رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 5 سبتمبر، 2019 0 تعليق

الإعلام الإسلامي وأثره في الدفاع عن الشرع وقيم الدين

  الإعلام الإسلامي وأثره في الدفاع عن الشرع وقيم الدين

وسائل الإعلام، لسان هذا العصر، وقد أدرك أصحاب الديانات والمذاهب والأفكار أهمية استغلال هذه الوسائل في إيصال أفكارهم وعقائدهم ومذاهبهم إلى الناس، وفي عصرنا الحالي يواجه المسلمون في مختلف أقطارهم ومواطنهم غزوًا فكريًا وثقافيًا وحضاريًا رهيبًا من خلال تلك الوسائل، ولم يعد أمامنا مفر من مواجهتها المواجهة الصحيحة من خلال صنع البدائل الإعلامية الإسلامية التي تقف في مواجهة هذا الطوفان الهائل، وهذه المواجهة الواقعية للغزو الفكري والثقافي في صورتها الشاملة المتكاملة المتكافئة لن تتحقق إلاَّ عندما تتبلور في أذهان المسلمين الصورة الحقيقية للإعلام الإسلامي، وتتوالى معطياته الواقعية وثمراته العملية في واقعهم؛ إذ لا يمكن أن يهزم الباطلَ الزائفَ إلا الحقُّ الأصيل: {بَل نَقذفُ بالحَقِّ على الباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فإذا هُوَ زاهِقٌ} (الأنبياء: 18)، حول هذا الموضوع التقت الفرقان عددا من المتخصصين في مجال الإعلام للوقوف على واقع الإعلام الإسلامي والتحديات التي تواجهه والرؤية المستقبلية له.

     وسائل الإعلام، لسان هذا العصر، وقد أدرك أصحاب الديانات والمذاهب والأفكار أهمية استغلال هذه الوسائل في إيصال أفكارهم وعقائدهم ومذاهبهم إلى الناس، وفي عصرنا الحالي يواجه المسلمون في مختلف أقطارهم ومواطنهم غزوًا فكريًا وثقافيًا وحضاريًا رهيبًا من خلال تلك الوسائل، ولم يعد أمامنا مفر من مواجهتها المواجهة الصحيحة من خلال صنع البدائل الإعلامية الإسلامية التي تقف في مواجهة هذا الطوفان الهائل، وهذه المواجهة الواقعية للغزو الفكري والثقافي في صورتها الشاملة المتكاملة المتكافئة لن تتحقق إلاَّ عندما تتبلور في أذهان المسلمين الصورة الحقيقية للإعلام الإسلامي، وتتوالى معطياته الواقعية وثمراته العملية في واقعهم؛ إذ لا يمكن أن يهزم الباطلَ الزائفَ إلا الحقُّ الأصيل: {بَل نَقذفُ بالحَقِّ على الباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فإذا هُوَ زاهِقٌ} (الأنبياء: 18)، حول هذا الموضوع التقت الفرقان عددا من المتخصصين في مجال الإعلام للوقوف على واقع الإعلام الإسلامي والتحديات التي تواجهه والرؤية المستقبلية له.

صرح لا يستهان به

     وعن واقع الإعلام الإسلامي قال رئيس العلاقات العامة والإعلام بجمعية إحياء التراث سالم الناشي: الإعلام الإسلامي ركن ركين من هوية الأمة، وصرحٌ لا يستهان به تثقيفيًا وتربويًا واجتماعيًا، ولاسيما وأن الإعلام عموماً صار يستحوذ على وقت شريحة كبيرة من الناس، والإعلام الإسلامي خاصة يتابعه المسلمون بقلوبهم قبل عقولهم؛ لأن التدين مغروس في فطرهم، والإعلام الإسلامي في تطور مستمر، وأصبح العمل الدعوي في الإعلام يشق طريقه بقوة وثبات سواء كان مقروءًا أم مسموعًا أم مشاهدًا في ظل الغزو الفكري الذي يواجه المسلمين، إلا أن الإعلام الإسلامي المؤسسي يحتاج إلى أن يأخذ الوقت الكافي لكي يرتقي إلى مستوى المنافسة، ومع ذلك فقد حقق جملة من المنجزات المهمة منها: الوصول بالخطاب الإسلامي الموجه والمؤثر إلى بيوت ونواد لم يكن من السهل أن يصل إليها هذا الخطاب لو بقينا نتبع الأسلوب الدعوي التبليغي البسيط.

     وكذلك من المنجزات التي حققها الإعلام الإسلامي إتاحة المنابر المفتوحة لأئمة وعلماء كانوا مظلومين إعلاميًا، لمخاطبة أعداد غير محصورة من مشارق الأرض ومغاربها، والمشاركة في الدعوة إلى الله -تعالى- وخدمة رسالة الإسلام، فضلا عن أنه أصبح من السهل الوصول إلى قلوب الكثيرين من الشباب في العالم، وتصحيح مفاهيم مغلوطة، كان بعضهم قد استطاع إقناعهم بها حين كان منفردًا بساحة التأثير.

 

نجم حق وخير

     وعن واقع الإعلام الإسلامي قال مدير قناة المعالي الفضائية د. خالد السلطان: الإعلام الإسلامي يعد نجم حق وخير في سماء الإعلام العام ولكن هذا النجم لا يرى جيدًا؛ لأنه يوجد في وسط نجوم كثيرة وكثيرة جدا طغى عليها الباطل والشر فمثلا عدد القنوات الفضائية العربية ١١٢٢، والمحسوب منها على الإعلام الإسلامي ١٢٢قناة وقس عليها الأنواع الأخرى؛ مما يؤكد ضياع نجم الإعلام الإسلامي بين النجوم الأخرى، ومع ذلك أرى أن نجم الإعلام الإسلامي تمر عليه أوقات يتلألأ أكثر ويتفوق على غيره مع وجود كثير من العقبات التي تواجهه كما هو التقييم الذي تقيمه بعض المنظمات مثل (أسبو).

 

 

يتغير مدا وجزرا

     وعن تقييمه لواقع الإعلام الإسلامي المرئي أو المسموع أو المقروء قال رئيس قناة الندى الفضائية د. إبراهيم اليعربي: بداية لا يمكن بحال من الأحوال أن ينفصل الإعلام الإسلامي بأجنحته -سواء المرئي أم المسموع أم المقروء- عن غيره من الإعلام العام، إنما هو نوع من أنواع الإعلام، وإذا نظرنا من ناحية التقييم؛ فلابد أن يتأثر الإعلام الإسلامي بالمعطيات وبالسبل وبالوسائل التي يتعامل بها الإعلام العام، وتحكمه المعايير والقيم ذاتها فيما يتعلق بأصول المهنة، ولكن الاختلاف في الأيدلوجية، والاختلاف في المعايير الأخلاقية والشرعية التي يتعامل بها الإعلام الإسلامي.

     لذلك نجد أن الإعلام الإسلامي يتغير مدًا وجزرًا مع تغير الإعلام العام، ولكن -مع الأسف الشديد-؛ فإن الإعلام الإسلامي حتى هذه اللحظة التي نتحدث فيها، لا يلبي طموح المسلمين، وأكاد أزعم أنه لا يمكن أن يتغير إلا إذا نظرالقائمون عليه نظرة تقييم شامل، وتعديل جذري، وتغيير لكثير من المعايير التي يتعامل بها، حتى يستطيع أن يلبي طموح المسلمين الذين تغذت أنظارهم وأسماعهم ومداركهم بإعلام آخر في متناول أيديهم، كالهواتف الزكية؛ فإذا لابد للعاملين في هذا القطاع أن ينظروا إلى هذه المعايير حتى يستطيعوا أن يواكبوا هذا التطور الهائل؛ لينجحوا في مهمتهم، ويحققوا الرسالة السامية التي يسعون إليها.

تحديات جسيمة

     وعن التحديات التي تواجه الإعلام الإسلامي قال الناشي: لا شك أن هناك تحديات جسيمة، لأن الإعلام الإسلامي ليس هو الوحيد في الساحة الإعلامية بل هناك إعلام منافس، وهناك أيضًا إعلام؛ لذلك فالإعلام الإسلامي منوط به رسالة شمولية كشمولية الإسلام الذي يمثله، فهو ليس إعلامًا وعظيًا فقط، بل يضاف إلى ذلك كافة الجوانب التي تمس حياة المتلقي، وكل ما تحتاجه الأسرة والمجتمع المسلم، كباره وصغاره، رجاله ونساؤه، على اختلاف طبقاتهم وثقافاتهم.

الوعي بأهميته

     وأضاف: ومن أهم التحديات التي تواجه الإعلام الإسلامي أن وعي الإسلاميين المعاصرين بأهمية الإعلام ودوره جاء متأخرًا إلى حد ما، ولم يواكب التطور التقني والمهني للطوفان الإعلامي المعاصر، بل إن بدايات الإعلام الإسلامي لم يواكبها دراسات تأصيلية ولا برامج تأهيلية تدريبية عملية، وغلب عليه الاجتهادات الفردية والرؤى الشخصية، وبالتالي واجه صعوبات عديدة على مستوى نقص الكوادر الإعلامية والخطة الشمولية التي تستوعب كل متطلبات المجتمع، واقتصرت البدايات الأولى على الإعلام الوعظي والتربوي كأشبه ما يكون بخطب الجمعة ودروس المساجد مع الفارق في وسيلة الاتصال الجماهيري كالفضائيات والإنترنت.

غياب التخطيط

     وأشار الناشي إى أن من العقبات والتحديات التي تواجه الإعلام الإسلامي غياب الخطط والاستراتيجيات المتكاملة التي يقوم عليها متخصصون مؤهلون، فإن مهمة الإعلام الإسلامي تتجاوز التثقيف والتوعية وفتح القنوات المعرفية أمام أجيال المسلمين، إلى التحفز ووضع الخطط المناسبة في التصدي للغزو الفكري والثقافي والأخلاقي الذي تتعرض له الأمة الإسلامية، وسط شيوع وسائل الإعلام العابرة للقارات، والتي تؤثر في المجتمعات، وتنقل أفكار شعوب العالم وفلسفاته وأخلاقياته إلى كل مكان.

غياب الطاقات الفعَّالة

     ومن أهم التحديات التي تواجه الإعلام الإسلامي غياب الطاقات الإدارية المتخصصة في بعض المؤسسات الإعلاميَّة، فقلَّة قليلة منهم من تخرجت في مدرسة إعلاميَّة ومارست هذا التخصص حتَّى تبلغ الدرجة المرجوَّة من القبول الإعلامي في إدارة تلك المؤسسات.

عقبات مالية

     وعن التحديات التي تواجه الإعلام الإسلامي قال د. السلطان: يواجه الإعلام الإسلامي عقبات مالية ليس من حيث الابتداء والنشأة، بل وسط الطريق؛ مما يتعذر معه الاستمرار غالبا أو التطور في غالب الأحيان، كذلك العقبات الفنية أو الحرفية والمهنية فالإعلام الإسلامي يعمل في حقله غالبا من المتطوعين والمحبين للخير ممن لم يدرسوا الإعلام، وهناك عقبات القوانين والأنظمة التي تحارب الإعلام الإسلامي وتعمل جاهدة لوقف مده مع أنه نجم صغير أمام نجوم كبيرة، ولكن أهل الشر والباطل يريدون ليطفئوا نور الله بكل ما أوتوا من قوة والله لهم بالمرصاد.

     ومن العقبات وجود شخصيات ورموز تعمل معنا في الحقل الدعوي يحققون أهداف أعداء الإعلام الإسلامي بقصد أو لغير قصد دافعهم الحسد تارة والجهل بأثر الإعلام الإسلامي أخرى، والتصنع للتورع والزهادة أحيانا، والتعلق بالأولويات حينا. وهكذا تراهم ينفقون ويروجون لبناء المباني ولا يعملون ويجتهدون لقيام المعاني وهذي بالنسبة لي طامة أكبر من مواجهة أعداء الإعلام الإسلامي.

جزء من الإعلام العام

     وعن أهم التحديات التي يواجهها الإعلام الإسلامي قال اليعربي: كما قلنا سابقًا، الإعلام الإسلامي إنما هو جزء من الإعلام العام؛ لذا فهو يعاني التحديات والإشكالات نفسها التي يعانيها الإعلام العام، ومن أهم هذه المعوقات وهذه الإشكاليات، قضية التمويل؛ فالتمويل هو المعيار الذي يحكم الإعلام عموما؛ ولذلك نجد أنَّ كثيرا من وسائل الإعلام يدعمها مالكوها؛ لما يحققونه من ورائها من أرباح ومكاسب، ونتيجة لذلك يتحكمون فيها سواء من ناحية المحتوى أم المضمون, أم من ناحية مستوى الأداء والاحترافية في اختيار الكفاءات، من هنا تحدث في أحيان كثيرة تجاوزات في الرسالة الموجهة بناء على توجهات وأيدولوجيات هؤلاء الملاك، وأغلب هذه التجاوزات تكون في القيم الأخلاقية والدينية؛ فنجد جرأة عجيبة على الدين والمبادئ والأخلاق، وعلى القيم بحجة الموضوعية، ونجد الهجوم على ثوابت الدين والعلماء بهذه الحجة، ونحن بوصفنا عاملين في الإعلام الإسلامي عندنا معايير تحكمنا، وتجعل القضية قضية خطرة جدًا فيما يمكن أن يطرح أو يعرض؛ فهذه إحدى المعوقات، والكلام فيها يحتاج إلى بسط ولكنها إشارة.

المحتوي وطريقة العرض

     ومن أهم التحديات أيضًا قضية في غاية الأهمية، وهي المحتوى ولغة الخطاب التي نتعامل بها مع الجمهور المستهدف، وهذه تنقسم إلى شقين: المحتوي ذاته بوصفه مادة، ثم طريقة عرضه، -ومع الأسف- ما زلنا في كثير من الأحيان في قطاع الإعلام الإسلامي نتعامل بمنظور خطبة الجمعة، وأنا لا أقول هذا تقليلاً لهذا المنبر الشريف الذي اعتلاه الحبيب صلى الله عليه وسلم ووقف فيه كأنه منذر جيش, وهذه الخطبة التي اجتمع فيها أصحاب الحبيب صلى الله عليه وسلم , انطلقت منها جحافل الدعوة، ولكن لكل مقام مقال، أن نجعل الوسائل الدعوية خطبة جمعة، هذا مرفوض ولا يصلح، ووضع للأمر في غير مساره الصحيح.

لغة الخطاب

     وهذا ما حدث لكثير من العاملين والمتصدرين في هذا القطاع، فتجد أن لغة الخطاب التي نصدرها في وسائل الإعلام المرئية أو في الإذاعة أو في الجرائد أو في المطبوعات الالكترونية لغة المنبر، وهذا ولا شك خطأ؛  فلابد أن نراعي في طريقة تقديم المحتوى أن يتناسب ونوعية المتلقي، ومعرفة أحواله ومعرفة أوقات العرض والطرح، كل هذا يجب أن يراعى، فضلا عن المحتوى في حد ذاته. حين أكتب في مجلة علمية متخصصة أعرف أن القارئ عندي هو قارئ يحمل الصفات العلمية، يعني طالب علم يحتاج هذه المادة الدسمة الكاملة، المكونات والعناصر، ولكن حين أعرض في قناة فضائية أو على موقع إلكتروني، كـ(اليوتيوب)، أو (الانستجرام)، أو غيره، لا يمكن بحال من الأحوال أن أنقل الحوار من هنا إلى هنا، حتى في تلك المنصات مع اختلافها. كل شيء يختلف ليس من يتحدث في (الفيس بوك) فيكتب مطولا، كمن يتحدث في (توتير) فيكتب 140 حرفا، أو كمن يتكلم في موقع متلفز كـ(اليوتيوب) فيعرض أشياء مطولة، أو حتى ينقل إلى (انستجرام) فينقل لدقيقة واحدة، أو (السناب شات) 10 ثوانٍ، وهكذا.

القائمون على الإعلام

     وعن القائمون على الإعلام الإسلامي وأهليتهم للقيام بهذه المهمة قال د. اليعربي: القائمون على العمل الإسلامي في كثير من الأحيان دعاة، تحولوا إلى إعلاميين، وهذا خلل كبير، وعلى هؤلاء أن يفهموا أنَّ الدعوة شيء والإعلام شيء آخر، هذه وسيلة مختلفة تماما؛ فما يمكن التحدث به الشخص في وسائل الدعوة، ليس بالضرورة أن يستطيع أن يتحدث به في وسائل الإعلام، وهذه الطريقة ليست من عندي، بل هي من أبجديات السنة النبوية؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة: «لولا حدثان عهد قومك بالجاهلية لهدمت الكعبة ولبنيتها على قواعد إبراهيم»، ويقول أبو هريرة رضي الله عنه : «عندي وعاءان بثثت أحدهما واحتفظت بالآخر؛ لأنه لو بثثتة  لانقطع من هاهنا إلى هاهنا».

مراعاة التخصص

     هذه كلها معايير، والنبي صلى الله عليه وسلم راعى ذلك مع أصحابه -رضوان الله عليهم- راعى مسألة التخصص-؛ فقد صنف صلى الله عليه وسلم أصحابه؛ فجعل هذا أعلمهم بالفرائض، وهذا أعلمهم بالغزو، وهذا أعلمهم بالقضاء إلى آخره, وهذا يدلك على أنه ليس كل واحد فينا يستطيع أن يمارس هذا الأمر, فكثير من الناس انتقلوا من ساحات الدعوة إلى ساحات الإعلام دون تأهيل، وهذا لا يعني أن كل الموجودين بهذه الطريقة؛ فهناك بعض المبرزين الممتازين الذين يراعون المهنية فيما يقدمون وفيما يطرحون، وهم موجودون في الساحة، ولكن -مع الأسف- هم قليلون، ولكن هم موجودون -بفضل الله- وينتفع بهم, حتى الآخرين الذين هم فقط دعاة وتحولوا إلى المنبر الإعلامي يؤخذ منهم خير كثير، ولكن حتى نرتقي للعالمية كما قلنا في السؤال السابق، لابد أن نجمع بين الفنين: داعية، ثم إعلامي تعلم الإعلام على أصوله، وخاض هذه الساحة بطريقة تليق بمكانة الدعوة التي يحملها، وهذا ولا شك أحد أهم أسباب النجاح والتميز في هذا الميدان المهم.

كلهم نجوم

     أما د. السلطان فكانت رؤيته للقائمين على الإعلام الإسلامي أنهم نجوم كل بحسبه سواء في الإعلام المقروء أم المسموع أم المرئي ومنهم دون ذلك ولكن تجاهل الساحة ومعرفة مستلرماتها لا يصح ممن يعي ويؤمن بدور الإعلام وأثره، ومن لم يوفق لوسيلة يمكن أن ينتقل لغيرها وهكذا حتى يحد نفسه.

تصحيح صورة الإسلام

     وعن دور الإعلام الإسلامي في تصحيح صورة الإسلام والرد على المغالطات التي تثار حوله قال د. سلطان: دوره كبير في ذلك بل هو من صميم وجود كيانه؛ فالإعلام عليه أن يقوم بهذا الدور فلا خير فيه إن لم يفعل، ولكن يجب أن نعلم بأن هذه المهمة تحتاج لذكاء في الطرح مع الشجاعة والجرأة والاستمرار إلى ما لا نهاية.

الفضائيات الإسلامية

     وعن تقييمه لأداء الفضائيات الإسلامية قال د. السلطان: أنا أعيش ليلي مع نهاري في وسط هذا النوع من الإعلام ووجودي في قمة هرم إدارة قناة المعالي بتزكية مجلس إدارتها والقائمين عليها أعطاني الشعور بمسؤولية الارتقاء بهذه القناة والنظر فيما حولها والسعي وراء التطوير والتقدم لها. بدأت صغيرة وأصبحت بعد عشر سنوات منافسة ونجمها ساطع ونافست من سبقها في الخير، وذلك لتميزها بمنهجها العلمي الرصين وتنوع برامجها هذا من جهة خاصة. أما من حيث العموم فأنا أدعو إلى إنشاء العديد من القنوات، والعمل على خلق قنوات متخصصة وعامة حتى نشبع الجماهير المحبة للإعلام الهادف والنقي والصافي، فالقنوات الإسلامية جيدة الحضور ولكن تحتاج لتقف للتقييم فيما يعرض ولاسيما في الجوانب الشرعية والالترام بالمنهج الحق وهو ما سار عليه السلف الصالح ليقدموا مادة صافية ونقية، وعدم التهاون في تقديم أي شيء أو أي أحد ممن لا يستحقون الظهور.

الثورات العربية

     وعن تأثير الثورات العربية على الإعلام الإسلامي قال د. السلطان: الحمد لله مجلة الفرقان وقناة المعالي أظهرا صفاء منهجهما  في هذه القضية السوداء وبينت بكل جرأة تحريم هذه الثورات وفسادها وخطورتها من لحظة انطلاق شرارتها الأولى وكثير من الإعلام الإسلامي انساق -وللأسف- لزيف هذه الثورات وخيالها والتي انتهت بالدمار والعار والشنار مما أثر على سمعة الإعلام الإسلامي والتضييق عليه وإغلاق بعضه في بعض الدول.

      ونحن -بحمد لله- ما نزال على خطنا من قبل ومن بعد ولكن أقول للعاملين في الحقل الإسلامي اتقوا الله في الأمة فالامة بحاجة لكم والتضييق أو الإغلاق لبعض وسائلنا له أثر كبير، وإذا نظرتم إلى الرقم السابق ذكره في اللقاء ستعرفون كل وسيلة كم تساوي عددا في الأمة فحافظوا على مكتسبات الدعوة ولا تهدروها من أجل أفكار منحرفة ومناهج فاسدة وبدع محدثة وحزبيات ضيقة، وانظروا لآمل الأمة المعقودة على جهودكم ووجودكم.

أهم القضايا

     وعن القضايا التي يجب على الإعلام الإسلامي الاهتمام بها قال الناشي: من أهم تلك القضايا مواجهة الفراغ الفكري لدى شباب الأمة بالأفكار الإيجابية الإسلامية، وإلا سيصبح الشباب عرضة لتقبُّل ما يرد إليه من أفكار مُختلفة يروِّجها الآخرون، كما لابد من وضع خطَّة للمواجهة الفكرية تسير في اتِّجاهين متوازيين، أحدهما: توضيح المفاهيم الإسلامية، والكشف عن الأخطاء الشائعة، وثانيها: مناقشة الأفكار الهدَّامة، وإبراز الرد العلمي عليها مع ضرورة ألاَّ يغفل الإعلام الإسلامي مواجهة التأثيرات العميقة للإعلام الغربي في عقلية أبناء الأقليات المسلمة، وأنَّ هذه الأجيال من أبناء المسلمين في الغرب تكاد تفقد صلتها بثقافتها الإسلاميَّة.

قضايا المجتمع

     وعن تفاعل الإعلام الإسلامي مع قضايا المجتمعات الإسلامية وهمومها المختلفة قال د. السلطان: تفاعل جيد ينقصه الحضور الميداني والمراسلة المباشرة، وأظن أن الإعلام الإسلامي لأنه متخصص أحيانا وغير شامل تراه يتنأول أي قضية من زأويته؛ لذلك يرى بعضهم أن الوسيلة الإعلامية الواحدة غير كافية ومشبعة بالنسبة للقضية ولكن إذا رأينا الواقع التخصصي نفهم الأمر جيدًا.

تطوير الإعلام الإسلامي

     وعن تطوير الإعلام الإسلامي قال الناشي: في تصوّري أنَّ الوصول إلى الإعلام الإسلامي المتميز يحتاج منّا العملَ الدؤوب ولا سيما في ميدان الإعداد والتأهيل البشري؛ فمن أهمَّ الوسائل وأنجعها للوصول إلى تحقيق الإعلام الإسلامي في واقع الحياة إعدادُ الكفايات البشرية المتخصّصة في الإعلام، وتأهيلُها فكريًّا، وخُلُقيًّا، وعمليًّا، ومهْنِيًّا.

الحفاظ

     وعن كيفية تطوير الخطاب الإعلامي الإسلامي قال د. اليعربي: يجب مراعاة فقه الواقع مع الحفاظ على ثوابت الشرع، هذا أهم ما يمكن أن يعمل به لتطوير الخطاب الإعلامي الإسلامي، والاثنان جناحان لا يمكن أن يطير الإعلام الإسلامي دونهما بأي صورة من الصور؛ فلا يجب أن يكون فقهي للواقع وتطوراته على حساب ضوابط الشريعة وأصولها وثوابتها بأي صورة من الصور، وفي الوقت نفسه لا أجعل الثوابت الشرعية تؤخرني عن طرح ما يحدث على الساحة الإسلامية والعالمية ومعالجته.

الخطاب السلفي

     وعن تقييمه للخطاب الإعلامي الإسلامي قال د. السلطان: الخطاب الإسلامي السلفي له جهوده في التوحيد والوحدة وهذه مجلة الفرقان وقناة المعالي أنموذجان على ذلك، ولكن لا استطيع غض الطرف عن بعض الإعلام الإسلامي الذي يبث الشرك والتقليد الأعمى والدعوة للثورات والبدع والانحرافات في أبواب الدين كله باسم الإعلام الإسلامي. وعليه يحب تنبيه الناس أن الإعلام الإسلامي حملته ليسوا سواء ونحن -بحمد الله- ارتضينا منهج السلف لنا في خطابنا ودعوتنا ومستمرون عليها لدعوة الناس للتوحيد والاتباع وتزكية النفوس والعمل على تحقيق مصالح الأمة ودرء الشر عنها بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن.

انجازات الإعلام

     وعن رؤيته لإنجازات الإعلام الإسلامي قال د. اليعربي: من قال هلك الناس فهو أهلكهم، القضية التي يجب أن نقر بها على الرغم من قلة جودة المعروض بل وعدمه، إلا أن وجودنا أصبح ملموسًا، وأصبح هناك مجموعة من الشباب الذين وظفوا وسائل التواصل توظيفا راقيا جدًا ورائعا، سواء من ناحية الإخراج، أم من ناحية المضمون والمحتوى، وأصبحوا يخاطبون الناس بلغتهم، وعرفوا هموم الناس وأصبحوا يتكلمون بما يجول في نفوسهم، وأستطيع القول: إن هناك كتيبة من الشباب الذي يتعامل مع الإسلام بحرفية، ونسبة المشاهدات لهم أصبحت عالية، ووضعوا لأنفسهم بصمة، وأصبحوا رقمًا حقيقيًا في ساحة الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.

تطوير الإعلام الإسلامي

     وعن تطوير الإعلام الإسلامي قال الناشي: في تصوّري أنَّ الوصول إلى الإعلام الإسلامي المتميز يحتاج منّا العملَ الدؤوب ولا سيما في ميدان الإعداد والتأهيل البشري؛ فمن أهمَّ الوسائل وأنجعها للوصول إلى تحقيق الإعلام الإسلامي في واقع الحياة إعدادُ الكفايات البشرية المتخصّصة في الإعلام، وتأهيلُها فكريًّا، وخُلُقيًّا، وعمليًّا، ومهْنِيًّا.

العالمية

     وعن الذي يجب توافره في الإعلام الإسلامي حتى يرتقي إلى العالمية قال د. اليعربي: اسمح لي هنا باستعارة عبارة شيخنا الحويني -حفظه الله-، وهي أننا نحتاج إلى حرس حدود، نحتاج إلى كتيبة محتسبة من الدعاة أولاً والإعلاميين ثانيًا، يعني داعية بثوب إعلامي تسلح بأسلحة العلم الشرعي، وتم تأهيله وتدريبه على أعلى مستوى؛ فجمع بين الكفاءة المهنية والكفاءة الدعوية. نحن في حاجة إلى الإعلامي المحترف بكل ما تعنيه الكلمة، حتى يقدم أرقى صور الإعلام وأعلاها جودة وإتقانا من ناحية المحتوى والمضمون، ومن ناحية الشكل وطريقة العرض. هذا ما يجب أن يتوافر عندنا، نرتقي ونصل إلى الاحترافية والعالمية المنشودة.

كتيبه المحتسبين

     كذلك يجب أن يتوفر مع هذه الكتيبة من حرس الحدود، كتيبة أخرى من المحتسبين الذين يفقهون دور الإعلام فهما حقيقيا، ويرون أن الإعلام لا يقل أهمية عن المنابر، وعن المساجد، وعن حقول الدعوة كلها. يجب أن يروا أن هذا الأمر حسبة تنفق فيه الأموال وتعطى فيه الصدقات.

أوقاف إعلامية

     ومع هذا كله لابد من وجود أوقاف تدعم الإعلام الإسلامي حتى ينطلق إلى آفاق تنافسية متميزة، وحتى نستطيع استثماره استثمارًا حقيقيًا بوصفه وسيلة دعوية تربط الناس بالله -تبارك وتعالى- وبكتابه وبسنة نبيه[ وفهم أصحابه -رضوان الله عليهم-، نريد (عقلا وقوة)، فالعقل يخرج للساحة ويقدم للناس الإعلام، والقوة هي التي تمده بالمال في سبيل الله، وأنا أحتسب أن الإنفاق في هذا المجال وهذا الميدان عند الله -عز وجل- صدقة جارية؛ فهو من أحد أهم الوسائل التي يغفل عنها كثير من الناس.

الدراسة الأكاديمية

أما د. السلطان فقال: للارتقاء بالإعلام الإسلامي  يجب توافر عاملين يملكون الدراسة الأكاديمية في الإعلام، وتوظيف الطاقات ذات الخبرة والترقي في الموجود عن طريق الدورات التدريبية ولاسيما للجديد في عالم الإعلام.

الغزو الثقافي

وعن قيام الإعلام الإسلامي بدوره في مواجهة الغزو الثقافي للقيم في مجتمعاتنا قال د. السلطان: لا شك  أن مقالة واحدة تعمل الكثير، وحلقة واحدة لها تأثيرها، فما بالك إذا كان الأمر أكثر من مقالة وحلقة.

أظن الجهود المبذولة في الإعلام الإسلامي للدفاع عن مقدسات الشرع وقيم الدين لها أثرها الإيجابي والواقع يصدق ذلك.

مستقبل الإعلام الإسلامي

     وعن رؤيته لمستقبل الإعلام الإسلامي قال د. اليعربي: أعتقد أن كل ما سبق يمكن أن يشكل الرؤية المستقبلية، وما تحدثت به إنما هي نفثة مكروب وزفرة مهموم؛ فالإعلام يحتاج أن نعرف قوته؛ فالدول أصبحت تدار عن طريق الإعلام, وأصبحت الحروب تبدأ وتنتهي  عن طريق الإعلام, وأصبحت قرارات العالم بأسره تحاك في خبر أو في تغريدة أو في رسالة ترسل على منصة سريعة جدا من رؤساء العالم. إن لم نفقه بوصفنا مسلمين وعاملين في مجال  العمل الإعلامي الإسلامي هذا الأمر فلن تقوم لنا قائمة بأي صورة من الصور.

الأمر سيؤول إلى الخير

     وما أراه بإذن الله -عز وجل- أن الأمر سيؤول إلى الخير؛ فالخيرية باقية في هذه الأمة ولابد أن يكون لدينا ثقة مطلقة في الله -تعالى- وفي نصرة دينه، والإعلام أحد أهم عناصر الحياة, والخير سيشمله وستتحسن الأمور -بإذن الله-، ولكن نحتاج إلي همة وقناعة بأهمية هذا الميدان المهم والحيوي، ولابد من التقرب إلى الله -تعالى- والاحتساب من خلال العمل في هذا الميدان، والله المستعان.

الواقع مبشر

   وعن رؤيته لمستقبل للإعلام الإسلامي قال د. السلطان: أرى نجوم ساطعة وكواكب متلألئة وظهوراً كبيراً؛ وذلك أن الأمة متزايدة ومتلهفة للإعلام الإسلامي ودلائل هذا الكلام ما ذكرته (أسبو) من تقدم المشاهدة والتفاعل الجماهيري للإعلام الإسلامي، وأقول لا عزاء للمتشائمين ولا للمناوئين للإعلام الإسلامي من إخواننا أو من غيرهم، فالواقع مبشر والأمل بالله معقود والقادم أفضل إذا اجتهدنا، وعملنا بجهد عالٍ في ترغيب الناس في دعم الإعلام الإسلامي وأظهرنا أثره.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك