رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: ناصر نعمه العنيزان 4 يونيو، 2025 0 تعليق

«إحياء التراث» .. عام حافل بالإنجازات 2024 عام الإغاثة والعطاء

  • أرسلت جمعية إحياء التراث عددا من القوافل الإغاثية للمتضررين من الفيضانات والسيول في السودان وقد بلغت عدد السلال الغذائية في القافلة الواحدة أكثر من 1000 سلة
  •  عملت الجمعية على إغاثة المنكوبين من فيضانات السودان وفق خطة إغاثية تشمل ثلاث مراحل: مرحلة (الإغاثة العاجلة) و(مرحلة الإيواء) ومرحلة(توفير عيادات ميدانية ومعينات صحية)
  • نفذت الجمعية حملة إغاثية طبية للمرضى والمحتاجين في إثيوبيا ونفذت العديد من عمليات العيون وكُشف على أكثر من ٨ آلاف مستفيد وصرفت العلاجات والنظارات لهم كما أُجريت 475 عملية جراحية
  •  يعد (مستشفى الكويت) الذي تم تشغيله عام 2015 أول مستشفى خيري في كمبوديا ويحتوي على تخصصات وأقسام طبية متعددة ويعمل على مدار الساعة لعلاج المحتاجين من الأيتام والفقراء هناك
  •  السفير السوداني: ما رأيناه من جهود كويتية لإغاثة السودان هو استمرار للنهج الإنساني الكويتي وسعيها نحو إغاثة المحتاجين ومن يتعرضون لكوارث كونية

تسمية الكويت مركزاً للعمل الإنساني وعلى مستوى العالم من خلال الأمم المتحدة، لم يكن من فراغ، بل هو حق ومستحق للكويت وأهلها؛ لما يقدمونه من خير وعطاء إنساني على مستوى العالم، وخصوصاً في مجال الإغاثة والمبادرة لتقديم المساعدة عند حدوث أي مشكلة إنسانية، أو كارثة كونية، وفي جميع أنحاء العالم، وهذا العطاء كان على جميع المستويات الرسمية والشعبية، وللجمعيات الخيرية الدور البارز في هذا المجال، وهذا ما عكسه نشاط جمعية إحياء التراث الإسلامي في مجال الإغاثة للعام 2024 فقط، ومن واقع تقريرها الإداري.

وقد كان من أبرز ما قدمته الجمعية في هذا المجال ما يلي:

إغاثة السودان

         أرسلت جمعية إحياء التراث عددا من القوافل الإغاثية للمتضررين من الفيضانات والسيول في السودان، وقد وصلت تلك القوافل لأهالي منطقة تنقاسي في السودان المتأثرين بالأمطار والسيول، وقد بلغت عدد السلال الغذائية في القافلة الثانية فقط 1000 سلة تحتوي على العديد من المواد الغذائية الأساسية التي يحتاجها المتضررون من الفيضانات.

         وقد عملت الجمعية على إغاثة المنكوبين من الفيضانات والسيول في السودان وفق خطة إغاثية تشمل ثلاث مراحل، المرحلة الأولى- مرحلة (الإغاثة العاجلة)، من خلال توزيع السلال الغذائية والأدوية العلاجية على المتضررين، ثم المرحلة الثانية- وهي (مرحلة الإيواء) بتوفير الخيام والمساعدة في البناء، ثم يلي ذلك المرحلة الثالثة- وهي (توفير عيادات ميدانية ومعينات صحية) بإذن الله -تعالى-، وقد شهد السودان في عام 2024 فيضانات مفاجئة، ضربت ولايات الشمال، وخلفت خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، بعد أن عانت مناطق شاسعة في البلاد من أمطار وفيضانات، هي الأكبر منذ سنوات طويلة، واجتاحت السيول مناطق ظلت عشرات السنين خارج خريطة المناخ الممطر في البلاد، وفق خبراء في الأرصاد الجوية، وفاقمت الظروف المناخية من سوء أوضاع عشرات آلاف الأسر، وأدت لانتشار الأمراض والأوبئة، مثل الكوليرا.

توفير الدواء والغذاء

         كما شاركت الجمعية مع الجمعيات الخيرية الأخرى بالمبادرة لتوفير الدواء والغذاء لضحايا انتشار مرض الكوليرا هناك؛ استجابة للنداء، بعد أن أعلنت وزارة الصحة السودانية أن ولايتي كسلا والقضارف، في شرق البلاد، هما الأكثر تضررا من وباء الكوليرا؛ نتيجة للأوضاع البيئية السيئة، والماء غير الصالح للشرب، وقد وصل عدد حالات الإصابة بالكوليرا إلى 354 حالة، فيما بلغ عدد الوفيات 22، وقد أطلقت السلطات آنذاك حملة لمعالجة الأوضاع البيئية وتوفير مياه الشرب في المناطق التي ضربها الوباء، إلى جانب حملات لتوعية المواطنين بالاشتراطات الصحية ومتطلبات الوقاية من الوباء.

إشادة السفير السوداني

       وقد أشاد السفير السوداني (عوض الكريم الريح بلة) بجهود الكويت قائلاً: إن «ما نراه من جهود كويتية لإغاثة السودان، هو استمرار للنهج الإنساني الكويتي، وسعيها نحو إغاثة المحتاجين ومن يتعرضون لكوارث كونية، فقد شرعت الكويت في تسيير جسرين، أحدهما جوي، وكان قوامه أكثر من 20 رحلة جوية إلى مطار بورتسودان، ورحلة بحرية لسفينة تحركت من ميناء سفاجا المصري إلى ميناء بورتسودان، وهذه كانت المرحلة الأولى».

حملة إغاثية طبية في إثيوبيا

         كما نفذت جمعية إحياء التراث الإسلامي حملة إغاثية طبية للمحتاجين المرضى في إثيوبيا، فقد نُفذت عمليات العيون في مركز (ذو النورين) التابع للجمعية، وقد اشترك في تنفيذ الحملة جمعية البصر العالمية، وأشرف عليها هناك جمعية الفوز للتنمية والأعمال الخيرية، ويضم مركز ذو النورين التابع للجمعية مركزا للأيتام ومدارس ابتدائية ومتوسطة، وكذلك مركزا صحيا(باسم: شيخة المسلم) -رحمها الله- الذي نفذت فيه هذه الحملة، وتم الكشف فيها على أكثر من ٨ آلاف مستفيد، وصرف العلاجات والنظارات لهم بحسب الحاجة، وبفضل الله ثم بجهود المتبرعين من أهل الكويت الكريم ودعمهم، أُجريت 475 عملية جراحية.

رسالة إلى جمعية إحياء التراث

       وفي تصريح للشيخ: حبيب الرحمن (رئيس مجلس إدارة المركز) قال فيه: هذه رسالة موجهة لجمعية إحياء التراث الإسلامي - فرع شرق أفريقيا من مجمع (ذو النورين) في مدينة (دودولا) بولاية (أروميا) في جمهورية إثيوبيا؛ فهذا المركز الذي أقمتموه هنا قد قام بكل ما ينبغي لخدمة الإسلام والمسلمين، ونحن نقول في هذه الرسالة إلى جمعية إحياء التراث الإسلامي: إن مركز ذو النورين الصحي قد قام بأمانتكم على الوجه الذي تريدونه، فلله الحمد والشكر؛ ونحن إذ نقوم بهذا العمل نشكر جمعية إحياء التراث الإسلامي، ونقول لها: إن كل ما بذلتموه في هذا المركز لم يذهب سدى.

إغاثة سوريا

        وفيما كانت يد العطاء الكويتية تداوي المرضى في أفريقيا، فإن هناك يدا أخرى تقدم العون والإغاثة لأشقائنا من اللاجئين السوريين، سواء في الداخل أم الخارج؛ فقد طرحت الجمعيـة -وضمـن مشاريعهـا لموسـم شتــاء 2024- حملـة إغاثيـة تحت شعــار: (سوريا تحت الصفر)، وهي حملة استهدفت التخفيف من معاناة اللاجئين السوريين في ظل الانخفاض الكبير في درجات الحرارة في فصل الشتاء، كذلك الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها اللاجئون والمهجرون السوريون والفقراء ممن لا يجدون المسكن المناسب، وقد ركزت الحملة على توفير المواد الغذائية ومواد التدفئة والملابس المناسبة لاتقاء شدة البرودة، وكذلك الخيام ومستلزماتها، والإغاثة الطبية للاجئين والمهجرين والفقراء.

       كما قدمت الجمعية المساعدات لـ (7) آلاف أسرة سورية لاجئة في كل من لبنان والأردن وتركيا، وقُدمت المساعدات العاجلة كذلك لصالح (6) آلاف نسمة في منطقة (عرسال) على الحدود السورية اللبنانية، التي تعد من أكثر المناطق تأثراً بانخفاض درجة الحرارة، وتشهد كثافة كبيرة في نزول الثلوج.

إغاثة غزة

        وقد كان من أبرز الحملات الإغاثية في العام 2024 الحملة التي نفذتها دولة الكويت لإغاثة الأشقاء في غزة؛ حيث نفذت جسراً جويا شاركت فيه جمعية إحياء التراث وجميع الجمعيات الخيرية الكويتية لتوفير الأدوية ومواد الإغاثة الضرورية، وقد بدأ التنفيذ بتوزيع وجبات الطعام على النازحين سواء في مراكز الإيواء أم العائدين إلى منازلهم المتضررة، إضافة إلى توزيع السلال الغذائية المتكاملة التي احتوت على المواد الغذائية الأساسية، إضافة إلى اللحم والخبز والخضار، وتوزيع القسائم الشرائية لأصحاب المنازل المدمرة كليا بقيمة 100 دولار لكل أسرة بما يشمل محافظات قطاع غزة الخمس، وذلك وفقاً للبيانات التي توفرها لجان الحصر والجهات ذات العلاقة، مشيراً إلى توزيع آلاف علب الحليب وحفاضات الأطفال بتزامن للمتضررين.

         كما حظي القطاع الصحي بسلسلة مشاريع مهمة تلبي الاحتياجات العاجلة، كان في مقدمتها توزيع السولار على مجموعة من المستشفيات والمراكز الصحية لتشغيل مولدات الكهرباء للمساهمة في ضمان استمرار التيار الكهربائي، كما تم توفير مجموعة من الأجهزة والمعدات والمستهلكات الطبية الطارئة، علاوة على توزيع خزانات المياه للبيوت المتضررة.

إغاثة اليمن

        وفي اليمن؛ حيث الأوضاع الإنسانية الصعبة جدا؛ بسبب الحرب الأهلية هناك، وانعدام الخدمات الإنسانية، استمرت لجنة العالم العربي التابعة للجمعية بتوزيع الإغاثات الإنسانية على الأسر المحتاجة؛ حيث وُزعت السلة الغذائية الإغاثية على المحتاجين في محافظات حضرموت وتريم، بالتعاون مع مؤسسة الضمير الخيرية باليمن وبرعاية وكيل محافظة حضرموت.

مستشفى الكويت في كمبوديا

         وعلى الطرف الآخر من العالم، استمرت لجنة جنوب شرق آسيا بتنفيذ حملاتها الإغاثية، وخصوصًا في مجال الإغاثة الطبية؛ حيث تُرسل فرق طبية كويتية لمعالجة المرضى هناك، ومن ذلك فريق طبي كويتي عالج مئات الحالات من الأيتام والفقراء داخل (مستشفى الكويت) في كمبوديا، ضمن رحلة خيرية نظمتها جمعية إحياء التراث الإسلامي، وعمل الفريق الطبي التطوعي المكوّن من سبعة أطباء من المتخصصين بطب وجراحة الأسنان هم: د. أحمد الشراد، ود. وأنور الشمري، ود. وفيصل الصليلي، ود. وبصيص العجمي، ود.عبدالله الكندري، ود.أيوب الكندري، ود. عبدالوهاب النومس، عمل هذا الفريق على رسم الابتسامة على وجوه المحتاجين هناك؛ فأجروا عمليات جراحية عاجلة، شملت خلعاً، وعلاج اللثة، وتركيب الحشوات وغيرها، ويعد (مستشفى الكويت) الذي تم تشغيله عام 2015 أول مستشفى خيري في كمبوديا، ويحتوي على تخصصات وأقسام طبية متعددة، ويعمل على مدار الساعة لعلاج المحتاجين من الأيتام والفقراء هناك.

الجهود الطبية في كمبوديا

       وعن جهود الجمعية الطبية في مملكة كمبوديا، فإنها بدأت في عام 2008 في مختلف القرى في كمبوديا، واستمرت هذه المخيمات إلى عام 2012، عندها طُرحت فكرة إنشاء مستشفى خيري في كمبوديا يحمل اسم الكويت، وبالفعل تمت مشاركة العديد من الجهات الرسمية في الدولة في إنشاء المستشفى وتجهيزها، مثل: جمعية إحياء التراث الإسلامي، وبيت الزكاة، وجمعية صندوق إعانة المرضى، وبدأ التشغيل الفعلي للمستشفى في عام 2015، ويضم المستشفى العديد من العيادات الخارجية وعيادات الأسنان وغرفة للعمليات والولادة والرعاية الحرجة.

مخيمات الأسنان العلاجية

        انطلقت بعد ذلك فكرة إقامة مخيمات الأسنان العلاجية في المستشفى عام 2019، وقُدم فيها -بفضل الله عز وجل- مختلف علاجات الأسنان الأساسية والضرورية، مثل: خلع الأسنان والحشوات وتنظيف الأسنان، وعيادة علاج العصب، وعولجت تقريبا 700 حالة من حالات الأسنان، وقُدمت بعض الإرشادات الصحية للرعاية بالأسنان.

فيضانات البوسنة

        وعلى أطراف القارة الأوربية عانت جمهورية البوسنة من فيضانات عارمة، تسببت بوفاة العديد من الأشخاص وتدمير المنازل؛ مما حدا بالجمعيات الخيرية وعلى رأسها جمعية إحياء التراث الإسلامي بتقديم العون والمساعدة، وذلك بعد ورود نداء من منطقة (يابلانيتسا) في دولة البوسنة والهرسك وهي من إحدى المناطق التي أصابتها الفيضانات هناك، وأدت لانهيار أرضي أضر بكثير من المنازل ومسجد المنطقة الذي غرق بالكامل، وأصبحت الطرق غير صالحة والبلدة معزولة بالكامل، وبحسب الإحصائيات تسببت الفيضانات بوفاة 20 شخصًا، وفقدان 50 شخصًا، وأصابت الفيضانات مدنا عدة في البوسنة والهرسك، نتج عنها دمار كبير، وغرْقُ كثير من البيوت تحت الماء، فأصبح الناس بلا مأوى ومشردين في الطرقات.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك