رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 16 يونيو، 2015 0 تعليق

الاستقرار في المنطقة بين توافق الجنوب وتقدم الشمال

يبدو أن البوصلة الخليجية، وبدعم عربي وإقليمي اتجهت نحو مشكلة الشمال، بعد أن عالجت مشكلة الجنوب.

     فالطريق إلى حل مشكلة اليمن بدأت معالمها واضحة، وانتهت (تقريبا) بالتوافق على ما جاء في مؤتمر الرياض (17 مايو)؛ حيث أكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أن قرارات المؤتمر المنعقد في الرياض الذي جاء تحت عنوان (إنقاذ اليمن)، وبمشاركة 250 شخصية، بينهم شخصيات من مجلس التعاون والأمم المتحدة. «ملزمة للجميع»، وأضاف أن هذا المؤتمر هو لجميع اليمنيين دون استثناء.

     ولا جديد في الملف اليمني اليوم؛ فالأمر أصبح محسوما؛ فتأجيل مؤتمر جنيف خير مؤشر على ألا جديد! فقد أعلن ماثياس جيلمان -نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة- أنه تقرر تأجيل مشاورات الحوار اليمني التي كان من المقرر عقدها في جنيف، الخميس (28 مايو)، إلى موعد آخر لم يتحدد بعد، والمؤشرات تلمح إلى أن سبب التأجيل هو تصميم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، على تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 قبل أي مفاوضات، وتحديدا بأن تسحب جماعة الحوثي قواتها من جميع المدن، وتكف عن استخدام العنف ضد المدنيين والأبرياء، وأن تكون مقررات مؤتمر الرياض محورا رئيسيا يتم مناقشته في جنيف، وإشراك مجلس التعاون الخليجي في مؤتمر جنيف باعتباره مشرفا على العملية السياسية منذ العام 2011.

     فقط الآن يجب أن ننتظر حتى يشتد عود (المقاومة الشعبية)، وأن تحقق إنجازات أكبر على الأرض، والسعي إلى جر المليشيات الإنقلابية والموالين للرئيس المخلوع إلى انهاك الذات، والقدرات، وتخلي الدعم اللوجستي الخارجي تدريجيا عنهم؛ بحيث تصبح لا قضية لهم إلا اللهث وراء احتلال عدن أو قصف المدن، والاستيلاء على المؤن الإغاثية والوقود؛ مما يشكل انهزاما حقيقيا وصريحا.

     ومن جانب آخر – في الشمال - يعد سقوط اللواء 52 التابع للجيش السوري - وهو ثاني أكبر ألوية الجيش السوري- مؤشرا مهما في بداية مرحلة جديدة في الصراع الدائر هناك؛ فخلال 6 ساعات فقط استطاعت المعارضة السورية في (الجبهة الجنوبية) من تحرير  (اللواء 52) وأربع قرى تحوطه، لتصبح العاصمة دمشق في مرمى المقاومة.

     ولاشك أن هذا التقدم للمعارضة السورية يدل على أن الدعم والإسناد الإقليمي والتدريب العسكري المنظم قد بدت معالمه على الأرض؛ وذلك تمهيدا لعقد مؤتمر المعارضة السورية في الرياض بعد عيد الفطر (20 يوليو). في ظل التوجهات السعودية بألا دور للأسد في مستقبل سوريا، وهناك محاولات لإقناع روسيا بالتخلي عن بشار الأسد، وقد أكدها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مؤتمر صحافي في القاهرة (31 مايو).

     إن التدخل المدروس في سوريا الآن أمر مطلوب، ولاسيما بعد مرور أكثر من أربع سنوات من الحروب، ولم تستطع القوى الدولية حسم القتال هناك، بل أدى هذا إلى زيادة حدة الاستقطاب الفئوي والطائفي على حساب المنطق والعقلانية والمصالح المشتركة لجميع الأطراف. لقد تحولت سوريا إلى محرقة جماعية لجميع الفصائل وزيادة التطرف والإرهاب، ومآس لا تنتهي من إرهاب الدولة وإرهاب المليشيات.

والآن جاء دور التغيير والدعوة إلى الحل السلمي والاستقرار والانتقال بسوريا من دولة الصراع والدمار إلى دولة الأمن والبناء.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك