رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: فوزي بن عبد الصمد فطانى 21 يناير، 2020 0 تعليق

موقف أهل السنة من الفتن العامة (1)


تمرُّ بالأمةُ أزماتٌ، وتعصِف بها أيامٌ يختلط فيها الباطل بالحقِّ، وتموج الشبهاتُ على الناس كموجِ البحر الهائج، تتلاعب بالناس الأفكارُ والتوجّهات كما يتلاعب الموجُ الهادر بقارب صغير تائهٍ في أعماق المحيطات، والسعيد من تعلَّق بسفينة النجاة، وتجاوَز الرياحَ العاصفة والأمواجَ العاتية من الفتن المضلَّة، ووصل إلى بر الأمان، وهذه ورقة علميةٌ سنُساهِم من خلالها في بيان موقف أهل السنة من هذه الفتن العظيمة، وبيان واجب المسلم تجاهها، وكيف يتعامل معها.
معنى الفتنة
- الفتنة: الابتلاءُ والامتحانُ والاختبار، وأصلها مأخوذ من قولك: فتنت الفضة والذهب، إذا أذبتهما بالنار؛ ليتميز الرديء من الجيِّد، وأصل الفتنة: الاختبار، ثم استعملت فيما أخرجته المحنة والاختبار إلى المكروه، ثم أطلقت على كل مكروه أو آيل إليه؛ كالكفر والإثم والتحريق والفضيحة والفجور وغير ذلك، وعند الجرجاني: «ما يتبين به حال الإنسان من الخير والشر».

الفرق بين الفتنة والابتلاء والاختبار
الفتنةُ أشدُّ الاختبار وأبلغه، وأصله: عرضُ الذَّهب على النار؛ ليتبين صلاحه من فساده، ومنه قوله -تعالى-: {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ} (الذاريات: 13).
     وتكون في الخير والشر، ألا تسمع قوله -تعالى-: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} (التغابن: 15)؟! فجعل النعمة فتنةً؛ لأنه قصد بها المبالغة في اختبار المنعَم عليه بها؛ كالذهب إذا أريد المبالغة في تعرُّف حاله أُدخل النار، والله -تعالى- لا يختبر العبدَ لتغيير حاله في الخير والشر، وإنما المراد بذلك شدة التكليف.
 
التحذير من الفتن
     جاءت نصوص كثيرة في الكتاب الكريم والسنة النبوية الشريفة فيها التحذيرُ من الفتن والأمر بالابتعاد عنها، والدّلالة إلى طريقة التعامل معها، ومن ذلك: قول الله -تعالى-: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (الأنفال: 25)، قال ابن كثير -رحمه الله-: «يحذِّر -تعالى- عباده المؤمنين {فتنةً} أي: اختبارًا ومحنة، يعمُّ بها المسيء وغيره، لا يخصّ بها أهل المعاصي، ولا مَن باشَرَ الذنب، بل يعمُّهما»، وقال -تعالى-: {الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} (العنكبوت: 1-3).
 
تمام الحكمة
     يخبر -تعالى- في هذه الآية عن تمام حكمته، وأن حكمتَه لا تقتضي أن كلَّ من قال: «إنه مؤمن» وادَّعى لنفسه الإيمان أن يبقى في حالة يسلم فيها من الفتن والمحَن، ولا يعرض له ما يشوِّش عليه إيمانه؛ فإنه لو كان الأمر كذلك لم يتميَّز الصادق من الكاذب، والمحقّ من المبطل، ولكن هذه سنة الله في الأولين وفي هذه الأمة أن يبتليَهم بالسراء والضراء، والعسر واليسر، والمنشط والمكره، والغنى والفقر، فمن كان عندَ ورود الشبهات يثبُت إيمانه ولا يتزلزل، ويدفعها بما معه من الحق، وعند ورود الشهوات الموجبة والداعية إلى المعاصي والذنوب، أو الصارفة عمَّا أمر الله به ورسوله، يعمل بمقتضى الإيمان، ويجاهد شهوته، دلَّ ذلك على صدق إيمانه وصحته.
 
التعوذ من الفتن
     وعن زيد بن ثابت - رضي الله عنه -: قال - صلى الله عليه وسلم -: «تعوَّذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن»، وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «بادروا بالأعمال فتنًا كقطع الليل المظلم، يُصبِح الرجل مؤمنًا ويُمسِي كافرًا، أو يمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، يبيع دينَه بعَرَض من الدنيا»، قال الإمام النووي -رحمه الله-: «معنى الحديث: الحثُّ على المبادرة إلى الأعمال الصالحة قبل تعذُّرها، والاشتغال عنها بما يحدث من الفتن الشاغلة المتكاثرة، المتراكمة كتراكم ظلام الليل المظلم لا المقمر، ووصف - صلى الله عليه وسلم - نوعًا من شدائد تلك الفتن، وهو أنه يمسِي مؤمنًا ثم يصبح كافرًا، وهذا لعِظَم الفتن، ينقلب الإنسان في اليوم الواحدِ هذا الانقلابَ».
 
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا تشهَّد أحدكم فليَستَعِذ بالله من أربع، يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المَحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال». 
 
فتن كقطع الليل المظلم
     وعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن بين يدي الساعة فتنًا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا، ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، القاعد فيها خير من القائم، والماشي فيها خير من الساعي، فكسِّروا قِسِيَّكم، وقطِّعوا أوتارَكم، واضربوا سيوفَكم بالحجارة؛ فإن دُخِل -يعني على أحدٍ منكم- فليكن كخير ابْنَيْ آدم»، قال شمس الحق العظيم أبادي -رحمه الله-: «قوله - صلى الله عليه وسلم -: «القاعد فيها خير من القائم، والماشي فيها خير من الساعي» أي: كلما بَعُد الشخص عنها وعن أهلها كان خيرًا له من قربها واختلاط أهلها؛ لِما سيؤول أمرُها إلى محاربة أهلها.
 
     وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «واضربوا سيوفَكم بالحجارة» أي: حتى تنكسر، أو حتى تذهب حدَّتُها، وعلى هذا القياس الرماحُ وسائر السلاح، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «فليكن كخير ابنَي آدم» أي: فليستسلم أحدكم حتى يكون قتيلًا كهابيل، ولا يكون قاتلًا كقابيل».
 
أنواع الفتن
تنقسم الفتن إلى قسمين باعتبار حجمها وقوتها:
 
فتن خاصة
 وهي ما بيَّنته السنة بـ «فتنة الرجلِ في أهلهِ ومالهِ وولدهِ وجارهِ، تكفِّرُها الصلاةُ والصومُ والصدقةُ والأمرُ والنهيُ»، ومعنى «فتنة الرجل في أهله» أي: بأنه يأتي من أجلهم ما لا يحلُّ، «وماله» أي: بأن يأخذَه من غير مأخذه، ويصرفه في غير مصرفه، «وولده» أي: لفرط المحبَّة والشغل بهم عن كثير من الخيرات، «وجاره» أي: بأن يتمنى مثلَ حاله، أي: إن كان متَّسعًا مع الزوال، «يكفِّرها» أي: الفتنة المفصلة بما مر «الصلاةُ...» إلخ، أي: تكفِّر الصغائر.
 
وقد بيَّن الحديث أنه إذا حصل للإنسان شيء من هذه الفتن الخاصة، ثم صلَّى أو صام أو تصدَّق أو أمر بمعروف أو نهى عن منكر؛ كان ذلك كفارةً له، وإذا كان الإنسان تسوؤُه سيئته، ويعمل لأجلها عملًا صالحًا؛ كان ذلك دليلًا على إيمانه.
 
فتن عامة
     وهي التي تموج موجَ البحر، وتضطرب، ويتبع بعضها بعضًا، وتعمُّ الصالحَ والطالحَ، والذكرَ والأنثى، والكبيرَ والصغيرَ، وهي التي ذكرها الله في قوله: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} (الأنفال: 25)، كان أولها فتنة قتل عثمان - رضي الله عنه -، وما نشأ منها من افتراق قلوب المسلمين، وتشعُّب أهوائهم، وتكفير بعضهم بعضًا، وسفك بعضهم دماءَ بعض، وكان الباب المغلَق الذي بين الناس وبين الفتن عمَر بن الخطاب - رضي الله عنه -، وكان قتلُ عمر كسرًا لذلك الباب؛ فلذلك لم يغلق ذلك الباب بعده أبدًا.
 
التفرُّق والاختلاف
     ومن أخطرها: فتنة التفرُّق والاختلاف والاقتتال بين المسلمين؛ قَال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَأَلْتُ رَبِّي ثَلَاثًا، فَأَعْطَانِي ثِنْتَيْنِ وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً، سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ لَا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِالسَّنَةِ فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِالْغَرَقِ فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ فَمَنَعَنِيهَا»، وهي التي قال الله -تعالى- فيها: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} (الأنعام: 65)، وهي ملازمةٌ للأمة، وتبقى آثارها لفترة طويلة من الزمن؛ ابتداء من صدرها الأول إلى أن يقاتل آخرها المسيح الدجالَ مع المسيح عيسى ابن مريم -عليه السلام- عند قرب قيام الساعة.
 
سبل الوقاية والنجاة من الفتن
أرشدنا الله -تعالى- في كتابه ورسوله - صلى الله عليه وسلم- في سنته إلى سُبل الوقاية والنجاة من الفتن، ومن ذلك:
1- الاعتصام بالكتاب والسنة
     الاعتصام بالكتاب والسنة هو: التمسُّك بهما على فهم السلف الصالح وهم الصحابة والتابعون لهم بإحسان وأئمة المسلمين، قال الله -تعالى-: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ} (آل عمران: 103)، قال ابن كثير -رحمه الله-: «{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ} قِيلَ: بِعَهدِ اللهِ، وَقِيلَ: القُرآنُ، قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ -رضي اللهُ عنهما-: تَمَسَّكُوا بِدِينِ اللهِ، وَقَالَ ابنُ مَسعُودٍ - رضي الله عنه -: هُوَ الجَمَاعَةُ»، وعن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللهِ -رضي اللهُ عنهما-، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ: كِتَابَ الله»، وعن أَبِي هُرَيرَةَ - رضي الله عنه -، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ شَيئَينِ لَن تَضِلُّوا بَعدَهُمَا: كِتَابَ اللهِ وَسُنَّتِي».
 
     قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: «فعلى كلِّ مؤمن ألا يتكلَّم في شيء من الدين إلا تبعًا لما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ولا يتقدَّم بين يديه، بل ينظر ما قال، فيكون قوله تبعًا لقوله، وعمله تبعًا لأمره، فهكذا كان الصحابة ومن سلك سبيلهم من التابعين لهم بإحسان وأئمة المسلمين؛ فلهذا لم يكن أحدٌ منهم يعارض النصوصَ بمعقوله، ولا يؤسِّس دينًا غير ما جاء به الرسول، وإذا أراد معرفة شيء من الدين والكلام فيه نظر فيما قاله الله والرسول، فمنه يتعلَّم، وبه يتكلَّم، وفيه ينظر ويتفكَّر، وبه يستنير، فهذا أصل أهل السنة».
 
2- استشارةُ العلماءِ الربَّانيِّين
     ينبغي على المسلم عند حدوث الفتن أن يسألَ العلماءَ عن موقف الشريعة الإسلامية منها، وعن موقف أهل السنة تجاهها؛ فالعلماء هم مصابيح الدُّجى، بهم يُهتَدى في ظلمات الجهل وأوحال الضلال، يستنير الناسُ بآرائهم المقتبسة من مشكاة الوحي الإلهي المعصوم، قال الله -تعالى-: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ، بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} (النحل: 43، 44).
 
      وقال -سبحانه-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} (النساء: 59). قال ابن عباس: «{وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} يعني: أهلَ الفقه والدين».
 
     وعلماء أهل السنة والجماعة هم ورثة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، وهم الذين يجب علينا أن نسألَهم عند حلول الفتن، فعن أبي الدرداء - رضي الله عنه -، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن العلماءَ ورثةُ الأنبياء، إن الأنبياءَ لم يورِّثوا دينارًا ولا درهمًا، إنما ورَّثوا العلم؛ فمَن أخذ به أخذ بحظٍّ وافرٍ».
 
عاملٌ معين على التثبُّت
     فالرجوع إلى العلماء الربانيين والالتفاف حولهم -لا سيما عند اشتداد المحن وتكاثر الفتن- عاملٌ معين على  والانحراف؛ إذ هم المكلَّفون شرعًا ببيان الحق من الباطل، والهدى من الضلال، والخير من الشر، والصلاح من الفساد، وهم وارِثو رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والأنبياء لم يورِّثوا المال وإنما ورَّثوا العلمَ والهدَى والنور.
 
الالتفاف حولهم
     فلابدَّ من الالتفاف حولهم بحضور مجالِسهم العلميَّة وحلقات الذكر والإيمان وزيارتهم والتواصل معهم باستمرار؛ حتى لا يجدَ أعداء الإسلام فرصةً أو فجوةً يستطيعون الدخول من خلالها للحيلولة بين الأمَّة وعلمائها، وقد حدثت في التاريخ الإسلامي فتن ومصائب كثيرة ثبَّت الله فيها المسلمين بعلمائهم، فقد ثبَّت الله المسلمين وأعزَّ الدين بأبي بكر الصديق يوم الردَّة، وبأحمد بن حنبل يوم محنة خلق القرآن، وبنور الدين، وصلاح الدين، وقطز، والعز بن عبد السلام، وابن تيمية، وغيرهم ممن لا يُحصَون؛ فانبعثتِ الأمةُ بعد تخاذلها، واجتمعت بعد تفرُّقها، ونهضت بعد كبوتها، واستأنفت طريقها.
 
3- التسلُّح بالعلم الشرعي
     العلم الشرعيُّ هو الحياة والنور للأفراد والجماعات، والعتادُ لمواجهة التحدِّيات والمشكلات، والميزان لمقياس التطرُّف والانحلال، يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «يتقارب الزمان، ويُقبض العلم، وتظهر الفتن، ويُلقى الشّحُّ، ويكثر الهرج»، قالوا: وما الهرج يا رسول الله؟ قال: «القتل»، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ من أشراط الساعة أن يُرفعَ العلمُ ويَظهَر الجهلُ».
 
مطلبٌ مهمّ
     فالعلم الشرعيُّ مطلبٌ مهمّ في مواجهة الفتن؛ حتى يكون المسلم على بصيرة من أمر دينه، وإذا فقد المسلم هذا العتادَ تخبَّط في الفتن، ولربما أودت به إلى المهالك، وهوت به في واد سحيق. قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: «إذا انقطع عن الناس نورُ النبوة وقعوا في ظلمة الفتن، وحدثت البدع والفجور، ووقع الشرُّ بينهم، وذاق بعضهم بأس بعض».
 

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك