الشباب المسلم 1282
أسباب نجاح الشاب المسلم
ثمة عوامل وأسباب إذا اتبعهم الشباب المسلم وعملوا بها، كانت لهم عونًا بإذن الله في نجاحهم، وحققت تميزهم في الدنيا والآخرة ومن هذه الأسباب هي:- الأول: التوكل على الله وحسن الظن به: قال -تعالى-: {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا وتروح بطانًا»، فتوكل الشاب على ربه سبيل نجاحه وفلاحه.
- الثاني: المحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها: فإن الصلاة مفتاح كل خير ومجلبة لكل بر في حياة المسلم، ومن أعظم أسباب البركة في الوقت والعمر، قال -تعالى-: {إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتا}؛ فاحرص على صلاتك لتفلح في دينك ودنياك.
- ثالثا: الاجتهاد في الدعاء والتوسل إلى الله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا؛ فإن الدعاء من أعظم الأسباب التي تجلب الفلاح، وقد كان أكثر دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -: «اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار»، وكان السلف يسألون الله في كل شيء حتى العلف لدوابهم والملح في الطعام.
- رابعا: بر الوالدين والإحسان إليهما: فإن برَّ الوالدين من أعظم أسباب جلب البركة والخير على حياة الشاب، وإن دعاءهما من أعظم أسباب توفيقه ودفع النقم والمصائب عنه، ومن أرضى الله في والديه، رضي عنه وسخر له عباده ويسر له جميع السبل.
- خامسا: لزوم الاستغفار والإكثار من التوبة: قال -تعالى-: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10 يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا}.
- سادسًا: التخطيط الواعي والرؤية الشاملة للمستقبل بوضع أهداف واضحة وواقعية طويلة المدى تتناسب قدراتك وظروفك وأخرى قصيرة المدى، تناسب كل مرحلة من أعظم أسباب النجاح والتوفيق في حياتك، وفي المقابل الفوضى وغياب الرؤية والإخفاق في تحديد الأهداف المناسبة، سبب كبير في فشل الشاب وتشتته وضياع الفرص المهمة.
الكسل عدو النجاح
يعد الكسل عدوًا للنجاح؛ لأنه يؤدي إلى تراخي الإنسان وانعدام رغبته في العمل؛ لذا تواجهه صعوبة في تحدي الصعاب وتحقيق الأهداف، فتتعطل مسيرته في التقدم والإنتاج؛ فكل عمل في الحياة يحتاج لقوة إرادة وعزيمة وحسن نية، فمن دونها لن تتمكن من تطوير النفس وتحقيق النجاح؛ فالله يعطي العبد على قدر همته؛ لذا لا تسمح بأن يعتريك الكسل فتسقط في بئر الفشل، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «المؤمنُ القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى اللهِ من المؤمنِ الضعيفِ وفي كلٍ خيرٌ».حقيقة النجاح في الإسلام
النجاح الحقيقي هو أن يلتزم الإنسان بأوامر الإسلام وينتهي عن نواهيه، ويتشبث بعقيدة التوحيد الخالص التي لا يشوبها دخن؛ فالنجاحات في المشاريع الدنيوية، يجب أن تصب في خدمة الإسلام والتقرب إلى الله بنية صالحة تمامًا كما كان الصحابة -رضي الله عنهم-، الذين شهد الله لهم بالخيرية، قال -تعالى-: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}، فكل نجاح دنيوي افتقد هذا المعنى فلا خير فيه.
صفات الناجحين
- الإيجابية: أغلب الناجحين يتمتعون بقدر عال من الإيجابية والتفاؤل الدائم، كما أنهم يرون المواقف التي يتعرضون لها بطريقة إيجابية تُساعدهم على المضي قدمًا في حياتهم.
- المسؤولية: الشخص الناجح دائمًا يتحمل مسؤولية أفعاله كاملة، ولا يلقي باللوم على الناس المُحيطة به أو الظروف التي تعرض لها، ودائمًا ما يعترف بأخطائه ويتحمل مسؤولية قرارته.
- الصدق: الصدق من أهم صفات الأشخاص الناجحين؛ فالناجح دائمًا صادق في كلامه ومًعترف بكل أخطائه.
- الثقة: الثقة هي أساس النجاح؛ فالشخص الناجح دائمًا تجده واثقا من نفسه ومن شخصيته، ولا يتأثر بكلام الآخرين من حوله.
- الوعي: الشخص الناجح لديه الوعي الكافي بأهمية النجاح وبجوانب حياته، ولديه الوعي الكافي أيضًا لكي يفرق بين الصواب والخطأ، وبين الأفعال الجيدة التي تنفعه والأفعال السيئة التي تضره.
- المرونة: يتمتع الشخص الناجح بالمرونة دائمًا في مواقف حياته؛ حيثُ إن لديه القدرة على التعامل مع الأشخاص والمواقف المُختلفة.
- الالتزام: لابد أن يتحلى الشخص الناجح بالالتزام دائمًا في جوانبه الحياتية، سواء أكانت جوانب أخلاقية أم اجتماعية أم مهنية؛ فالالتزام هو أحد أهم أسرار النجاح.
تفكّر في كلامك

- إما أن يتبين له أنه خير بيِّن واضح؛ فليتكلم به ولا حرج.
- وإما أن يتبين له أنه شر؛ فليمنع نفسه من التكلم به.
- وإما أن يكون مشتبهًا عليه لا يدري أهو من الخير أو الشر، فليمنع نفسه من التكلم به أيضًا؛ لقوله -عليه الصلاة والسلام-: «فَمَنْ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ»، ولقوله -عليه الصلاة والسلام-: «دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَالا يَرِيبُكَ».
مفاهيم مغلوطة عن النجاح
من الخطأ أن يظن بعض الشباب أن النجاح ينحصر في أن يكون طبيبًا أو مهندسًا، وهذا مفهوم خطأ يحصر دائرة النجاح في هذه الوظائف فقط، فليس المهم أن أكون في المكان الذي يراه الناس نجاحًا، بل الأهم أن أكون قادرًا على أن أكون متميزًا ومبدعًا في المكان الذي أكون فيه أيًّا كان، وأن يكون هذا النجاح محكومًا بتقوى الله -عز وجل-.خطورة تأجيل التوبة!
قال الشيخ عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله-: على كل مؤمن البدار بالتوبة، وعدم الإصرار على الذنب؛ لأنه خطاء، كثير الذنوب؛ فالواجب عليه أن يلزم التوبة دائمًا؛ لعله ينجو من شرها، ويخلص من عواقبها الوخيمة، وربما زين للناس الشيطان تأجيل التوبة، فيقول: أنت شاب، وأنت في مقتبل العمر بعدما يمضي عليك، وكذا وكذا، بعدما يمضي سن الكهول، أو سن الشيوخ يمكنك أن تتوب، فيغره، ويملي له، ويمنيه، وهو لا يدري، قد يموت غدًا، كم من شاب لم يبلغ الكهولة، ولا الشيبة! وكم من شاب أخذ في شبابه! فالحزم كل الحزم في لزوم التوبة أبدا في حال الصحة، وفي حال النشاط والقوة والشباب، حتى تكون على احتياط من خطر هذه الذنوب التي من ابتلي بها وأصر عليها أفضى إلى خطر عظيم، ولا حول ولا قوة إلا بالله!النية والإخلاص لله رب العالمين
قد يفرق بعض الناس بين النجاح في حياته الدنيا، وبين النجاح والفوز بالآخرة، وهذا خطأ لا يقع فيه صاحب البصيرة؛ فالمسلم لا يقدم على شيء في حياته بنية النجاح إلا وارتبط هذا الإقدام بالغاية السامية وسبب وجوده وخلقه التي جاءت في قوله -تعالى-: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.
لاتوجد تعليقات