رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 21 مايو، 2024 0 تعليق

منظومة الطاعة متكاملة

الطاعة -بمعنى الاستجابة والانقياد- منظومة متكاملة لبناء مجتمع متماسك ومستقر، وهي نجاح في الدنيا والآخرة، قال -تعالى-: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} (الأحزاب:71)، وهي من أسباب الهداية ودخول الجنة، قال -تعالى-: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (النساء:13). والعصيان -الذي هو نقيض الطاعة- معصية لله ورسوله، وسبب من أسباب العذاب في الدنيا والآخرة، وحرمان الرزق والخير في الدنيا، قال -تعالى-: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} (الشورى:30)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه». والطاعة اصطلاحا: هي الامتثال لأوامر الله -تعالى- ورسوله - صلى الله عليه وسلم - في الأمر والنهي، والطاعة مراتب كثيرة منها: 1- طاعة الله -عز وجل-: وهي أساس الإيمان بالله واتباع شريعته، وهي شاملة لجميع الكائنات، قال -تعالى-: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} (فصلت:١١)، وقال-تعالى-: {وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} (آل عمران:83). وقال - صلى الله عليه وسلم -: «والمجاهدُ مَن جاهدَ نفسَهُ في طاعةِ اللَّهِ »، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «مَن خلع يدًا من طاعةِ اللهِ ، لَقِيَ اللهَ يومَ القيامةِ لا حُجَّةَ له». 2- طاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم -: قال -تعالى-: {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ}(النساء:80)، وقال -تعالى-: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ }(المائدة:92). وقال -صلى الله عليه وسلم -: «من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله»، وعن جرير بن عبدالله - رضي الله عنه - قال: «بايَعْتُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم - علَى السَّمْعِ والطَّاعَةِ، فَلَقَّنَنِي: فِيما اسْتَطَعْتُ والنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ». 3- طاعة الأنبياء -عليهم السلام-: قال-تعالى-: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ} (النساء:64) أَيْ: فُرِضَتْ طَاعَتُهُم عَلَى مَنْ أُرْسَلُوا إِلَيْهِمْ. 4- طاعة أولي الأمر: قال-تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} (النساء:59)، وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك، ومنشطك ومكرهك، وأثرة عليك»، وقال - صلى الله عليه وسلم -:  «من خرج من الطاعة، وفارق الجماعة فمات، مات ميتة جاهلية» وقال أيضا: «ومَن مات وليس في عُنُقِهِ بَيْعَةٌ، مات مِيتةً جاهليةً». 5- طاعة الوالدين: أوجب الله طاعة الوالدين في غير معصية الله -عز وجل- قال-تعالى-: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا} (العنكبوت:8). قال النبي -صلى الله عليه وسلم - لعبدالله بن عمر - رضي الله عنه -: «أطع أباك وطلقها» قال عبدالله: فطلقتها أي زوجته. وعدَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - عقوق الوالدين من الكبائر فقال -صلى الله عليه وسلم -: «الكَبائِرُ: الإشْراكُ باللَّهِ، وعُقُوقُ الوالِدَيْنِ..» قال عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه -، سَأَلْتُ رَسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، أيُّ العَمَلِ أفْضَلُ؟ قَالَ: الصَّلَاةُ علَى مِيقَاتِهَا، قُلتُ: ثُمَّ أيُّ؟ قَالَ: ثُمَّ برُّ الوَالِدَيْنِ،..». 6- طاعة الزوجة لزوجها: قال-تعالى-: {فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا} ( النساء:34)؛ فإذا باتَتِ المَرْأَةُ مُهاجِرَةً فِراشَ زَوْجِها، لَعَنَتْها المَلائِكَةُ حتَّى تَرْجِعَ. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: إن الواجب عليها طاعة زوجها إذا لم يأمرها بمعصية، وطاعته أحق من طاعة والديها.هـ. فقال - صلى الله عليه وسلم -: «إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت». نفهم من هذا كله أن منظومة الطاعة متكاملة في المجتمع المسلم، هناك توقير واحترام بين أفراد المجتمع، الصغير يحترم الكبير، والكبير يرحم الصغير، والقوي يرأف بالضعيف، والضعيف كفل له المجتمع الرعاية والاهتمام؛ فهذا تدافع سهل وجميل ونبيل، كل الناس في منظومة من الحب والتقدير والطاعة.  

20-05-2024 م

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك