رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر التربوي 15 أبريل، 2025 0 تعليق

الأسرة المسلمة – 1258

من واجبات المرأة المسلمة

المرأة راعية في بيت زوجها، وهي مسؤولة عن رعيتها أمام الله -تعالى- كما أخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قوله: «كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل في أهله راع ومسؤول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية ومسؤولة عن رعيتها».

   ومما يتأكد وجوبه على المرأة، اهتمامها بأولادها والقيام بمصالحهم وشؤونهم داخل البيت على أكمل حال، وبذل ما تقتضيه الفطرة السوية لهم من الحب والعطف والحنان، فهذا مما وصى الله به، فقال -تعالى-: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ}.(النساء:11)، قال السعدي - رحمه الله-: أي: أولادكم - يا معشر الوالِدِين- عندكم ودائع، قد وصاكم الله عليهم، لتقوموا بمصالحهم الدينية والدنيوية، فتعلمونهم وتؤدبونهم وتكفونهم عن المفاسد، وتأمرونهم بطاعة الله وملازمة التقوى على الدوام كما قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}، فالأولاد عند والديهم موصى بهم، فإما أن يقوموا بتلك الوصية، وإما أن يضيعوها فيستحقوا بذلك الوعيد والعقاب، وقد جاء في حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: قدم ناس من الأعراب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: أتقبلون صبيانكم فقالوا نعم، فقالوا لكنا والله ما نقبل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأملك إن كان الله نزع منكم الرحمة. ألا فلتتق الزوجة ربها في تربية أولادها، ولتخش وقوفها بين يديه، ولتذكر ما جاء من الوعيد الشديد لمن استرعاه الله رعية فضيعها، فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة».  

أهم ما يتميز به المسلم والمسلمة

        من أهم ما يتميز به المسلم والمسلمة اللذان تعلق قلبهما بالله، تلك الراحة النفسية والاطمئنان القلبي، فلا تراهما إلا مبتسمين حتى في أحلك الظروف وأقسى الحالات، فهما يدركان أن ما أصابهما لم يكن ليخطئهما، وأن ما أخطأهما لم يكن ليصيبهما، فلا يتحسران لفوت محبوب، ولا يتجهمان لحلول مكروه، فربما كان وراء المحبوب مكروهًا، ووراء المكروه محبوباً {وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}.  

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

        مما يجب على المرأة - ويغفل عنه كثير من النساء - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، ويتأكّد هذا الأمر بين بنات جنسها، فقد كانت نساء الصحابة يأمرن بالمعروف وينهين عن المنكر بين بنات جنسهن، فقد رأت عائشة -رضي الله عنها- على امرأة بُرْداً فيه تصليب، فقالت: اطرحيه اطرحيه، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رأى نحو هذا قضبه، أي قطعه، ودخلت مولاة لعائشة عليها فقالت لها: يا أم المؤمنين، طفت بالبيت سبعا، واستلمت الركن مرتين أو ثلاثا، فقالت لها عائشة -رضي الله عنها-: لا آجرك الله، لا آجرك الله تدافعين الرجال! ألا كبّرتِ ومررتِ!  

من آداب الحوار والحديث

  • ليس جميلاً أن تتحدثي بكل ما سمعت، فإن في هذا مجالاً للوقوع في الكذب، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع».
  • ليكن حديثك بخير وإلا فالصمت أولى بك، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت».
  • إياك ومقاطعة الناس أحاديثهم أو ردها عليهم أو إظهار الاستخفاف بها! وليكن حسن الاستماع أدباً لك، والرد بالتي هي أحسن شعاراً لشخصك.
  • احذري كل الحذر من السخرية بطريقة كلام الآخرين! قال -تعالى-: {يأيها الذين ءامنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن}.
  • ليكن كلامك موزونا في نفسك قبل أن ينطق به لسانك، واحرصي أن تكون الكلمة صالحة طيبة في سبيل الخير، فللكلمة مسؤولية عظيمة، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم».
 

حسن التعاون بين أفراد الأسرة

         من القيم الأسرية المهمة التعاون بين الزوجين على تربية أولادهما، وإدارة شؤون البيت، وتكامل الأدوار بينهما، فالزوج يتعاون مع زوجته، وهذا دليل على نبل نفسه، وطيب معشره، وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كثيرًا ما ينشغل بالقيام بأعباء الرسالة وشؤونها، واستقبال الوفود، ومع ذلك كان أحسن الناس عشرة، وهو خير الناس لنسائه، ولم تمنعه كل هذه الأعباء أن يعاون أهله، وقد سئلت عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها-: ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله تعني خدمة أهله، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة.  

مفهوم التوافق الزوجي وأنواعه

التوافق الزوجي هو شعور الزوجين بالانسجام والانتماء العاطفي والمودَّة والمحبة والرحمة المتبادلة لكليهما، والشعور بالرِّضا والسعادة والاتفاق في حياتهما الزوجية، والقدرة على التعامل الناجح مع مشكلات الحياة الزوجية، وللتوافق الزوجي أنواع، من أبرزها:
  • التوافق النفسي، ويعني التوافق في الصفات النفسية والسمات الشخصية.
  • التوافق الديني، وهو التوافق من حيث الاحتكام لشرع الله، والرِّضا به.
  • التوافق العمري؛ أي: أن يكون الزوجان متقاربين من حيث السِّنِّ.
  • التوافق المالي، وهو التفاهم حول القضايا المالية والقناعة والرِّضا بما يتوفر لديهما.
  • التوافق الاجتماعي والثقافي، من احترام العادات والتقاليد والأعراف والتسامح في القضايا التي يختلفان فيها.
 

أهمية تربية الأبناء على الإيمان بالغيب

لـمَّا كان هذا الزمان يموج بالفتن، كان لزامًا على الوالدين تثبيت اليقين في نفوس أبنائهم، وتأكيد المسلَّمات التي غدت في تصوُّر فئامٍ من الناس ومناقشاتهم من المتغيِّرات، وتبرز أهمية تثبيت الإيمان بالغيب لدى الأبناء في:
  • تكوين شخصية المسلم: فالإيمان بالغيب إِنْ لم يُتعاهد في بداياتِ تنشئة الأبناء بتثبيتِهِ، وتصحيح التصورات عنه، سيؤدي إلى انحرافاتٍ في المستقبل.
  • الاقتداء بنهج الأنبياء والمصلحين: قال -تعالى قاصًّا تفقُّد يعقوب عليه السلام عقيدة أبنائه وهو في سكرات الموت-: {أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}.
  • التنشئة على أصل من أصول الإيمان: الإيمان بالغيب ركنٌ من أركان الإيمان، وركيزةٌ كبرى تقوم عليها العقيدة، وهو مزية يتميز بها المؤمن عن غيره؛ إذ وهب قلبه للتسليم بالخبر الصادق الذي جاء به الوحي فيما يخصُّ الحديث عن الله -تعالى-، وعن صفاته وأفعاله، وعن الملائكة، والجنِّ، والدَّار الآخرة، وغيرها من الحقائق التي لا سبيل لإدراكها إلا بالإيمان بالغيب.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك