رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: إعداد: د. سلمى هاني 7 نوفمبر، 2016 0 تعليق

نحو جيل إسلامي واعٍ- الأجهزة الذكية وخطرها على صحة أطفالنا

استعمال الأجهزة الذكية لفترة طويلة يجعل بعض وظائف الدماغ خاملة فضلا عن إجهاد الدماغ؛ مما قد يزيد من صفات التوحد والانعزالية

دخول الأجهزة الذكية في الأسرة رسخّ مفاهيم ومعاني الانفراد والانعزالية؛ حيث أصبح لكل فرد جهازه الخاص به لا أحد يتعدى على خصوصيته في استخدامه

 

ينتشر في هذه الأيام استخدام الهواتف الذكية بكثرة بين الأطفال والمراهقين بطريقة تدق ناقوس الخطر؛ لما تسببه من انطوائية وعزلة اجتماعية فضلا عن مشكلات أخرى، وعلى الرغم من فوائدها العديدة، فإن لهذه الأجهزة واستعمالاتها تأثيرات سلبية على الذاكرة على المدى الطويل، فضلا عن مساهمتها في انطواء الفرد وكآبته، ولاسيما عند ملامستها حد الإدمان.

الانفراد والانعزالية

     ويرى الأطباء أن دخول الأجهزة التكنولوجيا في الأسرة رسخّ مفاهيم ومعاني الانفراد والانعزالية في الأسرة؛ حيث أصبح لكل فرد أجهزة خاصة به، لا احد يتعدى على خصوصيته في استخدامها؛ ما باعد بين أفراد الأسرة، وأفقد روح التواصل والترابط. ومن أخطر الأمراض التي قد تصيب أفراد الأسرة ولاسيما الأطفال جراء استخدام هذه الأجهزة (التوحد) الذي يكون فيه المخ غير قابل لاستيعاب المعلومات أو معالجتها؛ ما يؤدي إلى صعوبة الاتصال بمن حوله واضطرابات في اكتساب مهارات التعليم السلوكي والاجتماعي».

الأشعة وأضرارها

      كما أن لتلك الأجهزة أشعة (كهرومغناطيسية) تؤثر في صحة الطفل؛ حيث أوضحت الدراسات أن معدل امتصاص الجسم للطاقة (الكهرومغناطيسية) يعتمد بقدر كبير على توجه المحور الأكبر لجسم الإنسان بالنسبة للمجال الكهربي ويبلغ معدل الامتصاص قمته عندما يكون طول الجسم مساوياً ل 4 .0 تقريبا من طول الموجة وعند ذبذبات تتراوح قيمتها بين 70-80 (ميجاهرتز) (الذبذبات الرنينية) وعندما يكون الإنسان معزولا عن التلامس الأرضي، وقد لوحظ أن ملامسة الإنسان للأرض تحت هذه الظروف تخفض الذبذبات إلى ما يقرب من النصف (35-40 ميجا هيرتز)، ويوضح ذلك أهمية العناية بإقامة نظم التوصيلات الأرضية في الشبكات الكهربائية في المدارس والمنازل ومنشآت العمل المختلفة .

جيل أناني

      ومن أخطر ما تسببه تلك الأجهزة أنها تنشىء طفلاً أنانياً يحب نفسه فقط، ويهتم بإشباع حاجته هو للعب، دون النظر إلى غيره؛ بعكس الألعاب الجماعية كالكرة بأنواعها وغيرها من الألعاب، التي يدعو فيها الطفل صديقه للعب؛ بل ويرجوه ليفعل، ويغضب إذا رفض المشاركة معه؛ مما ينمي الجانب الاجتماعي التعاوني لدى الأبناء؛ فضلاً عن موضوع النظر الذي يضعف كثيراً مع الإكثار من هذه الألعاب، قد يصاب الطفل، ولاسيما في مراحله الأولى، بضعف في عضلاته وأعصابه وعظامه».

آثار سلوكية

     أما عن الآثار السلوكية التي تخلفها ألعاب الصراعات والحروب الموجودة في تلك الأجهزة؛ فتتمثل في تعزيز ميول العنف والعدوان لدى الأطفال والمراهقين؛ حيث إن نسبة كبيرة من الألعاب الإلكترونية تعتمد التسلية والاستمتاع بقتل الآخرين والتدمير، والاعتداء عليهم دون وجه حق، وبذلك يصبح لدى الطفل أو المراهق أساليب ارتكاب الجريمة وفنونها وحيلها من خلال تنمية عقولهم وقدراتهم ومهاراتهم العدوانية التي يترتب عليها في النهاية ارتكاب جريمة، وهذه القدرات مكتسبة من خلال الاعتياد على ممارسة تلك الألعاب.

نوبات صرع

     ومن جهة أخرى كشف العلماء مؤخراً أن الوميض المتقطع بسبب المستويات العالية والمتباينة من الإضاءة في الرسوم المتحركة الموجودة في هذه الألعاب يتسبب في حدوث نوبات من الصرع لدى الأطفال، وحذَّر العلماء من الاستخدام المستمر والمتزايد لألعاب الكمبيوتر الاهتزازية من قبل الأطفال لاحتمال ارتباطه بالإصابة بمرض ارتعاش الأذرع.

آثار سلبية

ونجمل ما وصلت إليه الدراسات الحديثة عن أهم الآثار السلبية للأجهزة الإلكترونية وإدمان الأطفال عليها فيما يأتي: 

- أمراض نفسية كاضطراب النوم والقلق والتوتر والاكتئاب، والعزلة الاجتماعية والانطواء والانفراد بالكمبيوتر، وانعزال الطفل نفسه عن الأسرة والحياة والاكتئاب والانتحار.

- أمراض العيون وضعف النظر والرؤية الضبابية وألم ودموع في العينين.

- ضعف التحصيل العلمي ورسوب وفشل في الدراسة وعلامات منخفضة.

- ظهور السلوكيات السلبية مثل العنف والقسوة وضرب الإخوة الصغار، وعدم سماع الإرشاد والتوجيهات، والتمرد، ومشكلات صحية وألم في أسفل الظهر وآلام الرقبة، وضعف في عضلات المثانة والتبول اللاإرادي، وضعف في الأعصاب وخمول وكسل في العضلات، وإمساك بسبب الجلوس المستمر واللعب بالألعاب الإلكترونية.

- إيذاء الإخوة بعضهم بعضاً من خلال تقليد ألعاب المصارعات وتطبيقها في الواقع؛ حيث تخلق روح التنافس بين اللاعبين.

- ارتفاع تكاليف الألعاب، التي قد تؤثر على ميزانية الأسرة.

- كيف تعالجين إدمان الطفل للأجهزة الذكية ؟

- سواء كان طفلك مدمنًا على وسائل الإعلام الرقمية أم لم يكن؛ فستفيدك هذه النصائح في جعل علاقته بهذه الأجهزة سوية وفي ترشيد استخدام مثل هذه الأجهزة:

- الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال توصي بألا يقضي الأطفال دون العامين أي وقت أمام الشاشات، وعلى حسب بعض الخبراء فإنه لو تحتم استخدامهم لتلك الأجهزة فيجب ألا يزيد الوقت عن 15-20 دقيقة، عندما لا يكون تركيزهم في أوجه، أما الأطفال فوق السنتين؛ فيجب ألا يزيد استخدام هذه الأجهزة على ساعة إلى ساعتين في اليوم، ويمكن استخدامها استثنائياً أو في السيارة مثلا.

- تحدثي مع طفلك عما يجذبه في (الآيباد) إلى هذه الدرجة وعن الأشياء التي يساعده على تجنبها في الحياة الحقيقية.

- اتفقي معه على وقت محدد يستخدمه فيه، وعرفيه قبل انتهاء وقت لعبه ليستعد.

- يجب الاتفاق بوضوح على المواد التي يمكنهم مشاهدتها والتي لا يمكن مشاهدتها كتلك التي تشجع على العنف أو تحتوي على تلميحات جنسية.

- اعملي على توفير أنشطة حياتية بديلة يندمج فيها الطفل ويختلط فيها بأطفال آخرين؛ ليتعلم أن اللعب بهذه الأجهزة هو واحد من أنشطة عديدة يمكن أن نسلي بها أوقاتنا.

- كوني أنتِ ووالده قدوة في استخدام (الآيباد) والهواتف الذكية والتلفاز، فليس من المعقول أن يرى الطفل والديه يستخدمان هذه الأجهزة في كل الأوقات ودون ضابط ولا رابط ثم يطالب هو بالاعتدال في استخدامها.

- يجب التوقف عن استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم بفترة، وعدم السماح باستخدامها في غرف النوم حتى لا تؤثر على نومه، كما يجب عدم تشغيلها واستخدامها أثناء الوجبات.

- احرصي على مشاركة الطفل في استخدام هذه الأجهزة، بمشاركته ألعابه وما يشاهده وعمل صداقات معه على مواقع التواصل الاجتماعي.

- احرصي على مشاركة طفلك في اختيار التطبيقات الملائمة التي تناسب سنه، وتسعده وتجعله يضحك، تقدم له أهدافًا قابلة للتحقيق، وتشجع على مشاركة الآباء؛ لأن هذا سيفيد الطفل ويسعده أكثر بكثير مما لو تُرِك وحده.

- ليكن استخدام هذه الأجهزة في مكان عام في المنزل لمراقبة مقدار الوقت الذي يستخدمها فيه ومحتوى المشاهدة والألعاب.

- يمكنك استخدام كلمة سر للجهاز والحرص على ألا يستطيع الطفل تخمينها بسهولة.

- أحيانًا يلجأ الآباء إلى (الآيباد) أو الهاتف الذكي لتهدئة الطفل حتى يتمكنوا من إنجاز شيء أو تناول وجبة في مطعم، ليس هناك مشكلة في ذلك بشرط أن يكون باعتدال، ولكن يجب أن يتعلم الطفل كيف يسلك ويتصرف بشكل مهذب وسليم.

- وأخيرًا لا تترددي في طلب المساعدة من متخصص إن شعرتِ بالحاجة إلى ذلك.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك