رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 4 يناير، 2016 0 تعليق

الطريق الصحيح لطلب الحديث

- ما الطريق الصحيح لطلب علم الحديث الشريف؟ وهل من الممكن إحالتنا على بعض الكتب و الشروحات التي تعين على هذا؟ علما بأنني أريد أن أبدأ في الطلب، لكن لا أعلم من أين وكيف أبدا؟ وما توجيه فضيلتكم لمن يريد أن يتخصص في هذا الفن؟

- الطريق لطلب العلم في الحديث وغيره من العلوم أن يبدأ الطالب بالكتب المؤلفة لصغار الطلاب لطبقة المبتدئين، هنا في علم الحديث يبدأ الطالب بالنسبة لمتون السُّنة بالأربعين النووية؛ لأنها أحاديث جوامع، سلك أهل العلم تقريرها على المبتدئين من الطلاب، ومع ذلك يقرأ عليها الشروح ويحضر فيها الدروس, ويسمع ما سُجِّل عليها من أشرطة ويستفيد فائدة عظيمة, ثم بعد ذلك إذا انتهى من الأربعين يحفظ عمدة الأحكام، ثم بعد ذلك البلوغ أو المحرر لابن عبدالهادي، وإن سمت همته إلى المنتقى -إذا كانت حافظته تسعف- فلا شك أنه جامع لأحاديث الأحكام, وإن كانت حافظته لا تسعفه فإنه بعد دراسة الأربعين والعمدة والبلوغ أو المحرر فإنه يبدأ بدراسة الكتب الأصلية المسندة بدءًا بالبخاري؛ فينظر في صحيح البخاري وفي تراجمه, وأسانيد الأحاديث, ومتون الأحاديث, ويربط بين الحديث والترجمة، وينظر في الإسناد من كل وجه، في الرجال وفي صيغ الأداء, وينظر فيه من حيث الاتصال والانقطاع، على كل حال إذا بدأ بالبخاري فمسألة التصحيح والتضعيف قد تكفي؛ لأن كل ما في صحيح البخاري صحيح، لكن يتفقه فيربط بين متن الحديث وبين الترجمة, وينظر في فقه البخاري -رحمه الله- في تراجمه، كما نص على ذلك أهل العلم، ويستفيد فائدة عظيمة، فإذا نظر في الرابط بين الترجمة ومتن الحديث يطالع الشروح على هذا الحديث, ثم ينظر إلى مواضع التخريج لهذا الحديث من الصحيح، ويقارن بينها في تراجمها وفي أسانيدها, وفي صيغ أدائها، وفي متونها, وينظر الزائد من الناقص، ويقارن بين هذه الأمور ويراجع عليها الشروح في المواضع كلها وحينذٍ يستفيد علمًا عظيمًا.

وقُل مثل هذا في بقية الأحاديث ثم بقية الكتب, والمسالة تحتاج إلى زمن طويل، لكن لا يستكثر مثل هذا في دراسة السنة النبوية بعد حفظ القرآن, وبعد العناية بكتاب الله ومطالعة تفاسيره.

- وهل من الممكن إحالتنا على بعض الكتب والشروحات التي تعين على هذا؟

- إذا قرأ في الأربعين أو حفظ الأربعين يراجع عليها الشروح، مثل شرح النووي صاحب المتن, وبعض الشروح المختصرة لبعض المعاصرين كُتبت بأسلوب سهل مُيسر, ثم بعد ذلك إن طالع في جامع العلوم والحكم، وإن كان مطولاً لا يناسب المبتدئين، لكن فيه فوائد عظيمة جدًّا.

     بعد الأربعين، يحفظ العمدة ويراجع شروحها, مثل شرح ابن دقيق العيد, وإن كان فيه صعوبة, لكن إذا قرأه على عالم يحلل ألفاظه استفاد فائدة عظيمة؛ لأن هذا المتن متن متين يُربَّى عليه طالب العلم، إذا فهمه فإنه لا يصعب عليه شيء من عبارات الشراح, وقل مثل هذا في بقية الكتب, بلوغ المرام، ويراجع سُبل السلام وشروح المشايخ المعاصرين المسجلة والمطبوعة، وإذا سمت همته إلى الكتب المسندة فشروحها معروفة, وفيها أشرطة مع بيان مزاياها وخصائص كل شرح منها.

تبدأ بمتون السُّنة بالطريقة التي شرحناها، وبالنسبة لعلوم الحديث تبدأ مثلا بالبيقونية, وتنظر في شروحها, ثم النخبة وما كتب عليها من شروح وما سُجِّل عليها، وبعد ذلك تقرأ في اختصار علوم الحديث للحافظ ابن كثير وشروحه, ثم بعد ذلك ألفية العراقي، وتجعل همَّك كله بالنسبه لعلوم الحديث في ألفية العراقي وشروحها، وتطبق على كل باب تأخذه من الألفيه، تطبق عليه من كتب السنة, فتُخرّج أحاديث، وتدرس أسانيدها وتجمع طرقها, وتحكم عليها وتستفيد فائدة عظيمة، وبالمران يرسخ العلم نظريًّا وتطبيقيًّا.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك