رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر التربوي 28 أبريل، 2025 0 تعليق

الشباب المسلم – 1260

من وصايا القرآن الكريم للشباب

للشباب نصيب وافر من الوصايا في القرآن الكريم والسنة النبوية، ومن ذلك ما قصه الله علينا من وصايا لقمان لابنه، التي مدحه الله عليها وذكرها في كتابه لتكون قدوة لنا، ومن أهم تلك الوصايا التي أوصى بها لقمان ابنه: الوصية الأولى بتوحيد الله - تعالى -، والحذر من الشرك، قال الله -تعالى-: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}، إنه لظلم عظيم أن يشرك الإنسان مع الله من لا ينفعه ولا يضره، فالإله الحق هو الله الذي لا إله إلا هو الخالق الرازق العليم القدير، الذي يعلم حاجات عباده، ويستجيب دعاءهم؛ فهو المستحق للتعظيم والخشية وحده لا شريك له، إليه المرجع والمصير.

       والوصية الثانية، بر الوالدين، لقد خلق الله الإنسان من ضعف، حملته أمه، وأرضعته، وهو لا يملك من أمره شيئاً، وقام والداه على تربيته، والإحسان إليه في صغره، فوجب عليه الإحسان إليهما وشكر معروفهما وبرهما، فكان من الوصية ببرهما قول الله -تعالى-: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}. وفي الوصية الثالثة، ذكّر لقمان ابنه بـمراقبة الله وخشيته، يقول الله -تعالى- عنه: {يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ}، فالله لا تخفى عليه خافية من أعمال العباد ولو كانت مثقال حبة من خردل فإنه - تعالى -مطلع على نياتهم وأفعالهم؛ فليراقبوا علم الله وليحسنوا العمل، فإنه يراهم -تعالى- ويعلم ما يسرون وما يعلنون.  

لا اعتزاز إلا بالإسلام

        قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان: قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: نحن أمة أعزنا الله بالإسلام، فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله، فلا اعتزاز إلا بالإسلام ولا انتماء إلا إلى الإسلام، فالانتماء والاعتزاز بغير الإسلام من أمور الجاهلية، ولما سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - من يقول: يا للأنصار! ومن يقول: يا للمهاجرين! قال - صلى الله عليه وسلم -: «أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم؟!» وقال: «دعوها فإنها منتنة». فالاعتزاز بالقبيلة أو بالقومية أو بالعروبة أو بالإنسانية اعتزاز وانتماء بأمور الجاهلية.  

إياك أن يستحوذ عليك الشيطان!

        أيها الشاب: إياك أن يستحوذ عليك الشيطان بغروره وخداعه! فإنك إن فعلت فإنه سيضلك ويرديك، واحذر أن يجرفك تيار الشهوات، أو تقلد من لا يؤمن بالله واليوم الآخر! واحذر قرناء السوء! وتذكر أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم  - قال: «المرءُ مع من أحبَّ» وأنه - صلى الله عليه وسلم - قال: «المرءُ على دينِ خليلِه فلينظرْ أحدُكم مَن يُخاللُ».  

الأنبياء ومرحلة الشباب

         إنَّ المتأمِّل في كتاب الله -جل وعلا- وما جاء في سِيَر الأنبياء والمرسلين -عليهم الصلاة والسلام-، يجد أنَّ الله قد خصَّهم بالنبوَّة وهم في مرحلة الشباب؛ لما في هذه المرحلة من وجود ما يمكنهم من تبليغ رسالات ربِّهم، روي عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- أنه قال: ما بعث اللهُ نبيًّا إلا شابًّا، ولا أُوتي العِلْم عالِم إلَّا شابًّا، ثم تلا هذه الآية في حق إبراهيم -عليه السلام-، يقول -جل وعلا: {قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ} (الأنبياء: 60)، وقال الله في حق يحيى -عليه السلام-: {يَايَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} (مريم: 12)، وقال عن موسى -عليه السلام-: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} (القصص: 14)، وقال عن يوسف -عليه السلام-، {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} (يوسف: 22).  

السعادة قرينة الهداية

         قال الشيخ عبدالرزاق عبدالمحسن البدر: الهداية والسَّعادة أمران متلازمان وقرينان لا ينفكَّان، والشَّقاء قرين الضَّلال الذي لا ينفكُّ عنه، فمتى وُجدت الهداية وُجدت السَّعادة، ومتى وُجِدَ الضَّلال وُجِدَ الشَّقاء، ومن كان في بُعدٍ عن الله وطاعته ثم استقام يجد في قلبه لذَّةً كانت مفتقدة، وحلاوةً كانت معدومة وطعمًا كان لا يشعر به، وصدق الله: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا}.  

أخطاء شائعة يرتكبها الشباب

  • التسرع في اتخاذ القرارات: كثيرًا ما يتسرع الشباب في اتخاذ قرارات مهمة دون التفكير بعمق في العواقب.
الحل: من المهم تعلم التفكير النقدي والتحليل الجيد قبل اتخاذ أي قرار مصيري.
  • الإفراط في استخدام التكنولوجيا: الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية يمكن أن يؤثر سلبًا على الصحة النفسية والجسدية.
الحل: ضبط وقت الاستخدام والقيام بأنشطة بدنية واجتماعية بدلاً من البقاء متصلين على مدار الساعة.
  • عدم التخطيط للمستقبل: قد يشعر بعض الشباب بأنهم غير مطالبين بالتخطيط للمستقبل، مما يؤدي إلى ضياع الفرص.
الحل: وضع أهداف واضحة والعمل على تحقيقها من خلال خطة مدروسة.
  • التجاهل للصحة البدنية والنفسية: بعض الشباب قد يهملون صحتهم البدنية والنفسية، مما يؤدي إلى مشكلات صحية مستقبلية.
الحل: الاهتمام بالتغذية السليمة، ممارسة الرياضة بانتظام، والحفاظ على صحة نفسية جيدة من خلال الاهتمام بالراحة والاسترخاء.
  • سوء استخدام الإنترنت: قضاء وقت طويل على الإنترنت دون فائدة والتعرض لمحتوى غير لائق أو ضار.
الحل: تحديد وقت محدد لاستخدام الإنترنت والتأكد من استخدامه بطرائق مفيدة وإيجابية، وتجنب المواقع الضارة أو غير الملائمة.  

وقفات مع الشباب

  • الوقفة الأولى: أهمية الالتفاف حولَ ولاةِ أمورِ المسلمين وعلمائهم؛ فإنَّ يد الله مع الجماعة، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يَدُ اللَّهِ مَعَ الجَمَاعَةِ».
  • الوقفة الثانية: عليكم -أيَّها الشباب- أنْ تكونوا داعين إلى الإسلام، مدافعين عنه بما استطعتم، مستشعرين للأمانة الملقاةِ على عواتقكم؛ فإنَّ عزَّكم بالإسلام، ولن تقوم لكم حضارةٌ إلا به، قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: «نحن قوم أعزَّنا الله بالإسلام, ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلَّنا الله».
  • الوقفة الثالثة: عليكم مصاحبة التقوى في جميع شؤونكم، ونبذ العصبيَّةِ والهوى، والتقرب إلى الله -تعالى- بعبادته كما شرع، والحذر من اقتراف الآثام والموبقات، والتوبة إلى الله منها، فإنَّ التوفيق كلَّه، لا يكون إلا بتقوى الله والتزام شرعه ومنهاجه.
  • الوقفة الرابعة: عليكم بطلب العلم الشرعي، والجثوِّ بالركب عند العلماء في حِلَقِ الذكر؛ فإنَّ في تعلم العلم الشرعي فضلا عظيما، لا يوازيه علم آخر في الفضل؛ فاحرصوا على تحصيله، والعملِ به، وتعليمهِ للناس.
  • الوقفة الخامسة: عدم الاندفاع والعجلة في اتخاذ القرارات والمواقف، بل الواجبُ التأني ودراسة ذلك من جميع الجوانب، مع استصحاب الرفق والحلم واليقظة والفطنة؛ كي لا تندموا على أمرٍ اندفعتم إليه، وتعجَّلتم فيه.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك