رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: محمد الراشد 14 ديسمبر، 2015 0 تعليق

قناديل على الدرب – داعش لا تمثل الإسلام

هل تعلم أن الشخص الذي قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه وهو يقرأ القرآن,  كان هذا الشخص يصرخ «الله أكبر»، وكان يصف الصحابي الجليل عثمان إنه كافر بالرغم من كونه أحد المبشرين بالجنة بشهادة من النبي صلى الله عليه وسلم .

     وأن من قتل علياً بن أبي طالب رضي الله عنه وهو راكع في صلاة الفجر في مسجد الكوفة كان يصرخ أيضاً ويقول أثناء طعنه «الله أكبر»، وكان يقول عن علي إنه كافر، بالرغم من كونه ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم  وصهره، وأحد المبشرين بالجنة.

     نعم .. مضت تلك الأحداث منذ مئات السنين؛ ولكن ظل هذا الفكر والمعتقد باقيا إلى زمننا الحاضر، متمثلا فيما يقوم به ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، من قتل وإرهاب؛ فيفجر الداعشي ويرهب ويقتل ويصرخ قائلا: «الله أكبر» معتقدًا أنه في جهاد في سبيل الله، وأنه بذلك سينال الشهادة مثلما ظن قاتلو عثمان وعلي رضي الله عنهما!! ولا عجب في ذلك فمن قتل صحابة رسول الله يسهل عليه قتل أمة بأسرها.

     ذاقت الكويت مرارة هذا الفكر الفاسد، وكذلك المملكة العربية السعودية، ومصر، وتونس، واليمن، ويكاد يفتك هذا التنظيم  بمفاصل  ليبيا، بل وزاد الأمر على بوادر حرب عالمية ثالثة في سوريا والعراق، فروسيا الاتحادية تزعم أنها تشن هجمات لا هوادة فيها على معاقل التنظيم في سوريا ولاسيما بعد إعلان (داعش) مسؤوليته عن تفجير الطائرة الروسية بسيناء، وفرنسا بعد أحداث باريس الأخيرة طائراتها الحربية تشن غارات متواصلة على التنظيم، والتحالف الدولي بقيادة أمريكا تدك حصونه منذ فترة، وبريطانيا تقرر الدخول في ذلك التحالف نظرا لانتشار  الإرهاب الذي يمثله تنظيم الدولة على العالم أجمع .

     ولكن يتبادر إلى الذهن سؤال مُلح وهو أن أكبر  وأعتى الجيوش العسكرية في العالم مجتمعة تدك حصون داعش -كما يزعمون- وما يزال هذا التنظيم قائما وينفذ عملياته الإرهابية هنا وهناك! فمهما كان حجم هذا التنظيم فهل يستطيع مقاومة تلك الجيوش إن كانت حقا تريد الخلاص منه؟!

سؤال يحتاج منا التدبر والتفكر مليًا في هذا الأمر، فهل نحن العرب سنظل نعتمد على غيرنا في تحقيق آمالنا وطموحات شعوبنا؟ أم يكون التغيير من أنفسنا؟!.

والله الموفق والمستعان.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك