
الأيــادي الخفيــة تعــبث مــن جــديد فـي البحــرين؟!
أحداث جديدة شهدتها البحرين الأسبوع الماضي حيث انفجرت خمس عبوات في العاصمة المنامة؛ مما أسفر عن مقتل اثنين من منظفي الشوارع وإصابة ثالث بجروح.
يذكر أن الشرطة البحرينية سبق لها أن استهدفت عدة مرات بتفجيرات هذا العام، ولكن العبوات التي تستهدف مدنيين تعد ظاهرة جديدة على صعيد الأحداث في البحرين، ووقعت الانفجارات في حيي القضيبية والعدلية في العاصمة المنامة، حسبما أوردت الوكالة البحرينية نقلا عن مسؤول في الشرطة.
حظر كل أشكال المظاهرات والتجمعات
وكانت الحكومة البحرينية قد حظرت في الفترة الماضية كل أشكال المظاهرات والتجمعات الجماهيرية لضمان سلامة الجمهور، وقال وزير الداخلية الشيخ راشد آل خليفة: إن الحكومة لن تتهاون في المستقبل مع الانتهاكات المتكررة بحق حرية التعبير، إلا أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قال: إن الحظر قد يفاقم الموقف المتأزم أصلاً وحث الحكومة البحرينية على إلغائه فورًا، بينما عبرت وزارة الخارجية الأمريكية عن قلقها العميق إزاء قرار فرض الحظر.
يذكر أن محكمة بحرينية حكمت في الفترة الماضية بالسجن على ناشطين بحرينيين بسبب نشرهما على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» عبارات رأت فيها السلطات إهانة للملك، وفقا لمحامي الناشطين، وقد حكم على ناشط آخر اتهم بتهم مماثلة بالسجن ستة شهور، والثلاثة هم ضمن مجموعة مكونة من أربعة أشخاص جرى اعتقالهما في 17 أكتوبر الماضي بتهمة إهانة الملك وهي تهمة نفاها الأربعة في الجلسة الأولى للمحكمة التي عقدت قي 22 أكتوبر، ويتوقع أن يصدر حكم بحق الناشط الرابع في وقت لاحق من الشهر الجاري.
اشتعال الاتهامات بين الحكومة والمعارضة
وقد أشعلت تلك التفجيرات الاتهامات المتبادلة بين السلطات البحرينية والمعارضة؛ حيث شدد رئيس الوزراء البحريني خليفة بن سلمان آل خليفة على أن الجناة لن يفلتوا من يد العدالة، مطالبًا بتعزيز الإجراءات الأمنية واتخاذ المزيد من الاحتياطات، وقال: إن البحرين ستظل عصية على الإرهابيين، وإن الحكومة لن تسمح بنشر الفوضى والتخريب والإرهاب وستواجهه بحزم، مؤكدا أن حكومته مسؤولة مباشرة عن حماية المواطنين والمقيمين والجاليات وتوفير الأمان لهم وأنها ستتخذ الإجراءات اللازمة لتحقيق تلك الأهداف.
وأضاف رئيس الحكومة أن من يقف وراء هذه الجرائم الإرهابية فئة ضلت عن جادة الصواب وارتضت أن تكون أيادي سوء ومعاول هدم، في إشارة إلى المعارضة المعروفة بولائها لإيران.
جمعية الأصالة تدين الاعتداء
وقد أدانت جمعية الأصالة الإسلامية -السلفية- التفجيرات، وطالبت وزارة الداخلية بسرعة ضبط الجناة وتقديمهم للعدالة، منتقدة حملة التحريض الممنهج التي تقوم بها المعارضة ومرجعيتها، وما تتضمنه من تشجيع على استهداف رجال الأمن وسحقهم، وقالت: إن الجرائم البشعة تفضح الطبيعة الدموية للمعارضة الطائفية، وخطورتها على البحرين وهويتها وأمنها واستقرارها، وطالبت بتطبيق قانون الإرهاب المعطل.
محاولة نفي التهم
في المقابل قال المسؤول الإعلامي لجمعية الوفاق المعارضة طاهر الموسوي: طبيعة هذه الحوادث ليس لها علاقة بالواقع والصراع السياسي القائم في البحرين»، مشيرًا إلى أن الأماكن التي تحدث فيها الاحتجاجات والتظاهرات بعيدة عن المناطق التي حدثت بها الانفجارات.
وتابع: قد يكون وراء هذه الانفجارات تصفية حسابات مختلفة بين أطراف رسمية؛ حيث يوجد تيارات متشددة في السلطة، تريد تصعيد الحملة الأمنية ضد المعارضة، وطالب الموسوي باستدعاء جهات دولية مستقلة محايدة للتحقيق في تلك الأحداث، كما نفى أن تكون الانفجارات مرتبطة بقرار منع المسيرات في البحرين قبل أسبوع، وقال: الاعتراض على القرار لا يكون بالتفجيرات، بل بكسره وذلك هو ما حدث من خلال 60 مسيرة أهلية، لكن هذا الحادث غريب ونوع جديد لم نعهده في البحرين.
وكان بعض رموز المعارضة الموالية لإيران، قد رفعوا من سقف تصريحاتهم الفترة الماضية، مع العلم أنه تم الشهر الماضي اكتشاف مخبأ سري للأسلحة تحت أحد المساجد التي تنتمي للمعارضة، وهو ما اعتبره مراقبون اتجاهًا منهم نحو التصعيد الخطير ضد النظام البحريني.
اتهام حزب الله
من ناحيتها قالت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام في البحرين سميرة بنت إبراهيم رجب: إن الأدوات والأسلوب الذي جرى استخدامه في هذه التفجيرات تظهر وجود أصابع لتنظيم حزب الله الإرهابي، ونقلت وكالة أنباء البحرين (بنا) عن الوزيرة القول: إن من يقف وراء التفجيرات التي وقعت في منطقتي القضيبية والعدلية، هي ذاتها الجماعات التي مارست هذه العمليات منذ بدء الأحداث التي شهدتها مملكة البحرين، وهذا يتضح من شكل التفجيرات والأدوات المستعملة والقنابل المصنوعة محليًا.
واستهجنت الوزيرة بشدة ما رددته بعض أطراف المعارضة بأن هذه التفجيرات مفتعلة ،وأنها مقدمة لفرض أحكام عرفية، مشيرة إلى أن مثل هذا الكلام أقل من المبتذل وأنهم حتى لا يحترمون أرواح من فقدوا أرواحهم في هذه العمليات.
وأضافت أن هذه المعارضة التي تدعي السلمية أمام الإعلام تمارس أقبح الأدوار وأبشع الجرائم في البحرين اليوم، والشعب البحريني بأكمله بات يعرف أن المعارضة قادرة على فبركة الأكاذيب أمام الإعلام الخارجي، كما اتهمت المعارضة بالعمل ضمن حسابات إقليمية وليست حسابات الداخل.
وأخيرًا: فإن المراقب للأحداث في البحرين يرى أن الأزمة لم تنته بعد، وأن ما يحدث بين الحين والآخر دليل على وجود نيران كثيفة تحت الرماد، وأن المعارضة البحرينية لن تتنازل عن أهدافها التي تغذيها وتنفث فيها قوى خارجية معروفة بعدائها للبحرين وحكومتها بل للمنطقة كلها، فهل ستكون هذه الحادثة بداية لأزمة جديدة أم لسلسلة من الأحداث والتفجيرات؟! سلّم الله البحرين.
سحب جنسيات عدد من المعارضين
وكان من الإجراءات الحاسمة التي قامت بها الحكومة البحرينية سحب جنسيات مجموعة من المعارضة بلغ عددهم 31 معارضًا بحرينيًا بينهم نائبان سابقان ثبت تورطهما في الإضرار بأمن الدولة حسب ما أعلنت وزارة الداخلية البحرينية الأربعاء الماضي.
وذكر بيان الداخلية أنه «استنادا إلى قانون الجنسية الذي يجيز إسقاط الجنسية عمن يتمتع بها إذا تسبب في الإضرار بأمن الدولة، فقد تم إسقاط الجنسية البحرينية عن 31 ناشطا».
لاتوجد تعليقات