رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 1 أبريل، 2014 0 تعليق

القمة العربية الـ (25) تختتم أعمالها بإصدار (إعلان الكويت)سمو الأمير يدعو إلى نبذ الخلافات والسعي لوحدة الصف

دعا سمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الدول العربية إلى نبذ الخلافات فيما بينها، والسعي الجاد لوحدة الصف وتوحيد الكلمة، والعمل الجماعي في إطار ما يجمع العرب، ويتجاوز التباعد بينهم، جاء ذلك في كلمته في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية بالكويت التي اختتمت فعالياتها الأسبوع الماضي، ومن أهم ما جاء في كلمة سموه:

     أكد سموه على ضرورة بذل مزيد من الجهد وتكثيف المشاورات لمراجعة ما تم اتخاذه من إجراءات وتقييمه، واستشراف آفاق المستقبل لتحديد مسارات تضمن لنا النهوض بالعمل العربي المشترك، والارتقاء به إلى مستوى الطموح، وبما يحقق آمال وتطلعات شعوب المنطقة في الأمن والرخاء والازدهار، ولاسيما في الظروف الدقيقة والصعبة التي يمر بها العالم والمنطقة العربية على وجه الخصوص، وما تمثله من تزايد في التحديات والمخاطر التي نواجهها.

أكد سموه على ضرورة البحث في الأسس المشتركة التي ينطلق منها العمل العربي، وإيجاد السبل الكفيلة بتعزيزه وتوطيد دعائمه من خلال النأي به عن أجواء الخلاف والاختلاف، والتركيز على عوامل الجمع في هذا العمل.

     ضرورة نبذ الخلافات والسعي الجاد لوحدة الصف وتوحيد الكلمة، والعمل معا في إطار ما يلم الشمل، ويتجاوز التباعد بيننا، مؤكدًا أن الأخطار كبيرة من حولنا، ولن نتمكن من الانطلاق بعملنا العربي المشترك إلى المستوى الطموح دون وحدتنا ونبذ خلافاتنا.

     كما أكد سموه على استثمار مساحة الاتفاق الموجودة بين الدول العربية وعدم التركيز على مساحة الاختلاف، وأن نعمل في إطار مساحة الاتفاق الواسعة لنرسم لنا فضاءً عربيًا حافلاً بالأمل والإنجاز، فالدوران في فلك الاختلاف الضيق سيرهقنا ويبدد وقتنا ويؤخرنا عن اللحاق بآمالنا.

     ثم أكد سموه على أن العمل العربي المشترك لا يمكن له أن يستقيم دون أن يتم تحقيق معدلات التنمية المستدامة التي ننشدها لشعوبنا، التي تواجه تحديات جمة، لعل في مقدمتها ما سيشهده العالم من شح في المياه؛ الأمر الذي يجعلنا مطالبين ببحث دراسة توفير هذا العنصر المهم وتعزيزها بما يضمن استمرار تدفقها وإبعاد شبح الصراع والتوتر عن عالمنا الذي توحي به -للأسف- مؤشرات عديدة.

     أما فيما يخص ظاهرة الإرهاب فقد أكد سموه أن هذه الظاهرة تصاعدت مؤخرًا تحت ذرائع وشعارات مختلفة دينية وعقائدية، تستهدف قتل الأرواح البريئة، وترويع الآمنين، وتعطيل التنمية، مؤكدًا على مضاعفة الجهود لوأد هذه الظاهرة الخطيرة مهما كان شكلها أو هدفها أو مصدرها، وتخليص البشرية من شرورها، لينعم العالم بالأمن والاستقرار.

     ثم استفاض سموه في الحديث عن الكارثة الإنسانية في سوريا، وقال: إنه بعد دخول هذه الكارثة عامها الرابع حصدت عشرات الآلاف من الضحايا الأبرياء من الأشقاء، لدرجة وصفت فيها بأنها أكبر كارثة في تاريخنا المعاصر، ثم أشار إلى التقرير الذي أطلقته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) الذي أكد أن الكارثة في سوريا قد تسببت في ضياع جيل كامل؛ إذ إن خمسة ملايين وخمسمائة ألف طفل سوري يعيشون في مهب الريح، وأن ثلاثة ملايين طفل هجروا مدارسهم، وأن معدل الضحايا من الأطفال هو الأعلى بين أي نزاع في وقتنا الحاضر.

     ثم قال: إننا أمام واقع أليم وكارثة إنسانية وأخلاقية وقانونية لن تجدي معها عبارات التنديد، ولن تنهيها كلمات الألم والحسرة، فالخطر محدق والخسائر جسيمة، ويخطئ من يعتقد أنه بعيد عن آثارها المدمرة، والأيام أثبتت بأن خطر هذا النزاع المدمر قد تجاوز الحدود السورية والإقليمية ليهدد الأمن والاستقرار في العالم، وأمام هذا الواقع المرير نكرر الدعوة إلى مجلس الأمن الدولي ليعيد للعالم مصداقيته بكونه الجهة المناط بها حفظ السلم والأمن الدوليين، وأن يسمو أعضاؤه فوق خلافاتهم ليتمكنوا من الوصول إلى وضع حد لهذه الكارثة.

     ثم تطرق سموه إلى القضية الفلسطينية مشيرًا إلى العقلية الإسرائيلية الرافضة للسلام والمقوضة لكافة الجهود التي تبذل لإنجاح مسيرته أنها تقف عائقًا أمام تحقيق أهداف المصالحة التي نتطلع إليها، وذلك عبر إصرارها على بناء المستوطنات والانتهاكات المتطرفة الهادفة إلى السيطرة على المسجد الأقصى وتغيير معالمه.

     ثم أكد أن المنطقة لن تنعم بالاستقرار وبالسلام ما لم تتخل إسرائيل عن نزعتها العدوانية وتجنح إلى السلم، ثم أكد أن السلام العادل والشامل في المنطقة الذي نتطلع إليه جميعًا لن يتحقق إلا من خلال قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وفق مبادئ وقرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام ومبادرة السلام العربية، ثم وجه سموه دعوة إلى الأطراف الدولية المعنية بعملية السلام في الشرق الأوسط لتحمل مسؤولياتها والضغط على إسرائيل لحملها على الانصياع لكافة قرارات الشرعية الدولية ووقف الاستيطان.

     ثم وجه سموه الدعوة إلى من أسماهم بالأصدقاء في إيران إلى مواصلة تنفيذ التعهدات الواردة في الاتفاق المبدئي الذي وقع الذي تضمن خطة العمل المشترك التي وقعتها مجموعة 5+1 (خمسة زائد واحد) وإيران في 24 نوفمبر 2013 بإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية وذلك لتبديد القلق لدى دول المنطقة بشأن برنامجها النووي، وبما يعزز ثقة المجتمع الدولي ويبعد كافة مظاهر التوتر عن منطقتنا لننعم بالاستقرار ونركز جهودنا في تحقيق تطلعات شعوبنا.

إعلان الكويت

وفي ختام المؤتمر أشاد قادة الدول العربية بالإدارة المتميزة لسمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد لأعمال الدورة الـ25 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، ثم أكدوا على مجموعة من التوصيات كان أهمها:

إدانة مجازر النظام السوري بحق المدنيين، مؤكداً دعم الائتلاف ممثلاً شرعياً للسوريين، مع ضرورة الدعوة لحل الأزمة السورية سياسياً، إلا أنه لم يحسم موضوع منح مقعد سوريا في الجامعة العربية للائتلاف.

ضرورة أن تتعهد الدول العربية بالعمل بحزم لوضع نهاية لخلافاتها، والعمل على دعم الدول العربية التي تمر بمراحل انتقالية ومساندتها.

الرفض (القاطع والمطلق) للاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، وهو مبدأ تشترطه إسرائيل، ويهدد بإفشال الجهود الأميركية لإيجاد حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

كما دعا القادة العرب مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني على أساس حل الدولتين بحدود 1967.

كما أكد المؤتمرون على ضرورة متابعة الإصلاح المؤسسي والهيكلي لمنظومة العمل العربي المشترك، وتجديد نظمها، وتفعيل آلياتها، وتطوير تشريعاتها وقوانينها بما يكفل لها الإسهام بفاعلية وكفاءة في تحقيق النهضة العربية الشاملة.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك