رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 17 يناير، 2025 0 تعليق

عضو مجلس إدارة جمعية إحياء التراث الإسلامي – حمد الأمير: ارتباطنا بالعلماء كان له الأثر البالغ في صحة الفهم والثبات على المنهج الحلقة الأولى

  •  كان للقاءات المشايخ الذين يزورون الكويت كبير الأثر على الشباب ومن ذلك لقاءاتهم بالشيخ الألباني -رحمه الله-
  • على الداعية أن يكون مخلصًا في دعوته ملتزمًا تقوى الله -تبارك وتعالى- فيعمل بالطاعات ويترك المعاصي وأن يكون قدوة للآخرين
  • لابد أن يتحلى الداعية بالرفق والحلم والأناة فالدعوة إلى الله -عز وجل- تكون بالحكمة والموعظة الحسنة
  • من أهم التحديات التي تواجه الدعوة عزوف الشباب عن طلب العلم فإنَّ دعوتنا التي هي دعوة أهل السُنَّة والجماعة قوتها بالله -عز وجل- ثم بالعلم والمنهج الصحيح
  •  من المراحل الفارقة في تاريخ الدعوة في الجهراء قيام الشيخ عبدالعزيز الهده -رحمه الله- بإنشاء معهد ديني شرعي في مسجد الشعبي في منطقة تيماء لتدريس العقيدة والتوحيد والفقه والتفسير والحديث ومختلف العلوم
  • من أهم ما يميز الدعوة في الجهراء أنها قامت على البناء العلمي والمنهجي وهو من أسباب قوتها لأن ديننا الإسلامي يحث على ذلك
  • تحولت الدعوة بعد إنشاء فرع الجهراء في منتصف الثمانينيات إلى العمل المؤسسي الذي كان مقننا ورسميا
  •  على الداعية أن يكون ذا سمت حسن وله علاقات جيدة مع الآخرين وأن يكون مؤثرًا في الناس بحسن أخلاقه
  •  من التحديات الخطيرة التي تواجه الشباب دعاوى الإلحاد والعلمانية والتحلل وكل هذه لها تأثير قوي عليهم ما لم يجدوا من يحصنهم من أفكارها ومناهجها بالعقيدة الصحيحة والتوحيد الخالص
  •  تدريس المشايخ لكتب أهل السنة في العقيدة والتوحيد والتزكية في السبعينيات كان له أثر بالغ في حماية الشباب من الانحرافات الفكرية وسلوكهم الطريق الصحيح في الدعوة إلى الله عزوجل وثباتهم عليه

من الأهداف الرئيسة لجمعية إحياء التراث الإسلامي، نشر الإسلام الصحيح كما جاء به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووفق فهم الصحابة -رضوان الله عليهم-، والدعوة إلى التوحيد الصافي وتحذير الناس من البدع والمنكرات في الدين، وتنقيته من هذه الشوائب، وتربية الشباب على محاسن الأخلاق وفضائل القيم والآداب، ونشر الخير في كل مكان، ومنذ نشأتها لم تحد الجمعية عن هذا الهدف، وكذلك مشايخها وعلماؤها، الذين كان لهم بصمات واضحة في ترسيخ هذا المنهج المبارك الذي كان سببًا رئيسًا في الحفاظ على أمن المجتمع وتماسكه، واليوم نلتقي أحد مشايخ الجمعية وعضو مجلس إدارتها فضيلة الشيخ: حمد الأمير (الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية)؛ في حوار نسلط فيه الضوء على تاريخ الدعوة وجهود الجمعية في منطقة الجهراء.

  •  كونك إمامًا وخطيبًا وداعيةً متميزًا، كيف كانت بداياتكم مع العمل الدعوي إلى أن أصبحتم إمامًا وخطيبًا لأحد أكبر مساجد الجهراء؟
  •  كانت بدايتي منذ الصغر؛ حيث تربيت على حب الخير وعلى الصلاة وعلى القراءة، والحمدلله، صارت هذه الصفة مستمرة معي إلى أن ترعرع الإنسان وكبر، فأصبحت همومنا معرفة الفقه، ومعرفة العقيدة والسيرة فكانت في متناول يدنا دائما، ونحب دائما أن نتعرف المسائل التي تطرأ، وكان هذا الكلام في الستينيات والسبعينيات من القرن السابق الميلادي، إلى أن بدأنا نرتب الأمور بعد تخرجي في الجامعة وندرس الكتب، كتاب فتح المجيد في العقيدة، وكتاب التوحيد للإمام محمد بن عبدالوهاب، وفي السيرة النبوية، واتصالي مع بعض الشباب الموجودين في ذلك الوقت. وأما عن ارتباطي بوزارة الأوقاف وعملي خطيبًا كان ذلك في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي سنة 1980 أو 1981 تقريبًا؛ حيث دعت وزارة الأوقاف إلى الموافقة على خطباء مكلفين، فكانت فرصة للالتحاق بالوزارة أنا والشيخ محمد سيف العجمي -رحمه الله -، وقدمنا طلبا والحمد لله نجحنا في اللقاء، وكُلّفت أول ما كُلّفت أن أكون خطيبًا في مسجد (حكيم بن حزام)، وهو مسجد من مساجد الواحة، ثم انتقلت إلى مسجد العم الفاضل: «عبدالمحسن البسّام» وهذا قريب من منزلي.

       ومن ذلك الوقت إلى الآن وأنا أخطب في هذا المسجد، وهو مسجد كبير وقد قام ورثة العم بتوسعته، وأصبح من المساجد الكبيرة في الجهراء، وكان منبرًا نطرح فيه القضايا العامة للمسلمين، وفي المناسبات كذلك والأعياد، أما ما يطرأ على الساحة، فكان لنا دور في بيانه بالأدلة الصحيحة من القرآن والسنة وأقوال أهل العلم المعتبرين.

  •  من أبرز المشايخ الذين كان لهم أثر في مسيرتك الدعوية؟
  •  في البدايات كان المشايخ الموجودون قلة، لكن فيهم خير وبركة، فكان منهم -على سبيل المثال- الشيخ عبدالله السبت، والشيخ عبدالرحمن عبدالصمد ومشايخ آخرين -رحمهم الله جميعًا-، لكن لما كنا نذهب إلى العمرة كنا نلتقي بمشايخ الحرم، وبمشايخ المدينة مثل الشيخ السميري، والشيخ أبو بكر الجزائري في المدينة، وعند عودتنا إلى الكويت نمر بعنيزة، فكنا نلتقي فيها الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-، وكنا لابد أن نمر ونجلس في حلقته، وإذا كان عندنا استفسارات أو تساؤلات كنا نطرحها عليه، ثم لما أصبح للشريط الإسلامي وجود وحضور كنا نستفيد من الدروس العلمية التي نسمعها من خلال الأشرطة للشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين والشيخ الألباني -رحمهم الله-.

       وعندما زار الشيخ الألباني الكويت عام 1982، كنا حريصين على أن نكون قريبين منه، والحمد لله كانت أشرطته أو دروسه مسجلة وكنا نسمعها، والآن طُبعت ولله الحمد، وأي شيخ زائر يأتي للكويت -ولا سيما الجهراء- نكون حريصين على أن نكون معه ونسمع منه توجيهاته، وكذلك إذا كان عندنا أسئلة واستفسارات نستفيد من هذه الإجابات التي تكون من هؤلاء العلماء، والحمد لله استفدنا كثيرًا جدا من العلماء، سواء كانوا موجودين في الكويت أم بالسعودية أم علماء يأتون من بعض البلدان العربية؛ فكنا نستفيد منهم جميعا، ولا سيما عندنا الشيخ صلاح الدين مقبول أحمد -حفظه الله- فقد استفدنا منه في الحديث وفي جوانب كثيرة، كانت تعيننا في طلب العلم.

  •  ما أهم السمات التي يجب أن يتميز بها الداعية حتى ينجح في دعوته؟
  •  السمات كثيرة جدا لكن من أهمها ما يلي:

- عليه أن يكون مخلصًا في دعوته، يدعو إلى الله -تبارك وتعالى- على بصيرة، {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.

- وعليه كذلك التزام تقوى الله -تبارك وتعالى-، فيعمل بالطاعات ويترك المعاصي، وأن يكون قدوة للآخرين.

- أمر ثالث لابد أن يكون الداعية طالبًا للعلم «بلغوا عني ولو آية»؛ فينبغي أن يكون عنده الخلفية العلمية عن المسألة التي يسأل عنها، ويعرف فيها الدليل الواضح البيّن الذي يدعوه لنشرها.

- الأمر الرابع لابد أن يتحلى بالرفق والحلم والأناة في الدعوة إلى الله -عز وجل-؛ فالدعوة إلى الله -عز وجل- تكون بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن يجادل الذين يتصدون لهذا الدين بالتي هي أحسن، {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}.

 - ولابد أن يكون له سمت حسن في المجالس، ويكون له علاقات جيدة مع الآخرين؛ لأن الداعية لابد أن يكون له أثر على الناس، وأن يكون كذلك قدوة، ولا ينزل بتصرفاته إلى مستوى متدنٍ حتى لا يفقد أثره في الدعوة.

- وأمر آخر أن يكون حريصا على أن يتألف قلوب الناس، فإذا كان صاحب مال فليكن كريمًا معهم، يقدم لهم الهدايا، حتى يؤثر في قلوبهم.

  •  برأيكم شيخنا ما أهم التحديات التي تواجه الدعوة والدعاة في الوقت الراهن؟
  •  التحديات كثيرة جدا، ومن أهم هذه التحديات عزوف أبناء الدعوة عن طلب العلم؛ فإنك تجد من ينتمي إلى هذه الدعوة ولا يطلب العلم، ولا شك أنَّ ذلك سيضعف الدعوة، إنَّ دعوتنا التي هي دعوة أهل السُنَّة والجماعة قوتها بالله -عز وجل-، ثم بالعلم والمنهج الصحيح الذي تتبناه ويبين الحق الذي كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وصحابته للناس جميعًا.

       كذلك من التحديات الخطيرة التي يتعرض لها الشباب، دعوى الإلحاد، والعلمانية، والشيوعية، والتحلل، والتغريب، كل هذه لها قوتها ولها من يدفعها، كل هؤلاء هدفهم يكاد يكون هو الإسلام، وينبغي للمسلمين أن ينتبهوا لذلك، بأنهم مقصودون بضرب هذه الدعوة.  ومن التحديات كذلك ظهور بعض الجماعات أحيانا التي تدّعي أنها مسلمة، وأن شعارها الإسلام، لكنها تشوه هذا الدين! تشوه الدين بتصرفاتها الهوجاء، وكأنها مدفوعة لتظهر للعالم أن هذا الدين هو الذي ينادي به المسلمون، ولا شك أن مثل هذه الجماعات الصدامية وغيرها -وإن سُميت بمسميات إسلامية براقة- هذه الجماعات تضيع معالم الدين الحق، ويصبح الناس بعدهم يحارب بعضهم بعضًا.

  •  تميزت الدعوة في الجهراء بقوتها منذ سنوات، فنرجو  تسليط الضوء على أهم أسباب هذا التميز؟
  •  كانت الجهراء من المناطق القروية النائية، فالعادة أن تكون على الفطرة، يغلب على تصرفاتها وأفعالها الفطرة، والمساجد لا تخلو غالبا من الأهل كبارا أو صغارا حتى الشباب والنساء، فيحافظون على الصلوات وإن تأخروا عن بعضها، لكن الصلاة جزء من حياتهم، لا يتقاعسون عنها، وكان الآباء على العموم حريصين على أولادهم في التربية الطيبة، ولما صارت المدارس والجامعات برز في الجهراء من السبعينيات تقريبًا شباب محبون للخير، محبون لبذل المعروف وإظهار هذا الوجه الطيب العظيم للأمة ولا سيما في البدايات، وأذكر الشيخ د. فلاح ثاني، والشيخ سعيد عماش، والشيخ عبدالكريم الفرحان، وأنا لا أستطيع أن أذكر الأسماء كلها حتى لا يسقط اسم عندي، لكنهم كثير ومحبون للخير جدا، فتكونت نواة أول ما بدأت مثلا في مسجد عبدالله الخلف، وكان إمام المسجد الشيخ علي نور الدين وهو من الإمارات -حفظه الله- وكان حريصا على الشباب واحتوائهم، وكان يدرسهم القرآن.

         وكان في الجانب الآخر من الجهراء منطقة اسمها الجديدة والحديثة، كان فيها الشيخ عرار الدوسري ومجموعة معه فكان الالتقاء، وبدأنا نتواصل مع المشايخ خارج الجهراء إلى أن منّ الله -سبحانه وتعالى- علينا بالتوجيه الطيب لهذه الدعوة، دعوة منهج أهل السنة والجماعة.

         وبدأنا نقرأ الكتب التي هي من صميم المنهج، كتب العقيدة، مثل: تطهير الجنان وكانت رسالة صغيرة جدا لكنها كانت مفيدة جدا، والعقيدة لمشايخ كثيرة كانوا يدرسونا إياها، منها: كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبدالوهاب ولا سيما كتاب فتح المجيد للشيخ عبدالرحمن بن حسن حفيد الشيخ -رحمة الله عليهم أجمعين-، كنا نقرؤه ونَدْرُسه ونُدَرّسَه.

مرحلة فارقة

         ومن المراحل الفارقة في تاريخ الدعوة في الجهراء أنه لما انتهى الشيخ عبدالعزيز الهده -رحمه الله- من الجامعة الإسلامية كان مع الشباب حريصا على أن ما تلقَّاه في الجامعة الإسلامية أن يكون له أثر على واقع الشباب في الجهراء، فأُنشئ معهد صغير، معهد ديني شرعي في مسجد الشعبي في منطقة تيماء فيه علوم متفرقة، فيه العقيدة، والتوحيد، والفقه، والتفسير، والحديث، ومختلف العلوم، وكثير من الشباب استفادوا من هذا المعهد، وكان الذي يدرس فيه الشيخ عبدالعزيز الهده، وكان يدرس فيه الشيخ صلاح الدين مقبول أحمد، وكذلك الشيخ سعيد عماش كانوا يدرسون في هذا المعهد في المسجد، وكنت أنا أدرس معهم كتاب التوحيد، فاستفاد كثير من الشباب ونحن استفدنا كذلك.

البناء العلمي

      ومن أهم ما ميز الدعوة في الجهراء، أنها قامت على البناء العلمي، نعم نجتمع مع بعض ونلقي خواطر، لكن ما كان هذا أساسنا فقط الكلمات والمواعظ، لكن وضع الإخوة المنهج العلمي من البداية، وهذا الذي كان له الأثر في قوة هذه الدعوة؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - حثّ على طلب العلم، والقرآن حث على ذلك، قال -تعالى-: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}، والنبي - صلى الله عليه وسلم - بيّن أن طلب العلم فريضة على كل مسلم، وأن معلم العلم تستغفر له حتى الحيتان في البحار والنمل في جحورها، وتدعو لمعلم الناس الخير، فلهذا نقول -والله أعلم- أن هذا السبب هو من أهم الأسباب التي ميزت الدعوة في الجهراء.

تأسيس فرع إحياء التراث

       انتقلت الدعوة إلى مرحلة أخرى نستطيع القول بأنها مرحلة العمل المؤسسي؛ حيث أُنشئ فرع جمعية إحياء التراث الإسلامي في الجهراء في منتصف الثمانينيات من القرن السابق الميلادي، وهذا جعل العمل مقننا ورسميا، بالرغم من أننا كنا نقوم بالعمل الخيري قبل إنشاء الفرع، وكان أخونا الشيخ جابر الجعيثن الشمري مسؤول لجنة الزكاة وصندوق الزكاة عندنا، وكان يتواصل مع لجان داخل الكويت،  كما جمعنا زكاة الفطر طعاما؛ امتثالا لأمر النبي - صلى الله عليه وسلم -، وسنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، فلما أنشئ الفرع انتقلت هذه الأعمال إلى الفرع فأصبحت أشياء مقننة وأصبحت رسمية.

         وبفضل الله انتشرت الدعوة في الجهراء في المدارس وطلبة الجامعات؛ حيث أصبح كثير من الشباب مدرسين، وأصبح كثير من الشباب يتربون على الأصول الصحيحة لهذا الدين، وخرجوا إلى الواقع يدعون إلى الله -تبارك وتعالى- بناء على هذه الأصول المنهجية الواضحة، هذا الذي يحضرني من دعوة الشباب في الجهراء وتميزها، ولا نقول المتميزة، وقد حرصت عليها بأن تكون ثابتة على أصول منهج أهل السنة والجماعة لا تتغير ولا تتبدل.

  •  من أبرز الدعاة الذين كان لهم أثر في مسيرة العمل الدعوي في محافظة الجهراء؟
  •  الحقيقة هم كثر، لكن من أبرزهم الشيخ سعيد عماش -حفظه الله تعالى- كانت لحكمته ورؤيته وتوجيهاته الأثر البالغ، وهو خريج الجامعة الإسلامية، وكان أبا في توجيهه وفي حرصه على الشباب، كذلك لا ننسى أثر الشيخ عبدالعزيز بن صالح الهده -رحمه الله- كان خريج الجامعة الإسلامية، وكان له أثر بعد تخرجه في الجامعة الإسلامية، كما قلت أقام المعهد الشرعي وكان يُدرّس، ومن خلال تدريسه في الثانوية استفاد منه الكثير من الطلاب، والتحقوا به حتى خارج الثانوية وكان يوجههم التوجيه العلمي الشرعي من أصل الكتاب والسنة وعلى المنهج الصحيح، وكذلك استلم معي جمعية إحياء التراث الإسلامي فرع الجهراء، وكان من خلال الفرع رجلا نشيطا جدا -جزاه الله خيرا- وأنشأ مكتبة عندنا في فرع الجهراء عندما تبرع الشيخ عبدالله مبارك الصباح في مجمع الجهراء أنشأ مكتبة، هذه المكتبة نواة لمكتبة أخرى عندنا في المقر الجديد.

        وأنا هنا أذكر الرموز وإلا فهناك الكثير غيرهم ممن كان لهم أثر في مسيرة الدعوة، فاليوم الشيخ فرحان عبيد الشمري -حفظه الله تعالى- فتح آفاقا أخرى كثيرة في مجال العمل الدعوي من خلال فرع الجهراء، ومن خلال المخيم الربيعي، ومن خلال وجوده بين الشباب، ومن خلال استخدامه لوسائل الاتصال ومواقع التواصل الاجتماعي.

        كذلك من كان له أثر الشيخ نجم سهيل الشمري -حفظه الله- بإدارته لفرع الجهراء لما كان مسؤول الدعوة والإرشاد ومسؤول حلقات تحفيظ القرآن؛ حيث أنشأ حلقات تحفيظ القرآن التي بدأت بالفرع ثم انطلقت إلى المساجد، وكذلك أنشأ بعض المشاريع التي كان لها أثر على الناس، مثل (لا بأس طهور)، وهذا خاص بالمرضى، سواء كان شريطا تسجيليا أو بعض الكتيبات، أو «لله ما أخذ ولله ما أعطى» لحالات الوفاة، كان يبعث لكل مشروع أكياس وفيها كتيبات وفيها أشرطة تخفف المصاب على الناس، فكان نشيطا وحيويا، ومن إنجازاته أنه أنشأ كذلك دار إيلاف مع عبداللطيف الجاسم السعيد للكتب، ومازالت مستمرة، ويشرف عليها الشيخ د. فرحان عبيد، وطبعت كتب كثيرة جدا مفيدة لطلبة العلم.

        كذلك عندنا أخونا خضير حليس الحربي الذي أنشأ عندنا مشروعا له اسم أو فرع للمشاريع الإسلامية في الجهراء، وكان سببًا في إنشاء العديد من المساجد، والمزارع، والآبار في إفريقيا وفي آسيا، وكان عندنا كذلك أخونا تركي الظفيري -رحمه الله- الذي أنشأ الجاليات سواء كانت مسلمة وغير مسلمة، ومشروع إفطار الصائم للجاليات، وشباب كثير جدا -حفظهم الله وبارك فيهم- منهم اليوم أحياء، ومنهم من قد مات، مثل الشيخ عواد الفريجان - رحمة الله عليه- وغيره، وأثر الشيخ محمد سيف العجمي الذي توفى في الغزو العراقي الغاشم، وكان له مؤلفات، وكان خطيب جمعة، وكان يخطب في منطقة، وكان أهل المنطقة يتباحثون خطبته في الديوانيات بعد الخطبة. والشباب كثير بارك الله فيهم، ويعذرني من نسيته أو لم أذكره؛ لأن إحصاءهم ليس من السهولة بمكان.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك


X