
أهمية التشجيع في حياة المراهق
علامة حبك لمن تحب أن تشجعه فأنت تعلن له بأنك تقدره
كلما منح البالغون مَنْ حولهم من الشباب دعما أكثر، نمت شخصياتهم نموا سويا (بيتر بينسون)
وإذا حرصت على تغيير ذاتك وتغيير سلوكياتك التربوية قد تحدث التأثير الإيجابي في ابنك
إن مفتاح نجاح أي علاقة قوية هي أن تقبل التغيير، وتتقبل الآخر كما هو
المراهق من شأنه أن يتعثر ويخطئ، وهذه سنة الله في خلقه جميعا، لكن الأخطاء تظهر بشدة في سلوك المراهق الذي يفتقر إلى الخبرة والدراية.
والمراهق حاله كحال الطفل عندما يسقط على الأرض، في تلك اللحظة هو بحاجة إلى من يأخذ بيده ويساعده على الوقوف مجددا، وليس بحاجة إلى من يعنّفه أو يشتمه، بحاجة إلى من يقول له: لا بأس، هيا قم من جديد، وليس بحاجة إلى من يحبطه بالتعليقات السلبية.
المراهق في النهاية بحاجة إلى التشجيع والتحفيز والدعم والإسناد.
فما التشجيع؟ وكيف نشجع المراهق؟
التشجيع مهارة من المهارات التي يجب على من يتعامل مع المراهق أن يتقنها، ويجيد استخدامها، إذا ما أراد النجاح في أداء دوره بصفته والدا، أو مرببا أو معلما، وإذا ما أراد التأثير في سلوك المراهق.
التشجيع مهارة يتم من خلالها التركيز على الإيجابيات لدى الفرد، ومدح نقاط القوة لديه، بهدف زرع مفاهيم إيجابية للذات، ومن خلال التشجيع نركز على الجهد ومحاولات التحسن والتطور والتميز، بدلا من طلب الكمال، أو نقد الخطأ.
التشجيع هو الإجراء الذي نتخذه عندما نريد زيادة حدوث سلوك سلبي، فأن نشجع سلوكا معينا، يعني أن نزيد من احتمال حدوثه وتكراره في المستقبل، والشيء نفسه ينطبق على السلوك السلبي.
من أجل مراهقة إيجابية نمِّ الروح المعنوية لدى المراهق
لماذا نشجع المراهق؟
التشجيع حاجة إنسانية بغض النظر عن المرحلة العمرية التي يمر بها الإنسان، إلا أن المراهق أشد حاجة للتشجيع.
لأن المراهق عندما يفتقد التشجيع من الأسرة، فإنه سيبحث عنه خارج المنزل، وبالدرجة الأولى عند الأصدقاء الذين ينتمي إليهم، ويشعر بالحرية والاستقلالية عند وجوده بينهم، ومن يضمن أن يكون تشجيع الأصدقاء في اتجاه إيجابي؟
قلة التشجيع أو عدمه تورث المشاعر السلبية لدى المراهق، مثل الخوف والحزن والإحباط والاكتئاب غير المرضي، تلك المشاعر التي سرعان ما تتحول إلى سلوكيات سلبية تغضب الأهل والمجتمع، وأن المشاعر السلبية تنقل المراهق لطريقة مختلفة في التفكير والتصرف؛ فيصبح على سبيل المثال أقل إبداعا وغير ميال إلى المغامرة والاستكشاف.
وعموما فإن المشاعر السلبية - التي تولدها قلة التشجيع- تظهر نقاط الضعف عند المراهق، وتولد لديه شعورا عاما بالنقص.
إن التشجيع يشعر المراهق بأهميته عندنا وقبولنا له، ويزيد من ثقته بنفسه، وتقديره لذاته، وقدرته على التحول الإيجابي، وإمكانية انتقاله من الفعل الخطأ إلى الفعل الصواب، ومن خلال التشجيع، يمكننا أن نزيد من احتمال حدوث الفعل الصواب مستقبلاً.
إن التشجيع إلى جانب أهميته للمراهق، فإنه يكسبنا ثقته، ويجدد مشاعر المحبة بيننا وبينه، والثقة والحب أمران ضروريان جدا للتأثير في المراهق، ولتعديل سلوكه من خلال أسلوب (التربية بالحب).
على ماذا أشجع؟
- شجّعه على الإنجاز ومكافأة الذات.
- شجّعه على الانخراط في النشاطات الرياضية التي توجه طاقته.
- شجّعه على الاشتراك في الأعمال الخيرية والتطوعية، وعلّمه فنون التواصل الاجتماعي.
- شجّعه على تكوين الصداقات الصالحة، ومصاحبة الخيريين من زملائه.
- شجّعه على التحدث والحوار والتعبير عن مشاعره بطلاقة وأدب.
- شجّعه على ممارسة هواياته وميوله ورغباته، وهيء له الفرصة لممارستها.
- شجّعه على قبول نفسه كما هي، وعلمه كيف يطور من ذاته ومهاراته.
ما أنواع التشجيع؟
المشجعات الغذائية:
ونعني بها منح مكافأة غذائية يحبها المراهق، وليس بالضرورة عند قيامه بسلوك إيجابي، أو امتناعه عن فعل سلبي، وإنما نلجأ له تعبيرا عن حبنا لأولادنا ورضانا عنهم دون محاولة؛ ولذلك لا ننصح بالإكثار من هذا النمط من التشجيع؛ لأن الضرر المترتب على استعماله أكثر من النفع، ومن سلبياته ضعف الحوافز الداخلية.
المشجعات المادية:
ويقصد بها تقديم مكافأة مادية، مثل الألعاب التي يحبها المراهق تعبيرا عن رضانا العام عن سلوكه عموما، والهدف من استعمال هذا النمط من التشجيع هو مساعدة المراهق على اكتساب السلوكيات المقبولة دينيا واجتماعيا، إلا أن الإكثار من استعمالها قد يؤثر سلبا على الدافعية الذاتية (الداخلية) أيضا لدى المراهق.
لاتوجد تعليقات