رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 26 سبتمبر، 2023 0 تعليق

مسؤولية الآباء تجاه أبنائهم في الدراسة – العام الدراسي بين المعلم ..والمتعلم

بدأ عام من الخير جديد، وهو العام الدراسي؛ حيث عاد الطلاب إلى مقاعد الدراسة في المدارس والمعاهد والجامعات، والعود أحمد -إن شاء الله-، والمرجوُّ من الله -تعالى- أن يكون عام خير وبركة، ويرزق الجميع العلم النافع والعمل الصالح، والعام الدراسي الجديد يعد مرحلةً عُمُريَّةً مهمة لكل طالب وطالبة، فالكلُّ يعيشه بعزم الاستفادة منه تحصيلًا علميًّا وتربويًّا، ليتأهل الطالب بعده إلى مراحلَ متقدمةٍ من التعليم، يترقى في خدمة دينه ووطنه ومجتمعه.

 

مسؤولية الآباء تجاه أبنائهم في الدراسة

 
  • من الأهمية بمكان أنْ تخطط الأسرة المسلمة للعام الدراسي الجديد فليس هناك أهمُّ من أبنائنا نخطط لهم ونساعدهم في رسم طريق حياتهم بطريقة سليمة
  • على الوالدين أن يبثا الحماسة في نفوس الأبناء ويشعراهم بالتفاؤل من خلال كلمات الثناء عليهم وتشجيعهم فإن ذلك يعطي الأبناء القوة للبداية الجديدة
  • عليكم أيها الآباء ألَّا تتركوا أبناءكم في مهب الريح يخطفهم أصدقاء السوء يمينًا أو يسارًا ولن يتحقق ذلك إلا إذا صاحبتم أبناءكم مصاحبةً حقيقية

أيها الآباء، إن الله -عز وجل- لما خلق الإنسان، كلفه وأسند إليه مهاما ومسؤوليات، ومن أهم هذه المهام والمسؤوليات، مهمة رعاية الأبناء والقيام على شؤونهم بما يرفعهم ويُعلي من قدرهم، قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (التحريم: 6)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها»، فالوالدان تقع عليهما مسؤولية كبيرة تجاه أبنائهما.

مسؤولية الأب

      نعلم أن الأب قد قام بمسؤوليته تجاه أبنائه من ناحية إحضار لوازم الدراسة كلها كاملة، وهو في هذا الجانب قد كفَّى ووفى، وكذلك الأم قد هيأت المنزل واستعدت لأولادها ولكل طلباتهم، من: إيقاظ للمدرسة وإعداد لطعامهم وكل سبل الراحة المتاحة لأجلهم، وهي في هذا قد أعطت ووفت، لكن المسؤولية تجاه الأبناء خلال العام الدراسي لا تتمثل في ذلك فقط، وخصوصًا بداية العام الدراسي، وإنما تتمثل أيضًا فيما يلي:
  • أولًا: بث روح الحماسة والتفاؤل
على الوالدين أن يبثا الحماسة في نفوس الأبناء، ويشعراهم بالتفاؤل، وذلك من خلال كلمات الثناء عليهم وتشجيعهم؛ فإن ذلك يعطي الأبناء القوة للبداية الجديدة، وكل بداية جديدة تستلزم حماسة وتفاؤلًا وفرحًا وتشجيعًا، إضافة إلى أن بداية الانطلاق الأولى ستشكل الكثير من معالم الطريق طوال العام الدراسي الجديد.
  • ثانيًا: الحث على الجد والاجتهاد من أول يوم
يتكاسل الكثير من الطُلاب في الأيام الأولى من دراستهم، بحجّة أن الوقت مازال مُبكّرًا على شحذ الهمم واستغلال القدرات والطاقات بحدّها الأقصى، وهُم بذلك يصعّبون المسألة على أنفسهم كثيرًا، ورُبّما كذلك يُعرضون أنفسهم لمتاعب مُستقبليّة، فعلى الوالدين أن يزرعا في الأبناء حب الجد والاجتهاد من أول يوم، حتى يبقى الأبناء طوال العام على تلك الدرجة من الاهتمام مهما كانت صعوبة الدراسة أو سهولتها. إن وصفة النجاح بسيطة وسهلة، قُم بدورك منذ يومك الأوّل ولا تجعل المذاكرة تتراكم عليك فترهقك وتصير ثقلا ترزح تحته، من جدّ وجد، فاسع لكي تكون واحدًا منهُم.
  • ثالثًا: الحذر من تَكرار أخطاء العام الماضي!
من الصحبة السيئة، أو تضييع الأوقات، أو اللهو واللعب غير المفيد، بل والمضيع لأعمارنا، ولا شكَّ أنَّ الحياة تجارب، وقد تكون التجارب أحيانًا قاسية، ولكنها صارت كذلك حتى يتعلَّم منها الإنسانُ كيف يجتنبها، وطرائق التغلب عليها، وعدم العودة إليها، وهذا ما نوجه النظر إليه من خلال الأسرة؛ فلابد أنْ يتعلَّم أبناؤنا أنَّ الحياة مليئة بالإيجابيات والسلبيات، وعلينا أنْ نكثر من الإيجابيات، وأنْ نجتنب السلبيات ولا نقع فيها من جديد. انظر أيها الأب والأم وأنت أيها الطالب في عامك الماضي: ما أكثر الأشياء السلبية التي مرَّتْ بك في العام الدراسي الماضي من: «الصحبة السيئة، الفراغ، وضياع الأوقات، اللعب غير المباح،..!، وهكذا تُحصر هذه السلبيات ويحذر منها لئلا تتكرر من جديد، ولن نَأْسى على ما فات، لكنْ لا يكن يومنا الجديد كمثل الذي فات؛ {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} (الحديد: 23).
  • رابعًا: الرؤية الراشدة للمستقبل
ازرعوا في أبنائكم -أيها الآباء- الطموح في المستقبل والنظرة المستقبلية، لابد أنْ نُعِدَّهم بهذه الطريقة، كمثل طريقة هند بنت عتبة -رضي الله عنها- وهي تعد ولدها معاوية، عندما مرَّ عليها رجل من قريش، فقال لها وهي تلاعب ولدها معاوية: إني لأتوسَّم يا هند أنْ يسود ولدُك هذا العربَ، فقالت: ثَكِلَتْه أمُّه إنْ لم يسد الدنيا كلَّها؛ وكمثل أم محمد الفاتح وهي تربيه على أنَّه الأمير الذي سيكبر يومًا من الأيام، ويفتح الله على يديه القسطنطينية، ويكون خير الأمراء، وكان «محمد» السلطان العثماني بن «مراد الثاني» السلطان والأمير العثماني. إنَّها الرؤية للمستقبل، لماذا لا نربي أبناءنا على أنْ يكون منهم أشهر مهندسٍ مسلم في العالم؟ وأنْ يكون منهم عظيمُ الكيمياء؟ أو المبدع العربي المسلم الذي ليس له مثيل؟. وهكذا فلْنُرَبِّ أبناءنا على هذه المعاني والرؤية المستقبلية؛ حتى إذا ما بدأ مذاكرةً أو اجتهادًا كانت الدرجات العليا له في الدنيا، وإنْ شاء الله يقودك أيها الأب وأنت أيتها الأم إلى الدرجات العلا في الآخرة.
  • خامسًا: التخطيط والجدولة
من الأهمية بمكان أنْ تخطط الأسرة المسلمة للعام الدراسي الجديد؛ فليس هناك أهمُّ من أبنائنا نخطط لهم ونساعدهم في رسم طريق حياتهم بطريقة سليمة؛ فينبغي عمل جدول تنفيذي للأعمال والمهام المدرسية والدراسية، والاجتماعية، والترفيهية كذلك، ولا مانع من كتابة ذلك ووضعه في غرفة الأبناء والبنات، كلٌّ على حِدَة، إنَّ الأسرة العاقلة هي التي تبادر قبل أنْ يفوت الوقت، وتندم على فوات رأس مال الإنسان «وقته» وضياعه.
  • سادسًا: اختيار الصحبة الصالحة لأبنائنا
قال رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -: «المرء على دين خليله»، وفي الحديث المشهور الذي رواه البخاري: «مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير؛ فحامل المسك: إما أنْ يحذيك، وإما أنْ تبتاع منه، وإما أنْ تجد منه ريحًا طيبةً، ونافخ الكير: إما أنْ يحرق ثيابك، وإما أنْ تجد ريحًا خبيثةً» عليكم -أيها الآباء- ألَّا تتركوا أبناءكم في مهب الريح يخطفهم أصدقاء السوء يمينًا أو يسارًا، لابد من مراقبتكم لأصحاب أبنائكم، ولن يتحقق ذلك إلا إذا صاحبتم أبناءكم، مصاحبةً وصداقة حقيقية في المذاكرة واللعب والعواطف والمشاعر والاحتياجات. علِّموا أبناءكم جزاء الصحبة الصالحة، وأثرها عليهم في الدنيا والآخرة، ولاسيما في الدنيا: ذكر لله، ولقاء على طاعته، ونجاح، وتفوق، وتميز، ورفعة اسم أمام الناس، وخلق فاضل، ومشاعر طيبة، وبيِّنوا لهم مخاطر الصحبة السيئة، ومخاطرها عليهم في الدنيا والآخرة؛ وذلك من خلال القصة، التي لها أثر رهيب على النفس البشرية.

توجيهات للمعلمين والمعلمات من العلامة ابن باز

  • ابن باز: أوصي المدرسين أن يعنوا بتوجيه الطلبة وأن يحثوهم على التثبت في الأمور وعدم العجلة في الفتوى والجزم في المسائل إلا على بصيرة وأن يكونوا قدوة لهم في ذلك
  • العلماء هم ورثة الأنبياء ولذلك كانت مهمة المعلم من أصعب المهام لما تتطلبه من الاتصاف بأكمل الصفات بحسب الإمكان، من علم نافع وخلق كريم، وعمل صالح متواصل وصبر ومصابرة
  • فمن الدعائم المتينة والأساسية في بناء كل أمة وقوتها العلم؛ فأمة من دون علم أمة لا وزن لها ولا قيمة ، وأمة الإسلام عندما كانت أمة ترفع راية العلم النافع - الذي أساسه العقيدة الصحيحة - كان لها تأثيرها على أمم الأرض، فأخرجت الناس من ظلمات الجهل إلى نور الإسلام. العلم النافع يقوم على أكتاف المعلمين المخلصين الصادقين الذين آمنوا بدورهم الكبير في بناء الأمة، فمن تحت أيديهم يخرج كل أفراد المجتمع الذين يساهمون في بناء المجتمع، فحريٌّ بهم أن يحتسبوا الأجر والثواب عند الله الكريم؛ فيبذلوا كل ما يستطيعون من جهد لتعليم أبناء المسلمين وتربيتهم، ومما يحفز هممهم لذلك أن يستمعوا لنصائح عالم كبير ومرب فاضل، بذل سني عمره -التي قاربتِ التسعين عامًا- في التعليم والتربية والتوجيه، والدعوة، والإفتاء، والإرشاد، ذلكم هو: سماحة الشيخ الإمام العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز -رحمه الله، وجعل أعلى درجات الجنة مثواه-؛ حيث إن له مجموعة من الوصايا والنصائح للمعلمين والمعلمات، انتقيتُ شيئًا منها، ومما انتقيت ما يلي:

حاجة الأمة إلى المعلم الصالح

  •  ما أشدَّ حاجة الأمة في هذا العصر - الذي كثُر فيه دعاة الهدم، وقلَّ فيه دعاة البناء والإصلاح - إلى المعلم الصالح الذي يتلقى علومه، وما يربي به طلابه من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وينشر بينهم أخلاق السلف الصالح، منها: الصدق، والأمانة، والإخلاص في العمل، وتعظيم الأوامر والنواهي، والمسابقة إلى كل فضيلة، والحذر من كل رذيلة.

مهمة المعلم صعبة وهي من أشرف الوظائف

       العلماء هم ورثة الأنبياء، ولذلك كانت مهمة المعلم من أصعب المهام؛ لما تتطلبه من الاتصاف بأكمل الصفات بحسب الإمكان، من علم نافع، وخلق كريم، وعمل صالح متواصل، وصبر ومصابرة، وتحمل للمشاق في سبيل إصلاح الطالب، وتربيته تربية إسلامية نقية، وبقدر ما تتوفر صفات الكمال في المدرس يكون نجاحه في مهمته، ومهمة المعلم مع كونها من أصعب المهام، فهي من أشرف الوظائف، وأعظمها نفعًا، وأجلِّها قدرًا، إذا وُفِّق صاحبها للإخلاص وحسُنت نيته، وبذل جهده، كما أن له من الأجر مثل من انتفع بعلمه، وفي الحديث الشريف يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «خيركم من تعلَّم القرآن وعلَّمه»، ويقول - صلى الله عليه وسلم -: «لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من حُمْر النَّعم»، ويقول أيضًا - صلى الله عليه وسلم -: «من دلَّ على خيرٍ فله مثل أجر فاعله».

من سمات المعلم وأخلاقه

  • الإخلاص لله، الواجب على المعلم أن يُعنى بهذا الأمر، فيكون مخلصًا لله في كل أعماله، حسن السيرة والسلوك؛ لأن الطالب يتأسى بأستاذه في الخير والشر، وعلى المعلم أن يكون قدوة في المحافظة على الصلوات في الجماعة، والمسابقة إليها، وتوفير اللحية، وعدم التدخين، وعدم الإسبال، وفي الأسلوب الحسن والكلمات الطيبة، فنوصي أن يكون الأستاذ قدوة صالحة لتلاميذه في كل خير؛ فالمعلم هو المربي الروحي للطالب فينبغي أن يكون ذا أخلاق فاضلة وسَمْتٍ حسن؛ حتى يتأسى به تلامذته، كما ينبغي أن يكون محافظًا على المأمورات الشرعية بعيدًا عن المنهيات، حافظًا لوقته، قليل المِزاح، واسع البال، طَلْق الوجه، حسن البشر، رحب الصدر.

السير على نهج المعلم الأول

  • قدوة الجميع وإمامهم هو نبينا محمد، -عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم-، فلقد كان أكمل الناس في كل الصفات الكريمة، وقد لاقى في توجيه الناس وتعليمهم الصعوبات الكبيرة، والمشاق العظيمة فصبر على ذلك، وتحمل كل مشقة وصعوبة في سبيل نشر دينه، وإخراج أمته من الظلمات إلى النور، فجزاه الله عن ذلك أفضل الجزاء الحسن وأكمله، وقد تربى على يديه الكريمتين جيل صالح يعد أفضل الأجيال التي عرفتها البشرية في تاريخها الطويل، ومعلوم أن ذلك ناشئ عن حسن تربيته وتوجيهه لأصحابه، وصبره على ذلك - بعد توفيق الله لهم - وأخذه بأيديهم إلى الحق -سبحانه وتعالى- إذا عُلم ذلك، فإن من أهم المهمات في حق المعلم في كل مكان وزمان أن يسير على نهج المعلم الأول محمد - صلى الله عليه وسلم -، وأن يجتهد في معرفة ذلك حتى يطبقه على نفسه وعلى طلابه بحسب الإمكان.

توجيه الطلاب إلى طلب العلم

      من أهم الأمور في حق المعلم: أن يوجه الطالب إلى الإقبال على طلب العلم؛ حتى يعلم من أمور دينه ما لا يسعه جهله، كمعرفة العقيدة الصحيحة، وأحكام الصلاة، والزكاة والصيام والحج والمعاملات، حتى يكون في ذلك كله على بينة وهدى؛ لأن الله -سبحانه- إنما خلق الثَّقَلين ليُعبد وحده لا شريك له، وعبادته هي توحيده -سبحانه- بأنواع العبادة، وطاعة أوامره، وترك نواهيه، ولا سبيل إلى معرفة ذلك بالتفصيل إلا بواسطة التعلم، والواجب على المعلم أن يوجه طلبته إلى ما ينفعهم ويعينهم على تحصيل العلم، مذكرًا لهم بحسن العاقبة للمخلصين، وسوئها لغيرهم.

الإلمام بالدرس يغرس المعلومات

  • إذا ما أراد أي معلم أن يغرس معلوماته في أذهان تلامذته، فلا بد له -قبل كل شيء- أن يكون ذا إلمام تام بالدرس الذي وُكل إليه القيام به، وذا معرفة بالغة بطرائق التدريس، وكيفية حسن الإلقاء، ولفت نظر طلابه بطريقة جلية واضحة إلى الموضوع الأساسي للدرس، وحصره البحث في موضوع الدرس دون الخروج إلى هوامش قد تبلبل أفكار التلاميذ، وتُفوِّت عليهم الفائدة، وأن يسلك في تفهيمهم للعلوم التي يلقيها عليهم طرائق الإقناع مستخدمًا وسائل العرض والتشبيه والتمثيل، وأن يركز اهتمامه على الأمور الجوهرية التي هي القواعد الأساسية لكل درس من الدروس، وأن يغرس في نفوسهم كليات الأشياء، ثم يتطرق إلى الجزئيات شيئًا فشيئًا؛ إذ المهم في كل أمر أصله، وأما الفروع فهي تَبَعٌ للأصول، وأن يركز المواد ويقربها إلى أذهان التلاميذ، وأن يحبب إليهم الدرس ويرغبهم في الإصغاء إليه، ويُعلِمهم بفائدته وغايته.

إفساح المجال للطلاب

        يفسح المجال أمام الطلبة للمناقشة معهم، ويتحمل الأخطاء التي تأتي في مناقشاتهم؛ لكونها ناتجة عن البحث عن الحقائق، ويشجعهم على كل بحث يُفضي إلى وقوفهم على الحقيقة آخذًا في الحسبان عوامل البيئة والطباع والعادات والمناخ؛ لأن لتلك الأمور تأثيرًا بالغًا في نفسيات التلاميذ، ينعكس على أفهامهم وسيرتهم وأعمالهم.

التثبت وعدم العجلة في الإجابة

  • أوصي المدرسين أن يعنوا بتوجيه الطلبة وأن يحثوهم على التثبت في الأمور، وعدم العجلة في الفتوى والجزم في المسائل إلا على بصيرة، وأن يكونوا قدوة لهم في ذلك، بالتوقف عما يُشكِل، والوعد بالنظر فيه بعد يوم أو يومين، أو في الدرس الآتي؛ حتى يتعود الطالب من الأستاذ عدم العجلة في الفتوى والحكم، ومن الأخلاق الكريمة أن يُعوَّد الطالب كلمة «لا أدري»، مع التحذير من الفتوى بغير علم، والجرأة عليها.

توجيه الطلاب إلى الأخلاق الفاضلة

  • الواجب على المدرسين والمدرسات أكثر من الواجب على غيرهم بالنسبة إلى الطلبة والطالبات، فعلى المدرسين أن يعنوا بالطلبة، ويوجهوهم إلى الأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة، والعمل بما علموا من العلم، وعلى المدرسات أن يتقين الله في البنات، وأن يعلِّمنهنَّ الأخلاق الدينية الفاضلة، والعقيدة الصالحة في الدراسة، وفي المذاكرة، وفي الوعظ؛ حتى يوجد جيل صالح من الطلبة والطالبات في المستقبل.
 

العام الدراسي  بين المعلم والمتعلم

  • الواجب على الطَّلبة احترام المُعَلِّم وتوقيره فكيف لا نُوقِّر مَن وَقَّرَهم الله وذكَرَهم في كتابه وأثبَتَ لهم الخشية وأثبَتَ لهم المكانة العالية
  • إنَّ الذي يبعث على التجديد لدى المعلِّم عِلْمُه بحقيقة العِلم وأنَّه أصل مَجْدِ أُمَّتنا وعنوان عزِّ ديننا وكرامة مجتمعنا وطريق فلاح مآلنا بل هو الخير كلُّه
  • التعليم أمانة في أعناق المُعلِّمين سيُسأَلون عنها أمام الله -تعالى-، فطُوبى ثم طُوبى للمخْلِصين الناصحين وويلٌ للمستخفِّين والمُضيِّعين

تعد العلاقة الجيدة بين الطالب ومعلمه، أحد عوامل النجاح في العملية التربوية؛ إذ إن هذه العلاقة الجيدة تسهم إسهاما كبيرا في تحسين سلوك الطالب مع أقرانه من جهة، وتدفعه لبذل جهد أكبر في تحصيله الدراسي من جهة أخرى، كذلك فإن العلاقة السيئة بين المعلم والطالب قد تؤدي إالى تراجع تحصيل الطالب، وتتسبب في تمرده في مدرسته، ومن أجل علاقة جيدة بين المعلم والطالب، فهذه بعض المعالم التربوية في واجبات كل منهما ومسؤولياته حتى نحقق أهداف العملية التربوية والتعليمية.

الواجب على المعلم

  • أولاً: معرفة حقيقة العلم وأثَرِه
فبعض المعلِّمين والمعلِّمات، يعتقد أنَّ تعليمه وتدريسه ما هو إلاَّ وظيفة يتقاضى عليها راتِبًا؛ ليعيش به، وهذا لا يبعث روحَ التجديد أبدًا، بل يقضي عليه مهما طال الزمن، وازدادت الفِتَن، أو انتشرت المِحَن، وإنَّ الذي يبعث على التجديد لدى المعلِّم عِلْمُه بحقيقة العِلم، وأنَّه أصل مَجْدِ أُمَّتنا، وعنوان عزِّ ديننا وكرامة مجتمعنا، وطريق فلاح مآلنا، بل هو الخير كلُّه، ولهذا جعل الله -تعالى- أوَّلَ كلمة تَنْزل من القرآن على نبيِّنا - عليه الصَّلاة والسَّلام - هي كلمة العلم: {اقْرَأْ} (العلق: 1)، فجعل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فضل أهل العلم على أهل العبادة كفضْله على أدنى رجل من المسلمين، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «فَضْل العالمِ على العابد، كفضلي على أدنى رجل من أصحابي» رواه الترمذي، وصحَّحه الألباني. النهضة التي حقَّقَتْها اليابان وألمانيا ولا يَخفى على أحد النهضة التي حقَّقَتْها اليابان وألمانيا وسنغافورة بعد الاهتمام الكبير بالعِلْم، فمباشرة بعد الحرب العالمية الثانية، وما خلَّفَتْه من وضع كارثي في كلِّ الميادين، قامت بالعمل ضمن (البرنامج الاستعجالي)، وهو إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وبعْدَها بدأت مرحلة تقويم الوضع الشُّمولي للبلاد، ثم وَضْع المُخَطَّطات لإعادة بناء الدولة اليابانية المعاصرة، معتمدة في ذلك التربية والتعليم، فوصلت إلى ما نراه اليوم، فهذه الحقيقة قام بها السَّابقون الأَوَّلون، فوصل المسلمون إلى ما لم يصل إليه أحدٌ بفضل العلم، فكانت حواضر الإسلام قِبْلة العلم على مَرِّ الليالي والأيام.
  • ثانيًا: استحضار المسؤوليَّة
التعليم أمانة في أعناق المُعلِّمين سيُسأَلون عنها أمام الله -تعالى-، فطُوبى ثم طُوبى للمخْلِصين الناصحين، وويلٌ للمستخفِّين والمُضيِّعين، {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ} (العنكبوت: 13)، ويقول- عليه الصَّلاة والسَّلام -: «ما مِن عَبْد يسترعيه الله رعيَّة يموت يومَ يَمُوت وهو غاشٌّ لها، إلاَّ حَرَّم الله عليه الجنة» رواه البخاري ومسلم، ومسؤوليَّة المُعلِّم لا تتوقَّف عند المنهج الدِّراسي، بل هو الدِّين والخُلُق، قال عَلِيٌّ-  رضي الله عنه - عن قول الله -تعالى-: {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} (التحريم: 6)، قال: «عَلِّموهم وأدِّبوهم»، فالأب والأمُّ يربِّيان في البيت، والمدرِّس والمُدرِّسة يربِّيان في المدرسة، فتكون الأمانة متساوية بينهم، فترى الأَبَ يَجِدُ طالبًا متأدِّبًا معه بأدب المعلِّم، وترى المعلِّم يَلْقى طالبًا متأدِّبًا معه بأدب الأب، فالتعليم مسؤولية يجب استحضارها.
  • ثالثًا: استحضار الخشية التي يوجبها العلم
ومن المسؤوليَّة أيضًا استحضارُ الحلال والحرام في مثل هذا التكليف؛ لأنَّ التعليم وظيفة الأنبياء والعلماء الأتقياء، فلا يجتمع العلم إلاَّ بالخشية من الله وخوفه -سبحانه-، فلا يلجأ المعلم إلى من يريد النَّيْل منه تحت تَلْبيس خطير وحُجَّة واهية، فبعض الأساتذة -اليومَ- لا يتحَرَّجون من أَكْل المال الحرام؛ تحت دعوى نَفْعِهم ومساعدتهم، وهي في الحقيقة نيلٌ منهم، وإسقاطٌ لمكانتهم عند الله -تعالى-، وعند أهل الأرض، ومنها القُروض الرِّبوية ذات النفع والفائدة، فلم يتحرَّج مِنْ أَخْذِها إلاَّ القليلُ ممن رَحِم ربُّك، والمسوغات في ذلك منتشرة، كالحاجة الماسَّة، والمسكن، والسيارة، إلى غير هذا، ولم يسألوا أهل العلم: هل هذا حرام أم حلال؟ ومن ذلك أيضًا ما يفعله بعض المُدَرِّسين في تدريسهم، فيُسِيئون في تفهيم طلبتهم المادة قصدًا منهم؛ لدفع الطلبة للتسجيل في «الدُّروس الخصوصية»، التي يظنُّون أنها تَحِلُّ لهم في مقابل مجهودهم، وهي في حقيقتها مُحرَّمة شرعًا إن لم يدرِّس المدرِّس الطالبَ في صَفِّه كما يدرسه في بيته.
  • رابعًا: العدل بين الطَّلَبة
فبعض المعلِّمين يُمايزون بين الطلبة؛ لأسباب عديدة، منها أكثرهم مالاً، وأجملهم خلقًا، وأحسنهم مظهرًا، وهذا يجب على المعلِّم تَرْكُه وعدم التَّظاهر به، قال -تعالى-: {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا} (الأنعام: 152)، قال ابن حزم: وجدتُ أفضل نِعَم الله -تعالى- على المرء أن يَطْبَعه على العدل وحُبِّه، وعلى الحقِّ وإيثاره، وأمَّا من طُبِع على الجَوْر واستسهاله، وعلى الظُّلم واستخفافه، فلْيَيْئَس من أن يُصْلِح نفسه، أو يقوِّم طِبَاعه أبدًا، ولْيَعْلَم أنَّه لا يفلح في دين ولا في خلُقٍ محمود.

الواجب على المتعلم

وأمَّا المتعلم، فعليه واجبات ومسؤوليات، تنهض بها المجتمعات، وتعود الأُمَّة إلى سابق عهدها الوَضَّاء، وهذا يحتاج منه إلى سبيل قريب للنَّاظرين، سَهْل على المجتهدين، ومن ذلك:
  • أوَّلاً: توقير أهل العلم
فلا ارتقاء ولا استعلاء مع جَفْوة المُعلِّم، فما بالُك واليوم يتجاوز الطَّالب عليه؟! وسمعنا أنَّ بعض المعلِّمين ضُرِبوا، وبعضهم أُهِينوا، وبعضهم هُدِّدوا، وبعضهم قُتِلوا! مِمَّن؟ مِن تلاميذهم! نعم من تلاميذهم، ومن غير تلاميذهم ضِمْن هَجْمة معروفة، هذا ما حصل هنا، ومخطَّط له أن يحصل في كلِّ أرض عربية وإسلامية؛ لأنَّ هذا يُهِين العلم، وليس أهْلَه فقط، فأصبح المُعَلِّم مُهانًا، ليس له قيمته الحقيقية، فمِن أين يأتي التَّوفيق؟ ومن أين يأتي النصر؟

الواجب على الطَّلبة

        إن الواجب على الطَّلبة- وأقول: يفترض عليهم- احترام المُعَلِّم، كيف كُنَّا نحترم أساتذتنا قبل سنين؟ ألَم نكن نهرب في طريق آخر عِنْدما نسمع بهم مَرُّوا من طريق؛ هيبة وإجلالاً؟ ألم يكن ذلك قبل سنوات فقط؟ فما الَّذي حصل لكم أيُّها الطَّلبة؟ أخُدعتم؟ وبما يُمْلَى عليكم رضيتم؟ ثم نسيتم مَن الذي عَلَّمَكم وأدَّبَكم وربَّاكم في مدارسكم أيَّام طفولتكم؟ يقول الإمام الشافعي -رحمه الله-: «كنتُ أَصْفَح الورقة بين يَدَيْ شيخي مالِكٍ صفحًا رقيقًا؛ لئلاَّ يَسْمع وَقْعَها»، ويقول الرَّبيع -رحمه الله-: «والله ما اجترأتُ أن أشرب الماء والشافعيُّ ينظرُ إليَّ؛ هيبةً له»، وهذه المعاني يجب أن تُغرَس من جديد في آذان الأبناء، وهو واجبُ الآباء، بل واجب كلِّ المُربِّين، قال بعضُ العلماء: مَن لم يتحمَّل ذُلَّ التعلُّمِ ساعةً، بقي في ذُلِّ الجهل أبدًا. وكيف لا نُوقِّر مَن وَقَّرَهم الله وذكَرَهم في كتابه، مَن مدَحَهم رَبُّنا -سبحانه- في كلماته، فقد أثبَتَ لهم الخشية، وأثبَتَ لهم المكانة العالية، وجعلهم نبيُّنا - صلى الله عليه وسلم - ورَثَة الأنبياء، فما أعظمَ المَوْروث! وما أعظم الوارث! كيف لا نحترم هؤلاء؟ كيف لا نتحَمَّلُهم وهم يُعْطوننا إرث الأنبياء؟
  • ثانيًا: الإخلاص في النية
وعلى الإخلاص، مدارُ التوفيق والخَلاص؛ لأنَّ الأعمال بالنِّيات، وإنَّما لكلِّ امرئ ما نوى، فمَن نوى بعِلْمه خدمةَ دينه ونُصْرة أهله، فستكون دراسته كلُّها عبادة، فمَن سلك طريقًا يَلتمس فيه علمًا، سهَّل الله له به طريقًا إلى الجَنَّة، وكذلك فإن الطِّبَّ عِلْم، والهندسة علم، واللُّغات علم، والفيزياء علم، ولا شكَّ أنَّ أَشْرف العلوم وأعلاها هي علوم الشريعة، ففي أيِّ عِلْم وفَنٍّ تجد الإخلاص مِحْورها، قال- صلى الله عليه وسلم -: «مَن تعلَّم عِلْمًا ممَّا يُبْتَغى به وجه الله -تعالى-، لا يتعلَّمه إلا ليصيب عرَضًا من الدنيا، لم يجد عرْفَ الجنَّة يوم القيامة». رواه أبو داود، وحسَّنه الألباني. أمَّا لو وَفَّقَ اللهُ المُخْلِصين، فحازوا على الدُّنيا بإخلاصهم، فإنَّ هذا لسابق بُشْراه، وهكذا تأتي الدُّنيا لطالب العلم راغمة، لا أن يكون همُّه الأول وشغله الشاغل ما رَخُص في الدُّنيا من الأثمان.    

انطلاقاً من مسؤوليتها المجتمعية

الجمعية الكويتية لتعزيز القيم تطلق حملة:

مدرستك مستقبل

  • تسعى الجمعية من خلال الحملة إلى تحفيز الطلبة للعودة إلى المدرسة بحماس وعزيمة وتفاؤل ومساعدة أولياء الأمور على تعزيز المشاعر الإيجابية تجاه المدرسة
  • تركز الحملة على نواح عدة لعل أبرزها مساعدة الطالب على اتباع نمط حياة مثالي وزيادة ثقته بنفسه وتحفيزه على اتباع العادات الإيجابية
  • تنبع أهمية الحملة من الدور الأساسي والبارز للمدرسة في تربية النشء وإعداد أجيال قادرة على بناء الوطن والمساهمة في رفعته
  • تحرص جمعية تعزيز القيم من خلال حملتها على تغيير الصورة النمطية السلبية لدى بعض الطلاب حول المدرسة
 

مع حلول العام الدراسي الجديد، وانطلاقاً من مسؤوليتها المجتمعية أطلقت الجمعية الكويتية لتعزيز القيم حملة قيمية تحت عنوان (مدرستك مستقبل)، في الفترة من 12 سبتمبر إلى 12 أكتوبر الحالي.

أهداف الحملة

      وتسعى الجمعية من خلال الحملة إلى تحفيز الطلبة على العودة إلى المدرسة بحماس، وعزيمة، وتفاؤل كبير، ومساعدة أولياء الأمور على تعزيز المشاعر الإيجابية في نفوس الأبناء تجاه المدرسة، ولا سيما أن نسبة كبيرة من الطلبة تشعر بالقلق مع اقتراب العام الدراسي، وهذه مشكلة قد تؤثر على تحصيلهم العلمي وأدائهم الدراسي؛ إذ يُظهر الكثير من الطلاب مستويات مختلفة للقلق، قد يكون نتيجة خوفهم من الإخفاق في تحصيلهم العلمي، أو بسبب عدم قبولهم لأجواء الالتزام والانضباط في المواعيد بعد انقضاء العطلة الصيفية التي اعتادوا فيها على أجواء الراحة والترفيه.

أهمية الحملة

       وتنبع أهمية الحملة من الدور الأساسي والبارز للمدرسة في تربية النشء، وإعداد أجيال قادرة على بناء الوطن والمساهمة في رفعته؛ فالرسالة التي تتطلع الجمعية إلى إيصالها هي توعية الطلاب بأن المدرسة منبع العلم ومصدر الإلهام، ومصنع الأجيال، وأنها الطريق نحو بناء مستقبل كل طالب وطالبة؛ فالمدرسة هي من قدمت العالم والطبيب والمهندس والقاضي والمحامي والمعلم والأديب وغيرهم من المبدعين وبناة الأوطان، كما تبرز الحملة دور المدرسة في تنمية ذكاء الطالب ومخزونه العلمي والمعرفي والثقافي، وكذلك دورها في اكتشاف مواهب الطلبة وصقل مهاراتهم سواء أكانت علمية أم ثقافية أم رياضية.

أثر الحملة

        تركز الحملة على نواح عدة ، لعل أبرزها مساعدة الطالب على اتباع نمط حياة مثالي، وزيادة ثقته بنفسه، وتحفيزه على اتباع العادات الإيجابية، ومنها الاستيقاظ مبكراً، والحفاظ على الصلوات الخمس، وبر الوالدين والاستماع لنصائحهم، وتخصيص ساعات يومية للدراسة حتى ينجز الطالب واجباته على أكمل وجه، وتقليص مدة استخدام الهواتف الذكية إلى أضيق الحدود.

الأنشطة المصاحبة

        تعزز الحملة حب المدرسة في نفوس الطلبة، من خلال تنظيم حفل استقبال في اليوم الأول من العام الدراسي؛ ليشعر كل طالب بأجواء الفرح والسعادة في المدرسة التي تعد البيت الثاني، والمكان الجميل الذي سيبني شخصيته ويعزز ثقته بنفسه؛ إذ تتطلع جمعية إلى تعزيز القيم؛ ليذهب كل طالب للمدرسة بشوق ولهفة، وأن يقف في طابور الصباح وهو بكامل طاقته الإيجابية، وهذا سيتحقق -بكل تأكيد- عندما تكون الأجواء المدرسية مبهجة وممتعة، فتتحول هذه المؤسسة التربوية إلى مكان محبب للتعلم وممارسة الأنشطة المدرسية. وتحرص جمعية تعزيز القيم -من خلال حملتها- على تغيير الصورة النمطية السلبية لدى بعض الطلاب حول المدرسة؛ حيث تتبنى مجموعة من البرامج والفعاليات التي تحفز الطلبة على الالتزام ببرنامج دراسي يومي، والاجتهاد في أداء الواجبات المدرسية.  

التحديات التي تواجه أبناءنا الطلبة

  • الخضر: التعاون بين الأسرة والمدرسة ضروري لدمج ثقافة الأسرة وثقافة المدرسة معًا مما يؤدي إلى تحقيق تطلعات كل منهما والاستجابة لمتطلبات العصر بما يحمله من تغيرات سريعة ومتجددة

كما التقت الفرقان مسؤولة لجنة الصباحية النسائية الأخت الفاضلة ليلى الخضر التي تحدثت عن أهم التحديات التي تواجه أبناءنا الطلبة وتعيقهم عن تحقيق التفوق في دراستهم فقالت:

  • تضييع الوقت دون فائدة.
  • المشاغبة خلال حصة الدرس.
  • الملل من مراجعة الدروس.
  • عدم تطوير المهارات والقدرات.
  • السهر لوقت متأخر.
  • التسويف والتأجيل.
  • عدم وضع أهداف للسعي لتحقيقها.
  • فقدان الثقة بالنفس.
  • إدمان الأجهزة الذكية.

دور المعلم في بناء القيم الأخلاقية

-وعن دور المعلم في بناء القيم الأخلاقية لدى الطلبة قالت الخضر: لابد أن يمتلك المعلم عددا من المهارات الذاتية والمهنية والأخلاقية لكي يستطيع بناء القيم الإيجابية لدى الطلبة ومن ذلك ما يلي:
  • سلامة اللغة وفصاحة اللسان.
  • إدراك قيمة المسؤولية المناطة به؛ لذلك عليه أن يتحلى بمجموعة من الفضائل.
  • إدراك أن كل عمل يقوم به المرء لكي يتصف بالإتقان والجمال يجب أن يقوم على أسس ومعايير وضوابط يسير عليها، والمدرس يُحكم عليه من مدى تأسيه بمعلم البشرية.
  • مراعاة ضروريات النظافة والمظهر الحسن.
  • حسن التعامل مع الطلبة وانتقاء الألفاظ المهذبة قال -تعالى- {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}.

المسؤولية المشتركة بين الأسرة والمدرسة

  • وعن أهمية المسؤولية المشتركة بين الأسرة والمدرسة في تحقيق أهداف العملية التربوية والتعليمية وأسس نجاحها قالت الخضر:
  • لابد من جعل خطة العمل التربوي مشتركة؛ بحيث يساهم الآباء في وضع بعض التصورات التي يأملها من تعليم أبنائه ووضع خطة تكاملية بين البيت والمدرسة بما فيه مصلحة الأبناء.
  • لابد من التنسيق بين المدرسة والبيت في شأن ما يعطى للطالب من واجبات في بيته، تحتم عليه أخذ معظم الوقت في حل واجباته، وأهمية التنسيق ترجع إلى إبقاء بعض الوقت للطالب للقيام ببعض الأنشطة الأخرى خارج المنهاج المدرسي.
  • التعاون مهم بين الأسرة والمدرسة لدمج ثقافة الأسرة وثقافة المدرسة معاً؛ مما يؤدي إلى ارتقاء تطلعات كل منهما والاستجابة لمتطلبات العصر بما يحمله من تغيرات سريعة؛ لأن هناك بعض الآباء يرفضون التغيير ويخافون التجديد.
  • زيادة التعاون يجعل المدرسة أكثر تفهما لأوضاع الأطفال وحاجاتهم الاجتماعية والاقتصادية والنفسية. ومن ثم العمل على حل المشكلات التي تعترض طلبتها ومساعدتهم على التكيف مع مجتمع المدرسة.
  • التعاون ضروري ومهم وذلك للتخلص من بعض السلوكيات السلبية، مثل الرسوب، والتسرب والفشل في الاختبار والهروب من الحصص أو الغياب عن المدرسة وكل ذلك لا يتم بمعزل عن الأسرة.
  • التعاون بين الأسرة والمدرسة ضروري؛ لأنه يجعل الطالب دائما تحت المحك، وأنه متابع ومراقب؛ بحيث يهتم بدراسته أكثر، ولا ينساق وراء رفاق السوء .

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك