اعداد: الشيخ: فهد الجنفاوي
5 فبراير، 2024
0 تعليق
قواعد نبوية (١١) الدين النصيحة
- النصيحة لله تعالى معناها الإخلاص وأن يُعبد الله وحده لا شريك له لأن الله تعالى هو المستحق للعبادة .
- لا أحد يرضى أن يُنصح علانية أو أمام الناس سواء كان من أئمة المسلمين أم من عامتهم وعلى الناصح أن يُخلص لله تعالى ويترفق في نصحه وإرشاده ويبين للمنصوح أنه يحبه ويريد له الخير .
- النصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم تكون بتصديقه فيما أخبر وطاعته فيما أمر والحذر من مخالفة أمره صلى الله عليه وسلم .
نتعلم أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم -، التي تتسم كلها بالمعاني عظيمة؛ حيث قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «وأوتيت جوامع الكلم»، بمعنى أنه يقول الكلام القليل الذي يحوي المعاني العظيمة، ومن جوامع كَلِم النبي - صلى الله عليه وسلم - «الدين النصيحة». جمع النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذه القاعدة العظيمة، وفي هذا الحديث النبوي الكريم أنّ الدين كله في النصيحة، فكيف تكون النصيحة للمنصوح صحيحة واضحة؟ وكيف يقبل الإنسان هذه النصيحة؟ وهذه قاعدة نبوية عظيمة.
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الدينَ النصيحةُ، إن الدينَ النصيحةُ، إن الدينَ النصيحةُ. قالوا: لمَن يا رسولَ اللهِ ؟ قال: للهِ ولكتابِه ولرسولِه ولأئمةِ المسلمين وعامَّتِهم»، هذه هي النصيحة التي أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بها في هذا الحديث وفي هذه القاعدة النبوية الكريمة.
النصيحة لأربعة
الدين كله متوقف على النصيحة لأربعة:
- أولها: النصيحة لله -تعالى-: كيف ينصح الإنسان لله -تبارك وتعالى؟ النصح معناه الإخلاص، وينصح الإنسان لله، بمعنى: أنه يعبد الله وحده لا شريك له، ولا يشرك معه إلها غيره؛ لأن الله -تعالى- هو المستحق للعبادة، وهذه دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم -، بل دعوة الأنبياء والمرسلين جميعا، {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}. وهذا معنى النصيحة لله، أنك تجعل أعمالك وأحوالك وعبادتك خالصة لله -تعالى-، هذا معنى لا إله إلا الله، أي: لا معبود بحق إلا الله.
- ثانيا النصيحة لكتابه
كيف تكون النصيحة لكتاب الله -تعالى؟ بقراءته، وتدبره، والعمل بما جاء فيه، وحفظه وتلاوته آناء الليل وأطراف النهار. هذا الكتاب العظيم الذي جعله الله -تعالى- طرفه بأيدينا وطرفه الآخر عنده، هو حبل الله المتين، وهو كلامه الذي تكلم به على الحقيقة، من تمسك به نجا، والسعادة والراحة والطمأنينة في الإقبال على كتاب الله -تعالى-، وفي تدبر كلامه، {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب}. نحتاج اليوم إلى مثل هذه القواعد المهمة، أن ينصح الإنسان لكتاب الله، بمعنى أنه يقبل على كتاب الله قراءة وتدبرا وتفسيرا واستشفاء؛ فقد كان النبي -[- إذا أصابه ألم أو بأس وضع يده على موضع الألم ثم قرأ عليه من القرآن، سورة الفاتحة، والمعوذتين، وسورة الإخلاص، وآية الكرسي فيها شفاء عظيم، وهذا يحتاج إلى يقين، قال الله -تعالى-: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين}؛ فالقرآن شفاء ورحمة لعباد الله المؤمنين.
- ثالثا: النصيحة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم
والنصيحة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - تكون بتصديقه فيما أخبر، كل خبر النبي - صلى الله عليه وسلم - حق وصدق، وطاعته فيما أمر، إذا أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بأمر أن تقول: سمعا وطاعة، {وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}، وليحذر الإنسان من مخالفة أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}. فهذه معنى النصيحة للنبي - صلى الله عليه وسلم .
- رابعًا: النصيحة لأئمة المسلمين وعامتهم
ثم قال: النصيحة لأئمة المسلمين وعامتهم، والنصيحة لأئمة المسلمين هم ولاة الأمور، أن ينصح لهم؛ لأنهم بحاجة إلى نصيحة وإلى توجيه، لكن لابد من مراعاة الطرائق الشرعية الصحيحة في النصح والتوجيه والإرشاد؛ فلا ينصح علانية، وحتى عامة المسلمين. يقول الإمام الشافعي -رحمه الله تعالى-:
تَعَمَّدني بِنُصْحِكَ في انْفِرَادِي
وجنِّبني النصيحةَ في الجماعهْ
فَإِنَّ النُّصْحَ بَيْنَ النَّاسِ نَوْعٌ
من التوبيخِ لا أرضى استماعه
لا أحد يرضى أن يُنصح علانية أو أمام الناس، سواء كان من أئمة المسلمين أم من عامتهم؛ فيحتاج الإنسان إلى أن تكون النصيحة في السر، وأن يُخلص الناصح لله -تعالى-، وأن يترفق في نصحه وإرشاده، ويبين للمنصوح أنه يحبه ويريد له الخير.
لاتوجد تعليقات