تفجيرات البحرين.. والوجه القبيح للمعارضة الطائفية
خلص تقرير إعلامي لوكالة أنباء البحرين (بنا) إلى أن الهجوم الإرهابي الأخير في (الديه)، يعكس مرحلة جديدة من مراحل العمل السري الإرهابي الذي عانته البحرين منذ سنوات، وأكد التقرير أن الدولة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه الهجمة الإرهابية على استقرار المجتمع وأمن مواطنيه، ولاسيما أن هذا الهجوم الإرهابي الذي شهدته منطقة (الدية)، وأودى بحياة ثلاثة من رجال الأمن كانوا يؤدون واجبهم الوطني، يعد تطورًا بالغ الأهمية من حيث التوقيت والخطورة في وقت لم تدخر الدولة جهدًا لتوفير ما يلزم لتهدئة الأوضاع وطمأنة الشارع، وبعد أن عادت الأمور إلى مسارها الطبيعي، وكأن هؤلاء الموتورين المتورطين في هذه الجريمة والمحرضين عليها، قولاً وفعلاً وتمويلاً، عزَّ عليهم أن يروا استقرار البلاد واستعادتها لعافيتها وقوتها.
ولا شك أن مثل هذه الجرائم التي لا يقتصر تهديدها على تماسك الوطن ووحدة مواطنيه فحسب، وإنما تعرض مؤسسات الدولة وآليات عملها للخطر، فضلاً عن تقويض بنيانها القانوني والدستوري، ولاسيما إذا لم يُطبق العقاب الرادع بحق هؤلاء المجرمين ومن عاونهم ممن يعيثون في الأرض فسادًا.
وبرغم أن هذه الجرائم تسبب قلقًا في المجتمع وتهز استقراره وأمنه، شأنها شأن الدعوة لأعمال الشغب والتجمهر وإغلاق الطرقات والتحريض على رجال الأمن ومكونات المجتمع الأخرى، إلا أنها بإذن الله لن يُكتب لها النجاح مطلقًا، ولن تعكس سوى إفلاس القائمين عليها والمتورطين فيها، وإخفاقهم في تحقيق مسعاهم وخيبة مبتغاهم، إن بشاعة هذا الهجوم الإجرامي الأخير، الذي لا ينبغي فصله عن ممارسات تخريبية عديدة سبقته واستمرت بوتيرة مختلفة طوال السنوات الثلاث الماضية، أظهرت أمور عدة ينبغي على أي مراقب التبصر فيها حتى يمكن تجنب تكرارها مستقبلاً:
- أولها: أن الجريمة تعكس مرحلة جديدة من مراحل العمل السري الإرهابي الذي عانته المملكة منذ سنوات قليلة، ولم يعرف الكثيرون عنه، بل وغض بعضهم النظر إليه بدعوى الحقوق الإنسانية التي ينبغي احترامها، وهي منه براء، ونأمل أن يكون هذا الإجماع الدولي على إدانة هذا الهجوم الإرهابي الأخير، تعبيراً عن بداية فهم واستيعاب ما يحدث في المملكة بعدِّها جريمة إرهابية مكتملة الأركان لا يمكن السكوت عنها أو تجاهلها أكثر من ذلك.
- ثانيها: خطورة البث العمدي لثقافة التخريب والتفكيك والتحريض التي ذاعت في أرجاء المنطقة منذ سنوات عدة، وحتى الآن تحت شعارات واهية زائفة، وقد أصاب المملكة جزءاً منها، لم تجن منها الشعوب غير الأسى والبكاء والحسرة، وها هي ذي المنطقة وشعوبها بأسرها تعاني ذلك، وتحاول قدر إمكانها الآن لم شعاث أمرها لمواجهة هؤلاء الحاقدين الذين يسعون إلى جر الخليج عموماً، والبحرين خصوصاً، إلى هذا المستنقع العضن من العنف والعنف المضاد.
- ثالثها: أن الهجوم الإرهابي الأخير، ورغم أنه ليس الأول من نوعه لجهة استهدافه لقوات حفظ النظام، لكنه الأخطر من حيث النوعية والتكتيك المستخدم، كشف عن تورط أيادٍ خبيثة من ورائه، محلية وإقليمية وعالمية، أيادٍ لم يعد خافياً على أحد امتداداتها وارتباطاتها الخارجية، أياد اعتادت حرب العصابات والشوارع، وتدفع بقوة - تبعاً لأجنداتها الممولة من الخارج - في اتجاه الفوضى داخل المملكة وغيرها من دول المنطقة المستقرة، التي تنعم بمناخ آمن بات موضع حسد من جانب آخرين.
وتدفع هذه الحقائق الثلاث الخطيرة التي كشف عنها هذا الهجوم الإرهابي، إلى ضرورة تبني (رسالة قوية) يتعين على الجميع بما فيهم دول الخليج، توجيهها لهؤلاء الجناة ومن يقف وراءهم، كما أنه يجب اتخاذ إجراءات حاسمة وقوية ضد الهيئات والمؤسسات التي تساند مثل هذه الأعمال الإجرامية، سواء البحرينية منها أم الإقليمية التي لن يقف إرهابها عند حدود البحرين وحسب، كما يجب اتخاذ جميع الإجراءات القانونية لردع هؤلاء المجرمين في الداخل والخارج، وحسنًا فعلت الإمارات العربية المتحدة بمنع أعضاء جمعية الوفاق من دخول دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي انتظار مواقف باقي دول مجلس التعاون الحاسمة والرادعة، حفظ الله الخليج وأهله من شر الأشرار وكيد الفجار.
لاتوجد تعليقات