أكثر من 120 اعتداء على المسجد الأقصى تحت غطاء المفاوضات-القدس تتعرض لحملة تهويد مكثفة تهدف تغيير واقعها وتحويلها إلى مدينة ذات طابع يهودي
الباحث بالشأن الفلسطيني الأستاذ عيسى القدومي:
تشهد مدينة القدس المحتلة حملة تهويد مكثفة ومتسارعة لم تشهدها من قبل، وهذه الحملة تهدف إلى تغيير واقع المدينة لتحويلها إلى مدينة ذات طابع يهودي، وترادفت معها إجراءات وممارسات تطهير عرقي شديد العنصرية؛ لعزل القدس عن محيطها العربي وعن بقية أجزاء الضفة الغربية، وخلال هذا العام ازدادت وتيرة مصادرة الأراضي وإقامة المغتصبات، وهدم المنازل، والاستيلاء على البيوت، وإحكام دائرة الجدار العنصري حول القدس، وجلب اليهود من شتى أنحاء العالم، وإقامة المتاحف والكنس وفتح الأنفاق، وكأنهم في سباق مع الزمن، وحول هذا الموضوع نحاول أن نستوضح من الأستاذ عيسى القدومي الباحث المتخصص بالشأن الفلسطيني والصراع مع اليهود، الخلفيات التاريخية والسياسية التي أدت إلى تسارع وتيرة التهويد في هذه الأيام، وكذلك أسباب الصمت العربي المطبق تجاه ما يحدث في بيت المقدس، رغم أنها تمثل عاصمة للثقافة العربية في هذا العام، لماذا تم اختيارها عاصمة للثقافة في وقت تتعرض فيه لأبشع أنواع التهويد وتغيير معالمها الإسلامية؟! ومع ذلك لا توجد تحركات ملموسة لمواجهة إجراءات اليهود المتغطرسة، ولفهم حيثيات الأمر وخلفية تحركات الصهيونية الجديدة ضد المدينة المقدسة، والدور المطلوب من الأمة الإسلامية حكاما ومحكومين لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مقدسات الأمة قبل فوات الأوان، كان هذا الحوار:
> في البداية هل من لمحة تاريخية لما جرى للقدس منذ بداية المشروع اليهودي إلى وقتنا الحالي؟
< لا شك أن القدس عانت وما زالت مسيرة خداع وضياع، فمنذ إعطاء بلفور عام 1917م وعدا لليهود بإنشاء وطن قومي يجمع شتاتهم في أرض فلسطين، وقبل ذلك حينما بدأت بريطانيا وخلال عملها كسفارة في ظل الدولة العثمانية في إقامة المؤسسات اليهودية في القدس، ولكي يمكّن اليهود على الأرض المباركة، احتلت بريطانيا فلسطين عام 1918م وعملت خلال 30 عاماً على تمكين اليهود، وقبل انسحابها من القدس وفلسطين أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1947م قرار تقسيم فلسطين على أن يكون لليهود 54%، وللعرب 45 %، والقدس 1 % على أن تدول لفترة مؤقتة وتعود لتخضع للسيادة العربية .
وبعد انسحاب القوات البريطانية وتسليم فلسطين لليهود؛ لأنها هي التي مكنتهم وسلمتهم الأراضي والسلاح وأقامت لهم المغتصبات وجلبت أعدادا كبيرة من شتاتهم في بقاع الأرض، أنشئ في عام 1948م الكيان اليهودي على مساحة 77%، واحتلت 85% من مساحة القدس - غربي القدس - وقاموا بتهويد هذه المنطقة التي تعود ملكيتها للعرب، وبناء أحياء سكنية يهودية فوق أراضيها وأراضي القرى العربية المصادرة حولها .
وفي عام 1967م وخلال بضعة أيام احتلوا ما تبقى من أرض فلسطين 33%، وسقط باقي القدس بأيدي الصهاينة – شرقي القدس – وأعلن عن توحيد شطري القدس تحت الإدارة اليهودية في 27/6/1967م، وبدء مشروع التهويد للبلدة القديمة وتغيير معالمها بدءا من الهدم الكامل لحارة المغاربة (الوقفية) ومرورا بحارة الشرف وما تبعهما من مساجد ومدارس ومبان تاريخية وقفية؛ لإقامة ساحة أسموها «ساحة المبكى» وهي ساحة البراق، التي تعود ملكيتها للمسلمين، حتى في قرار الأمم المتحدة حينما شكلت لجنة تحقيق دولية في أحداث الصدامات بين العرب واليهود في عام 1929م، ثم أعلن الكيان الغاصب رسمياً في 30 يوليو 1980 أن القدس عاصمة أبدية موحدة للكيان اليهودي، وقام بتوسيع نطاق بلدية القدس تدريجياًُ، وعمل على تنفيذ خطة ما يسمى بالقدس الكبرى لتشمل 840 كم2 أي نحو 15% من مساحة الضفة الغربية.
ومنذ عام 1967 إلى عام 1993 صدرت عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي عشرات القرارات الدولية برفض ضم الكيان اليهودي لشرقي القدس، ورفض أية إجراءات مادية أو إدارية أو قانونية تغير من واقع القدس، وعدّ ذلك لاغيا، وعدت هذه القرارات الكيان اليهودي قوة احتلال يجب أن تخرج من القدس ، واستمرت القرارات في الصدور إلى الآن ، غير أنها وإن كانت تعترف بحقوق الفلسطينيين، إلا أنها تفتقر إلى الجدية والآلية اللازمة لإرغام الكيان الصهيوني على احترام القرارات الدولية.
ومنذ 1994 عند تأسيس السلطة الفلسطينية وإلى الآن سجل أكثر من 120 اعتداء على المسجد الأقصى، تحت غطاء المفاوضات والتأجيل والتهدئة وخارطة الطريق واللقاءات، وأضحى مخطط التهويد أكثر منهجية، وحقق الكثير من المكاسب على الأرض.
> ما الأسباب التي أدت إلى تسارع وتيرة التهويد في هذه الأيام؟ هل هذه الممارسات تدل على مغزى سياسي معين؟!
< إذا رجعنا لسنوات قليلة مضت نجد أن اتفاق أوسلو جعل القدس من القضايا العالقة التي أجل بحثها إلى المرحلة الأخيرة من المفاوضات التي كان مقترحا لها عام 1999م!! وهذا أعطى الفرصة الذهبية لتنفيذ مخطط التهويد الذي أعد بشكل منهجي ومدروس ضمن مخطط القدس سنة 2020 م، فأرادوا أن يوجدوا واقعاً على الأرض يُفرض على الفلسطينيين إذا ما طرح موضوع القدس على طاولة المفاوضات.
والهدف الأساس هو تقليص عدد السكان الفلسطينيين داخل البلدة القديمة في القدس باستخدام كافة الوسائل لتحقيق هذا الهدف؛ فكان الجدار العازل والحصار الاقتصادي وسحب الهويات والاعتقال وتدني مستوى الخدمات وإغلاق المؤسسات المدنية والخيرية وانتشار البطالة بين الشباب وزيادة المفسدات بين الفتية، وخطورة العيش بإسكان المتطرفين اليهود في مساكن مجاورة للأسر الفلسطينية في البلدة القديمة، بعد أن أقيمت المدارس الدينية اليهودية في قلب البلدة القديمة، ووضع فيها أسوأ الطلاب أخلاقاً وممارسة ليضايقوا الأسر الفلسطينية!!
ولا شك أن الأوضاع المتشابكة وصراع أبناء البلد الواحد – الخلاف بين «فتح» و«حماس» – وفر الفرصة الذهبية للمضي قدماً في مخطط التهويد، وقد رفعوا عدد الأماكن التي زعموا أنها مقدسة عند اليهود إلى 350 موقعاً بعدما كانت 49 موقعاً في عام 1948!!
وتنامت المؤسسات والجماعات العاملة على هدم الأقصى وازداد مؤيدوها، والتنسيق بين تلك الجماعات المتطرفة ومؤسسات الدولة ومشاركتهم في القرار كسلطة تطوير القدس والمؤسسات السياحية وبلدية القدس، وترادف مع ذلك الدعم الكبير الذي تتلقاه تلك الجمعيات والجماعات المتطرفة، وكذلك المؤسسات الحكومية من متبرعين يهود وجمعيات أمريكية يهودية معفاة من الضرائب، وفي المقابل تمنع أي مساعدات تصل إلى فلسطين والقدس إن كانت عربية أو إسلامية.
ومما أعطى الغطاء لتلك الممارسات والإسراع في تنفيذ المخططات إجادة اليهود لتسويغ كل ممارساتهم في القدس من تنكيل وتهويد وهدم وحصار، وتصعيدهم من إشاعة أكاذيبهم وأساطيرهم بحقهم في المسجد الأقصى والقدس، وفي النهاية مشروع مستمر ولا يواجهه تصدٍّ دولي وعربي وإسلامي حكومي وشعبي.
> لماذا تترادف الاعتداءات المتكررة في كل عيد ومناسبة يهودية مع مشروع التهويد؟!
< لا شك أن ما يحدث وفق مخطط مسبق التحضير، والاعتداءات المتكررة في كل عيد يهودي، بل في كل شهر عبري، ترويض للعقل العربي والإسلامي بقبول حقيقة الرضا بدخول اليهود الدائم إلى المسجد الأقصى، فأرادوا أن تستمر هذه المسيرات بربطها بالمناسبات الدينية المتكررة على مدار العام؛ ليحققوا من خلالها الكثير من الغايات التي لن تتحقق إلا بافتعال تلك الاعتداءات، فعلى الرغم من أن دعوات الاقتحام من جماعات يهودية متطرفة إلا أن قوات الشرطة وبأعداد كبيرة تشارك في حمايتهم والاعتداء على المصلين داخل المسجد الأقصى .
وهذه الاعتداءات لعلها - في نظرهم - تسرع مشروع تقسيم المسجد الأقصى، وهو المشروع العاجل الذي بدأ تنفيذه، وعندما تحدث صدامات ودماء فإن ذلك يكون مسوغاً لليهود «لتنظيم الوضع» وحماية المصلين!! ثم يقسمون المسجد الأقصى بين الطرفين كما حدث في المسجد الإبراهيمي!!
وتجد الجماعات اليهودية في تلك المناسبات أوقات ذهبية لتوزيع الكتب والكتابات والنشرات، وتحريك جماعاتهم للعمل وتنسيق الجهود بين تلك الجماعات وإقامة المؤتمرات واللقاءات التي تعقد على هامش الاعتداءات، وتسيّر الرحلات السياحية وتصبح هذه الاقتحامات رحلات إرشادية لتزوير التاريخ وصياغة الأفكار.
> أين القدس في عامها الثقافي (القدس عاصمة الثقافة 2009)؟!
< لا شك أن إعلان القدس عاصمة الثقافة العربية للعام 2009م كان تحديا كبيرا للدول العربية، فالقدس في وضعها الحالي ليست كأي عاصمة فهي في ظل احتلال ليس كأي احتلال!! ومع تواضع تلك الفعاليات والأنشطة لإبراز دور القدس الثقافي والعلمي والتراثي إلا أن سلطات الاحتلال حولت القدس إلى ثكنة عسكرية، ونشرت آلاف الجنود وحرس الحدود، واعتقلت عددا من لجان إحياء الفعاليات مع مسؤوليهم، وداهمت عدداً من المؤسسات في القدس، وتمادوا ليعتقلوا امرأتين كانتا توزعان قمصانا تحمل شعار الاحتفالية!!
ولا شك أن المحافظة على التراث العلمي في القدس وفلسطين ، الذي يتناقص يوما بعد يوم بسبب العبث اليهودي المبرمج والسرقات المتقنة لذلك التراث الثمين، من أولويات الحفظ والتحقيق والاهتمام، فمؤسساتنا العلمية والأكاديمية مدعوة للعمل على تحقيق وإخراج كتب التراث الإسلامي، وقطع الطريق أمام الأكاديميين اليهود، الذين يجمعون ويسرقون ويحققون وينشرون تاريخنا وتراثنا، ونحن نقف مكتوفي الأيدي!!
فالمطلوب المساهمة في معركة الدفاع عن المسجد الأقصى بالجهد العلمي، بالرد على شبهات اليهود وأكاذيبهم وخداع أعوانهم من المستشرقين والفرق الباطنية في التشكيك والتهوين من مكانة المسجد الأقصى عند المسلمين.
والعمل للقدس والمسجد الأقصى وفلسطين لا يكون بأهازيج أو شعر أو نثر يُلقى أو مشهد «فني» يُعرض، أو لقاءات ورسميات تتبعها بيانات وتنديدات لا تدفع ظلماً ولا ترد «بلدوزراً» داس الواقع والتاريخ!! فالمشروع اليهودي مشروع متماسك متكامل محدد الأهداف.. في غياب مشروع عربي أو إسلامي محدد الأهداف، يواجه ولو بالقليل الاندفاع اليهودي لتهويد القدس وما حولها، فأقل القليل تقديم الدعم الكامل لتلك الجهود العاملة على حفظ التراث الإسلامي في القدس وفلسطين، وجمع المخطوطات بهذا الشأن، والبحث عن المفقود منها، وكشف السرقات التي تمت على المخطوطات، والمناداة والعمل على إرجاع المخطوطات المسروقة إلى مصادرها، وإعادة تحقيق المخطوطات التي عمل عليها محققون ودارسون يهود، ومستشرقون قريبون من وجهة نظرهم؛ لتنقيتها من الأكاذيب والدسائس المقصودة لسلب المسجد الأقصى وأرض المسرى.
أما في مجال النشر والطباعة، فلا بد من الكتابة والمساهمة بالقلم في معركة الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى وأرض المسرى؛ لتكشف الحقائق ويزول الخداع، وليعي المسلمون حجم المؤامرة والخداع الذي نعيشه من جوانب عدة!! وذلك بإخراج الكتاب بشأن القدس ليكون مرجعاً لكل مسلم، وطباعة الكتب السياحية عن القدس التي تكون فيها حقائقنا بدلاً من أكاذيب اليهود، فنحن لا نستحدث للقدس مكانةً وتاريخاً، وأقل القليل كسر العزلة الثقافية التي تعيشها القدس عن واقعها الإسلامي، وجعل القدس في مساق علمي تربوي في مناهجنا، كما هم اختلقوا مكانة للقدس من العدم، بل نطمح أن تكون القدس العاصمة الأبدية للثقافة حتى تبقى حاضرة في وجدان المسلمين.
> هل هناك دور للمؤسسات المدنية والخيرية في القدس؟
< ضرب العمل المؤسسي في القدس بدأته بريطانيا وأكملته القيادة الصهيونية، وحتى بعد «أوسلو» وقيام السلطة وإلى الآن ومسلسل الإغلاقات والاعتقالات وضرب المؤسسات مستمر، وتعد القدس من أكثر المدن والمناطق الفلسطينية التي تم تفريغها من المؤسسات؛ لطمس العمل المؤسسي والاجتماعي في القدس.
ووصل الأمر أن منعوا مراكز المخطوطات في القدس من جلب المواد التي ترمم بها المخطوطات الإسلامية والتراثية؛ مما يزيد من تعرضها للتلف يوماً بعد يوم، وللأسف كل ذلك أثر سلباً على حماية الأوقاف في القدس، وقد بُذلك جهود متواضعة لحمايتها والحفاظ عليها، ولكنها لم تكن قادرة على مواجهة سلب اليهود ومكايدهم وتهويدهم، ولم تكن في مستوى التخطيط والتنفيذ لسلبها ، وما زالت الجهود المبذولة لحمايتها مشتتة وصوتها خافتا... مما سهل على اليهود المضي قدماً في مشروع التهويد لإضعاف الوجود الإسلامي في القدس.
> ما واجب المسلمين تجاه معركة الحفاظ على المقدسات؟ وما العمل لتحقيق هذه الأهداف؟
< لا شك أن عملنا وحبنا لفلسطين والمسجد الأقصى عقيدة؛ لأنها أرض المسلمين وفيها مقدسات المسلمين، وقد جعل الله عز وجل الأقصى قبلة أولى للمسلمين، وفضائل القدس وأكنافها في صريح كتاب الله تعالى وصحيح السنة النبوية.
ولا مناص من الوعي بأسباب ضعفنا وما آلت إليه أمورنا، وأن نسلك طريق النصر، وهو اتباع كتاب ربنا وسنة نبينا على فهم سلفنا الصالح، وأن نكون أمة صدق وعمل وإخلاص وقرب إلى الله تعالى؛ فلن يستقيم حال الأمة إلا بالعلاج الشرعي، وتقوية عقيدة الولاء والبراء، ونحن على يقين بأن المستقبل في فلسطين هو للإسلام والمسلمين؛ قال تعالى: {والعاقبة للمتقين}.
فالمسجد الأقصى أمانة في أعناق المسلمين، ويتعاظم هذا الواجب مع تعاظم المخططات والممارسات؛ فيجب العمل بكل السبل لتمكين أهل القدس من بناء المدارس والمراكز والمؤسسات، ودعم حلقات العلم والدورات الشرعية، وكفالة حلقات تحفيظ القرآن، وإعمار الأقصى بشد الرحال إليه من أهل القدس ومناطق الـ 48 وما أمكن من غيرها.
وكذلك توفير الدعاة والكتب والأشرطة بين المسلمين، وبين السائحين لدعوتهم للإسلام، وتبيان التاريخ الصحيح للمسجد الأقصى وأرض المسرى، وطباعة الكتاب الإسلامي الذي يذكر التاريخ الصحيح للمسجد الأقصى، وترجمة الكتب الإسلامية إلى اللغات الأخرى ومنها العبرية، ورد شبهات وأكاذيب اليهود بكل الوسائل المتاحة والاجتهاد في ذلك، وتكثيف الندوات العلمية والمؤتمرات والبرامج التي تدافع عن حقنا الثابت في المسجد الأقصى، وكشف مخططات اليهود للعالم الإسلامي أجمع، وترجمة ما يصدر عنهم من كتب ونشرات.
ولا مناص من تعرية كتابات العلمانيين الذين ما فتئوا ينشرون تخذيلهم للأمة وتبريرهم لممارسات اليهود والتشكيك في ثوابتنا، فلا بد من فضح أهدافهم، وكشف حيلهم ومكرهم، وتوعية الأمة بخطورة انتماءات وأبعاد كتاباتهم، والرد على أقوالهم وما خطته أقلامهم، وتخصيص مراكز دراسات لدراسة وتحقيق تراثنا وتاريخنا؛ لنحفظ هوية أجيالنا ونحميهم من مخطط التشويه والتحريف .
لاتوجد تعليقات