رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر التربوي 28 مايو، 2025 0 تعليق

المرأة والأسرة – 1264

المرأة وطلب العلم الشرعي

        عندما تحرص المرأة المسلمة على طلب العلم الشرعي ابتغاء مرضاة الله -عز وجل-، فهي بذلك تزيل الجهل عن نفسها، وتحسن عبادتها لله -تعالى-، وتتعرف على أخواتها المسلمات، فمن هذه تتعلم السمت الحسن، ومن هذه تتعلم التواضع وحسن الخلق، وتتعلم كيف تحفظ كتاب الله، وكيف تستن بسنة النبي - صلى الله عليه وسلم -، إلى غير ذلك من الفوائد والثمار التي تجنيها المسلمة من لزوم حضور درس العلم، أليس درس العلم وجلسات حفظ القرآن، وتلاوته، وتجويده هي التي قال فيها النبي -صلى الله عليه وسلم -: «لا يقعد قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده»؟

        إن كثيراً من النساء اليوم لا يعلمن من الدين إلا القليل، فهي تتعثر في تلاوة القرآن، ولا تعرف فقه الصيام، وتتخبط في أحكام العمرة والحج إن سافرت لتأديتها، إلى غير ذلك من أبواب العبادات والمعاملات، وعلاج ذلك إنما هو العلم، إما بالقراءة، أو سماع الشريط الإسلامي، أو حضور دروس العلم؛ لذلك فعلى المرأة المسلمة أن تأخذ بحظ وافر من العلم الشرعي؛ انطلاقًا من قوله -تعالى-: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} (طه:114)، وقوله -تعالى- أيضًا: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} (الزمر:9)، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: «من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين»، وقال -صلى الله عليه وسلم -: «من سلك طريقًا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض، حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر».

تربية الأبناء على الصدق

         من الأمور التي ينبغي على الآباء أن يربوا أبناءهم عليها الصدق، عن عبدالله بن عامر - رضي الله عنه - قال: دعتني أمي يومًا -ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا- فقالت: تعالَ أعطِك، فقال لها: «ما أردتِ أن تعطيه؟». قالت: أردتُ أن أعطيه تمرًا، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم -: «أما إنك لولم تعطِه شيئًا كُتِبَتْ عليك كذبة»، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «من قال لصبي تعال هاك ثم لم يعطه فهي كذبة».

إرشادات لضبط الميزانية

  •  ابدئي بالأولويات،الأهم ثم المهم، الضروري فالحاجي، فالكمالي.
  •  احذري الإفراط في المسلك الادخاري الموصل إلى منطقة التقتير والبخل والشح المنهي عنها!
  •  كوني حكيمة في إنفاقك وصرفك واستهلاكك، وكوني معتدلة في أمورك كلها، فخير الأمور الوسط.
  •  شجعي زوجك على إيجاد مصدر آخر للدخل أو عمل مشروع تجاري مهما كان عائده قليلاً.
  •  خططي لنفسك وأسرتك ومصروفاتها وفق ميزانية معتدلة، مع مراعاة التنويع المنضبط والترفيه العادي والمتطلبات الأساسية.
  •  استفيدي من تجارب الآخرين في مسائل الادخار، وإذا كانت متناسبة مع دخلك ووضعك الاجتماعي وأسرتك ومتطلباتك، فالحكمة ضالة المؤمن.
  •  استعيني بالله -تعالى- ليهديك لأنسب الأمور وأرشد الأحوال وأعدل المسالك.

الأسرة وأهمية الادخار

         تتأكد أهمية الادخار -ولا سيما في هذا العصر- وتغطية النفقات الطارئة والظروف المفاجأة، وسداد المستحقات المالية للآخرين، يقول -سبحانه مادحًا عباده المؤمنين بالقوام- {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} (الفرقان:67)، وفي هذه الآية إشارة أكيدة للاعتدال وأهميته في النفقات الاستهلاكية خصوصا، ويقول -تعالى ناهياً عباده عن الإسراف والتبذير-: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا} (الأعراف:31) {وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا} (الإسراء:26)، وفي هذه الآيات توجيه رباني بعدم المبالغة في الإنفاق.

حتى تكون إجازة أبنائنا مثمرة

ونحن على أبواب الإجازة الصيفية لأبنائنا الطلاب، علينا الالتفات إلى كيفية استغلالِها، وجعلها إجازةً مثمرةً،  فالفراغ دون رقابة منّا وتخطيط يغوصُ بهم في بحار الفتن، وما أكثرَها هذه الأيامَ! فينبغي علينا مايلي:

1- الاجتماع بالأولاد لمناقشة أفكار الإجازة: اقتراحاتهم وأهدافهم ومهاراتهم.

2- ترسيخ مفهوم الإجازة الهادف والصحيح في عقولهم.

3- توجيههم لِحُسن إدارة الوقت، بربطه بمواعيد الصلاة في المسجد.

4- تشجيعهم على الالتحاق بالمراكز الشبابية وحلقات تحفيظ القرآن الكريم.

5- إقامة مسابقات منزلية لهم، تكسر رتابة الوقت، وتُثري فكرهم، وتوسِّع مداركهم.

6- منبر الأسرة: يختار كل منهم موضوعًا، ويحضره ويلقيه؛ للتدريب على الإلقاء.

7- تدريب الفتيات على بعض الأعمال المنزلية، مثل: الطبخ ورعاية الأطفال.

8- زيارة المتاحف والمراكز الثقافية.

أهمية طاعة الزوج

        دل القرآن والسُنَّة على أنَّ للزوج حقا مؤكدًا على زوجته، وأن طاعته في المعروف، قربة من أعظم القربات، من ذلك قوله -تعالى-: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِم} (النساء:34)، وقد سُئِل -صلى الله عليه وسلم -: أيُّ النساءِ خَيْر؟ قال: «التي تَسُرُّه إِذا نَظَرَ، وتطيعُه إِذا أَمَرَ، ولا تخالِفُهُ في نفسها، ولا مالها بما يَكرهُ»، كما ورد أَنَّ امرأة أَتَتِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فِي حَاجَةٍ، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم -: «أَذَاتُ زَوْجٍ أَنْتِ؟ «قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: كَيْفَ أَنْتِ لَهُ؟  قَالَتْ: مَا آلُوهُ إِلَّا مَا عَجَزْتُ عَنْهُ، قَالَ: «فَانْظُرِي أَيْنَ أَنْتِ مِنْهُ، فَإِنَّمَا هُوَ جَنَّتُكِ وَنَارُكِ»، وقد اتفق العلماء على أنه ليس على المرأة- بعد حقِّ الله ورسوله- أوجَب من حقِّ الزوج، بل إذا تعارضت طاعته مع طاعة الأبوين، قُدِمت طاعته، كما جاء في السنة ما يدل على أن حق الزوج آكد على المرأة من التطوع بالصلاة والصيام؛ لأن حقه واجب، والقيام بالواجب مقدم على القيام بالتطوع.

اتق الله فينا !

        لكم هو طلب يدل على رفعة من تقوله: «اتق الله فينا ولا تطعمنا إلا من حلال، وإياك أن تدخل علينا الحرام! فإننا نصبر على نار الجوع، ولا نصبر على نار جهنم»، إنها الزوجة الراضية التي تساعد زوجها بما تملك من الرضا دونما سخط ولا ضجر، ففي كل صباح تذكره بهذه الكلمات الطيبات، فأي إنسان لا يقنع بقدر حاجته من الدنيا من زوجة طيبة أو زوج طيب لا سبيل إلى رضاه مهما أُوتي، فطالب الدنيا مثل شارب ماء البحر المالح، فكلما ازداد شربًا ازداد عطشًا وظمأ، وفي الحديث: «لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى لهما ثالثًا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب».

الاحترامُ المتبادَلُ بين الزوجينِ

        الاحترامُ المتبادَلُ بين الزوجينِ كفيل بإزالة جوانبَ كثيرةٍ من الخلافاتِ الشخصية، ويجعلُ حياتَهما أيضًا هادئةً مستقرَّة، وهو سلوكٌ رفيعٌ، يُخَاطِب خلالَه كلٌّ من الزوجينِ شقَّه بطريقةٍ مهذَّبة، تَغِيب عنها الألفاظُ الجارحةُ، في أجواءٍ خاليةٍ من التوتُّر والمشاحنةِ، وقد خيَّم عليها احترامُ طبعِ الطرفِ الآخر، الذي تأصَّل به، وهذا الاحترام لا يمنع من الإشارةِ إلى الأخطاء التي تقع سواء من قولٍ أو فعلٍ، بطريقةٍ لطيفةٍ وبعيدةٍ عن التقريعِ أو اللومِ، مع إبداءِ الرغبة في إصلاحِ الشأن، وتهذيبِه على قدرِ المستطاع، مع توجيهِ النصحِ المَشُوبِ بالعطفِ، وعلينا ألا ننسى الفضلَ بيننا، فإن تذكَّر كلٌّ منا محاسنَ الآخرِ وفضائلَه، غَفَر له زلاتِه، فلينظر إذًا بعضُنا إلى بعضٍ بعينِ الرضا التي هي عن العيوبِ كليلةٌ، لا بعينِ السخطِ التي تُبدِي المساوئ.

دعوة باطلة!

        الدعوة إلى المساواة المطلقة بين الرجل والمرأة، -كما تطرحها بعض التيارات النسوية الغربية-، تتجاهل الفروق الفطرية التي خلقها الله -تعالى- لحكمة يعلمها هو، فالله -عزوجل- خلق الذكر والأنثى وجعل لكل منهما خصائصه وأدواره التي تتكامل لتحقيق عمارة الأرض، قال -تعالى-: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى} (آل عمران: 36)، وهذا الاختلاف ليس تفضيلاً لجنس على آخر، بل هو تنوع وتكامل يحقق التوازن في المجتمع.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك