
إحياء التراث تشارك في الحملة الوطنية الثالثة لسداد ديون الغارمين بمبلغ 100 ألف دينار كويتي
- قامت الجمعيات الخيرية بجمع التبرعات عبر روابطها الخاصة مع الالتزام بمعايير صارمة في تحديد المستفيدين لضمان العدالة في التوزيع
- أبرز الجهات الداعمة التي استجابت لدعوة إحياء التراث سمو الشيخ سالم العلي الصباح رحمه الله وكذلك جموع المحسنين الكرام فضلا عن الدور البارز الذي تم من خلال مشروع سباق الخير
- العيسى: إحياء التراث تبرعت بأكثر من 2.5 مليون دينار منذ عام 2019 وكان لها دور بارز في الإفراج عن مئات المعسرين من الغارمين والغارمات الكويتيين ليعيشوا في أمان مع أبنائهم
- بلغت حصيلة التبرعات 13 مليون دينار تقريبًا أسهم بها 20 ألفًا و780 متبرعًا بينما سجّل أكثر من 7 آلاف غارم طلباتهم عبر منصة المساعدات المركزية
- جاءت الحملة الوطنية الثالثة لسداد ديون الغارمين تلبية للتوجهيات السامية لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه واستمرارًا لنهج الكويت في دعم المواطنين المتعثرين
- موقف الإسلام من الغارمين موقف فريد رائع لأنه يعلم أبناءه الاعتدال والاقتصاد في حياتهم حتى لا يلجؤوا إلى الاستدانة
- ليس كل الغارمين مستحقين للزكاة بل هناك شروط واجب تحققها منها أن يكون دَينهُ في أمر مباح أي لحاجة الإنفاق على أسرته أو بسبب الخسارة في التجارة أو بسبب مصيبة أو كارثة
أسهمت جمعية إحياء التراث الإسلامي في دعم الحملة الوطنية للغارمين، بمبلغ 100 ألف دينار كويتي، وذلك مساهمة منها في تخفيف معاناة معاناتهم، وتعزيز روح التكافل؛ فمساعدة الغارمين من أعظم أبواب الخير، ولها مكانة عالية في الإسلام الذي حث على إيصال النفع للآخرين بقدر المستطاع، وبهذه المناسبة صرَّح رئيس الجمعية الشيخ طارق العيسى أن الحملة الوطنية التي أطلقتها وزارة الشؤون الاجتماعية مؤخرًا لمساعدة الغارمين الكويتيين على سداد ديونهم تجربة ناجحة، من شأنها أن تسهم في التفريج عن مئات المعسرين من الغارمين والغارمات الكويتيين ليعيشوا في أمان مع أبنائهم.
أكثر من 2.5 مليون دينار
وأشار العيسى إلى أنَّ الجمعية أطلقت -منذ عام 2019- العديد من المبادرات، التي أسهمت في الإفراج عن مئات المعسرين من الغارمين والغارمات ليعيشوا في أمان مع أبنائهم، وقد بلغ إجمالي مساهمات الجمعية منذ ذلك التاريخ أكثر من 2.5 مليون دينار، قدمتها الجمعية للغارمين الكويتيين بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية قيامًا بدورها في المسؤولية المجتمعية والعمل الخيري الإنساني.أبرز الجهات الداعمة
وأضاف العيسى أن أبرز الجهات الداعمة التي استجابت لدعوة الجمعية-آنذاك- سمو الشيخ سالم العلي الصباح -رحمه الله-، وكذلك جموع المحسنين الكرام، فضلا عن الدور البارز الذي تم من خلال مشروع سباق الخير، وقد بلغ عدد المستفيدين آنذاك 2295 غارمًا من الكويتيين، مؤكدًا حرص الجمعية على زيادة عدد المشاريع الموجهة إلى داخل الكويت بمساعدة الفقراء والمساكين وأصحاب الحاجات.توجيهات القيادة السامية
وكانت وزارة الشؤون الاجتماعية قد أطلقت الحملة الوطنية الثالثة لجمع التبرعات لصالح سداد ديون الغارمين من المواطنين، بتاريخ 14 مارس 2025، واستمرت لمدة شهر؛ عملاً بقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «من فرّج عن مؤمن كربةً من كرب الدنيا، فرّج الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسرٍ، يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه»، وتلبية للتوجيهات السامية لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح -حفظه الله ورعاه-، بتسخير الإمكانيات والجهود كافة لتعزيز قيم التكافل الاجتماعي، والسعي نحو توطين العمل الخيري من خلال إشراك الأفراد والجهات الخيرية والحكومية والخاصة في ابتكار حلول مستدامة لمعالجة مختلف أنواع الأزمات الإنسانية، ومنها مساعدة الغارمين عبر تقديم الدعم والمساندة اللازمة لهم، بما يسهم في إعادة تأهيلهم ماليا واجتماعيا، ويعكس هذا الجهد الإنساني وذلك التزام المجتمع بمسؤوليته تجاه الفئات الأكثر احتياجًا، وترسيخًا لمبدأ التضامن والتكاتف في بناء مجتمع أكثر عدلاً وإنسانية.الالتزام بمعايير صارمة
وقد قامت الجمعيات الخيرية بجمع التبرعات عبر روابطها الخاصة، مع الالتزام بمعايير صارمة في تحديد المستفيدين لضمان العدالة في التوزيع؛ حيث يُشترط أن يكون المستفيد مواطناً كويتياً متعثراً في سداد التزامات مالية غير جنائية، مع تقديم ما يثبت عدم قدرته على السداد بوثائق رسمية، كما سيتم توجيه المساهمات مباشرة إلى الجهات المعنية لسداد المديونيات، سواء من خلال إدارة التنفيذ المدني بوزارة العدل لمن عليهم إجراءات تنفيذية مثل منع السفر وحجز المركبات والرواتب، أو عبر الإدارة العامة لتنفيذ الأحكام الجنائية بوزارة الداخلية بالنسبة المواطنين الغارمين المودعين بالمؤسسات الإصلاحية، لضمان تنفيذ الإجراءات القانونية وفق أعلى درجات الشفافية.لن تشمل الحملة المعاملات غير شرعية
وأكدت وزارة الشؤون الاجتماعية أن الحملة لا تشمل الديون الناشئة عن معاملات غير شرعية أو محظورة، كما لن يتم سداد المديونيات المتعلقة بشركات الاتصالات أو الجهات التمويلية غير الرسمية «التمويل بالباطن» باعتبارها لا تندرج ضمن الأولويات الإنسانية، معلنة استبعاد المواطنين الذين سبق لهم الاستفادة من حملات الغارمين السابقة، بالتنسيق بين وزارة العدل والجمعيات المشاركة، لضمان توزيع المساعدات بعدالة.التقديم للاستفادة من الحملة
كما أعلنت الوزارة أنَّ التقديم للاستفادة من الحملة هذا العام من خلال «منصة المساعدات المركزية» دون الحاجة إلى مراجعة الوزارة، وبينت أن التسجيل في الحملة لا يزال مستمرا بكل شفافية، وذلك بعد رفع المستفيد جميع الأوراق والمستندات المطلوبة، ومن ثم تُدرس الحالات باستفاضة للتأكد من استحقاقها، وتحقيقها ضوابط واشتراطات الصرف».أكثر من ١٣ مليون دينار حصيلة التبرعات
ووفقاً للأرقام الرسمية المعلنة، فقد اختتمت الحملة يوم الاثنين الماضي 14 أبريل 2025، وقد بلغت حصيلة التبرعات إجمالي التبرعات (13٫726٫682٫31 د.ك)، وبلغ عدد المتبرعين: (21843 متبرعًا)، بينما سجّل أكثر من 7 آلاف غارم، طلباتهم عبر منصة المساعدات المركزية للاستفادة من الحملة، وأكدت مصادر في وزارة الشؤون الاجتماعية أن عملية فرز الطلبات ستبدأ مباشرة بعد انتهاء الحملة؛ حيث ستُدرس كل حالة بدقة وفق الشروط والضوابط المُعلنة، وفي مقدمتها أن يكون المتقدم كويتياً تعثّر وفقاً لشروط محددة في سداد التزامات مالية، على أن يرفق المستندات التي تثبت ذلك، وأشارت المصادر إلى أنه تم تكوين 6 فرق عمل، يضم كل واحد نحو 10 مختصين يمثلون جهات حكومية ومدنية، كوزارة الشؤون، والشؤون الإسلامية، وبيت الزكاة، والأمانة العامة للأوقاف، إضافة إلى اتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية الكويتية؛ حيث ستتولى هذه الفرق دراسة الطلبات المُحالة من المنصة المركزية وتقييم مدى استحقاقها.هدي الإسلام في التعامل مع الغارمين
الغُرم لغةً هو الدَين، والغارمون هم المدينون الذين عليهم الدَين، وكلمة الغَرم في اللُّغة تعني اللُّزومِ، ومنه جاء قوله -تعالى-: {إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا} (الفرقان: 65)، أي عذابًا لازمًا، وقيل أيضًا: الغُرمُ مِن الخسران، وكأنَّ الغارِمَ هو الذي خسِرَ مالَه. أما الغارم شرعًا: فهو المَدينُ العاجزُ عن وفاء دَينِه، وله سهم من أسهم الزكاة بحسب الشروط التي سترد معنا لاحقًا، وقد ورد ذكر الغارم في القرآن الكريم في الآية التي فصّلت الفئات المستحقة للزكاة وذلك في قوله -تعالى-: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (التوبة: 60).أنواع الغارمين
هناك نوعان أساسيان للغارمين على النحو الآتي:- غارم لمصلحة نفسه: أي الذي استدان المال من أجل النفقة على نفسه ومن يعول، في شراء الطعام والشراب والملبس والعلاج وتكاليف المعيشة.
- غارم لمصلحة الآخر: أو لمصلحة المجتمع، أي الذي استدان المال لأداء منفعة عامة كإصلاح بين متخاصمين، أو إيقاف فتنة أو دفع ديّة.
الغارمون المستحقون للزكاة
ليس كل الغارمين مستحقين للزكاة، بل هناك شروط واجب تحققها، ومن شرط استحقاق الزكاة للغارم ما يلي: - أن يكون مسلمًا. - ألا يكون من آل البيت. - أن يكون دَينهُ في أمر مباح، أي لحاجة الإنفاق على أسرته، أو بسبب الخسارة في التجارة أو بسبب مصيبة أو كارثة. أما في حال كان سبب الدَين أمرًا محرَّمًا مثل القمار أو شراء الخمور مثلاً فإنّهُ لا يُعطى من الزكاة، وكذلك الأمر في حال كان دَين الغارم بسبب الإسراف أو التبذير فإنه لا يعطى من الزكاة على حساب بقية الفئات وهذا ما ذهب إليه المالكية.فضل سداد دين الغارم
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «مَن نَفَّسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، وَمَن يَسَّرَ علَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عليه في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَن سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ» (مسلم - 2699)، وعلى ضوء هذا الحديث الشريف فإن سداد الدَين عن الغارم فيه من الفضائل منها: تنفيس كربة من كرب الآخرة عن المسدد للدَين؛ لأنه نفّس كربة دنيوية عن الغارم، ونيل التيسير من رب العالمين، لأنه يسّر على مُعسر وسدد عنه الدَين، والستر من الله في الدنيا والآخرة، لأنه ستر مسلماً غارماً عن الفضيحة أو الإشهار أو السجن، والمعونة من الله طالما كان المسلم معيناً لإخوانه بمن فيهم الغارمين.شروط إعطاء الغارم لنفسه
النوع الأول من الغارمين هو الذي يستدين في مصلحة نفسه، كأن يستدين في نفقة كسوة، أو زواج، أو علاج مرض، أو بناء مسكن، أو شراء أثاث، أو تزويج ولد، أو أتلف شيئًا على غيره خطأ أو سهوًا أو نحو ذلك، روى الطبري عن أبي جعفر -ونحوه عن قتادة-: الغارم: المستدين في غير سرف، ينبغي للإمام أن يقضي عنهم من بيت المال، فهذا النوع يعطى ما يقضي به دينه بشروط:أن يكون في حاجة إلى ما يقضي به الدين
فلو كان غنيًا قادرًا على سداده بنقود أو عروض عنده لم يعط من الزكاة، ولو وجد ما يقضي به بعض الدين أعطي بقدر ما يقضي به الباقي فقط، ولو لم يملك شيئًا وقدر على قضائه بالعمل والكسب أعطي أيضًا؛ لأنه لا يمكنه قضاؤه إلا بعد زمن وقد يعرض ما يمنعه من قضائه، وهذا بخلاف الفقير فإنه يحصل على حاجته بالكسب في الحال. واشتراط حاجة المستدين إلى ما يقضي به الدين، ليس معناها أن يكون صفر اليدين لا يملك شيئًا، فقد صرح العلماء بأنه لا يعتبر المسكن والملبس والفراش والآنية، وكذا الخادم والمركوب -إن اقتضاهما حاله- بل يقضي دينه وإن ملكها. ولو كان للمستدين مال لو قضى منه دينه لنقص ماله عن كفايته، ترك له ما يكفيه، وأعطي ما يقضي به الباقي، والمراد بالكفاية عند الشافعية: الكفاية السابقة، وهي كفاية العمر الغالب فيما يظهر، ثم إن فضل معه شيء صرفه في دينه وتمم له باقيه.أن يكون قد استدان في طاعة أو أمر مباح
أما لو استدان في معصية كخمر وزنًا وقمار ومجون، وغير ذلك من ألوان المحرمات فلا يعطى، ومثل ذلك إذا أسرف في الإنفاق على نفسه وأهله ولو في الملاذ المباحة؛ فإن الإسراف في المباحات إلى حد الاستدانة حرام على المسلم. قال -تعالى-: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (الأعراف: 31). وإنما لم يعط الغارم في المعصية؛ لأن في إعطائه إعانة له على معصية الله، وإغراء لغيره بمتابعته في عصيانه، وهو متمكن من الأخذ بالتوبة، فإذا تاب أعطي من الزكاة؛ لأن التوبة تجب ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، واشترط بعض الفقهاء: أن تمضي عليه مدة بعد إعلان توبته يظهر فيها صلاح حاله واستقامة أمره، وقال آخرون: يكفي أن يغلب على الظن صدقه في توبته، فيعطى وإن قصرت المدة.أن يكون الدين حالاًّ
فإن كان مؤجلاً فقد اختلف فيه: قيل: يعطى؛ لأنه يسمى غارمًا، فيدخل في عموم النص، وقيل: لا يعطى؛ لأنه غير محتاج إليه الآن، وقيل: إن كان الأجل يحل تلك السنة أعطي، وإلا فلا يعطى من صدقات تلك السنة.أن يكون شأن الدين مما يحبس فيه
فيدخل فيه دين الولد على والده، والدين على المعسر، ويخرج دين الكفارات والزكاة؛ لأن الدين الذي يحبس فيه ما كان لآدمي، وأما الكفارات والزكوات فهي لله، هذا ما ذكره المالكية. ولم يشترط كل الفقهاء هذا الشرط، والحنفية يعدون الزكاة من الديون التي لها مطالب من جهة العباد، وهو الإمام.كم يعطى الغارم لمصلحة نفسه؟
يعطى الغارم لمصلحته قدر حاجته، وحاجته هنا: هي قضاء دينه، فإن أعطي شيئًا فلم يقض الدين منه، بل برأه منه الدائن، أو قضاه عنه غيره، أو قضاه هو من غير مال الزكاة، فالصحيح أنه يسترجع منه، لاستغنائه عنه، وسواء أكان الدين قليلاً أم كثيرًا، فإن المطلوب سداده عنه، وتفريغ ذمته منه.روعة الإسلام في موقفه من الغارمين
موقف الإسلام من الغارمين والمستدينين بصفة عامة موقف فريد رائع؛ لأنه يعلم أبناءه الاعتدال والاقتصاد في حياتهم حتى لا يلجؤوا إلى الاستدانة، فإذا اضطرت المسلم ظروف الحياة إلى الاستدانة وعجز عن أداء الدين كله أو بعضه مع دلائل تصميمه على الوفاء فإن الدولة تتدخل لإنقاذه من نير الدين الذي يقصم الظهور، ويذل أعناق الرجال، ولهذا قيل: «الدين هم بالليل ومذلة بالنهار» وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يستعيذ منه ويقول: «اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين وغلبة العدو وشماتة الأعداء»، ذلك هو هدي الإسلام في التعامل مع الغارمين، فشريعة غير الإسلام تنص في صلب أحكامها على سداد الديون عن المدينين، وتجعل ذلك فريضة من الله -سبحانه وتعالى-.هدفان كبيران
إن الإسلام بهذا التشريع العظيم وحثّه على مساعدة الغارمين من مال الزكاة، قد حقق هدفين كبيرين:- الأول: يتعلق بالمدين الذي أثقله الدين، وركبه من أجله هم الليل وذل النهار، وأصبح معرضًا بسببه للمطالبة والمقاضاة والحبس وغير ذلك، فالإسلام يسدد دينه ويكفيه ما أهمه.
- الثاني: يتعلق بالدائن الذي أقرض صاحب الدين، وأعانه على مصلحته المشروعة، فالإسلام حين يساعد على الوفاء بدينه، يشجع أبناء المجتمع على أخلاق المروءة والتعاون والقرض الحسن، وبهذا تسهم الزكاة من هذا الجانب في محاربة الربا.
د. الحويلة: توطين العمل الخيري ركيزة أساسية في نهج الدولة
من جانبها لفتت وزيرة الشؤون الاجتماعية وشؤون الأسرة والطفولة د. أمثال الحويلة إلى أن توطين العمل الخيري يمثل إحدى الركائز الأساسية في نهج الدولة؛ لتعزيز التكافل الاجتماعي وتنظيم المساعدات الإنسانية وفق آلية مؤسسية، تضمن الشفافية والعدالة في التوزيع، مشيرة إلى أن حوكمة العمل الخيري عبر أنظمة إلكترونية موحدة تسهم في القضاء على العشوائية، وتعزز الاستفادة القصوى من الموارد المتاحة، بما يحقق الأثر المطلوب في دعم الفئات المستحقة، مبينة أن تبني هذا النهج يرسخ مفهوم الاستدامة في العطاء، من خلال إنشاء قاعدة بيانات دقيقة للمستفيدين وربط المبادرات الخيرية بالخطط التنموية الوطنية، لضمان وصول الدعم إلى مستحقيه الفعليين وفق معايير واضحة.دور إنساني نبيل تتبناه وزارة الشؤون بالتعاون مع المؤسسات الخيرية
قال رئيس جمعية إحياء التراث الإسلامي الشيخ/ طارق العيسى: إن هذا الدور الإنساني النبيل، الذي تتبناه وزارة الشؤون وتنفذه الجمعيات الخيرية المشهود لها بالكفاءة والنزاهة، يعكس روح التكافل الاجتماعي التي يتميز بها المجتمع الكويتي، ويجسد القيم الأصيلة المستمدة من تعاليم ديننا الحنيف، الذي حثّ على تفريج الكرب، وقضاء الدين، ورفع المعاناة عن المحتاجين، ولا شك أن هذه المبادرة سيكون لها أثر بالغ في إعادة الاستقرار لكثير من الأسر، وتمكينهم من العودة للحياة الكريمة دون أثقال مالية أو نفسية، وإننا إذ نثمّن هذا الدور الريادي الذي تقوم به وزارة الشؤون، نؤكد التزام جمعية إحياء التراث الإسلامي، بواجبها الإنساني والاجتماعي في دعم الفئات المتعثرة والأسر المتعففة في المجتمع، وفي مقدمتها فئة الغارمين، الذين أثقلتهم الديون وأعاقتهم الظروف عن الوفاء بالتزاماتهم، مع مراعاة الضوابط الشرعية والاجتماعية، لضمان وصول المساعدات لمستحقيها بأقصى درجات العدالة والشفافية.الآثار المترتبة على سداد دين الغارمين
- الحفاظ على كرامة الغارم من ذل السؤال من ناحية، ومن ذل السجن إن ترتب على دَينه المتراكم حكم قضائي. - إعانة الغارم على سدادِ دَينه بالحلال، ومنعه من اللجوء إلى الطرائق المحرمة أو غير المشروعة لسداد ديونه، ما يترتب عليه ضرر أكبر. - شعور الغارم بالطمأنينة والسكينة، وتحصينه من المشكلات والضغوط النفسية المتولدة عن التزام الدَين، ومن ثم ينال الهدوء والتركيز اللازم لإعادة بناء حياته من جديد. - حفظ عائلة الغارم من شظف العيش أو من المشكلات الاجتماعية والنفسية التي قد يعيشونها بسبب الدَين المتراكم على معيل الأسرة. - بناء نظام ضمان وتكافل اجتماعي، ونشر المحبة والتآخي بين أفراد المجتمع.
لاتوجد تعليقات