رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر التربوي 28 ديسمبر، 2020 0 تعليق

المرأة والأسرة – عدد 1074-

 

يُعنى الإسلامُ عنايةً عظمى ببناءِ الأسرةِ وصونِها من أي سهام توجه إليها، ذلكم أن الأسرة قاعدة المجتمع، ومدرسة الأجيال، وسبيلٌ للعفة، وصونٌ للشهوة، وبناء الأسرة في الإسلام متين القواعد، عميق الجذور، لا ينبغي أن نفرط فيه أو نهمل العناية به بأي طريقة من الطرائق؛ لذلك تُعنى هذه الصفحة بشؤون الأسرة المسلمة.

 

مهارات إدارة الخلافات بين الزوجين

     لا تخلو الحياة الزوجية أبدًا من بعض الخلافات أو المشكلات، والأسلوب الذي يتبعه الزوجان في مواجهة هذه الخلافات إما أن يقضي عليها أو يضخمها، ويوسع نطاقها، ويزيد من حدتها بينهما، لذلك نذكر بعض الأسس العامة التي يجب اتباعها للتعامل مع تلك الخلافات:

(1) فكر قبل أن ترد

على كل طرف أن يفكر جيدًا قبل أن يرد على هجوم الطرف الآخر أو استيائه، فقد يكون شريكك متعَبًا أو مريضًا هذا اليوم وبهذا يمكن تفادي مشادة أو خصام قبل أن يبدأ، ثم لابد أن نفكر في إجابة أو رد لطيف يهدئ الجو، وبهذا نسعى لاحتواء أي خلاف.

(2) تجنب الردود القاطعة

     لابد من تجنب الردود القاطعة، أو التي تدل على أنه لا أمل هناك، مثل: «لقد ولدت هكذا»، «لقد اعتدت هذا»، «لا فائدة»، «لن تتغير أبدًا»، «أنت دائمًا تسيء فهمي». فكل هذه العبارات وغيرها تفقد الأمل في الوصول لحل، بل وتوصل في الغالب إلى طريق مسدود، وتشعر الطرف الآخر بالإحباط وعدم الفائدة من الصلح أو تحسين العلاقة.

(3) تجنب الشكوى لطرف ثالث

     الشكوى لطرف ثالث في الغالب تزيد من حجم المشكلة، فكثرة ترديد عيوب الطرف الآخر أو إظهار نقاط ضعفه، تجسمها وتضخمها، وتوحي باستحالة الوصول للصلح، وفي الغالب حين يتدخل طرف ثالث يزيد المشكلة تعقيدًا كما أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد نهى عن إفشاء الأسرار الزوجية.

(4) اشرح لشريكك ما يضايقك

اشرح لزوجتك أو اشرحي لزوجك ما يضايقك بطريقة مباشرة، بدلاً من ترك الأمر ليستفحل، فهذا يختصر الكثير من الوقت، ويسهل تعامل الطرف الآخر معك مباشرة، ويشعره بالارتياح؛ لأنك كنت صريحاً معه من البداية.

(5) المبادرة بالصلح

     لابد أن تتفقا على أن يبادر كل واحد منكما بالصلح في أي مرة تختلفان فيها، بصرف النظر عن «من الذي بدأ»؟، فإذا كانت قاعدة (خيركما من يبدأ بالسلام) التي أرسى قواعدها رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم -، قائمة بين الأشخاص في العموم، فمن الأولى والأحق أن تكون حاضرة في أي مشكلة من مشكلات الحياة الزوجية.

(6) تجنب إطالة فترة الخلاف

     تجنب إطالة فترة الخلاف، يقلل من تضخيم المشكلة، فاحرصا دائمًا على حل مشكلاتكما، والقضاء على ما يعكر صفوكما أولاً فأول، ولا تدعا يومكما يمر دون حل الخلاف، فالصلح والغفران هما ضمان نجاح حياتكما، فأنتما شريكان في الحياة بكل أحزانها وأفراحها.

 

من الأخطاء التربوية المقارنة بالآخَر

    من الأخطاء التي يقع فيها بعض الآباء في تربية الأولاد المقارنة بين الابن وبين غيره من الأولاد، سواءمع إخوته أم مع غيرهم، فينبغي أن ندرك أن لكل طفل قدرات ومهارات تختلف عن غيره، ومقارنته بغيره قد تؤدى إلى إحباط الطفل، والى شعوره بالدونية، مما يخلق لديه نوعا من العنف لإثبات الذات، بل إن مقارنته دائما بالآخرين قد يجعله يفقد الثقة بنفسه؛ مما يؤثر على تكوينه، ويجعل منه إمعة لا يحسن إلا تقليد الآخرين في كل شيء، فنفسية الطفل مثل نفسية الكبير يغضب ويتوتر حين تقارنه بأخيه الأسرع منه، أو الأذكى منه، أو الأهدأ منه؛ فمثل هذه المقارنة تخلق عند الطفل اضطرابًا في نفسيته، وضعفا في شخصيته؛ لأنه قد يكون عاجزاً أو غير قادر على القيام بما يقوم به أخوه، ولكنه بالتأكيد يستطيع القيام بشيء لا يستطيع أخوه القيام به؛ فهو شخصية مستقلة ومن الخطأ مقارنته مع الآخرين.

 

كيف تتعاملين مع غضب أبنائك؟

      التعامل مع غضب الأطفال من أكبر التحديات التي يواجهها الآباء عبر مراحل نمو أطفالهم، والتعامل مع الطفل الغاضب والتحكم في مشاعر الآباء صارت من أصعب الأدوار التي تواجه الأبوين في أثناء عملية التربية؛ لذا كان لابد من التعرف على بعض الأساليب للتعامل مع غضب الأبناء:

أولا: تفهمي مشاعر ابنك

     المشاعر لا إرادية، فلا يستطيع أحد منا اختيار ما يشعر به في المواقف اليومية، والغضب جزء من هذه المشاعر؛ فعليك فقط أن تحتوي ابنك، وتتواصلي معه، وأسهل الطرائق لفعل ذلك هو اعترافك لابنك بأنك تفهمين مشاعره وقت حدوثها، مثل أن تقولي: «أنا أعلم وأشعر بأنك غاضب»

ثانيا: كوني قدوة

لا يمكن أن تطلبي من ابنك الهدوء والابتعاد عن الغضب، وترك السلوكيات السيئة التابعة للغضب، وأنت تتصرفين في بعض المواقف اليومية بعكس ما تطلبينه، فاحرصي أن يرى ابنك منك ومن أبيه تطبيقا عمليا لما تنصحونه به في الأمور جميعها.

ثالثا: امنحيه وقتا للهدوء

     امنحي طفلك وقتا دون كلام أو عبارات، امنحيه وقتا ليهدأ، ففي وقت الغضب تتوقف مراكز التفكير، وما تقولينه في تلك اللحظات لا يسمعه فعلا، ولا يدخل إلى عقله، لكن بعد أن يهدأ تحدثي معه بهدوء حول الأسباب التي أدت إلى تلك الحالة من الغضب، حتى يتعلم من الموقف، ويفكر فيه المرات القادمة بطريقة مختلفة.

رابعا: تفريغ الطاقة

     يتمتع الأطفال بقدر كبير من الطاقة، وهم بحاجة لتفريغ الجزء الزائد منها، ومن هنا لابد من توجيه طفلك نحو بعض الأنشطة المفيدة والمحببة لديه، كممارسة الرياضة، أو تنمية مواهبه كالرسم وغيرها، كما أنه من الضروري العمل على ملء أوقات فراغ ابنك بالمفيد والنافع؛ فالطفل الذي يشعر بالفراغ سوف يتعامل مع المشكلات بطريقة سلبية، ومن ثم تزداد احتمالات شعوره بالغضب والتوتر لأتفه الأسباب.

 

من تراجم النساء

 المرأة الشهيدة ( أم ورقة بنت نوفل ) 

 

هي أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث بن عمير الأنصارية وقيل: أم ورقة بنت نوفل، وهي مشهورة بكنيتها، واختلفوا في نسبها.

إسلامها

     من السابقات إلى الإسلام، وكانت من فضليات نساء عصرها، ومن كرائم نساء المسلمين، ونشأت على حب كتاب الله -تعالى-، وراحت تقرأ آياته آناء الليل وأطراف النهار، حتى غدت إحدى العابدات الفاضلات، وجمعت القرآن، وكانت تتدبر معانيه، وتتقن فهمه وحفظه.

صفاتها

     سماها الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالشهيدة، وكانت قارئة مُجيدة للقرآن، واشتهرت بكثرة الصلاة، واستأذنت النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تتخذ في دارها مؤذنا، فأَذِن لها، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يأمر بأداء الصلاة في بيتها، وأمرها أن تؤم أهل بيتها، قال عبد الرحمن: فأنا رأيت مؤذنها شيخا كبيرا، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد زيارتها اصطحب معه ثلة من الصحابة الكرام، وقال لهم: انطلقوا بنا نزور الشهيدة، وكانت تنتظر ما بشّرها الرسول - صلى الله عليه وسلم - من الشهادة، وظلت تحافظ على شعائر الله -تعالى- طوال حياة الرسول، وعندما انتقل الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى الرفيق الأعلى، تابعت حياة العبادة والتقوى على الطريقة التي كانت عليها من قبل، حتى تحققت بشارة الرسول - صلى الله عليه وسلم - لها بالشهادة في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه .

جهادها

     كانت أم ورقة محبة للجهاد والشهادة في سبيل الله؛ حيث إن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما غزا بدراً قالت له: يا رسول الله، ائذن لي في الغزو معك أُمَرّض مرضاكم، لعل الله أن يرزقني الشهادة. قال لها: قرّي في بيتك؛ فإن الله يرزقك الشهادة. وهكذا عادت الصحابية العابدة إلى بيتها مطيعة لأمر نبيها، لكنها نالت الشهادة!.

وفاتها

     كانت أم ورقة تملك غلاماً وجارية، وكانت -رضي الله عنها- قد وعدتهما بعتقهما بعد موتها، فسوّلت لهما نفسهما أن يقتلا سيدتهما، حتى يحصلا على الحرية، وذات ليلة قاما إليها فغمّاها وقتلاها وهربا، فلما أصبح عمر - رضي الله عنه- قال: والله ما سمعت قراءة خالتي أم ورقة البارحة؛ حيث كان - صلى الله عليه وسلم - يتفقدها ويزورها، اقتداءً بنبيه - صلى الله عليه وسلم -، فلما دخل الدار لم يَرَ شيئا، فدخل البيت فإذا هي ملفوفة في قطيفة في جانب البيت، فقال - صلى الله عليه وسلم -: صدق الله ورسوله. ثم صعد المنبر، فذكر الخبر وقال: عليّ بهما، فأُتي بهما، وأمر بصلبهما، وكانا أول مصلوبين في المدينة. رحم الله الصحابية الأنصارية الشهيدة العابدة أم ورقة -رضي الله عنها- وأرضاها.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك