رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر التربوي 19 فبراير، 2024 0 تعليق

المرأة والأسرة – 1209

التوزان في حياة المرأة المسلمة

المرأة المسلمة متوازنة في تعاطيها مع الحياة والتكاليف جميعًا، ترى صورة الحياة كاملة، بكل ما تحويه من تنوع وألوان، تضرب بسهم وافر في كل فضيلة، لا تجعل طاعة تطغى على أخرى، ولا فضيلة على فضيلة، تأخذ بكتاب ربها جميعًا. كما قال ربنا -تبارك وتعالى-: {وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} (سورة الفرقان:67).

 

وصايا لاستغلال شعبان والاستعداد لشهر رمضان

هل تساءلت يومًا: ماذا تفعلين قبل أيام من رمضان؟ هذه بعض الوصايا لاستغلال شهر شعبان والاستعداد لشهر رمضان المبارك:
  • ادعي الله أن يبلغك شهر رمضان، وعليك أن تستبشري بفضائل هذا الشهر، مثل: فتح أبواب الجنان، وغلق أبواب النار، ومغفرة الذنوب، ونول الرحمات، والعتق من النيران.
  • قبل أيام من رمضان، اعزمي على التوبة؛ فرمضان يعد البداية الحقيقية للعام؛ إذ ترفع أعمال العام في شهر شعبان، ومن ثم يكون رمضان بداية سنة جديدة بعد رفع الأعمال، ومن ثم يحتاج الواحد منا إلى فتح صفحة جديدة بيضاء نقية مع الله، قال الله -تعالى-: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (النور:31).
  • قبل أيام من رمضان، خططي للاستفادة منه، فضعي برنامجًا عمليا لاغتنام أيام رمضان ولياليه في طاعة الله -تعالى-، وقسِّمي وقتك بين الأسرة، والقراءة، والنوم، والصلوات، والزيارات… إلخ؛ بحيث تكونين منظمة لا عشوائية، تتركين نفسك للظروف.
  • تهيئي إيمانيا ونفسيا، وذلك من خلال القراءة والاطلاع على الكتب والرسائل، وسماع المحاضرات والدروس النافعة، التي تبين فضائل الصوم وأحكامه؛ حتى تتهيأ النفس للطاعة فيه.
  • جاهدي نفسك وامتنعي عن عاداتك السيئة مثل: السهر، والنوم المفرط، والطعام الكثير، والانشغال بوسائل التواصل، والتسوُّق من غير فائدة، وغير ذلك مما لا تبقى معه قوة الهمة في الطاعات، فجاهدي نفسك من الآن حتى تنتصري على كل هذه الصعوبات، فمَن جَدَّ وَجَد، ومن زرع حصد.
 

المرأة المسلمة وتلاوة القرآن الكريم

       إن تلاوة القرآن وذكر الله -تعالى- من أهم العوامل المثبتة على طريق الهداية؛ حيث إن المسلمة تكون بهما على اتصال دائم بربها -عزوجل-، فهي تتلو كلامه وتذكره بلسانها، فتنشغل بذلك عن اللهو الباطل وآفات اللسان، وتزيد من إيمانها وتقواها لله -تعالى-، وعليها أن تلتزم كتاب الله -تعالى-، فيكون لها ورد يومي لا تفرط فيه مهما كانت الظروف، ثم ترتقي بعد ذلك فتقرأ تفسيرا ميسرا لما تلته من كتاب ربها؛ وبذلك تكون قد حققت قوله -تعالى-: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآن}.  

حث النساء على الأمر بالمعروف

      حثَّ المولى - تبارك وتعالى- نِساء النبي - صلى الله عليه وسلم - (أمهات المؤمنين)، على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ وأرشدهنَّ إلى آداب ذلك، فقال -تعالى-: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا} (الأحزاب: 32)، قال ابن عبَّاس -رضي الله عنهما - في قوله: {وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفًا} «أمرهنَّ بالأمر بالمعروف، ونَهاهن عن المنكر»، وقال ابنُ زيد - رحمه الله تعالى-: «قولاً حسنًا جميلاً معروفًا في الخير»  

الزوجة التي نريد

  • نُريد الزوجة الودودَ الحانية المحبة؛ تصديقًا لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «خيرُ نساءٍ رَكِبن الإبل صالحُ نساء قريش، أحناه على ولدٍ في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده».
  • نريد الزوجة الراعيةَ لبيت زوجها؛ كما قال - صلى الله عليه وسلم -: «والمرأةُ راعيةٌ في بيت زوجها، ومسؤولة عن رعيتها».
  • نريد الزوجة التي تَسُرُّ زوجها، كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله -عز وجل- خيرًا له من زوجه صالحة، إن أمرها أطاعَتْه، وإن نظر إليها سرَّتْه، وإن أقسَم عليها أبرَّتْه، وإن غاب عنها نصحَتْه في نفسها وماله».
  • نريد الزوجة الراضية بما يأتيها به زوجها، القنوع التي تقنع بالقليل، ولا تُرهِق زوجها بكثرة طلباتها.
  • نريد الزوجةَ المستقيمة التي تحكُمُها ضوابطُ الشريعة وقِيَمُها، فلا تَمِيلُ مع الأهواء.
 

العنصر الفاعل في كِيان الأسرة

      الزوجة هي العنصر الفاعل في كِيان الحياة الزوجية والأسرة، فهي عندما تُصبِح زوجةً مثالية، تُصبِح مصدرًا كبيرًا للخيرِ والبركة، إذا عَرَفَتْ كيف تقومُ بمسؤولياتها وواجباتها بطريقة صحيحة، بدافع حنانها وإخلاصها لزوجها وبيتها ورعايتها لأولادها، فالزوجة الصالحة مصدرُ سعادة أمة وشعب بأكمله؛ لأن البيت السعيد نواةُ المجتمع وعمارته بطريقة صحيحة.  

الغاية التي يطمح إليها كل مسلم ومسلمة

      إن دخول الجنة هو الغاية التي يطمح إليها كل مسلم ومسلمة، فإذا رضيَ الله -تعالى- عن عباده وأدخلهم جنته، فقد فازوا بالرضوان والنعيم المقيم الذي لم تَرَهُ عين، ولم تسمع به أذن، ولم يخطر على قلب بشر، فكل ما يُطلب في الجنة مجاب، يقول -تعالى-: {نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ} (فصلت: 31، 32)، وعلى المرأة الصالحة أن تبحث عن كل الأعمال التي تكون سببًا في دخولها الجنة.  

من تمام عبودية المرأة

       إن من تمام عبودية المرأة المسلمة لربها -جل وعلا-، يقينها التام بأن قرارها في بيتها، وإدارة مملكتها خير لها مما سوى ذلك، مهما كانت المكاسب، لقوله -تعالى-: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} (الأحزاب: 33)، وإن اضطرت للخروج من بيتها للعمل فيكون بما يتناسب مع فطرتها، مما لا يضر بإدارة بيتها والقيام بحقوق زوجها وأولادها، بعيدًا عن الاختلاط والسفور والتبرج.  

المؤمنة الحقة

       المؤمنة الحقة هي التي تعرِف أن الدين هو الخلق الحسن، فهي تجمع بين بكاء العينِ في الليل حبًّا لله -تعالى-، وخوفًا من عقابه، ورجاءً في نعيمه، وبين عَلاقتها مع جاراتها وصديقاتها في النهار حبًّا للمؤمنات، وحرصًا على صلاحهنَّ وهدايتِهنَّ، وهي مع ذلك لا تُقصِّر في حق زوجها أو أبنائها أو أسرتِها عموما، تلك هي المؤمنة التي تعرف أن الإيمان ما وَقَر في القلب وصدَّقه العمل، وأن الإيمان شُعَب، ومِن شُعَبه الحياء، فتفهم أن الإحسان إلى الناس وحُسن صحبتهم، والحرص على مصالحهم، وإماطة الأذى عن طريقهم مِن شُعَبه.  

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك