رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 8 نوفمبر، 2015 0 تعليق

في المشهد السوري: حضور جميع الأطراف.. وغياب أمريكا

     قال المتحدث باسم البيت الأبيض (اريك شولتز) الأربعاء (4/11/2015) إن محادثات السلام القادمة الخاصة بسوريا لن تكون مجدية إلا إذا دعيت إليها كل الأطراف المعنية، مشيرا إلى أن مشاركة إيران يجب ألا تطغى على جهود إيجاد حل للأزمة السورية، مشددا على أن «الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع أي دولة بما في ذلك روسيا وإيران لحل الصراع في سوريا». وأضاف أن الولايات المتحدة تعتقد أنه لكي تنجح المحادثات متعددة الأطراف «يجب حضور كل الأطراف المعنية».

     قد لا نختلف مع الولايات المتحدة فيما ذهب إليه (المتحدث) ولكن يبدو فعليا أن الجميع حاضر إلا أمريكا! التي لا تريد أن تحسم  الصراع في سوريا لأي طرف، وهي تعتقد أن تجربة إسقاط صدام حسين في (9/4/2003) تمثل درسا مهما تتعلم منه! وأنها أخطأت في العراق بتسليم الأمر لإيران لكي تعيد تركيب الفسيفساء العراقية، ولكن الواقع يقول: إن ايران فشلت في العراق الذي يعيش فوضى عارمة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. جراء هذا الفشل فإن أمريكا  لن تقدم على إسقاط بشار الأسد  دون إيجاد البديل!

     فمن هو البديل الناجح في نظر أمريكا؟ هل هو بشار ( معدل)؟ أم سني قريب من نظام (بشار)؟، أم سني قريب من (الغرب)؟! لقد وصل الشعب السوري إلى حالة من التشظي الذي سيقبل معه أي صيغة تعود بالهدوء إلى المنطقة. حتى ولو كان ذلك على حساب أكثر من نصف مليون قتيل، ومئات الآلاف من الجرحى والمعتقلين وملايين المهجرين..

     قيادة أمريكا للأزمات من الخلف جعل الأقل شأنا كروسيا وحلفائها يخوضون المعركة في سوريا، وأصبحت روسيا تقود المشهد السياسي! وعليه فإن ضعف سياسية أوباما الشرق أوسطية لا شك أنها مدمرة للمصالح الأمريكية على وجه التحديد! ولم تنجح الولايات المتحدة في دعم حلفائها ولاسيما الدول الخليجية في مواجهة فوضى الصراع في سوريا وغيرها بسبب عدم وضوح الأهداف الاستراتيجية على المدى البعيد والمتوسط والقريب؛ فلا غرابة أن نجد ترددا أمريكياً حيال الأزمات في دول الربيع العربي والحرب على داعش.

     على الرغم من أن العقيدة العسكرية الأميركية في عهد الديمقراطيين (أوباما - بايدن) تسعى إلى تصفية الحروب المباشرة وتقليص التواجد العسكري الأميركي التقليدي في الخارج تنفيذا للاستراتيجية العسكرية الأميركية في القرن 21،  إلا أن الوضع الحالي في المنطقة سيكون له نتائج وخيمة على العلاقات الامريكية العربية وخصوصاً الخليجية ولاسيما إذا استغلت إيران هذا الفراغ الامريكي من المشهد العسكري السياسي.

     قد يكون تخلي أمريكا عن حلفائها المعتدلين فرصة لتحرك دول الخليجية لبناء منظومة عربية اقليمية موحدة تدير الأزمات في المنطقة، وتقف أمام أي تهديدات محتملة لدولها من دول أخرى . ولعل نجاح حزب العدالة والتنمية في تركيا بتقدم كبير يعطيه الثقة لبناء علاقات أقوى مع الدول الخليجية فضلا عن ذلك ينبغي على مصر أن تواكب الأحداث، وتدرك حجم التحدي الجديد في المنطقة.

ولعل تجربة التحالف العربي في اليمن وعاصفة الحزم قد يكون المدخل الأساسي  لمثل هذه المنظومة العربية الإقليمية؛ لذا لابد أن تنجح التجربة في اليمن سريعا بدءا بتحرير تعز، وانتظارا لسقوط صنعاء!

إن البناء الداخلي لدول المنطقة وتعزيز الحريات والمساواة والشورى والحوار، وبناء استقلالية مؤسسات المجتمع المدني واعطاءها حق المشاركة في القرار كفيل بتعزيز الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية في المنطقة.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك