رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: عبدالعزيز ابن عبدالله بن باز -رحمه الله- 13 فبراير، 2024 0 تعليق

حكم قول: التخلق بأسماء الله وصفاته

- بعض الخطباء في خطبة الجمعة يحثون على الاتصاف بصفات الله، والتخلق بأخلاقه هل لها محمل؟ وهل سبق أن قالها أحد؟.

  • هذا التعبير غير لائق، ولكن له محمل صحيح، وهو الحث على التخلق بمقتضى صفات الله وأسمائه وموجبها، وذلك بالنظر إلى الصفات التي يحسن من المخلوق أن يتصف بمقتضاها، بخلاف الصفات المختصة بالله، كالخلاق والرزاق والإله ونحو ذلك، فإن هذا شيء لا يمكن أن يتصف به المخلوق، ولا يجوز أن يدعيه، وهكذا ما أشبه هذه الأسماء، وإنما المقصود الصفات التي يحب الله من عباده أن يتصفوا بمقتضاها، كالعلم والقوة في الحق، والرحمة والحلم والكرم والجود والعفو وأشباه ذلك، فهو -سبحانه- عليم يحب العلماء قوي يحب المؤمن القوي، أكثر من حبه للمؤمن الضعيف، كريم يحب الكرماء، رحيم يحب الرحماء عفو يحب العفو، إلخ، لكن الذي لله -سبحانه- من هذه الصفات وغيرها أكمل وأعظم من الذي للمخلوق، بل لا مقارنة بينهما؛ لأنه -سبحانه- ليس كمثله شيء في صفاته وأفعاله، كما أنه لا مثيل له في ذاته، وإنما بحسب المخلوق أن يكون له نصيب من معاني هذه الصفات، يليق به ويناسبه على الحد الشرعي، فلو تجاوز في الكرم الحد صار مسرفًا، ولو تجاوز في الرحمة الحد عطل الحدود والتعزيرات الشرعية، وهكذا لو زاد في العفو على الحد الشرعي وضعه في غير موضعه، وهذه الأمثلة تدل على سواها، وقد نص العلامة ابن القيم -رحمه الله- على هذا المعنى في كتابيه: (عدة الصابرين) و(الوابل الصيب).

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك