رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 18 يوليو، 2010 0 تعليق

ضابط الابتداع في الدين

ما الشرح الوافي لحديث: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد»؟

 

 «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» من أحدث يعني ابتدع، اخترع شيئاً لم يسبق له شرعية، ولا دليل عليه من كتاب ولا سنة فهذا محدث، هذا مبتدع، فالإحداث: والابتداع في الدين، يعني ابتداع واختراع ما لم يسبق له شرعية من كتاب ولا سنة، «في أمرنا هذا» يعني في الدين لا في أمور الدنيا؛ فأمور الدنيا لا يدخلها الابتداع، وإنما الابتداع خاص بأمور الدين التي يتعبد بها «ما ليس منه»، يعني ما ليس من ديننا الذي دل عليه الدليل من الكتاب أو السنة، أو شملته القواعد العامة التي أخذت واستنبطت من النصوص، «فهو رد» رد مصدر بمعني مردود؛ فالمصدر يأتي ويراد به اسم المفعول كالحمل يراد به المحمول، فكل من عمل شيئاً مما يتعبد به، ويتقرب به إلى الله - جل وعلا - فهو مردود عليه وهو آثم به، والرواية الأولى خاصة بمن يبتدئ العمل، والرواية الثانية رواية مسلم: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد» ولو سبق إليه، فالرواية الأولى في رؤوس البدع الذين يخترعونها، والرواية الثانية شاملة لهم ولأتباعهم، فالذي يعمل البدعة المتوارثة من قرون يقول: ما أحدثت، عند شيوخنا، أو في كتبهم يعملون به من غير نكير، فلا أدخل في الحديث، ونقول: تدخل في الرواية الأخرى: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد» ومقتضى الحديث ذم البدع كبيرها وصغيرها.

والبدع أنواع: منها البدع المكفرة المخرجة من الملة، ومنها: البدع الغليظة الكبرى وإن كانت لا تخرج عن الملة، فهذا الذي أحدث في الدين ما ليس منه فهو مبتدع، والبدع شر من الذنوب والمعاصي التي يعترف مرتكبها بالمخالفة؛ لأن هذا المبتدع يتدين بهذا، ويظن أنه يحسن صنعاً ومع ذلك فهو خاسر عامل ناصب، عامل في الدنيا وخاسر في الآخرة، نسأل الله العافية، فعلى المسلم، لا سيما طالب العلم الذي يعرف من النصوص ما يغنيه مما صح عن النبي - عليه الصلاة والسلام - الابتعاد عن هذه البدع والمبتدعات، وألا يعبد الله إلا بما شرع، هذا مقتضى شهادة أن محمداً رسول الله: طاعته بما أمر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، والاقتصار على الخبر: من استطاع منكم أن يحك رأسه إلا بأثر فليفعل، وقد أحسن من انتهى إلى ما سمع، والدين ولله الحمد أكُمل في حياة النبي - عليه الصلاة والسلام - وليس بحاجة إلى مزيد {اليوم أكملت لكم دينكم} (المائدة).

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك