
كلمة وفاء في أختنا الشيخة سلوى السبكي -رحمها الله
توفيت السبت الماضي 3 من نوفمبر 2018 العالمة الصالحة الشيخة سلوى السبكي، وتم دفنها في مقبرة شمال الرياض بحضور جمع غفير، يتقدمهم الشيخ عبدالعزيز الريس وجمع من طلبة العلم، -رحمها الله وغفر لها-. والأستاذة سلوى بنت حسن السبكية الخزرجية الأنصارية امرأة من فرائد العصر، عالمة وداعية سلفية، كانت تسكن المدينة النبوية، وكانت باذلة وقتها للعلم ونشر الدعوة السلفية، ولها طالبات عديدات من دول عديدة، وتشرف على مدارس خارج المملكة، وكانت شديدة العناية بالتوحيد والسنة، والتربية وتهذيب الأخلاق.
قال عنها الشيخ مقبل الوادعي -رحمه الله-: امرأة يندر وجود مثلها، وصدق -رحمه الله-؛ فلا يعلم امرأة في عصرنا الحالي بهذا البذل والعطاء حتى في المرض؛ إذ دأبها العلم والنصح طوال سنين حتى مع شدة مرضها وقبيل وفاتها.
وبيتها العامر بالمدينة كان يعج بالحاضرات في دروسها الأسبوعية، ولها دروس كانت تُبث خارج المدينة عبر الغرف الصوتية.
وكان لها -رحمها الله- دروس في كتب عديدة منها: (شرح كتاب فتح المجيد شرح كتاب التوحيد، وكتاب الكبائر، وشرح العقيدة الواسطية، كشف الشبهات، والأربعون النووية، والقواعد الأربع، وكشف الشبهات، والأصول الثلاثة)، وكان بيتها مفتوحا كل جمعة لتدارس صحيح البخاري، ومن مزاياها -رحمها الله- ربط النساء بالعلماء الكبار وإجلالهم.
وكان آخر درس ألقته قبل ثلاث أسابيع أو شهر تقريبا، واعتذرت عن قصر مدة الدرس لمرضها وضيق نفسها. اللهم اغفر لها وارحمها، وضاعف لها الأجر والمثوبة. ومن فضائلها أنها كانت تمد يد العون للمحتاجين في بلاد شتى، ولها في السودان مكتبة وقفية لطلاب العلم، ومركز لتحفيظ القرآن الكريم والدراسات الشرعية، وكانت تقول أريد هذا زادا لآخرتي.
قالوا عنها
قال عنها الشيخ د. أحمد الكوس: نعم المرأة الصالحة في العلم والعمل والخلق والدعوة، وفي تمسكها بنهج السلف، تركت أثرًا طيبًا أسأل الله أن ينفعها بأعمالها الخيرية والعلمية عند الله -سبحانه.وقال عنها الشيخ عبد العزيز الريس: رحم الله أم أحمد -الشيخة سلوى السبكي- رحمة واسعة؛ فقد كانت صاحبة توحيد وسنة وغيرة عليهما، وصاحبة علم ودعوة.
وقال عنها الشيخ عاصم القريوتي: لا يكاد يخلو مجلس لها من التذكير بأهمية الدعوة إلى العقيدة الصحيحة حتى رسخت في أذهاننا عبارتها: الله الله في الدعوة إلى التوحيد! الله الله في التحذير من الشرك! إياك يا طالبة العلم أن تتكاسلي وأنت ترين انتشار الشرك وظهورالبدع والخرافات!
ومما قيل في الثناء عليها من إحدى الدارسات عندها: «معلمتي سلوى السبكي تعامل طالباتها وكأنها أمهن تُوجه، وتنصح، وتتفقد أحوالهن، وتعينهن بما استطاعت، وتحب السلفيين وتهتم بأحوالهم، وتتفقدها داخل المملكة وخارجها».
وهذه أخرى تقول عنها: «معلمتي وقائدة المرحلة الثانوية الرابعة والثلاثون سلوى السُبكي القائدة المُختلفة كَانت تمشي بيننا لتُعلمنا المناهي في الجلسة والأكل والشرب والصوت، وماقيل فيها بأصولها الثابتة، لم تكن يوماً عادية.
وبالرغم من تعبها الشديد فقد كانت تتألم أمامنا ألمًا شديدًا، كانت تصلي، وحفظ الله لها عقلها، وذاكرتها حتى في استحضار الفتاوى والأدلة، وتردد الدعاء: «ربنا أفرغ علينا صبرا»، وكما جاء في الحديث الصحيح: «احفظ الله يحفظك»، «تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة».
- وتقول عنها إحدى طالباتها: كنا إذا طلبنا منها أن ترتاح لأجل شدة مرضها ترفض وتقول: أريد أن أموت على هذا.
لاتوجد تعليقات