رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر السياسي 25 أبريل، 2016 0 تعليق

أوباما في السعودية.. رسالة تطمين أم اعتذار

المسؤول السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية: رغم كل الاختلافات، السعودية وأمريكا لن ينفصلا؛ فنحن نحتاج إلى بعضنا البعض

الزيارة وسيلة للرئيس الأمريكي لإنقاذ التحالفات التي تضررت عدم تحركه في سوريا و إبرامه الاتفاق النووي مع إيران

 

أثارت زيارة الرئيس الأمريكي أوباما للمملكة العربية السعودية الكثير من التكهنات والتساؤلات؛ من حيث توقيتها وأهدافها؛ حيث تمر العلاقة بين واشنطن ودول المنطقة بأصعب فتراتها، في ظل وجود خلافات حول تقييم ما تصفه دول الخليج بأنها سياسات تعمل على زعزعة استقرار الشرق الأوسط، كذلك الاتهامات الخطيرة تجاه المملكة من قبل أوباما في حواره لمجلة (أتلنتك).

وقد أرجع بعضهم أن هذه التصريحات سبب رئيس لقدوم أوباما إلى السعودية وتقديم اعتذاره عنها حسب صحيفة (الواشنطن بوست) قائلة: إنها زيارة اعتذار.

استقبال لم تسلط عليه الأضواء

     ولم تسلط الأضواء على استقبال أوباما في الرياض؛ حيث لم ينقله التلفزيون السعودي على الهواء مباشرة على عكس زيارات سابقة، كما أن الذي استقبل أوباما في مطار العاصمة الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز -أمير منطقة الرياض- وعادل الجبير -وزير الخارجية- وذلك بعد قليل من بث التلفزيون السعودي استقبال الملك سلمان لزعماء قمة الخليج؛ وقد عبر مسؤول أمريكي عن هذا الموقف قائلاً: إن غياب الملك سلمان عن الاستقبال فور الوصول لم يُنظر إليه كإهانة، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي نادرًا ما يستقبل الزعماء الأجانب في المطار فور وصولهم إلى الولايات المتحدة.

     وتأتي زيارة أوباما إلى المملكة في ذلك الجدل الذي أثاره الكشف عن تهديد المملكة العربية السعودية بسحب أصول تقدر بمليارات الدولارات من الولايات المتحدة، إذا أقر الكونغرس مشروع قانون آخر يدرسه حاليًا ويسمح لعائلات ضحايا هجمات 11 سبتمبر وعمليات إرهابية أخرى بملاحقة حكومات أجنبية قضائيا.

من جانبه، قال بروس ريدل الخبير في معهد (بروكنغز) للأبحاث والمسؤول السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية: إنه رغم كل الاختلافات، السعودية وأمريكا لن ينفصلا، مضيفا: نحتاج إلى بعضنا بعضا. 

     وللمرة الرابعة يزور أوباما السعودية على أمل طمأنتها وحلفاء خليجيين آخرين بالتزام واشنطن بأمنهم، لكن زيارته خيم عليها استياء دول الخليج العربية من نهجه تجاه المنطقة، بحسب (رويترز)؛ حيث عبر معظم القادة الخليجيين عن خيبة أملهم العميقة حيال عهد أوباما، وعدوه فترة انسحبت فيها الولايات المتحدة من المنطقة؛ مما منح إيران فرصة لتوسيع نفوذها، وبحسب رويترز التي نقلت بيان البيت الأبيض، الذي جاء فيه إن الزعيمين تبادلا وجهات النظر بشأن سلسلة من الصراعات الإقليمية وبحثا أيضًا المخاوف الأميركية بخصوص قضايا حقوق الإنسان في المملكة.

أنشطة إيران تخيم على المحادثات

وقال البيت الأبيض في بيانه: ناقش الرئيس والملك التحديات التي تشكلها أنشطة إيران في المنطقة، واتفقا على أهمية وجود نهج شامل لنزع فتيل التوترات بالمنطقة.

وأشاد أوباما بتعهد الملك سلمان بشأن المساعدات الإنسانية لليمن بعد الحملة العسكرية التي تقودها المملكة ضد الحوثيين، وتحدث أيضًا عن ضرورة مساعدة مناطق في العراق تضررت من القتال مع تنظيم (داعش).

وذكر البيت الأبيض أن الزعيمين تحدثا أيضًا عن ضرورة تعزيز اتفاق وقف الاقتتال بين الحكومة السورية وقوات المعارضة، وعبرا عن تأييدهما للانتقال السياسي في البلد الذي مزقته الحرب.

الزيارة من وجهة نظر أمريكية

     من ناحية أخرى أكد عدد من الخبراء الأمريكيين في شؤون مجلس التعاون الخليجي أن زيارة أوباما للسعودية تأتي في توقيت مهم، في ضوء ما شهدته العلاقات الإستراتيجية بين الإدارة الأمريكية الحالية ودول الخليج في الآونة الأخيرة من مستوى متذبذب يبعث على القلق.

     وفي هذا السياق رأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج تاون (ناثان براون) أن الزيارة بالغة الأهمية وتمثل إشارة إلى أن الرئيس أوباما لا يزال يرغب في الحفاظ على مستوى معين من الشراكة الاستراتيجية مع دول المجلس، وقال: إن علاقة إدارة الرئيس أوباما مع معظم دول مجلس التعاون الخليجي كانت هزيلة مقارنة بالعلاقة التي أرستها الإدارات الأمريكية السابقة.

وعد (براون) -وهو مؤلف ستة كتب عن السياسات العربية- أن من الواضح أنه لا تزال هناك اختلافات كبيرة بين معظم دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة حول إيران.

إنقاذ التحالف

من جهته ذكر أندرو بيك وهو -باحث في النزاعات والتحول السياسي في الشرق الأوسط وإيران- أن الزيارة تشكل وسيلة للرئيس الأمريكي لإنقاذ التحالفات التي أضر بها كثيرًا من خلال عدم تحركه في سوريا وأيضا الاتفاق النووي مع إيران.

     وأضاف بيك الذي عمل مستشارًا لبعض أعضاء مجلس الشيوخ في شؤون سياسات الشرق الأوسط وكذلك قائدًا للقوات الأمريكية وحلف شمالي الأطلسي (ناتو) في أفغانستان الجنرال (جون ألن) أن كل دول مجلس التعاون الخليجي تشكك في التزام الرئيس أوباما بدعمها ضد إيران، وهي محقة في ذلك.

وأوضح أن الرئيس يقول لهم: إن الالتزام الأمريكي بالاستقرار في منطقة الخليج لا يزال قويا، لكنهم لن يحصلوا على 100 بالمئة من الدعم الأمريكي في النزاعات الإقليمية.

     وانتقد بيك أيضًا سياسة الإدارة الأمريكية حيال (داعش) التي حققت تقدما بطيئا للغاية؛ لأن أوباما لم يتمكن من الحصول على الدعم غير المشروط (من جميع الدول العربية) على الأرض في سوريا؛ لأنه تراجع عن إسقاط بشار الأسد، ولفت إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي تشعر بالقلق إزاء اليوم الذي سيلي القضاء على (داعش) عندما ستغادر الولايات المتحدة، وسيكون الأسد فاز في حربه الأهلية.

يجب أن تكون إيجابية

     وعن الزيارة تحدث أيضًا مدير برنامج الخليج وسياسات الطاقة في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى (سايمون هندرسون) قائلا: إنه يجب أن تكون الزيارة إيجابية جدًا، وهناك سؤال يُطرح، عما إذا كان أوباما يريد فعلا إصلاح العلاقة، وقال هندرسون في مقال له بمجلة (ذي أتلانتيك) حول التدخل الإيراني في المنطقة بالوكالة بواسطة جماعات مختلفة: إن الرئيس أوباما أراد أن يقلل من أهمية هذا التدخل في الصيف الماضي (خلال زيارة قادة دول مجلس التعاون الخليجي إلى كامب ديفيد في مايو 2015) وأنه يريد أن يقلل منه الآن أيضا.

وكان مستشار بارز للرئيس الأمريكي حول الشرق الأوسط قال الأسبوع الماضي حول الزيارة: أعتقد أنكم ستلاحظون أنه تم إحراز تقدم، وأنه سيكون هناك تعاون أعمق بكثير بيننا وبين دول مجلس التعاون الخليجي.ش

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك