رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر التربوي 23 أبريل، 2025 0 تعليق

المرأة والأسرة – 1259

من صفات المرأة الصالحة

تأتي محبة الله ورسوله على رأس الصفات التي تتوج المرأة الصالحة، ومن علامات تلك المحبة إقبالها على قراءة القرآن الكريم وتدبر معانيه، والعمل بأوامره واجتناب نواهيه، إضافة إلى حرصها على أداء النوافل والإكثار منها، وعدم تقديمها لأي أمر على محبتها لله ورسوله، كذلك اتخاذها صحبة من الصالحات تعينها على الطاعات.

      الإيمان وحسن الخلق: من أهم الصفات التي تتحلى بها المرأة المسلمة الإيمان وحسن الخلق، فهما انعكاس دال على أن جمال الظاهر يأتي من الباطن، فالمرأة الصالحة تحرص على سلامة قلبها من حمل الأذى والضغينة أو التفكير بسوء لخلق الله، وكذلك حفظ اللسان من الأذى، وحماية الجوارح من ارتكاب المعاصي التي نهى الله عنها، وتحقيق أركان الإيمان التي أمرها الله بها. معظمة لشعائر الله: يقول الله -تعالى- {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}، فالمرأة الصالحة تعلم أن أداءها لأركان الإسلام، وحفظ لسانها وقلبها، واحترامها لشعائر الله، وتقديرها وأداءها على الوجه الأكمل، دلت على تقواها وصلاح قلبها، وهي تحرص على التحلي بالتقوى من خلال تعظيم شعائر الله. مراقبة لله -تعالى-: فهي تراقب الله -سبحانه وتعالى- ظاهرًا وباطنًا، وتستحيي من أن يطلع عليها الخالق فيراها في حال لا يرضيه عنها، تحقيقًا لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «استحيوا من الله حق الحياء. قال: قلنا: يا رسول الله، إنا نستحيي والحمد لله، قال: ليس ذاك، ولكن الاستحياء من الله حق الحياء: أن تحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، ولتذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك استحيا من الله حق الحياء».  

أثر وسائل التواصل الاجتماعي

        وسائل التواصل الاجتماعي بدلًا من كون وسيلة للتواصل وتقصير المسافات بين الأفراد، ووسيلة مفيدة لقضاء وقت الفراغ، أصبحت الشغل الشاغل والمتحكم في وقت الأفراد، وأصبح الوالدان سجناء لتلك المواقع، في حال مستمرة من الانشغال العقلي والتوتر النفسي بسببها، فاقدي الرغبة في بذل مزيد من الجهد والتواصل الحقيقي مع صغارهم، لتطفو على السطح مظاهر التفكك الأسري، وأصبح الوالدان لا يملكون الوقت اللازم لأداء أدوارهم في حياة صغارهم، بل قد يدفعونهم ليصبحوا أسرى بدورهم في ذلك العالم الافتراضي المخيف، ليتخففوا من عبء العناية بهم، متوهمين أنهم بذلك يواكبون العصر ويسايرون التطور، دون أن ينتبهوا لمدى الضرر الذي يغرسونه بأيديهم في حياتهم وحياة صغارهم، فهم لا يكتفون بتحولهم إلى أشباه أفراد حقيقيين، بل وينشئون صغارهم في أخطر مراحل حياتهم على أن يكونوا أشباه أشخاص بدورهم.  

خطورة التفكك الأسري

         التفكك الأسري أو التصدع الأسري نتيجة لتخلي أحد الوالدين عن الأدوار الأساسية المنوطة به، ويشير إلى الفشل في الدور التربوي الرئيس للأسرة؛ ما يؤدي إلى خلل وظيفي عام لعمل الأسرة، وانهيار لوحدتها، ولا تقتصر خطورة التفكك الأسري على أفراد الأسرة الواحدة فحسب، بل تمتد لتؤثر على المجتمع كله، فتغيب القيم الحسنة وروح التعاون بين بعض أفراد المجتمع، وتسود بينهم العداوة والبغضاء في التعاملات، ومن ثم تتأخر المجتمعات.  

المرأة المسلمة وجهاد النفس

         المرأة المسلمة في حال مجاهدة دائمة مع نفسها؛ لتغليب طاعة الله على هوى نفسها، وعدم اتباع خطوات الشيطان، وهي مدركة تمام الإدراك أن أخطر أعدائها هي النفس والدنيا والشيطان، وتعلم أن المعركة أزلية، فتتمسك، وتستعصم بحبل الله من كل كيد وفتنة، وتتحصن بكتاب الله وسنة نبيه، وتلازم الذكر وصحبة الصالحين ومجالس العلم، تلك المجالس التي تحفها الملائكة وتغشاها الرحمة وتتنزل فيها السكينة، فالفرد ضعيف بنفسه قوي بإخوانه، وبذلك تستطيع المجاهدة ومغالبة هواها وشيطانها وتغليب رضا الله فوق كل شيء.  

من سبل علاج التفكك الأسري

        من سبل علاج التفكك الأسري تخصيص وقت معين للقاء أسبوعي، تقوم فيه الأسرة بنشاط جماعي ممتع، والحوار المستمر بين الصغار والوالدين، أو تخصيص وقت خاص يوميا ولو «ربع ساعة فقط» دون هاتف أو أي مشتتات، يتحدثون سويا، ويطمئنون على أخبار بعضهم بعضا، والتزام الوالدين بالتعاون لما فيه مصلحة صغارهم والالتزام بمبادئ الحوار البنّاء، وحل المشكلات للوصول لنقطة التقاء فيما بينهم، والتركيز على الاحتياجات المهمة، والإنفاق بحكمه، وتقوية الوازع الديني والأخلاقي في نفوس الأبناء، وتربيتهم تربية صحيحة صالحة، والاهتمام بالجانب العاطفي والنفسي للأبناء، والاستماع لمشكلاتهم والاهتمام بإيجاد الحلول معهم ومساعدتهم فيها.  

صلاح الوالدين صلاح للأبناء

        صلاح الوالدين سبب رئيس في صلاح الأبناء؛ فصلاح امرأة عمران جعل نبيًّا يكفل بنتها، يقول الله -تعالى-: {إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35) فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36) فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (آل عمران: 35 - 37)، وفي سورة الكهف: صلاح الأب جعل نبيين يعملان بنيانًا لأولاده؛ {وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا} (الكهف: 82).  

لماذا ندفع أبناءنا للتميز؟

        يجب أن ندفع أبناءنا للتميز حبًا في العلم ونفع الناس بالخير، من دون أن يتخيلوا أنفسهم في مضمار سباق، وليكونوا قدوة في المجتمع، يدفعون الآخرين للتميز مثلهم؛ لينهض المجتمع وتتقدم الأمة، ويجب أن يَعلم أبناؤنا أن ألوان التميز ليس لها حدود، وكلما رأيت أحدًا يتميز في لون يجب أن أفرح، وأرجو له المزيد، لأني أحب له الخير ولأني سأتعلم منه.  

تقاس قوة المجتمعات بمدى قوة الأسرة

         قوة المجتمعات تقاس بمدى قوة الأسرة ومتانة العلاقة بين أفرادها؛ لأن التفكك الأسري يعطل الناس عن الإنتاج، ويدفعهم إلى التخريب والتدمير ونشر الجريمة، ونشر الخوف بين الناس، ويدمر العلاقات الاجتماعية بينهم، لذا، علينا جميعًا أن نتعاون ونعمل سويًا لإصلاح هذا الوضع بأسرع وقت وبكل الطرائق الممكنة، كما يقع على الإعلام دور مهم أيضًا في تثقيف الأسرة والمجتمع من خلال البرامج التربوية والاجتماعية التوعوية.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك