رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: مؤمنة معالي 12 سبتمبر، 2019 0 تعليق

العودة إلى المدارس ست نصائح لعام مميز


يزاح الستار عن عام دراسي جديد، يعيد لحياة الأسرة أجواء النظام والانضباط، بعد عطلة مليئة بالأنشطة الاجتماعية والسفر والأعياد، ويعود الطلاب إلى مقاعدهم الدراسية. لقد حان وقت الجِد والاجتهاد. في الظاهر يبدو أن التجهيز للعام الدراسي الجديد هو توفير الأقلام والدفاتر والحقائب المدرسية واختيار المدرسة، وتنسيق أمور توصيل الطلاب من الدوام وإليه، وتحضير أفضل حافظات الطعام، والألوان، والأحذية المريحة، وغيرها من المستلزمات. وكم يسعد الأطفال بهذه الأجواء! لكن نجاح العام الدراسي يقيم بتفاصيل أخرى مختلفة، فما الدور المنوط بالأسرة لكي تمضي عاماً دراسيا ناجحا؟

سر النجاح

     إن تنظيم الوقت والسير ضمن خطة منسقة خلال العام الدراسي يساهم كثيراً في تفوق الأبناء، ويريح الآباء؛ لذا مع بداية العام الدراسي اتفق مع أبنائك على جدول منظم لأيام الدوام وجدول آخر لأيام العطلة، وتحديد مواعيد النوم ومواعيد المذاكرة، وكم سيقضي الأبناء في مشاهدة التلفاز واللعب؟ كذلك تخصيص مواعيد للاشتراك في الأندية والمراكز الرياضية التي ترضي أذواقهم وميولهم.

إن تنظيم وقت الطفل يدفع به لتحقيق إنجازات كبيرة في نهاية العام، وهذا الأمر يتطلب مجهوداً من الآباء في البداية لكنه مع الوقت يصبح عادة لدى الطفل لا غنى عنها.

تجنب المقارنات

     لا يخلو بيت من طفل حصل على تقدير أقل من أشقائه أو أبناء الأقرباء، ونحن بوصفنا آباء علينا أن نتجنب توبيخه ومقارنته بالآخرين، بل يكون الواجب هنا أن نقف على سبب تقصيره في هذا الجانب، وأن نسعى لمعالجة الخطأ بابتكار أساليب توصل له المعلومة، وتقويته في المواد التي يعاني ضعفاً فيها، وتعزيز جهوده المبذولة في ذلك، قل له: إنه قادر على تجاوز المرحلة، وتناقش معه فيما يزعجه من هذه المادة، لكن تجنب مقارنته بالآخرين؛ لأنك ستدفع به للدخول في شباك عدم الثقة بالنفس والكراهية بينه وبين أقرانه، وكذلك علينا تجنب التشهير بإخفاق الطفل أمام الآخرين لما يؤثر هذا السلوك سلباً على تحصيله في المستقبل.

ارفق بأبنائك

     افتح صفحة جديدة تليق بالعام الجديد، وتجنب العصبية والصراخ والضرب خلال مذاكرة دروس الأبناء، وأشعر أبناءك بالطمأنينة خلال وجودك في المنزل، فأحياناً تكون ابتسامة الأبوين مكافأة للطفل، وبالكلام الجميل قد تدفعهم للاستجابة واحترام طلباتك وأوامرك أكثر. تحدث إليهم، استمع لما حدث معهم اليوم في المدرسة، صافحهم عند عودتهم إلى المنزل. كل هذه الأمور ستخفف من ضغوطات الدراسة، وستجعلهم يشعرون بالأمان، ولنتذكر حديثا ترويه السيدة عائشة -رضي الله عنها- أَن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفقَ، وَيُعْطِي على الرِّفق ما لا يُعطي عَلى العُنفِ، وَما لا يُعْطِي عَلى مَا سِوَاه»ُ رواه مسلم.

تعرف إلى أصدقاء أبنائك

     لاختيار الصديق الجيد أهمية بالغة في نجاح العام الدراسي وتفوق الأبناء، فكما يقال: (الصاحب ساحب) فإذا كان الصديق صالحا متفوقاً ناضجاً سيؤثر هذا إيجاباً على أصدقائه، وسيأخذ بأيديهم ويكون قدوة لهم، أما إذا كان متسيبا وغير مسؤول فإنه سيشتت انتباه أصدقائه عن الدراسة وسيشغلهم بالملهيات ومضيعات الوقت.

يقول الشاعر:

عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه

                                            فكل قرين بالمقارن يقتدي

لذا كن قريباً من أبنائك وأصدقائهم، تعرف على أماكن سكنهم، وادعوهم لتناول الطعام في المنزل، وتعرف على آبائهم، وماذا يشغل انتباههم؟، ووجه ابنك للاختيار الأصدقاء المميزين.

عودهم على تحمل المسؤولية

      مع الأسف فإن كثيراً من الأسر تعتمد على الأم أو الخادمة في تحضير الشطائر والتأكد من الحقائب وبعد عودة الأبناء من المدرسة تسود الفوضى في صالة المنزل فتلقى الحقائب والملابس في جوانبها، ما الذي يضير أن نعلم الطفل الاعتماد على نفسه والتأكد من وضع حاجياته داخل حقيبته، وترتيب ملابسه بعد العودة إلى المنزل، إن تعويد الطفل على حمل المسؤولية يكسبه مهارة ستفيده في حياته وسيخفف الحمل عن الوالدة في هذا الجانب.

ادعُ لأبنائك ولا تدعُ عليهم

     كثير من الآباء ينتابهم الغضب بسبب مماطلة الأبناء أو تقصيرهم في أداء الواجبات فيدعون عليهم وهذا خطأ فادح، وهو مما نهى عنه النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ حيث قال: «لاَ تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَلاَ تَدْعُوا عَلَى أَوْلاَدِكُمْ وَلاَ تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ لاَ تُوَافِقُوا مِنَ اللَّهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ» (رواه مسلم)، ادع لهم دائما بالصلاح، وتذكرهم بدعائك في الصلاة وفي مواطن إجابة الدعاء، واستعن بالله على حسن التربية ليكون غرسا مباركاً طيباً تجني حسن ثماره في قادم الأيام.

  

نصوص الشريعة تدل على وجوب تحصيل كل أنواع العلم

      هناك آيات وأحاديث كثيرة ترغب في طلب العلم وتحث عليه، من ذلك قوله -تعالى-: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً} (طـه: 114) وقوله -تعالى-: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} (الزمر: 9) وقوله -تعالى-: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَات} (المجادلة: 11) وقوله -تعالى-: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ} (آل عمران: 18) وقوله -تعالى-: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} (آل عمران: 7) وقوله -تعالى-: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء} (فاطر: 28).

     وروى ابن ماجه والطبراني وصححه السيوطي لغيره عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «طلب العلم فريضة على كل مسلم». وقد سبق بيان المقصود بالفريضة في هذا الحديث في الفتوى رقم: 11280.

     وروى أبو داود وصححه الألباني عن كثير بن قيس قال: كنت جالساً مع أبي الدرداء في مسجد دمشق فجاءه رجل فقال: يا أبا الدرداء إني جئتك من مدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما جئت لحاجة، قال: فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر».

     فالعلم هو الذي يرفع مكانة صاحبه في الدنيا وفي الآخرة، به فضل الله آدم عليه السلام على الملائكة وأمرهم بالسجود له، وبه رفع الله العبيد والموالي حتى صاروا أئمة يقتدى بهم، وفيما ذكرنا من الأدلة كفاية على فضل العلم وشرف صاحبه، والمقصود بهذا العلم هو العلم الشرعي، وأما تعلم الحاسب الآلي والإنترنت ونحوهما من العلوم المتقدمة في مجال التكنولوجيا والعلوم الدقيقة فهي فرض كفاية في هذا العصر.

     لأن المسلمين يحتاجون إليها في شؤون حياتهم الدنيوية، وفي مجال الإعداد ولمواجهة اعداء الله عز وجل في شتى الجوانب، وليس هناك نص بعينه من كتاب أو سنة على فريضة ذلك؛ إلا أن نصوص الشريعة العامة وقواعدها تدل على وجوب تحصيل المسلمين ما يتقوون به ويواجهون به أعداءهم، ومن ذلك قوله -تعالى-: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} (الأنفال: 60)، ولا يمكننا الحصول على تلك القوة إذا اعتزلنا هذه التكنولوجيا ولم ننتفع بها.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك