
المرأة والأسرة – 1245
النهضة الحقيقية للمرأة المسلمة
الطريق إلى النهضة الحقيقية للمرأة المسلمة لا يكون بالتخلي عن هويتها وثوابتها، بل بالعودة إلى ينابيع الإسلام الصافية، والعمل على تطبيق تعاليمه السمحة؛ فالإسلام صالح لكل زمان ومكان، وفيه الحلول لكل ما يواجهنا من تحديات، إن نحن أحسنا فهمه وتطبيقه.
احذروا هذا المفهوم: «الفيمينزم الإسلامي»!
من المفاهيم التي بدأت تنتشر في أوساط النساء مصطلح يُسمى بـ«الفيمينزم الإسلامي»، ويسعى أصحاب هذا المصطلح إلى التوفيق بين الأفكار النسوية الغربية وتعاليم الإسلام، وهذا المصطلح من الخطورة بمكان؛ لأن الإسلام كامل بذاته ولا يحتاج إلى إضافات من خارجه، والأولى أن ندعو إلى حقوق المرأة في الإسلام دون الحاجة إلى مصطلحات دخيلة قد تحمل في طياتها مفاهيم تتعارض مع عقيدتنا. ومن هذه الأفكار التي يلبسون بها على النساء، قضية عمل المرأة، وهو الحق الذي لم يمنعه الإسلام مطلقا، فالعمل المشروع الذي يناسب فطرة المرأة ولا يتعارض مع واجباتها الأسرية حلال بالإجماع، لكن ذلك لا يجب أن ينسينا أنَّ الأمومة هي أشرف وأهم وظيفة للمرأة، وأن رعاية الأسرة هي مسؤولية عظيمة لا يجب التقليل من شأنها على النحو الذي نلحظه دائمًا في طرح الحركات النسوية، وكأن أدوار المنزل سُبَّة أو عار على المرأة أن تمحوه. وكذلك مفهوم الأسرة كما يعلمنا ديننا هي اللبنة الأساسية في بناء المجتمع، وصلاحها من صلاح المجتمع كله، وينادي هذا التيار بتخلي المرأة عن دورها الأسري بحجة تحقيق ذاتها ولا شك أنها دعوات خطيرة تهدد استقرار الأمة كلها؛ فالتوازن بين الواجبات الأسرية والطموحات الشخصية هو ما يجب أن نسعى إليه، وهو ما يتفق مع روح الإسلام الوسطية. الأمر ذاته ينعكس على قضايا أخرى مثل الزواج؛ إذ يدعو أصحاب هذا المصطلح إلى إعادة النظر فيما يسمينه «الأدوار التقليدية للزوجين»، وهو ما يؤدي إلى زعزعة استقرار الأسرة على قاعدة أسئلة استنكارية، منها: لماذا تقوم المرأة بأدوار المنزل؟ لماذا لا يقوم بها الرجل؟ وإذا كان الشرع الحنيف لم يجعل هذه الواجبات فريضة شرعية بالمعنى الحقوقي، فإن مقتضاها ينطوي عليه حسن تبعل المرأة لزوجها، كما أن إنكارها يخدش مفهوم القوامة المقرر في قوله -تعالى-: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء} (النساء: 34).مقياس الصلاح عند المرأة
قَالَ اللَّهُ -تَعَالَى-: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ} (النساء: 34)، هذه الآية فيها دلالة واضحة على مقياس الصلاح الذي يجب أن تكون عليه المرأة المسلمة، وأول مقياس للصلاح أن تكون المسلمة قانتةً، والقنوت هو الطاعة، والمراد بها هنا طاعة الزوج بعد طاعة الله -تعالى-، ولو كانت المرأة صوامةً قوامةً عابدةً، ولكنها لا تعرف لزوجها حقًا، وليس له عندها إلا المخالفة، والنشوز، والعصيان، فليس لها من الصلاح حظ ولا نصيب.(مجلة أجيالنا) وصحافة الأطفال المتخصصة
أكدت دراسة أعدها أحد كتاب الأطفال المتخصصين عن (حاضر أدب الطفل العربي ومستقبله) أن أبناء الأمة العربية والإسلامية في خطر؛ بسبب افتقارهم لصحافة الأطفال المتخصصة باعتبارها إحدى الوسائل المعاصرة لتربية النشء المسلم، وحمايتهم من مؤامرات الغزو الثقافي، الذي يستهدف تغريب عقلية أبناء المسلمين، وأوضح أن الاهتمام بصحافة الطفل سمة حضارية، وأن أكثر من 70 مليون طفل عربي ومسلم في حاجة إلى صحافة واعية؛ لذلك فإن الأطفال المسلمين في حاجة إلى برامج التوعية بالقيم الإسلامية، ومن هنا تأتي أهمية مجلة أجيالنا - التي تصدر عن قطاع العلاقات العامة والإعلام بجمعية إحياء التراث-، بوصفها أحدى أهم مجلات الأطفال الإسلامية المتخصصة التي تُعنى بالقيم الإسلامية والتربوية الأصيلة.أهمية التربية على القيم
قيم الدين الإسلامي الحنيف تستهدف إقامة علاقات طيبة وفاضلة بين الإنسان وربِّه، بتأدية حق الله - سبحانه وتعالى -، والالتزام بالأوامر والنواهي الربانية وأداء العبادات المفروضة، كما تستهدف إقامة علاقات طيبة بين الناس بعضهم بعضًا، فيعرف الالتزام بواجباته نحو الآخرين، كما يعرف الحقوق التي له تجاه الآخرين أيضًا، كما تستهدف إقامة علاقات طيبة بين الإنسان ونفسه فينهض بما يمليه عليه ضميره، فيشعر بالرضا عن ذاته في عصر التمزقات والتوترات النفسية الشـرسة، وهي التي يكمـن عـلاجها في الإيمـان بالله - تعالى - وممارسة شعائر الدين الإسلامي الحنيف.مصطلحات شرعية: النشوز
النشوز في اللغة: هو النفورُ والارتفاعُ، يُقال: مكان نَاشِز، أي: مُرتفع، وأمَّا عند الفقهاء، فالمراد به: خروجُ المرأة عن طاعة زوجها؛ لامتناعها عن أداء الحقوق المقرَّرة له عليها شرعًا، ونفورها منه، وإنما سمِّيت هذه المرأة ناشزًا؛ لأنها ارتَفَعت عن طاعة الزوج، وتَعالَت عليه بما يَجِب عليها الخضوعُ فيه شرعًا لزوجها.دعوة باطلة!
الدعوة إلى المساواة المطلقة بين الرجل والمرأة، -كما تطرحها بعض التيارات النسوية الغربية-، تتجاهل الفروق الفطرية التي خلقها الله -تعالى- لحكمة يعلمها هو، فالله -عزوجل- خلق الذكر والأنثى وجعل لكل منهما خصائصه وأدواره التي تتكامل لتحقيق عمارة الأرض، قال -تعالى-: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى} (آل عمران: 36)، وهذا الاختلاف ليس تفضيلاً لجنس على آخر، بل هو تنوع وتكامل يحقق التوازن في المجتمع.أخطاء تتساهل فيها النساء
من الأخطاء التي تقع فيها بعض النساء إهمال غض البصر، ظنًا منهن أن الله أمر به الرجل دون النساء، وقد قال -تعالى-: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} (النور:31)، وإطلاق العنان للنظر للأجانب وخصوصًا على شاشات التلفاز وغيرها مما يسبب الفتنة، وكذلك من الأخطاء أن تنظر المرأة إلى المرأة فتصفها لأحد محارمها بغير غرض شرعي كالنكاح، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا تباشر المرأة المرأة فتصفها لزوجها كأنه ينظر إليها».القوامة مسؤولية الرجل
القوامة هي القيام على الأمر لحسن تدبيره؛ ما يعني أنها مسؤولية على الرجل، ولا تعني أي ظلم للمرأة أو انتقاص لحقوقها، ولا سيما مع مشروطيتها الواردة في الآية ذاتها: {بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ} (النساء: 34)، فلكل سفينة قيادة، ولا يمكن للقيادة أن تكون لأكثر من ربان، وعليه؛ فإن القوامة تنظيم للحياة الأسرية وفق الفطرة السليمة، لا تفضيل لمطلق الرجال على مطلق النساء، وهي مسؤولية وتكليف للرجل بالإنفاق والرعاية، وليست تسلطاً أو استبداداً.
لاتوجد تعليقات