رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وليد دويدار 1 فبراير، 2011 0 تعليق

فضيلة الشيخ الدكتور خالد الغنيم في حوار خاص لـ «الفرقان»: اتجهت همة العلماء وبذلوا قصارى وسعهم في مواجهة من خالف عقيدة السلف الصالح

 

 

-  في البداية نود منكم نبذة تعريفية بسيرتكم الذاتية .

- الاسم: خالد بن عبدالعزيز الغنيم المولود في مدينة بريدة.

     تخرجت في المرحلة الجامعية من كلية الشريعة وأصول الدين بالقصيم التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ثم تم تعييني فيها معيداً فأكملت دراستي فحصلت على درجة الماجستير والدكتوراه من كلية أصول الدين بالرياض، ثم عينت أستاذاً مساعداً بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة القصيم.

- نريد تعريفاً مختصراً بالشيخ العلامة عبدالرحمن بن حسن - رحمه الله- هو المجدد الثاني الشيخ عبدالرحمن ابن حسن ابن مجدد القرن الثاني عشر الشيخ محمد بن عبدالوهاب التميمي؟

- ولد الشيخ عبدالرحمن بن حسن سنة 1193هـ في الدرعية عاصمة الدولة السعودية وقاعدة الدعوة الإصلاحية في ذلك الوقت .

ونشأ في بيت جده ذلك البيت الذي عرف بالدين والتقى والعلم والجهاد فتربى بين جده وأعمامه حيث قتل والده في إحدى الغزوات وكان صغيراً .

فنشأ نشأة دينية وتحلى بمكارم الأخلاق وأخذ الدروس قولاً وعملاً من جده وأعمامه وسائر مجتمعه.

وقرأ أيضا على أكابر تلامذة جده كالشيخ حمد بن ناصر بن معمر، وحسين بن غنام، وطلب العلم على مشايخ الأزهر والقادمين إلى مصر فتنوعت معارفه وكثر شيوخه ومنهم شيخ الأزهر حسن القويسني ومفتي الجزائر محمد بن محمود الجزائري وشيخ مصر في القراءات الشيخ إبراهيم العبيدي وغيرهم .

     وقد قضى الشيخ عبدالرحمن بن حسن - رحمه الله - طيلة حياته، التي امتدت نحواً من اثنين وتسعين سنة، في طلب العلم وتعليمه، والجهاد لإعلاء كلمة الله وإرسال الرسائل في مناصحة الأمراء، والعامة والخاصة، والرد على المخالفين، والإفتاء والإصلاح بين الناس، حتى توفي - رحمه الله– متمتعاً بجميع حواسه وذلك عشية يوم السبت الحادي عشر من ذي القعدة سنة 1285هـ.

     هذه ترجمة مختصرة ومن أراد الزيادة فليرجع إلى التفصيل في كتاب (المجدد الثاني الشيخ عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ وطريقته في تقرير العقيدة)، وهو مستل من رسالتي في الماجستير.

- ما الآثار العلمية التي تركها الشيخ للأمة؟

- لم يكن زمن الشيخ عبدالرحمن بن حسن -رحمه الله- زمن استقرار بل حصل في زمنه حروب بين أهل هذه الدعوة ومن خالفهم، وكان من نتائجها انشغال الشيخ بهذه الحروب، وانتقاله من بلد إلى بلد، فضلاً عن أنه في حال استقراره كان يقوم بأعمال كثيرة، ولاسيما بعد قدومه من مصر، فقسم وقته على أعمال منها:

1- وقت لمجالسة الإمام، للتشاور في شؤون الدولة ، ومقابلة العلماء ووفود البلدان.

2- ووقت للإجابة عن الرسائل ووعظ العامة وإرشادهم وتأليف الكتب.

3-ووقت لحلقات تدريس الطلاب وكشف الغوامض لهم.

وكان أيضا هو الخطيب والقاضي والمصلح بين الناس وغير ذلك؛ فلهذه الأسباب قلت مؤلفات الشيخ بالنسبة لشهرته وغزارة علمه، ومع ذلك فقد خلف لنا عدداً لا بأس به من الكتب والرسائل ومنها:

1- فتح المجيد شرح كتاب التوحيد.

 2- قرة عيون الموحدين.

 3- الرد والردع

4- كشف ما ألقاه إبليس من البهرج والتلبيس على قلب داود بن جرجيس

5- الإيمان والرد على أهل البدع.

6- بيان المحجة في الرد على اللجة

7- المورد العذب الزلال في نقض شبه أهل الضلال.

8- المقامات

9- بيان كلمة التوحيد والرد على الكشميري عبدالمحمود، وغير ذلك من الكتب والرسائل.

- كيف كانت طريقة الشيخ في تقرير العقيدة والدفاع عنها، مع ذكر مثال مختصر؟

- منهج الشيخ عبدالرحمن -رحمه الله- هو منهج السلف الصالح وطريقته هي طريقتهم وهي الاعتماد – بعد الله – على الكتاب والسنة، وما أجمع عليه سلف الأمة، وهو منهج أشياخ وطريقتهم ه من قبله.

هذا هو منهج الشيخ بالإجمال، وأما بعد الاستقصاء بالقراءة والتتبع لكتبه ورسائله، فإننا نجد بعض التفريعات والوسائل التي ركز عليها في تقريره لعقيدة السلف تتلخص فيما يلي:

أولاً: الأخذ بما ورد في الكتاب والسنة وما أجمع عليه سلف الأمة.

ثانياً: استدلاله بالعقل، وبيان أنه لا يعارض النقل.

ثالثاً: النقل عن العلماء الموثوق بهم.

رابعاً: تركيزه على أهم مسائل الدين.

خامساً: بيانه للأخطاء التي يقع فيها الناس من غير قصد.

سادساً: حرصه على ترابط المجتمع ووحدته، والتزام عقيدة السلف.

سابعاً: إنشاؤه للأسئلة على الطلبة وطلب الإجابة عنها.

ثامناً: الرد على الخصوم الذين خالفوا عقيدة السلف.

      ولنضرب على ذلك مثالاً بالسادس منها وهو حرصه على ترابط المجتمع ووحدته، والتزام عقيدة السلف، فقد قال - رحمه الله- للإمام فيصل بن تركي - رحمه الله - وكان بينهما اتصال كبير ومراسلات كثيرة، وكان محباً للإمام فيصل بن تركي يعاني ما يعانيه، ويخاف عليه ويود له كل خير، قال بعد أن بيّن جهود جده ومن معه في نشر الدين وحاثاً للإمام فيصل بن تركي على إرسال الدعاة لإرشاد الناس وتعليمهم دينهم، «والواجب مراعاة هذا الأصل والقيام فيه، وبعث الدعاة إليه، وجعل أموال الله التي بأيديكم آلة له ووقاية وحماية وإعانة، فإن هذا من أفرض الفرائض وألزمها، ولم تشرع الإمامة والإمارة إلا لأجل ذلك والقيام به. وبقاء الإسلام والإيمان في استقامة الولاة والأئمة على ذلك، وزوال الإسلام والإيمان وانقضاؤه بانحرافهم عن ذلك، وجعل الهمة والأموال والقوة، مصروفة في غيره مقصوداً به سواه، من العلو والرياسة والشهوات...»

- ما دور الشيخ في رد الشبهات المثارة ضد الدعوة السلفية في وقته؟

- إن من أهم العوامل المؤثرة في تغيير الفكر وزعزعة المعتقد في المجتمعات، هو وجود من ينادي ويدعو إلى مخالفة ما عليه سلف الأمة وأئمتها، والأعظم من ذلك هو ترك الحرية لأولئك، أو جعل السلطة والكلمة النافذة لهم، وتحقيق رغباتهم، وعدم وجود من ينازعهم ويرد عليهم كيدهم وعداوتهم للإسلام والمسلمين.

      وهؤلاء إن تركوا على ما هم عليه هلك ذلك المجتمع، وضل عن سواء السبيل، لذلك اتجهت همة العلماء وبذلوا قصارى وسعهم في مواجهة من خالف عقيدة السلف الصالح، فأخذوا يدعونهم إلى الحق تارة، ويردون عليهم ويحذرون منهم تارة أخرى، على حسب ذلك الداعي إلى بدعته وشركه، ومن هؤلاء العلماء الذين التزموا بهذا المنهج (الرد على الشبهات المثارة على الدعوة السلفية)، العالم الفاضل الشيخ عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ -رحمه الله- ولو ألقيت نظرة تأمل على آثاره العلمية التي ذكرتها لك في الإجابة عن السؤال الثاني لوجدت أن أغلب كتبه كانت  رداً على هؤلاء في شبهاتهم التي أطلقوها على هذه الدعوة، وبياناً للحق والتأكيد عليه بالدليل والحجة.

وقد سلك -رحمه الله- في رده على المخالفين طرق عدة أهمها ما يلي:

1- عدم ذكر المردود عليه إلا إذا اشتهر.

2- الرد عليه وتكرار ذلك بأساليب متنوعة.

3- الإنصاف وحسن التصرف مع الخصم على حسب حاله.

4- بيان بطلان أدلة الخصم وعدم دلالتها على مقصوده.

5- الاقتصار في الرد على أهم الشبه وأضرها.

6- بيان تناقض الخصم وبطلان استدلاله.

7- التضييق على الخصم بوضع اللوازم على قوله، ومن ثم إبطاله وإلزامه بالصواب.

8- الرد على الخصم من وجوه عدة .

9- الرد عليه من خلال بيان أقوال الرجال الذين ينتسب إليهم أو يستدل بأقوالهم.

10- افتراض الاحتمالات التي ربما يذكرها الخصم والإجابة عنها.

11- طرح الأسئلة على الخصم وطلب الإجابة عنها.

- كيف يستفيد طالب العلم من كتب الشيخ -رحمه الله؟

- كتب الشيخ -رحمه الله- ورسائله موجودة ومتوافرة، منها المطبوع طبعات عدة ككتاب مستقل، ومنها المطبوع ضمن مجموعة رسائل، وهذه توجد في كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية، وكتاب مجموعة الرسائل والمسائل النجدية، ولقد أحصيت في كتابي (المجدد الثاني) هذه الكتب والرسائل وعدد طبعاتها ومباحثها والكتب التي ذكرتها بالجزء والصفحة.

      ويمكن لطالب العلم أن يستفيد من كتب الشيخ كغيرها من كتب العلماء وذلك ببحث مسألة معينة فيرجع إلى الكتب التي تذكر هذه المسألة، أو يأخذ كتاباً واحداً فيقرؤه ويلخصه ويسأل عما أشكل عليه، أو يقرأ مجموعة من الطلاب على شيخ من المشايخ أو فيما بينهم أحد كتب الشروح فيستفيدوا الفوائد الكثيرة من كلام هذا العالم الجليل ككتاب فتح المجيد شرح كتاب التوحيد وهو من الكتب المهمة لطالب العلم وحري بطلاب العلم أن يبذلوا أوقاتهم بقراءة هذا الكتاب وأمثاله لترسيخ العقيدة الصحيحة والذب والرد على أهل الأهواء والبدع المخالفة لعقيدة أهل السنة والجماعة.

- كلمة أخيرة لطلاب العلم بدولة الكويت عامة، وقراء مجلة (الفرقان) خاصة.

- قبل الكلمة أحب أن أشكر القائمين على هذه المجلة على حسن انتقائهم لهذه الأسئلة، وعلى جهدهم المشكور في طرح هذه المواضيع والمباحث المهمة، جعلها الله في موازين حسناتهم.

      وأما كلمتي لطلاب العلم بدولة الكويت، وقراء المجلة، وطلاب العلم بكل دولة من بلاد المسلمين، فأوصيهم ونفسي بتقوى الله عز وجل في السر والعلانية، وأقول لنسعى جميعاً يداً واحدة في الرد على أعداء المسلمين ببيان باطلهم ومقاصدهم السيئة، التي يريدون من ورائها تفريق جماعة المسلمين وإيجاد العداء بين الحكام وشعوبهم، وإسقاط منزلة العلماء باحتقارهم والرد عليهم ومخالفتهم.

      لذا فإن الحمل على طلاب العلم قد يكون ثقيلا، والواجب عليهم عظيما، وذلك ببذل كثير من الجهد في سبيل تحقيق الاجتماع وعدم الافتراق بوسائل كثيرة أذكر منها:

1- تكثيف الدروس العلمية العامة لنشر عقيدة السلف، وبيان الدين، والحرص على الإكثار منها في المساجد والجامعات والمدارس وغيرها.

2- نشر كتب العلماء والتي تبين العقيدة وتزيل الشبه التي ألصقت بالعلماء المخلصين الدعاية لها.

3- وضع تراجم مستقلة ومتسلسلة لمن ألصقت بهم التهم، وبيان فضلهم وعلو مكانتهم.

4- مراقبة ما يصدر من مطبوعات ومنشورات تسيء للدين وأهله بالتصدي والرد عليها وكشف زيفها.

وأخيراً أسأل الله أن يوفقنا لكل خير وأن يبعدنا عن كل شر وأن يجعلنا مباركين أينما كنا ، وأن يعز الإسلام والمسلمين، وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك