رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: محمد الراشد 16 فبراير، 2015 0 تعليق

عقوق المشايخ

     لا ريب أن احترام المشايخ من علماء الشريعة واجب، فقد قال النبي: «ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه». (حسنه الألباني)؛ وذلك لأن علماء الشريعة هم ورثة النبي؛ فإن العلماء ورثة الأنبياء، والأنبياء لم يورثوا درهمًا ولا دينارًا، بل ورثوا العلم، فالعلم شريعة الله فمن أخذ العلم أخذ بحظ وافر من ميراث العلماء.

     فكيف لطالب علمٍ تربى علي يد مشايخه، واستقى منهم العلم ماشاء الله - تبارك وتعالى - أن يعق هؤلاء المشايخ الأجلاء ؟!، وأنّى له بهذا الفكر والتصرف العقيم! والعقوق له صور عدة فمنها: التحدث أثناء حديث شيخه، ورفع صوته، وعدم الإنصات له والانشغال بأمور تافهة، وعدم السؤال عنه وعن حاله. فكيف لك أخي طالب العلم الشرعي أن تعق شيخك الذي كانت أكبر أمنية له أن يراك ترتقي في سلم العلم شيئًا فشيئًا، حتى تصبح من علماء عصرك، يهتدي بك الناس، وتدفعهم لطريق الحق والنور، وتبعدهم عن غيابات الغي والضلال.

      وأما الطامة الكبرى التي يقع فيها طالب العلم العاق، تراه إذا ذاع صيته وشهرته وأصبح حديث العامة، أخذ بعلمه دون الرجوع لمشايخه، وصار يفتي بالحلال والحرام ناسيًا أو متناسيًا دور هؤلاء المشايخ والعلماء الذين تربى على يديهم! فكان أولى له أن يرجع إليهم ويستمع لرأيهم ونصحهم، وما خاب من استشار. وقد نقل عن الإمام مالك رحمه الله أنه قال: «.. ليس كل من أحب أن يجلس في مجلس للتحديث والفتيا جلس، حتى يشاور فيه أهل الصلاح والفضل، وأهل الجهة في المسجد، فإن رأوه أهلاً لذلك جلس، وما جلست حتى شهد لي سبعون شيخاً من أهل العلم أني موضع ذلك». رحم الله إمام دار الهجرة، فكيف لو رأى أهل زماننا، وفيهم من يتصدر للفتيا، بل يؤسس القواعد، ويضع مناهج وأصولاً، مع أن سبعين شيخاً من أهل العلم يشهدون أنه ليس موضعاً لذلك!؟

لذلك اعلم أخي طالب العلم الشرعي أن طريق العلم شاق جدا وطويل بطول عمرك, ويحتاج إلى صبر ومصابرة وتحمل لثقل العلم، وأوصيك بتوقير العلماء، فبتوقيرهم توقر الشريعة؛ لأنهم حاملوها ،  إهانة العلماء تهان الشريعة؛ لأن العلماء إذا ذلوا وسقطوا أمام أعين الناس؛ ذلت الشريعة التي يحملونها، ولم يبق لها قيمة عند الناس، وصار كل إنسان يحتقرهم ويزدريهم فتضيع الشريعة. وعليك أن تساعد مشايخك فهم أحق الناس بالمساعدة حتى في مخاطبتهم ومجالستهم، واستفد من سمتهم وحديثهم وأخلاقهم,  وادع الله لهم بالتوفيق وكل خير، وإذا احتيج إليك في خدمتهم أو علاجهم أو غير ذلك  فلا تتردد في ذلك بل أقبل عليهم بكل سرور وحب مخلصًا في ذلك لله جل وعلا.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك


X