رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر التربوي 20 أغسطس، 2024 0 تعليق

المرأة والأسرة – 1230

جددي نيَّتك مع الله

النية الصالحة تحول الأعمال العادية التي لا أجر فيها ولا ثواب إلى عبادة يؤجر عليها صاحبها؛ لذلك على المرأة المسلمة أن تجعل حياتها الزوجية كلها لله، فتهَب كلَّ تعبها في بيتها، وسعيها لإسعاد زوجها، وعنائها في تربية أبنائها لله -عزوجل- قال -تعالى-: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (الأنعام: 162)؛ فيهون التعب، وتزول الصعاب، ولا يضيع جهدك هباء.

بيتك أمانة فاحفظيها

        قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه، فالأميرُ الَّذي على النَّاسِ راعٍ عليهم وهو مسؤولٌ عنهم، والرَّجلُ راعي أهلِ بيتِه وهو مسؤولٌ عنهم، والمرأةُ راعيةٌ على بيتِ بَعْلِها وولدِه وهي مسؤولةٌ عنهم»، لقد جعل الإسلام مكانة عالية للمرأة، في بيت الزوجية، وكأنها هي مالكته الفعلية؛ وذلك لقيامها بكل شؤونه الداخلية: رعاية، وتربية، وتغذية، وإشرافًا، وإدارة، ومتابعة، وغيرها من شؤون الحياة البيتية؛ لذلك عليها أن تتحمل مسؤوليتها تجاه هذا البيت، ومن الأمور التي تعين المرأة على ذلك أن نستحضر ما يلي:
  • أولا: وقاية النفس والأهل نار جهنم، والسلامة من عذاب الحريق، قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (التحريم: 6).
  • ثانيا: عظم المسؤولية الملقاة على راعي البيت أمام الله يوم الحساب، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله -تعالى- سائل كل راع عما استرعاه أحفظ ذلك أم ضيعه، حتى يسأل الرجل عن أهل بيته».
  • ثالثا: البيت مكان لحفظ النفس، والسلامة من الشرور وكفها عن الناس، وهو الملجأ الشرعي عند الفتنة: قال - صلى الله عليه وسلم -: «طوبى لمن ملك لسانه، ووسعه بيته، وبكى على خطيئته»، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «سلامة الرجل من الفتنة أن يلزم بيته».
  • رابعًا: الاهتمام بالبيت هو الوسيلة الكبيرة لبناء المجتمع المسلم؛ فإن المجتمع يتكون من بيوت هي لَبِناتُه، والبيوت أحياء، والأحياء مجتمع، فلو صلحت اللبنة لكان مجتمعا قويا بأحكام الله، صامدًا في وجه أعداء الله، يشع الخير ولا ينفذ إليه شر، فيخرج من البيت المسلم إلى المجتمع أركان الإصلاح فيه، من الداعية القدوة، وطالب العلم، والزوجة الصالحة، والأم المربية، وبقية المصلحين .
 

احرصي على عدم إظهار الخلافات الزوجية أمام الأبناء

       يندر أن يعيش أهل بيت دون نوع من الخصومات، ولكن مما يزعزع تماسك البيت، ويضر بسلامة البناء الداخلي هو ظهور الصراعات أمام أهل البيت، فينقسمون إلى معسكرين أو أكثر، ويتشتت الشمل، فضلا عن الأضرار النفسية على الأولاد وعلى الصغار بالذات، فتأملي حال بيت يقول الأب فيه للولد: لا تكلم أمك، وتقول الأم له: لا تكلم أباك، والولد في دوامة وتمزق نفسي، والجميع يعيشون في نكد، فلنحرص على عدم وقوع الخلافات بدايةً قدر المستطاع، وإن وقعت فلنحاول إخفاءها والسعي لحلها بهدوء بعيدًا عن الأبناء.

أخطاء تقع فيها المرأة المسلمة

        من الأخطاء التي تقع فيها الزوجة العناد ومحاولة فرض الرأي، فعلى المرأة أن تعلم أن هذا الأمر ليس دليلاً على قوة شخصيتها؛ فقوة شخصية المرأة تكمن في احتوائها لزوجها، ورقَّتِها، ومدى تأثيرها، فالصوتُ العالي، والتجهُّم، وأخذُ المواقف العنيفة، أو الخصام، كلُّ تلك الأشياء المجرَّبة لن تفيد؛ وإنما الذي يفيد هو احتكام العقل، واستدعاءُ مشاعر التسامح والودِّ، التي أثبتتْ مدى فاعليتها في حل كثير من المشكلات.

خطوات تقرب بينك وبين والدة زوجك

الزَّوجة الحكيمةُ صاحبةُ العقل والفِطنةُ تبدأُ ببابِ حماتها؛ لتطرقَ عليه قبلَ بابِ زوجها؛ لأنَّ الوصول إلى قلبِ زوجها يبدأ مِن بوَّابة أُمِّه؛ فعليها أن تكون عونًا له على برها، ولتعلم أنها كما تدين تدان، ومن الأمور التي تعين المرأة على بناء علاقة جيدة مع والدة الزوج ما يلي: (1) مَحْو الصورة السلبيَّة عن الحماة التي بناها الإعلام في عقولنا، بأنَّ والدة الزوج امرأة متسلِّطة ويجب ألا تحبيها، بل ابدئي بالحبِّ والصداقة ولا تلتفتي لأقوال الصَّديقات، وحكاياتِ الجارات، ، وستبهرك النتائج. (2) ذكِّري زوجَكِ دائمًا ببرِّ أمِّه والإحسان إليها وصلتها وقضاء حوائجها. (3) خُصِّيها ببعض الأسرار، حتَّى ولو لم تكن مهمَّة بالنسبة لكِ، ولكن لتشعريها بمدى أهمِّيَّتِها في حياتك، وعِظَمِ مكانتها. (4) لا تنسيها مِن أطباقك الشَّهيَّة، ومأكولاتك المميَّزة، واطلبي من أبنائك الاهتمامَ بها، والسؤالَ عنها. (5) إذا حَدَث منها بعضُ التدخُّل أو المشكلات، فتجاوزيها بذكاءٍ، متذكرةً أنَّها في مقام أمِّك، واسألي نفسك، ماذا لو كانت أُمُّك مكانَها، كيف كنتِ ستعاملينها؟ (6) الزَّوجة العاقلة لا تَدخُل مع حماتها في صِراعٍ على قلْب الزوج، فهو بالتأكيد يحمل قلبًا يسعكمَا معًا. (7) تذكَّري ابنك حينَ يَكْبَر، وتُصبح له زوجةٌ، كيف ستُعاملك؟ هل كما عاملتِ حماتك؟! (8) تذكَّري كم هي تحبُّ زوجَك وأبناءَك، وتخشى على مصلحتكم، وتدعو لكم! فاغفري لها أيَّ شيءٍ، وتجاوزي عن أيِّ فِعْل. (9) إن أردتِ أن يدومَ احترامُ زوجك لأمِّك وعائلتك، فاحترمي كذلك أمَّه وعائلتَه. (10) مِن باب الفضل والرَّحمة، عليك مساعدتها في أمورها الشخصية إن كانتْ طاعنةً في السِّنِّ؛ فهي كأُمِّك. وأخيرًا: اطلبي منها دائمًا الدُّعاء لكِ ولزوجك وأبنائِك؛ فالأم دعاؤُها مستجابٌ.  

كيف أكون صديقة لابنتي؟

الأم الناجحة هي أهم صديقة لبناتها، وهذه المسألة تعد من أهم أسس التربية وحماية بناتنا من أي مشكلات سلوكية وأخلاقية؛ لما فيها من جرعات العطف والأمن والاهتمام والتقدير، ومما يعمق الصلة بين المرأة وبنتها ما يلي:
  • اللجوء إلى الله بالدعاء فهو -سبحانه- من يؤلف القلوب.
  • الاشتراك مع البنت في بعض الطاعات كالصلاة وتلاوة القرآن وطلب العلم.
  • الحوار والمشاورة في أمور الفتاة الخاصة بها ثم في أمور المنزل.
  • الافتخار بالبنت والثناء عليها ولا سيما في حضور من تحب.
  • الحرص على التواصل الجسدي واللمسات الحانية.
  • حسن الإنصات والتواصل والتفاعل.
  • زيادة الاهتمام بها في أمورها الشخصية والحياتية.
  • منحها مساحة من الثقة المشوبة بالحذر.
  • احترام آرائها واختياراتها ولا سيما إن لم تكن فيها مخالفة شرعية.
  • عدم تفضيل غيرها عليها.
  • اصطحابها إلى مواطن العلم والخير.
  • مناداتها بأحسن الأسماء والكنى.
  • تقدير المرحلة العمرية التي تمر بها.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك