
الشباب المسلم – 1263
واجبات الشباب المسلم
على الشباب المسلم واجبات ودورٌ مهم، وأعمال بالغة الأهمية؛ لينهضوا بأنفسهم تجاه ما يراد بهم، وليكونوا حرَّاسًا للدين تجاه ما يكاد به، ويمكن أن نلخص ذلك الدور، وتلك الأعمال فيما يلي:
(1) التزود بالعلم الشرعي
قال الله -تعالى-: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} (الزمر من الآية:9)، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «طَلَبُ العِلْمِ فَرِيْضَةٌ عَلَىْ كُلِّ مُسْلِمٍ»، فالعلم واجب شرعي على كل مسلم، ولا يمكن للجاهل أن يفهم دينه، ولا أن يدافع عنه، والجاهل لا تستفيد منه أمته، لذا كان على الشباب أن يسارعوا إلى حلقات العلم، في المساجد، والمراكز الإسلامية، وأن يستثمروا نشاطهم وفراغهم في حفظ وتدبر كتاب الله -عز وجل-.
(2) الدعوة إلى الله وتعليم الناس
قال -تعالى-: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (آل عمران:104)، والدعوة والتعليم: زكاة العلم، وواجب على من تعلَّم العلم الشرعي أن يبلغه لغيره، وأن يساهم في نشر الإسلام والدعوة إليه.
(3) تزكية النفس
مما يحتاجه الشاب المسلم، ويُنصح به: أن يجعل لنفسه نصيبًا من التزكية، فيربيها على القيام بما يتيسر من العبادات النوافل، كقيام الليل، وصيام الأيام الفاضلة، وقراءة الأوراد والأذكار اليومية؛ فهي زاد الشاب للثبات على طريق الهداية، مع الالتزام بحفظ البصر عن المحرمات، وصيانة السمع عن المنكرات، وهكذا باقي جوارحه يجعلها مصونة عن ارتكاب ما يغضب ربه.
(4) الالتفاف حول العلماء الثقات
الشاب المسلم المنضبط لا توجهه عاطفته، ولا تقوده حماسته، إنما يسير على طريق الهداية بتوجيه العلماء الثقات، والشيوخ الكبار، ممن لهم علم واسع، وتجارب نافعة، فيهتدي بنصحهم، ويعمل بمشورتهم، ويُرجى أن يكون بعد ذلك أكثر نفعًا لأمته، ودينه، ويكون أكثر حماية مما يُكاد للشباب لصرفهم عن رسالة الحق، ونشر النور في الأرض.
الشباب وصدق الالتزام
قال الله -تعالى-: {خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ} (البقرة:63)، أمرهم أن يأخذوا ما فيه بقوة، وأن يعزموا فيه عزيمة، فأمر العقيدة لا رخاوة فيه ولا تميع، ولا يقبل أنصاف الحلول ولا الهزل ولا الرخاوة، إنه عهد الله مع المؤمنين، وهو جد وحق، فلا سبيل فيه لغير الجد والحق، وله تكاليف شاقة! نعم، ولكن هذه هي فطرته، إنه أمر عظيم، أعظم من كل ما في هذا الوجود، فلا بد أن تقبل عليه النفس إقبال الجاد القاصد العارف بتكاليفه، صاحب الهم والعزيمة، المصمم على هذه التكاليف، ولا بد أن يدرك صاحب هذا الأمر أنه إنما يودع حياة الدعة والرخاء والرخاوة.
زيادة الإيمان ونقصانه
عن عمير بن حبيب الخطمي - رضي الله عنه - قال: «الإيمان يزيد وينقص، فقيل: فما زيادته وما نقصانه؟ قال: إذا ذكرنا ربنا وخشيناه فذلك زيادته، وإذا غفلنا ونسينا وضيعنا فذلك نقصانه» فما أحوج الشباب إلى معرفة الأسباب التي يزيد بها إيمانهم ليلزموها ويحافظوا عليها، والأسباب التي ينقص بها الإيمان ليتجنبوها ويحاذروا من الوقوع فيها! حفظًا لدينهم ورعاية لإيمانهم.
الشباب عنوان الأمة
إن أهم ما يجب على الشباب المسلم اليوم أن يعتز بدينه وهويته؛ فكثير من الشباب يسارع إلى تقليد غير المسلمين في لباسهم، وهيئاتهم، وحركاتهم؛ لذا كان من الدور المهم للشاب المسلم اليوم أن يكون فخوراً معتزّاً بدينه، لا يخجل من إظهار شعائره، ولا يتوارى من الناس حين يقوم بعبادة خالقه، وهو بهذا يكون قدوة لغيره من الشباب وقوة لأمته؛ فالأمة القوية ليست بذهبها ورصيدها المالي، ولكن بشبابها، فإذا رأيته شبابًا متدينًا، فاعلم أنها أمة جليلة الشأن، قوية البناء، وإذا رأيته شبابًا هابط الخلق، منشغلًا بسفاسف الأمور، يتساقط على الرذائل، فاعلم أنها أمة ضعيفة مفككة، سرعان ما تنهار أمام عدوها، فالشباب عنوان الأمة.
صلاة الفجر مع الجماعة
قال الشيخ عبدالرزاق عبدالمحسن البدر: إنَّ المحافظةَ على صلاة الفَجر مع الجماعة من علاماتِ صدق الإيمان، ومؤشِّرٌ على قوَّة الإسلام، وإذا كانَ الرَّجلُ لا يشهدها مع الجماعة فهذا برهانٌ على وَهاء إيمانه وضعفِ دينه، ودليلٌ على استِسلامه لنفسه وهواه، وانهِزامه أمام شهواتِه، وكيف يَهنَأ المتخلِّف عنها بالنَّوم؟ وكيف يتلذَّذ بالفِراش والمسلمون في المساجد في بيوت الله مع قرآن الفَجر يعيشون؟! وإلى لذيذ خِطاب الله يستمعون؟! وفي ربيع جنَّاته يتقلَّبون؟! وكيف يُؤثِر لذَّة النَّوم والفِراش على لذَّة المُناجاة والعبادة، وأداء هذه الطَّاعة العظيمة؟! لا يفعل ذلك إلَّا خاسِرٌ محرُومٌ.
شاب نشأ في عبادة الله
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «سبعةٌ يظلُّهم الله -تعالى- في ظلِّه، يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه: إمامٌ عَدْلٌ، وشابٌّ نَشَأَ في عبادة الله،... الحديث»، فهذا الشاب وفَّقَهُ الله -منذ نَشأ- للأعمال الصالحة، وحبَّبها إليه، وكَرَّه إليه الأعمال السيئة، وأعانه على تركها، إما بسبب تربية صالحة، أو رِفْقة طيبة، أو غير ذلك، وقد حفظه الله ممَّا نشأ عليه كثيرٌ من الشباب من اللهو واللَّعب، وإضاعة الصلوات، والانهماك في الشهوات والملذَّات، وقد أثنى الله على هذا النشء المبارك بقوله: {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى} (الكهف: 13)، ولما كان الشباب داعيًا قويًّا للشهوات، كان من أعجب الأمور الشاب الذي يُلزِم نفسَه بالطاعة والاجتهاد فيها، واستحقَّ بذلك أن يكون من السبعة الذين يُظلُّهم الله في ظلِّه.
الشباب سر نهضة الأمة
الشباب في أي أمَّة من الأمم هم العمود الفقري الذي يشكل عنصر الحركة، والحيوية؛ إذ لديهم الطاقة المنتجة، والعطاء المتجدد، ولم تنهض أمَّة من الأمم -غالبًا- إلا على أكتاف شبابها الواعي، ولا يُمكن للشباب أن يقوموا بدورهم، وينهضوا بمسؤولياتهم، ويؤدوا رسالتهم، إلا بعد أن تكتمل شخصيتهم العلمية والدعوية والاجتماعية على حد سواء.
الشاب القدوة
الشاب المسلم الذي يُعلم الناس ويدعوهم إلى الله -عز وجل- ليس له أن يخالف فعلُه قولَه، بل هو متحلٍّ بالفضائل التي يدعو إليها، وقائم بالطاعات التي يرغب الناسَ بها، فلابد أن يكون قدوة لغيره في الأمانة، والاستقامة، والصدق، والعفاف، وغير ذلك من الأخلاق الواجبة والفاضلة.
ما حك جلدك مثل ظفرك
من أفضل الأمثلة العربية على الإطلاق قولهم: (ما حك جلدك مثل ظفرك)؛ لأنه أحد الأسس البارزة للنجاح في هذه الحياة، وهو أحد السمات الرئيسة للناجحين، ويعني: أنه لا يمكن لأحد أن يقوم بعملك مثلما تريد إلا نفسك، ومهما كانت النتيجة رائعة للعمل الذي قام به الآخر، إلا أنها لا تستوي بحال مع ما ينتجه الإنسان بنفسه، وإن كانت النتيجة ليست على ما يرام، ولكنه الافتخار والفرح بالإحساس بالقدرة على فعل الشيء.
لاتوجد تعليقات