رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: هند الشطب 12 سبتمبر، 2019 0 تعليق

استشارات تربوية وأسرية – ابنتاي بدأتا تتخففان من الحجاب


أنا أم لفتاتين يتراوح عمرهما من ٢0 إلى ٢8 ونحن نعيش في بيئة محافظة، لكني لاحظت أن ابنتيَّ بدأتا تتخففان من النقاب ثم إلى الحجاب غير الملتزم، وعند مناقشتهما تقولان إن البنات في العمل والدراسة تخففوا من النقاب والحجاب، وهذا مما يؤلمني؛ إذ إن المناقشة معهن لم تأت بالنتيجة المرجوة؛ فبماذا تنصحينني؟

- أختي الكريمة: إن مسألة الحجاب أمر مفروغ منه، إذ إنه فرض من الله -تعالى- قال الله -تعالى- في كتابه العزيز: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا} (الأحزاب:36)، لكن دعيني أرجع معك قليلا للوراء قبل بلوغ البنات أو في صغرهن، هل حرصت على أن ترغبينهن بالحجاب وتعودينهن عليه، أم كنت فقط تأمرينهن بالحجاب خوفا من المجتمع ومجاراة للجو العام؟

     إن الالتزام بالحجاب هو جزء من التربية الإيمانية القوية الراسخة في النفوس التي لا تتأثر بالمتغيرات السريعة؛ لأنها بنيت بعناية وثبات فلا تتزحزح أو تتغير بسهولة، الكثير من الأهل عندما ترتدي البنت النقاب أو الحجاب لا يوضحون أهمية كونه فرضا لا يناقش، ولا خيار فيه للمؤمنات، وهذا أول خلل يقع من الأهل.

      وكذلك لو نبحث في الأسباب ونسأل كيف صلاتهن؟ هل هناك التزام بها ومداومة عليها، أم أن الأمر أيضا قد انسحب على الصلاة وتخففن منها؟ فأمر كهذا لا يمكن أن يظهر فجأة ودون مقدمات؛ فالتساهل معهن في الصلاة كالتكاسل عنها أو النوم وعدم أدائها في وقتها يعد أول الخلل، ويبنى عليه بقية التصرفات التي ذكرتها، قال -تعالى-: {إن الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا} (النساء:103)، وقال -تعالى-: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} (طه:132)، فهذه الآيات تبين أهمية الصلاة وواجب الأهل تجاه الأبناء في الأمر بها والصبر عليها حتى يلتزموا بها؛ فهل أديت واجبك في أمر بناتك بالصلاة والالتزام بها؟ هل ربطيهن ببيئة إيمانية وصحبة طيبة تساعدهن على الثبات؟ لأن الصحبة لها تأثير كبير على الأبناء، وتتغير أخلاقهم تبعا لها مالم يختر الأهل هذه الصحبة ويتحققوا منها.

لكن أقول لك مازال الأمر بيدك من خلال الخطوات الآتية:

- تكثيف الدعاء لهن بالهداية والاستعانة بالله في إصلاحهن وهدايتهن، قال الله -سبحانه وتعالى-: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (القصص:56).

- لابد من الحوار معهن وتبيين عظم أمر الحجاب من قبل المولى -عزوجل-، وليكن ذلك بالمنطق والمجادلة بالتي هي أحسن.

- إظهار عدم الرضا بهذا  العمل وبيان أنه ليس من شيم المؤمنات، وتذكيرهن بالله وتخويفهن من العقوبة.

-  ترك الكلام معهن لفترة وإظهار الإنكار لهذا الفعل.

-  الاستعانة بصديقات صالحات للتأثير عليهن.

     وبعد بذل تلك الأسباب وتقديم العذر أمام الله فإن الله قد يعذرك، وفيما قلته رسالة لكل أب وأم، لا تلوموا الأبناء على نتائج ما بذرتموه بل ابذروا بنهج صحيح لكي تروا البنات الصالحات اللاتي تقر بهن أعينكم في الآخرة؛ فتربية الأبناء أمانة وسوف تسألون عنها.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك