رئيس قسم الدعاة في جمعية آفاق الخير .. الحميدي: هدفنا نشر الخير وتعزيزه لتبقى الكويت رائدة العمل الإنساني
- العطاء الكويتي نهر متجدد يروي أرض الإنسانية أينما امتدت الحاجة فمن الكويت انطلقت رسالة الخير لتبقى كما وصفها التاريخ: بلد الإنسانية وأرض القلوب البيضاء
- العمل الخيري في الكويت شاهد على أصالة شعبٍ جعل من الإحسان سلوكًا يوميا ومن البذل رسالةً حضارية وإنسانية تمتد إلى أقاصي الأرض
- الجمعيات الخيرية تعمل تحت إشراف مباشر من وزارات الشؤون والخارجية والداخلية ولا يمكنها التصرف في أموالها إلا بموافقات رسمية دقيقة
- العمل الخيري مفخرة لكل من وفقه الله إليه فهو عبادة وقربةٌ إلى الله تعالى قبل أن يكون عملًا إنسانيا وقد تميّز أهل الكويت منذ القدم بهذه الخصلة الكريمة
- الجمعيات الخيرية وكيلة عن المتبرعين وتعمل بشفافية تامة حيث ترفع التقارير الدورية للمتبرعين بمراحل تنفيذ المشاريع وتُوثّق الأعمال بالصور والفيديوهات
- في جمعية آفاق الخير نحرص على زيارة المشاريع بأنفسنا والصلاة في المساجد التي بُنيت والتأكد من تشغيل الآبار لنطمئن أن الخير بلغ غايته
- المشاريع الخيرية التي تقيمها الجمعية ليست خاصة بالمسلمين فحسب فنفعها عام لكل من يقيم في تلك البلاد كحفر الآبار ومكافحة الأمراض والأوبئة والإغاثة من المجاعات والفيضانات
في بلدٍ ارتبط اسمه بالعطاء، وحُفرت في وجدانه قيم الرحمة والإنسانية، يظل العمل الخيري في الكويت صفحةً ناصعةً في تاريخ الأمة، وشاهداً على أصالة شعبٍ جعل من الإحسان عادة، ومن البذل رسالةً تتجاوز الحدود، في هذا الحوار، يفتح لنا الشيخ خالد إبراهيم الحميدي (عضو جمعية آفاق الخير الكويتية ورئيس قسم الدعاة) صفحات مشرقة من مسيرة العطاء الكويتي، متحدثًا عن ريادة الكويت في العمل الإنساني، ودور الجمعيات الخيرية، وما تواجهه من تحديات.
رسالة ممتدة
- حدثونا عن جمعية آفاق الخير وأهدافها؟
- تأسست جمعية آفاق الخير عام 2019، وتسعى إلى تنفيذ المشاريع الخيرية داخل الكويت وخارجها، خصوصًا في القارة الإفريقية، وهدفنا نشر الخير وتعزيز الصورة الصحيحة للإسلام البعيد عن التطرف والانحراف، ونطمح في المستقبل للتوسع في قارات أخرى بإذن الله.
نشر الدعوة الإسلامية
- كيف تعمل آفاق الخير على نشر الدعوة الإسلامية في أفريقيا؟
- جمعية آفاق الخير هدفها الأكبر إظهار محاسن الإسلام في تلك البلاد؛ فهي تكفل الدعاة إلى الله -عز وجل-، وتتحمل نفقات بعض الحملات الدعوية في المناطق البعيدة والنائية في أفريقيا، وتقيم المراكز الإسلامية، والمساجد، ونزورها، ونقيم الدورات العلمية في تلك البلاد، وعن بعد، ونحن في صدد إنشاء منصة علمية شرعية عامة؛ فنسأل الله أن يسهل ظهورها ويبارك فيها.
هوية كويتية وأصالة متوارثة
- كيف تصفون العمل الخيري في الكويت؟ ولماذا يُعد مفخرةً لها؟
- الكويت أكرمها الله بالخيرات، فكان شكر النعمة فيها بالبذل والعطاء، فالذي يزور آسيا أو إفريقيا يرى المساجد والمراكز والمدارس والمستشفيات التي تحمل بصمة الكويتيين، وآبار تشهد بسخاء المتبرعين تُجسّد هذا العطاء المبارك، حقًا؛ لهذا أقول: الكويت هي بلد الخير التي امتدت يدها إلى كل محتاج، وشعبها يعيش هذه القيمة عبادةً وخلقًا، والحكومة المباركة تدعم وتوجه وتتابع، فاجتمع في هذا الميدان الإخلاص والتنظيم.

عطاء داخلي يزرع الأمل
- ما تأثير العمل الخيري الكويتي داخليا وخارجيا؟
- لا شك أن تأثير العمل الخيري مهم على المستويين؛ فداخل الكويت: هناك أسر متعففة تعيش -بعد توكلها على الله- على ما يجود به المتبرعون، وهؤلاء قد لا يُعرفون لعزتهم، لكن الجمعيات الخيرية قادرة على الوصول إليهم وتلبية احتياجاتهم بعد التحقق من أوضاعهم، أما خارجيًا: فحدث ولا حرج عن المشاريع الخيرية الكبرى التي نفذها الكويتيون: مدارس ومساجد ومراكز طبية، في أماكن كانت تفتقر لأبسط مقومات الحياة. تلك الجهود غيرت أعداد من الناس، وجعلت اسم الكويت يقترن بالخير في العالم أجمع.
رعاية رسمية وثقة مجتمعية
- كيف تقيمون دعم الدولة للأنشطة الخيرية؟
- تمتاز الكويت -بفضل الله -تعالى- بأن الدولة تدعم وتنظم العمل الخيري، وهذا من عوامل نجاحه في الداخل والخارج؛ فالحكومة لا تدعم فحسب، بل تضع الضوابط التي تحمي المال الخيري، وتضمن وصوله إلى مستحقيه، وتسعى لتطوير هذا القطاع بما يواكب العصر ويصون أموال المتبرعين من الضياع.
اتهامات باطلة وردٌّ حاسم!
- كيف يمكن متابعة أعمال الجمعيات الخيرية؟
- عمل الجمعيات الخيرية تحت إشراف مباشر من وزارات الشؤون والخارجية والداخلية، ولا يمكنها التصرف في أموالها إلا بموافقات رسمية دقيقة فالقوانين وُضعت لحماية العمل الخيري.
تكامل لا تنافس
- يقال إن الجمعيات تركّز على الخارج، ما مدى صحة ذلك؟
- هذا غير صحيح، الجمعيات الخيرية تقدّم دعمًا مستمرا للأسر المتعففة داخل الكويت، وتسهم في مشروعات مثل: سداد ديون الغارمين، ورعاية المرضى، وتقديم الزكوات، لكن بعض المشاريع تكون تكلفتها في الداخل مرتفعة جدا، فلا يستطيع المتبرع (متوسط الحال) المشاركة فيها، بينما يمكنه في الخارج أن يبني مسجدًا أو يحفر بئرًا بمبلغ بسيط نسبيا؛ فينال الأجر وتتحقق الفائدة للفقراء، ويُرفع اسم الكويت عاليًا في ميادين الخير.

- كيف تنظرون إلى تنظيم وزارة الشؤون للجمعيات الخيرية؟
- نثمن جهود وزارة الشؤون الاجتماعية؛ فهي المعنية بالإشراف على الجمعيات والتأكد من التزامها بالقوانين، والحمد لله الجمعيات الملتزمة مستمرة وتلقى الدعم والتقدير.
صعوبات الطريق
- ما أبرز الصعوبات التي تواجه العمل الخيري؟
- من أبرزها التحويلات المالية في بعض الدول الإفريقية؛ إذ قد تتأخر أو تتعثر؛ مما يؤخر تنفيذ المشاريع، كما أن الوصول إلى المناطق المنكوبة أثناء الكوارث ليس بالأمر اليسير، فقد يتعرض العاملون للخطر والأمراض ومع ذلك، يواصل إخوتنا في الجمعيات أداء مهامهم الإنسانية بإخلاص وتضحية قلّ نظيرها.
ثقة المتبرعين أساس الاستمرار
- كيف تُطمئنون المتبرعين على أن أموالهم تصل إلى مستحقيها؟
- الجمعيات الخيرية وكيلة عن المتبرعين، وتعمل بشفافية تامة، وتُرفع التقارير الدورية للمتبرعين بمراحل تنفيذ المشاريع، وتُوثّق الأعمال بالصور والفيديوهات، وفي جمعية آفاق الخير نحرص على زيارة المشاريع بأنفسنا، والصلاة في المساجد التي بُنيت، والتأكد من تشغيل الآبار؛ لنطمئن أن الخير بلغ غايته، وأن الكويت حاضرة في كل بقعة يصلها العطاء.
النسبة الإدارية ضرورة لا ربح
- هناك من يتساءل عن النسبة التي تخصمها الجمعيات من المشاريع، فهل هي ربحية؟
- النسبة التي تحددها وزارة الشؤون لا تتجاوز 12.5%، وهي لتغطية المصاريف الإدارية ورواتب الموظفين وإيجار المقر، وهذه النسبة ليست ربحية مطلقًا، بل تعود لخدمة العمل الخيري واستمراريته، ونحن في جمعية آفاق الخير نأخذ غالبًا أقل من المسموح به كلما زادت تكلفة المشروع.
الدعوة إلى الإسلام
- هل للدعوة ونشر الإسلام بمفهومه الوسطي نصيب من أهداف الجمعية؟
- لا شك في ذلك؛ فالهدف الأساس لنا هو تصحيح مسار المسلمين في تلك الدول، وتبليغ الإسلام المعتدل الوسطي الصحيح لهم، بعيدًا عن التطرف والغلو والأفكار المنحرفة التي تؤدي إلى حدوث موجات التعاطف والحماس غير المنضبط، ونحن من خلال المشاريع الخيرية نبث الإسلام الوسطي المعتدل الذي هو منهج النبي - صلى الله عليه وسلم - في التآلف بين أفراد المجتمع، والتعامل الإنساني الطيب والتسامح، والاهتمام بالأمن والسلامة في الدول، وعدم التحريض على أي أفكار مناوئة تؤدي إلى اضطراب المجتمعات في تلك الدول.
- هل صحيح أن الكويتيين من أكثر شعوب العالم اهتماماً في العمل الخيري؟
- نعم، وهذه حقيقة يلمسها كل من يعمل في هذا المجال؛ فأينما ذهبت في إفريقيا أو آسيا وجدت بصمات الكويتيين في كل مشروع خيري. نحن أحيانًا نندهش من حجم التبرعات وصدق النيات، وهذا ما يفسر دفع الله عن الكويت كثيرًا من البلاء والمصائب، كما قال النبي - صلى لله عليه وسلم -: «صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تُطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر».
المشاريع الخيرية المطروحة
- ما أهم المشاريع الخيرية والدعوية المطروحة على جدول أعمالكم وتضعونها على رأس أولوياتكم؟
- جمعية آفاق الخير تسعى لإقامة المشاريع الخيرية في الداخل والخارج، ففي الداخل: هناك مشاريع الأسر المتعففة، وتفريج كربة محتاج، وسداد ديون الغارمين، وفي الخارج: بناء المساجد والمراكز الإسلامية، وحفر الآبار، وبناء البيوت للفقراء والمساكين، وكفالة الأيتام والأرامل، ومشروع إطعام الطعام (السلال الغذائية)، ومكافحة الأمراض الوبائية، ومكافحة العمى وغير ذلك من المشاريع الخيرية النافعة.
الخدمات الإنسانية للجمعية
- هل يراعى تقديم خدمات لغير المسلمين؟
- من المعلوم أن الكثير من المشاريع الخيرية التي تقيمها الجمعية ليست خاصة بالمسلمين؛ فنفعها عام لكل من يقيم في تلك البلاد، كحفر الآبار ومكافحة الأمراض والأوبئة، والإغاثة من المجاعات والفيضانات، وإعطاء الزكوات للمؤلفة قلوبهم، والكل يستفيد من لحوم الأضاحي.
رسالة أخيرة
- ما رسالتك الأخيرة في نهاية هذا الحوار؟
- العطاء الكويتي نهر متجدد، يروي أرض الإنسانية أينما امتدت الحاجة؛ فالكويت بلد الخير، وأهلها سباقون لإيصال الخير للآخرين، وبالكويت يستمر وعد الرحمة، لتبقى كما وصفها التاريخ: بلد الإنسانية وأرض القلوب البيضاء.
لاتوجد تعليقات