
النظام السوري يحرق دوما بصواريخ محرمة دوليًا
مجازر متعاقبة ودماء تسيل على أرض اعتادت المعاناة، ولم يتبق على سطحها سوى الخلافات والأطماع، هذا هو المشهد الذي يخيم على سوريا في ظل نظام بشار الأسد مرتكب المجازر الوحشية في حق شعبه الأعزل وسط حالة من الصمت الدولي على هذه المجازر البشعة، فلم يحرك العالم ساكناً لوقف عمليات القتل في سوريا.
فعلى مدار أربعة أعوام يتعرض الشعب السوري لأبشع جرائم الإبادة الجماعية، من إدلب إلى الرقة ودرعا، ودمشق، وصولًا إلى الحسكة، واللاذقية وحلب، ومن الشمال إلى الجنوب، ولم يكتف النظام السورى بهذه المذابح بل سارع إلى ارتكاب مجزرة تضاف إلى سجل جرائمه الدموية.
ففي مدينة (دوما) بريف دمشق مازال أهلها يعيشون مأساة حقيقة تحت وقع المجازر المتكررة التي يرتكبها نظام بشار الأسد يوميًا بحق المدنيين.
أكثر من 10 أيام شهدت 150 غارة جوية وأكثر من 1000 صاروخ على أهالي المدينة من أطفال، ونساء، وشيوخ، فالشعب السوري أصبح يذبح يوميًا على مرأى العالم أجمع ومسمعه؛ حيث سقط عشرات القتلى ومئات الجرحى بتلك المدينة، واستهدف الطيران الحربي المدينة بصواريخ فراغية محرمة دوليًا؛ ما أدى إلى مقتل وإصابة مدنيين، فضلا عن تدمير العديد من المباني السكنية كاملة.
استهداف من يتجرأ لإنقاذ الضحايا
وأثناء محاولة أبناء المدينة إنقاذ هؤلاء الضحايا تستهدفهم مدفعية الجيش النظامي بقذائف الهاون، وسط الأحياء السكنية والسوق الشعبية، وما تزال حتى الساعة عملية البحث عن الأهالي تحت الأنقاض من قبل فرق الإنقاذ والأهالي قائمة، في ظل اشتعال النيران في أكثر من منزل؛ للبحث عن أحياء، وانتشال بقايا الجثث، التي قطّعتها صواريخ النظام، ووصف مراقبون للشأن السوري القصف بأنه حرب إبادة ترتكب بحق سكان المدينة، وسط استمرار غارات النظام على المدينة منذ أكثر من خمسة أيام.
وفي سياق متصل شن النظام السوري مئات الغارات الجوية أسفرت خلال أول خمسة أيام من الشهر الحالي عن مقتل وجرح نحو ألف مواطن سوري، بينما استمرت المواجهات عنيفة في ريف دمشق.
وأسفرت هذه الغارات عن مقتل نحو 185 مدنيًا، هم 34 طفلًا دون سن الـ 18، و29 مواطنة فوق سن الـ 18، و122 رجلًا، فضلا عن إصابة نحو 800 آخرين بجروح، بينهم العشرات ممن أصيبوا بإعاقات دائمة وجروح بليغة.
هَول مأساة سوريا بالأرقام
من جانبه وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 76021 شخصًا خلال عام 2014 في سوريا بينهم 33278 مدنياً هم 3500 طفل و1987 سيدة و12302 رجلا و15488 من مقاتلي المعارضة السورية، كما أعلن المرصد سقوط 12861 مقاتلا من جيش نظام بشار الأسد فضلا عن سقوط 9766 من عناصر الدفاع الوطني وكتائب البعث واللجان الشعبية والحزب السوري القومي الاجتماعي و(الجبهة الشعبية لتحرير لواء اسكندرون) والشبيحة، والمخبرين الموالين للنظام.
وأعلن مقتل 366 عنصرًا من حزب الله اللبنانية وسقوط 2167 مقاتلا من الطوائف الأخرى الموالين للنظام من جنسيات عربية وآسيوية وايرانية، ولواء القدس الفلسطيني ومسلحين موالين للنظام من جنسيات عربية.
كما أعلن عن مقتل 16979 مقاتلاً من مقاتلي (داعش) و(النصرة) وجنود الشام وجند الأقصى وتنظيم جند الشام والكتيبة الخضراء، من جنسيات عربية وأوربية وآسيوية وأمريكية واسترالية فضلا عن345 جثة مجهولة الهوية.
ولفت المرصد الى أنَّ هذه الإحصائيات لا تشمل آلاف المفقودين داخل معتقلات قوات النظام وأجهزته الأمنية، وآخرين فُقِدوا خلال اقتحام قوات النظام والمسلحين الموالين لها لمناطق سورية عدة، وارتكابها مجازر فيها. كما لا تشمل أيضاً مئات الأسرى من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، ومئات المختطفين لدى الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وتنظيم (الدولة الإسلامية) وجبهة النصرة بتهمة موالاة النظام.
وهذه الإحصائيات لا تشمل أيضاً مئات المقاتلين من الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة وتنظيم (الدولة الإسلامية) وجبهة النصرة ووحدات حماية الشعب الكردي، والمسلحين المحليين الموالين لهذه الأطراف، الذين اختطفوا خلال الاشتباكات الدائرة بين هذه الأطراف. ولا تشمل أيضاً، أكثر من 3 آلاف مختطف من المدنيين والمقاتلين في سجون تنظيم (الدولة الاسلامية) بينهم المئات من أبناء عشائر ريف دير الزور، الذين اختطفهم التنظيم من مناطقهم.
وفي هذا السياق، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 32 ألف شخص على يد النظام السوري، جلهم من المدنيين. وقد وصلت نسبة المدنيين المستهدفين حوالي 75% من مجموع القتلى. ولفتت الشبكة إلى أن «النظام استخدم طرائق عديدة للقتل، وفضلا عن القصف بالطائرات والصواريخ والمدفعية، فقد قتل 32 مدنياً برصاص قناصة، و48 مدنيا باستخدام الذخائر العنقودية، في 92 مرة قصفت بها بهذا السلاح، من بينهم نساء وأطفال، كما قتل سوريون باستخدام الغازات السامة، فضلا عن استهداف الكوادر الطبية والإعلامية، وقتلى سقطوا جراء التعذيب». في المقابل، أشارت الشبكة إلى أن فصائل المعارضة المسلحة «ارتكبت العديد من الانتهاكات، تمثلت بقصف أحياء سكنية خاصة عبر قذائف الهاون؛ حيث سجلت الشبكة مقتل 1257 شخصاً، وهم 1183 مدنيا، من بينهم 291 طفلاً، و242 امرأة، وإعلامي واحد، فيما قتلت 74 مقاتلاً، وكل ذلك خلال 2014».
ورأى المرصد إن صمت المجتمع الدولي على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في سوريا، ساهم في إطلاق يد المجرمين الذين ارتكبوا هذه الجرائم؛ لأنهم لم يجدوا من يردعهم عن الاستمرار في جرائمهم، التي أدت إلى إصابة أكثر من 1500000 آخرين بجراح، وإعاقات دائمة، وتيتيم مئات الآلاف من الأطفال، وتشريد أكثر من نصف الشعب السوري، وتدمير البنى التحتية، والأملاك الخاصة والعامة، منذ انطلاقة الثورة السورية في الـ 18 من آذار من العام 2011 وحتى أواخر العام المنصرم.
لاتوجد تعليقات