رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر السياسي 13 فبراير، 2024 0 تعليق

الآلاف فقدوا ذويهم ومليون بحاجة إلى دعم نفسي واجتماعي .. أطفال غزة: معاناة لا يمكن تصورها

  • ما لا يقل عن 17 ألف طفل في قطاع غزة أي 1% من إجمالي عدد النازحين فقدوا ذويهم أو منفصلون عنهم
  • خبير أممي: قرابة نصف عدد الأطفال في غزة أي حوالي 500٫000 طفل يحتاجون إلى الدعم في مجال الصحة العقلية أو الدعم النفسي والاجتماعي
  • يتعرض الأطفال في قطاع غزة لمعاناة شديدة جراء الحرب التي شنتها قوات الاحتلال على القطاع حيث قتل وجرح الكثير منهم بسبب القصف العنيف الذي يستهدف المنازل والمدارس والمستشفيات
  • تقرير اليورونيوز: معاناة أطفال غزة لا يمكن تصورها وسط القصف والحصار حيث يُقتل أكثر من مئة طفل يوميا منذ بدء النزاع في 7 أكتوبر

أشارت تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) -في آخر تقرير لها- إلى أن ما لا يقل عن 17 ألف طفل في قطاع غزة -أي 1% من إجمالي عدد النازحين- فقدوا ذويهم أو منفصلون عنهم، ويتعرض الأطفال في قطاع غزة لمعاناة شديدة؛ جراء الحرب التي شنتها قوات الاحتلال على القطاع؛ حيث قتل وجرح الكثير منهم؛ بسبب القصف العنيف الذي يستهدف المنازل والمدارس والمستشفيات.

       وتزيد مأساة الأطفال في غزة في ظل الحصار الخانق وسياسة التجويع التي يمارسها الاحتلال ضدهم؛ إذ قطع عنهم الكهرباء والمياه والغذاء، وخلف القصف المتواصل لقوات الاحتلال -على مختلف أنحاء قطاع غزة- أكثر من 2800 شهيد، 64% منهم أطفال ونساء.

ظروف قاسية يعيشها أطفال المخيمات

      كما حملت الحرب الدائرة في قطاع غزة للكثير من الأطفال تغييرا قاسيا في حياتهم المقبلة، كفقدان بعض الأهل أو بعض أطراف الجسم؛ ما يعني حاجتهم لعملية تأهيل للاعتماد أكثر على النفس، هذا القلق بشأن المستقبل لدى هؤلاء الأطفال، بجانب المعايشة اليومية لمستجدات الحرب الدائرة منذ 7 أكتوبر الماضي، سيولدان بداخلهم صدمات نفسية عميقة ستكون (طويلة ومعقّدة). وسبق أن لفت المتحدّث الإقليمي باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، سليم عويس، في 14 نوفمبر، إلى أن أكثر من 50 بالمئة من الأطفال في قطاع غزة بحاجة للرعاية النفسية، وشدد عويس، في تصريحات تلفزيونية، على أن الحل الفوري لإبعاد هؤلاء الأطفال عن الصدمات النفسية هو وقف العنف الدائر في القطاع.

لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة

        وقال الخبير الأممي: «إن المرافق الطبية والمستشفيات في حاجة ماسة إلى توصيل المساعدات لتعزيز مواردها، إنهم تحت ضغط كبير، ولا سيما عندما يتعلق الأمر بمساعدة النساء اللاتي يلدن، والأطفال الذين هم في الحاضنات، والأطفال الذين يحتاجون إلى المساعدة»، ومرضى السرطان، والأطفال الذين يحتاجون إلى غسيل الكلى، على سبيل المثال لا الحصر.

معاناة لا يمكن تصورها

        «هي معاناة لا يمكن تصورها، مأساة أطفال غزة وسط القصف والحصار»، هذا ما حضر في تقرير (اليورونيوز) يُقتل أكثر من مئة طفل يوميًا منذ بدء النزاع في غزة في 7 أكتوبر، وبالنسبة للكثيرين هناك فإن الطفولة السعيدة ليست أكثر من مجرد حلم بعيد المنال»، عندما فُتح المعبر الحدودي الجنوبي لغزة، لفترة وجيزة، تمكن بضعة آلاف من سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة مؤخراً من الفرار إلى بر الأمان.

كارثة إنسانية تتكشف في غزة

        يقول (جيسون لي)، مدير منظمة إنقاذ الطفولة في الأراضي الفلسطينية المحتلة: «إن هناك كارثة إنسانية تتكشف في غزة، مع معاناة لا يمكن تصورها وغير ضرورية»، وقد قُتل حتى الآن ما يزيد عن 4000 طفل، وأصيب عدد لا يحصى من الأطفال بجروح خطيرة في كثير من الأحيان.

العدد لا يزال في ارتفاع

       ويضيف لي: «هذا العدد لا يزال في ارتفاع، بالنسبة لأولئك الأطفال الذين نجوا من القنابل والعمليات البرية، سيموت الكثير منهم بسبب المرض والجوع والجفاف إذا استمر استخدام المساعدات الإنسانية كسلاح»، ويؤكد: «يجب حماية الطفل بغض النظر عن المكان الذي جاء منه، الأطفال هم دائما الأكثر ضعفا في كل صراع، ونحن نعلم من تجربتنا أن الأطفال لن يخرجوا أبداً سالمين من أي صراع».

لا يوجد مكان آمن

        ويقول (توبي فريكر) من اليونيسف: لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة اليوم، لقد تم قصف مدارس الأمم المتحدة والمدارس العامة والمرافق الصحية وغيرها من المواقع التي يلجأ إليها الناس»، وقال: «إن المرافق الطبية والمستشفيات في حاجة ماسة إلى توصيل المساعدات لتعزيز مواردها، إنهم تحت ضغط كبير، ولا سيما عندما يتعلق الأمر بمساعدة النساء اللاتي يلدن، والأطفال الذين هم في الحاضنات، والأطفال الذين يحتاجون إلى المساعدة». ومرضى السرطان، والأطفال الذين يحتاجون إلى غسيل الكلى، على سبيل المثال لا الحصر.

يكافحون من أجل البقاء

        ويوضح الخبير الأممي (فريكر) قائلاً: «يحتاج حوالي نصف عدد الأطفال في غزة، أي حوالي 500٫000 طفل، إلى شكل من أشكال الدعم في مجال الصحة العقلية أو الدعم النفسي والاجتماعي، وكانوا يعيشون في ظل تصعيد منتظم إلى حد ما للأعمال العدائية، لقد كانوا يعيشون في شعور متزايد بالقلق يومًا بعد يوم، مع الخوف مما يمكن أن يحدث، من الواضح إذن أن العديد من أطفال غزة قد تعرضوا بالفعل لضربات كبيرة على صحتهم العقلية والجسدية، ويضيف فريكر أن التصعيد غير المسبوق يعني أن الأطفال أصبحوا الآن يكافحون من أجل البقاء، فضلا عن آلاف الشباب الذين قتلوا في القتال، يعاني ما يقدر بنحو 300 ألف طفل حالياً من أشكال مختلفة من سوء التغذية».

هذا الرقم قد ينمو بسرعة

        مع مرور الأيام، تحذر السلطات من أن هذا الرقم قد ينمو بسرعة، فضلاً عن احتمال زيادة الأمراض المنقولة بالمياه، وإصابة الأطفال بالجفاف بعد شرب المياه الملوثة أو المالحة - وهي غالباً السائل الوحيد المتاح - وأولئك الذين لا يعانون من الجفاف قادرون على الحصول على اللقاحات التي هم في أمس الحاجة إليها للحفاظ على صحتهم، وبينما تحاول اليونيسف وغيرها من المؤسسات الخيرية وعمال الإغاثة على الأرض تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهؤلاء الأطفال وتزويدهم بمساحة آمنة ليكونوا صغارًا، إلا أنها مهمة شبه مستحيلة، ويلجأ الكثير منهم إلى المدارس التي ينبغي عليهم الالتحاق بها، في اللحظات الهادئة نسبياً، ويقول فريكر: إن العمال «يحاولون منح الأطفال ساعة من الطفولة حتى يتمكنوا مؤقتاً من نسيان الفظائع المحيطة بهم». ويضيف: «بالطبع، هذا لا يكفي»، ووفقاً للقانون الدولي، تتحمل الحكومات مسؤولية تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية للأطفال، وهو الأمر الذي ثبت أنه صعب للغاية في صراع غزة.

لا يمكن التفكير في المستقبل

        وعندما سُئل فريكر عن مستقبل هؤلاء الأطفال الذين يعيشون فيما قد يوصف بالجحيم، قال: «في الوقت الحالي، لا يستطيع أي طفل أو عائلة أو والد داخل قطاع غزة التفكير في المستقبل». ويتحدث موظفو اليونيسف الموجودون على الأرض عن الحياة ليس فقط يوماً بيوم، بل لحظة بلحظة، إن الاحتياجات الفورية للأطفال واليافعين في غزة حادة للغاية، لدرجة أنه من الصعب جدا حتى التفكير بعد الساعة التالية، أو في اليوم التالي، وبالتأكيد ليس في العام المقبل على سبيل المثال». وأضاف: «لا نعرف متى سينتهي الصراع؛ لذا فإن جزءًا من أولوية المجتمع الدولي في الوقت الحالي هو محاولة استئناف نوع من الطفولة لهؤلاء الصغار حيثما أمكن ذلك».

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك