رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 20 أغسطس، 2024 0 تعليق

انتصار القيم

  • في أي مواجهة بين القيم الإسلامية وغيرها من القيم، نجد أن القيم الإسلامية تعلو وتسمو على غيرها من القيم؛ فالإسلام حقيقة هو دين القيم العليا، والمثل السامية، ورسالته رسالة القيم الإنسانية، التي تتسم بالشمولية والثبات والتوازن والعالمية.
  • ولا تظهر هذه الحال بطريقة واضحة وجلية -أعني- انتصار القيم الإسلامية على غيرها إلا في الأزمات والحروب والمواقف الصعبة.
  • ولا ينبغي أن يفرح أعداء الإسلام والإنسانية بنصرهم الدنيوي؛ بما أُوتوا من أسباب القوة؛ فهو نصر مؤقت؛ لأنه مصحوب بالغدر والمكر، قد خلا من كل معاني القيم الإنسانية؛ فهم يعتدون ويبغون الفساد في الأرض، ويظلمون الناس بغير حق.
  • وقد زين لهم الشيطان تلك الأفعال الشريرة؛ فجعلهم يعتقدون في نفوسهم أن الحق معهم، وأن التنكيل والبطش بالآخرين قربة إلى خالقهم، ومطمح دنيوي، لكنه زائل لو كانوا يعلمون! وهذا دليل فشل وليس نجاحا، وهزيمة وليس انتصارا.
  • ولم يكن كفار قريش في بداية الدعوة الإسلامية المباركة، لديهم القدرة على استيعاب القيم الإسلامية؛ بسبب المخزون السلطوي والفئوي لديهم؛ لذا كانت المواجهة معهم تنتهي بالحط والتحقير والتعذيب والقتل للمسلمين.
  • فلم يسلم منهم النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال -تعالى-: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} (الأنفال:30)، بل ولا الصحابة الكرام؛ فأصداء (أحد أحد) لبلال - رضي الله عنه - وهو يُعذب، ملأت أسماع الدنيا، وكذلك تثبيت آل ياسر -رضي الله عنهم- وهم يفتنون: «صبرا آل ياسر؛ فإن موعدكم الجنة».
  • واجتاح التتار ديار الإسلام، وعاثوا في الأرض الفساد في بدايات عام 1219، وقضوا على الإمبراطورية الخوارزمية، وتحركوا إلى بغداد عاصمة الخلافة العباسية، فسقطت في عام 1258، وزحف التتار إلى بلاد الشام، وسقطت المدينة تلو الأخرى، إلى أن قابلهم جيش المماليك من مصر، في يوم الجمعة الخامس والعشرين من رمضان 625هـ/1260م، في عين جالوت في فلسطين، وجاءت اللحظة التي ينتظرها المسلمون منذ 40 سنة، وانتصرت القيم الإسلامية، فانقشعت الغشاوة عن أعين التتار؛ فدخلوا في دين الله أفواجا، وأسلم ابن عم (هولاكو)، لتنتهي بذلك أعظم مأساة للمسلمين.
  • والزمان يدور، والطغيان يطل برأسه في أوقات متفرقة، ولكن الطغاة لا يعتبرون بنهايات أسلافهم المتجبرين، ويجهلون أن النصر قادم للمسلمين لا محالة.

19/8/2024 م

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك