رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. خالد سلطان السلطان 4 يونيو، 2025 0 تعليق

خواطر  الكلمة الطيبة .. فضل ذكر الله -عزوجل-

  • قال ابن أبي جعفر عن أبيه عن الربيع في قوله: «فاذكروني أذكركم» إن الله ذاكرُ من ذكره وزَائدُ من شكره ومعذِّبُ من كفَره

إخواني، لو قيل لأحد من الناس: هل يعجبك أن يذكر اسمك عند علية القوم وأكابر الناس؟ بالتأكيد كلنا يحب ذلك، لكن هناك أمر أعظم في نفوس المؤمنين، فعن النعمان بن بشير - رضي الله عنه - قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إنَّ مما تذكرون من جلالِ الله: التَّسبيحَ والتهليلَ والتحميدَ، ينعطِفْنَ حولَ العرشِ، لهن دويٍّ كدويِّ النحلِ، تُذَكِّرُ بصاحبها، أما يحبُّ أحدُكم أن يكونَ له -أو لا يزالُ له- من يُذكِّرُ به».

        في هذا الحديث يخبر النعمان بن بشير -رضي الله عنهما-، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن مما تذكرون من جلال الله»، أي: تعظيمه «التسبيح»، وهو قول: «سبحان الله»، وما شابه ذلك، «والتهليل» وهو قول: «لا إله إلا الله»، «والتحميد» وهو قول: «الحمد لله»، «ينعطفن حول العرش»، أي: هؤلاء الكلمات والجمل الأربع يمِلن ويدرن حوله، والمراد طوافهن حول العرش، «ولهن دويّ كدويّ النحل»، أي: صوت يشبه صوت النحل؛ من كثرة تكرار هذه الكلمات وترديدها، «تذكر بصاحبها»، أي: تذكر أن قائلها فلان، في المقام الأعلى، وفي هذا أعظم حض على الذكر بهذه الألفاظ، «أما يحب أحدكم أن يكون له - أو لا يزال له - من يذكر به»، أي: عند الله وحول عرشه.

        وهذا من الحث على الإكثار من هذا الذكر؛ فالتسبيح: تنزيه لله عن كل ما لا يليق به، والتحميد: إثبات لأنواع الكمال لله في أسمائه وصفاته وأفعاله، والتهليل: إخلاص وتوحيد لله وبراءة من الشرك، والتكبير: إثبات لعظمة الله، وأنه لا شيء أكبر منه؛ فاشتملت هذه الجمل على جملة أنواع الذكر من التنزيه والتحميد والتوحيد والتمجيد، ودلالتها على جميع المطالب الإلهية إجمالًا. ولهذه الكلمات فضائل عظيمة أخرى، ومن ذلك: أنهن مكفرات للذنوب، وأنهن غرس الجنة تُغرس لقائلها.

        قال -تعالى-: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} (البقرة:152) قال ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع في قوله: «فاذكروني أذكركم»، إن الله ذاكرُ من ذكره، وزَائدُ من شكره، ومعذِّبُ من كفَره، وقال السدّي: « اذكروني أذكركم» قال: ليس من عبد يَذكر الله إلا ذكره الله.

       وسئل الشيخ صالح بن فوزان الفوزان: كيف يكون ذكر الله للعبد؟ فقال: يثني عليه -سبحانه وتعالى-في الملأ الأعلى، «من ذكرني في ملأٍ ذكرتهُ في ملأٍ خير منهم» فالله - جلّ وعلا- يذكر من ذكرهُ في عبادتهِ؛ لأن ذكر الله يكون في الثناء على الله وبالتسبيحِ والتهليلِ والتكبيرِ وغير ذلك، ويكون أيضاً بسائر الطاعات من صلاةٍ وصيامٍ وغير ذلك من العبادات؛ فهي ذكرٌ لله -سبحانه وتعالى -فمن ذكر الله ذكرهُ الله؛ لأن الجزاء من جنس العمل {هَل جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك