح السياسية سالفة الذكر، ولكن السؤال أين نجد هذا الحليف؟.
الحقيقة أن جميع الدول العربية حاليا تقوم على مبدأ العلمانية، وهذا الأمر يعني أنها لن تخرج -بطبيعة الحال- من عباءة المصالح السياسية، ولن تكون تلك التحالفات معها مندرجة تحت إطار المبادئ، وإنما تحت إطار المصالح، وكون تلك الحكومات فاشلة اقتصاديا وضعيفة عسكريا، ولم تحقق طوال عقود من ذلك الحكم الديكتاتوري أي نوع من أنواع التقدم؛ فالتحالف معها سيكون له أثر سلبي أكثر من الإيجابي في التعامل مع الأخطار المحيطة بنا، كما أن الدول الأخرى المؤثرة عالميا والمخالفة لتوجهاتنا دينيا وعقائديا وأيدلوجيا هي الأخرى ليست حليفا موثوقا به، وعلى هذا فالسعي لتشكيل حكومة على أساس ديني ودعمها استراتيجيا ماديا وعسكريا لتتحول إلى قوة مؤثرة في الإطار الإقليمي، ثم التحالف معها وإنتهاج نهجها قد يكون أولوية في السنوات الــ 15 القادمة للكثير من الساسة الخليجيين، وإن لم يظهر الأمر على الواقع الإعلامي بوضوح وبنظرة شمولية واسعة، يبدو أن المنطقة مقبلة على حرب ذات أساس عقدي، وما حرب سوريا الآن إلا جزءاً منها أو لنقل المرحلة الأولى من مراحل متعددة منها -والعلم عند الله لذلك لابد أن يتم تطويع العمل المشترك على هذا الأساس، ربما تكون تلك النظرة للواقع صعبة التحقق في المنظار الزمني المحدود، ولكن الحال السياسية المحتقنة في المنطقة تؤكد على أن أحد الأطراف يريد كل شيء، وهذا يعني المواجهة معه أو تقديم المزيد من التنازلات السياسية، وقد يظهر في الأمد القريب قوة الحكومات الخليجية أو ضعفها في التعامل مع ملف الأزمة الحالية التي لا تخفى على أحد.
محمد سعود البنوان
خروق في التربية الدعوية
أتعجب من بعض القائمين على بعض المحاضن التربوية وطريقتهم في تحزيب المربين، بل وتنشئتهم على ذلك! فأصبح من السهل، بل والمعتاد أحياناً أن تسمع أذنك اثنين من صغار المتربين في إحدى المناسبات، وجُلُ حديثهم المؤسسة والمحضن أو الشيخ الذي ينتميان إليه، وما لدى الآخر من مساؤى وعيوب.
فهل جاء السبب في حقيقته من فراغ وتزجية للوقت؟ أو من باب الممازحة والتسلية؟ أو جاء بناء على تفريط المربين في معالجة هذا الأمر؟
أو بسبب نابتة نشأت داخل المحضن التربوي فحصل ما حصل؟
لا شك أن لكل حادث أسبابه، ولكل فعل مقدمته، فلذا أردت أن أتحدث عن بعض الأسباب وطرائق العلاج، فمن الأسباب:
1- وجود دسيسة في نفوس بعض المربين من حسد أو حب للظهور، تجعل هذا الأمر يظهر على فلتات اللسان، دون علم الجنان.
2- حرص بعض المربين على جمع الأتباع بأي طريقة كانت، ولو أدت إلى نشر المنهج الخفي بين طلابه.
3- عدم تطوير بعض المربين لأدائهم؛ مما يؤدي إلى التنقيب عن أخطاء غيرهم.
4- عدم كفاءة بعض المربين، وعدم قدرته على العمل ضمن فريق من المحاضن الأخرى بسبب أهواء النفس وحظوظها من عجب أو غرور أو غيره.
5- وجود نابتة من بعض الشباب ممن لديه داء تصيد الأخطاء، وعدم معالجة المربين أو انتباههم لذلك.
6- عدم إدراك بعض هؤلاء المربين لخطورة ما يجري، وضيق الأفق، وسطحية التفكير لديهم أحياناً.
وأما عن طرائق العلاج ، فمنها ما يلي:
1- التجرد للـه ـ عزوجل ـ وتقوى اللـه في أعراض الآخرين.
2- المناصحة والتعاون للقائمين على المحاضن التربوية دون الانشغال بالعيوب والأخطاء.
3- نشر مبدأ التناصح والتماس العذر وإحسان الظن بين أفراد المحضن.
4- تأهيل المربين عن طريق الكبار من المربين ذوي الخبرة والتجربة والكفاءة وبعد النظر.
5- نشر التعاون الأخوي القائم على التجديد والتطوير.
6- تقبل النقد بين أفراد المحضن من داخله ومن خارجه.
ولكل مرب: اعلم أنك مسؤول أمام اللـه – عزوجل – عمن تربيهم، فاتق اللـه فيهم، لعلهم أن يتقوه فيك.
عبد العزيز الصالح
لاتوجد تعليقات